البسملة قبل الأكل من الآداب النبويّة التي أدَّب رسولُ الله (ص) بها أمَّته، وذلك ليكونوا على ذكرٍ من الله تعالى في كلِّ حالاتهم، فالجلوس على الطعام من الموارد التي يغفل فيها الإنسانُ عن ربِّه نظرًا لرغبته الشديدة في تناول الطعام فأراد رسولُ الله (ص) أنْ يعلِّم أمَّته بأنَّه لا ينبغي لمؤمنٍ أن ينسى ربَّه في تمام حالاته وأنَّ عليه أنْ يتذكَّر دائمًا أنَّ ما عنده لم يكن قد تحصَّل عليه بجدِّه بل هو من عطاء الله جلَّ وعلا ورزقه.

ثمَّ أنَّ الروايات الواردة عن أهل البيت (ع) أفادت أنَّ البسملة قبل الطعام تُورث البركة وتمنع غائلة الشيطان وأنَّ مِن آثارها دعاء الملائكة لمن بسمل بالمغفرة وأنه يُكتب لمن بسمل من الحسنات حتى ينتهي من الطعام.

فمن هذه الروايات ما ورد عن أمير المؤمنين (ع) قال: "اذكروا الله على الطعام ولا تلغطوا، فإنَّه نعمةٌ من نعم الله ورزق من رزقه يجب عليكم فيه شكره وذكره وحمده".

ومنها: ما ورد عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله (ص): "إذا وُضعت المائدة حفَّتها أربعة آلاف ملك فإذا قال العبد بسم الله قالت الملائكة: بارك الله عليكم في طعامكم ثمَّ يقولون للشيطان اخرج يا فاسق لا سلطان لك عليهم فإذا فرغوا فقالوا: الحمد لله قالت الملائكة: أنعم الله عليهم فأدَّوا شكر ربِّهم، وإذا لم يسمُّوا قالت الملائكة للشيطان: ادنُ يا فاسق فكلْ معهم، فإذا رُفعت المائدة ولم يذكروا اسم الله عليها قالت الملائكة: قوم أنعم الله عليهم فنسوا ربَّهم".

ومنها: ما ورد عن أبي الحسن موسى بن جعفر (ع) قال: في وصيّة رسول الله (ص) لعليّ (ع): "يا علي إذا أكلت فقل بسم الله وإذا فرغت فقل الحمد لله فإنَّ حافظيك لا يبرحان يكتبان لك الحسنات حتى تُبعده عنك".

ومنها: ما ورد عن أبي عبد الله (ع) قال: " إنَّ الرجل المسلم إذا أراد يطعم طعامًا فأهوى بيده وقال بسم الله والحمد لله ربِّ العالمين غفر الله عزَّ وجلَّ له قبل أن تصير اللقمة إلى فيه".

ومنها: ما ورد عن أبي عبد الله (ع) قال: "إذا وضع الغذاء أو العشاء فقل بسم الله فإنَّ الشيطان يقول لأصحابه اخرجوا فليس ههنا عشاء أو مبيت..".

ومنها: ما ورد عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله (ص): "ما من رجلٍ يجمع عياله ويضع مائدته فيسمُّون في أوَّل طعامهم ويحمدون في آخره فتُرفع المائدة حتى يغفر لهم".

والحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد صنقور