زال

زال الشيء يزول زوالا: فارق طريقته جانحا عنه، وقيل: أزلته، وزولته، قال: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا﴾ فاطر/41، ﴿وَلَئِن زَالَتَا﴾ فاطر/41، ﴿لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ﴾ إبراهيم/46، والزوال يقال في شيء قد كان ثابتا قبل، فإن قيل: قد قالوا: زوال الشمس، ومعلوم أن لا ثبات للشمس بوجه، قيل: إن ذلك قالوه لاعتقادهم في الظهيرة أن لها ثباتا في كبد السماء، ولهذا قالوا: قام قائم الظهيرة، وسار النهار، وقيل: زاله يزيله (قال السرقسطي: وقد زال الشيء يزيله زيلا: إذا مازه منه. انظر: الأفعال 3/479) زيلا، قال الشاعر:

هذا النهار بدا لها من همها *** ما بالها بالليل زال زوالها

وهو للأعشى في ديوانه ص 150، واللسان (زول).

قيل: معناه: زال الخيال زوالها)

أي: أذهب الله حركتها، والزوال: التصرف. وقيل: هو نحو قولهم: أسكت الله نأمته (أي: نغمته وصوته، انظر: اللسان (نأم) ؛ والمنتخب لكراع النمل 1/46)، وقال الشاعر: إذا ما رأتنا زال منها زويلها (هذا عجز بيت، وشطره: وبيضاء لا تنحاش منا وأمها، وهو لذي الرمة في ديوانه ص 637 من قصيدة مطلعها:

أخرقاء للبين استقلت حمولها *** نعم غربة فالعين يجري مسيلها

ورواية الديوان (زيل) والبيت في المجمل 2/445)

ومن قال: زال لا يتعدى، قال: (زوالها) نصب على المصدر، و ﴿تَزَيَّلُوا﴾ الفتح/25، تفرقوا، قال: ﴿فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ﴾ يونس/28، وذلك على التكثير فيمن قال: زلت متعد، نحو: مزته وميزته، وقولهم: ما زال ولا يزال خصا بالعبارة، وأجريا مجرى كان في رفع الاسم ونصب الخبر، وأصله من الياء، لقولهم زيلت، ومعناه معنى ما برحت، وعلى ذلك: ﴿وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ﴾ هود/118، وقوله: ﴿لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ﴾ التوبة/110، ﴿لاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ الرعد/31، ﴿فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ﴾ غافر/34، ولا يصح أن يقال: ما زال زيد إلا منطلقا، كما يقال: ما كان زيد إلا منطلقا، وذلك أن زال يقتضي معنى النفي، إذ هو ضد الثبات، وما ولا: يقتضيان النفي، والنفيان إذا اجتمعا اقتضيا الإثبات، فصار قولهم: ما زال يجري مجرى (كان) في كونه إثباتا، فكما لا يقال: كان زيد إلا منطلقا، لا يقال: ما زال زيد إلا منطلقا.