سبب نزول الآية رقم (223) من سورة البقرة

* قوله تعالى: ﴿نساؤكم حرث لكم﴾ الآية.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قال: أخبرنا حاجب بن أحمد قال: حدثنا عبد الرحيم بن منيب قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن المنكدر، سمع جابر بن عبد الله يقول: كانت اليهود تقول في الذي يأتي امرأته من دبرها في قبلها: إن الولد يكون أحول، فنزل - نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم - رواه البخاري، عن أبي نعيم ورواه مسلم، عن أبي بكر بن أبي شيبة، كلاهما عن سفيان.

أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى، أخبرنا أبو سعيد إسماعيل بن أحمد الجلالي، أخبرنا عبد الله بن زيدان البجلي قال: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا المحاربي، عن محمد ابن إسحاق، عن أبان بن مسلم، عن مجاهد قال: عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته، أوقفه عند كل آية منه فأسأله عنها حتى انتهى إلى هذه الآية - نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم - فقال ابن عباس: إن هذا الحي من قريش كانوا يتزوجون النساء ويتلذذون بهن مقبلات ومدبرات، فلما قدموا المدينة تزوجوا من الانصار، فذهبوا ليفعلوا بهن كما كانوا يفعلون بمكة، فأنكرن ذلك وقلن: هذا شئ لم نكن نؤتى عليه، فانتشر الحديث حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى في ذلك - نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم - قال: إن شئت مقبلة وإن شئت مدبرة وإن شئت باركة، وإنما يعني بذلك موضع الولد للحرث يقول: ائت الحارث حيث شئت.

رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه، عن أبي زكريا العنبري، عن محمد بن عبد السلام عن إسحاق بن إبراهيم عن المحاربي.

أخبرنا سعيد بن محمد الجنائي قال: أخبرنا أبو علي بن أبي بكر الفقيه قال: حدثنا أبو القاسم البغوي قال: حدثنا علي بن جعد قال: حدثنا شعبة، عن محمد ابن المنكدر قال سمعت جابر قال: قالت اليهود: إن الرجل إذا أتى امرأته باركة كان الولد أحول، فأنزل الله عز وجل - نساؤكم حرث لكم - الآية.

أخبرنا سعيد بن محمد الحنائي قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون قال: أخبرنا أحمد بن الحسين بن البرقى قال: أخبرنا أبو الازهر قال: حدثنا وهب ابن جرير قال: حدثنا أبو كريب قال: سمعت النعمان بن راشد عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال قالت اليهود: إذا نكح الرجل امرأته مجبية جاء ولدها أحول، فنزلت - نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم - إن شاء مجبية وإن شاء غير مجبية، غير أو ذلك في صمام واحد.

رواه مسلم عن هارون بن معروف عن وهب بن جرير قال الشيخ أبو حامد بن الشرفى: هذا حديث جليل يساوي مائة حديث، لم يروه عن الزهري إلا النعمان بن راشد.

أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المطوعى قال: أخبرنا عمر بن حمدان قال: حدثنا أبو علي قال: حدثنا زهير قال: حدثنا يونس بن محمد قال: حدثنا يعقوب القمي قال: حدثنا جعفر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: جاء عمر بن الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هلكت، فقال: وما الذي أهلكك؟ قال: حولت رحلي الليلة، قال: فلم يرد عليه شيئا فأوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية - نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم يقول: أقبل وأدبر واتق الدبر والحيضة.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الاصفهاني قال: حدثنا عبد الله بن محمد الحافظ قال: حدثنا أبو يحيى الرازي قال: حدثنا سهل بن عثمان قال: حدثنا المحاربي، عن ليث عن أبي صالح، عن سعيد بن المسيب أنه سئل عن قوله - فأتوا حرثكم أنى شئتم - قال: نزلت في العزل، وقال ابن عباس في رواية الكلبي نزلت في المهاجرين لما قدموا المدينة، ذكروا إتيان النساء فيما بينهم والانصار واليهود من بين أيديهن ومن خلفهن، إذا كان المأتى واحدا في الفرج، فعابت اليهود ذلك إلا من بين أيديهن خاصه، وقالوا: إنا لنجد في كتاب الله التوراة إن كل إتيان يؤتى النساء غير مستلقيات دنس عند الله، ومنه يكون الحول والخبل، فذكر المسلمون ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: إنا كنا في الجاهلية وبعد ما أسلمنا نأتي النساء كيف شئنا، وإن اليهود عابت علينا ذلك، وعرفت لنا كذا وكذا فأكذب الله تعالى اليهود ونزل عليه يرخص لهم - نساؤكم حرث لكم - يقول: الفرج مزرعة للولد - فأتوا حرثكم أنى شئتم - يقول: كيف شئتم من بين يديها ومن خلفها في الفرج.