القثاء (الخيار)

القثاء في القرآن:

قال تعالى: ﴿وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ﴾(1).

 

ما هو القثاء؟

قال الطباطبائي (رحمه الله) في تفسير الميزان: قوله تعالى: وقثائها وفومها، القثاء الخيار والفوم الثوم أو الحنطة.

 

وفي تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان: ﴿وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى﴾ حين كنتم في التيه وينزل عليكم المن والسلوى ﴿لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ﴾، أي قسم واحد من الطعام ولو كان ذا لونين، فالمراد بالوحدة التكرر في كل يوم، ﴿فَادْعُ﴾، أي فاسأل ﴿لَنَا﴾، أي لأجلنا ﴿رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ﴾، أي من نباتها ﴿مِن بَقْلِهَا﴾ البقل أنواع الخضر ﴿وَقِثَّآئِهَا﴾ الخيار ﴿وَفُومِهَا﴾ الحنطة ﴿وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا﴾ حتى نتقوت بها ونأكلها عوض المن والسلوى.

 

الخيار (القثاء) علميًا:

الخيار Cucumber هو نوع من الخضروات خضراء اللون وهو من النباتات الغنية بالماء وتحتوي على مواد قلوية ويعتبر الخيار من النباتات المدررة والتي تمنع من تكون الحصى والملينة المفيدة لتمشية الأمعاء لما تحويه من ألياف, كما ان الخيار غني بفيتامين C ويحوي على القليل من فيتامين A وB كم يحوي أيضا على الأملاح المعدنية الهامة وللازمة لبناء الجسم مثل الصوديوم والكالسيوم والفوسفور والماغنسيوم.

 

هناك أنواع عديدة من الخيار فمنها خيار الماء والقثاء. الخيار مفيد لعمل الماسكات للبشرة, كما تساعد قشوره في تخفيض درجة الحرارة عند استعمالها ككمادات. ويستخدم الخيار بعمل السلطات والطرشي والمخلل(2).

  

ومن باب الطرفة نظم أحد الشعراء(3) أبياتًا في الخيار (قثاء) قال فيها:

 

وعقفاء مثل هلال السماء ** ولكنها لبست سندساً

عراقية لم يذب جسمها ** هزالاً ولم تجس فيما جسا

زبرجدة حسنت منظراً ** وكافورة بردت ملمساً

على رأسها زهرة غضة ** كنجم الظلام اذا عسعسا

 

القثاء في أقوال المعصومين (ع):

جاء في كتاب وسائل الشيعة (آل البيت) للعلم الفقيه الحر العاملي (قدس الله نفسه الزكية) ما يلي:(4)

 

1- محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحجال عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يأكل القثاء بالملح".

 

2- وعن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن جعفر، عن محمد ابن عيسى، عن عبيد الله الدهقان، عن درست الواسطي، عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): "إذا أكلتم القثاء فكلوه من أسفله فإنه أعظم لبركته"(5).

 


1- سورة البقرة / 61.

2- موسوعة ويكوبيديا الإلكترونية: http://ar.wikipedia.org.

3- وهو السري الرفّاء.

4- كتاب وسائل الشيعة: ج25.

5- ورواه البرقي في (المحاسن) عن محمد بن عيسى، والذي قبله، عن الحجال.