المبعث النبوي سبق نزول القرآن؟


المسألة:

وجدنا في أحد منشوراتكم أن لا ضرورة لأن تكون البعثة النبوية مصاحبة لنزول القرآن بدليل أن النبي موسى والنبي عيسى (عليهما السلام) قد بُعثا و بعد مدة نزلت كتبهم.

الإشكال إن كان هذا مقبولاُ بالنسبة لهما (عليهما السلام) إلا أنه غير مقبول بخصوص نبينا الخاتم (صلوات الله عليه وآله). فمعجزاتهم كانت تكفي لتثبت نبوّتهما لكن النبي الخاتم (صلوات الله عليه) معجزته الأساس هي القرآن الكريم فكيف يُبعث دونه ولو لفترة من الزمن.


الجواب:

المبعثُ النبويُّ الشريف كان في آخرِ شهرِ رجب، ومبدأ نزولِ القرآنِ الكريم كان في شهر رمضان من ذاتِ السنة، فالفاصلُ بين المبعثِ الشريفِ ونزولِ القرآن لا يزيدُ على الشهرين، ولم يصدعْ النبيُّ الكريم (ص) بالدَّعوة العامَّة علناً إلا بعد نزولِ القرآن على قلبِه بمدَّة، ثم إنَّ القرآنَ الكريم لم يكن المعجزةُ الوحيدةُ للنبيِّ الكريم (ص) فقد ظهرتْ على يد النبيِّ الكريم (ص) العديدُ من المعجزاتِ قبلَ نزولِ القرآنِ وبعده، نعم كان القرآنُ المجيدُ هو المعجزة الخالدة للرسول (ص) وإنَّما امتازَ النبيُّ محمَّدٌ (ص) بخلودِ مُعجزتِه دون سائر الأنبياء لأنَّ الله تعالى قضى بخلودِ رسالته إلى يوم الدين.

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور