سورة الشورى
وتسمى سورة حمعسق وهي مكية عدد آيها ثلاث وخمسون آية كوفي وخمسون في الباقي بسم الله الرحمن الرحيم.
(1) حم.
(2) عسق في المعاني عن الصادق عليه السلام معناه الحكيم المثيب العالم السميع القادر القوي والقمي عن الباقر عليه السلام هو حرف من اسم الله الأعظم المقطوع يؤلفه الرسول والأمام عليهما السلام فيكون الاسم الأعظم الذي إذا دعي الله به أجاب وعنه عليه السلام عس عدد سني القائم عليه السلام وقاف جبل محيط بالدنيا من زمردة خضراء فخضرة السماء من ذلك الجبل وعلم كل شئ في عسق.
(3) كذلك يوحى إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم وقرئ يوحى بفتح الحاء.
(4) له ما في السماوات وما في الأرض وهو العلي العظيم.
(5) تكاد السماوات وقرئ بالياء يتفطرن يتشققن من عظمة الله القمي عن الباقر عليه السلام يتصد عن وقرئ ينفطرن من فوقهن من جهتهن الفوقانية أو من فوق الأرضين والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض القمي قال للمؤمنين من الشيعة التوابين خاصة ولفظ الآية عام والمعنى خاص وفي الجوامع عن الصادق عليه السلام ويستغفرون لمن في الأرض من المؤمنين ألا إن الله هو الغفور الرحيم.
(6) والذين اتخذوا من دونه أولياء الله حفيظ عليهم رقيب على أحوالهم وأعمالهم فيجازيهم بها وما أنت يا محمد عليهم بوكيل.
(7) وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى أهل أم القرى وهي مكة وقد مر وجه تسميتها في سورة الأنعام ومن حولها سائر الأرض وتنذر يوم الجمع يوم القيامة يجمع فيه الخلائق لا ريب فيه اعتراض فريق في الجنة وفريق في السعير في الكافي عن الصادق عليه السلام قال خطب رسول الله صلى الله عليه وآله الناس ثم رفع يده اليمنى قابضا على كفه ثم قال أتدرون أيها الناس ما في كفي قالوا الله ورسوله أعلم فقال فيها أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم إلى يوم القيامة ثم رفع يده الشمال فقال يا أيها الناس أتدرون ما في كفي قالوا الله ورسوله أعلم فقال أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم إلى يوم القيامة ثم قال حكم الله وعدل حكم الله وعدل فريق في الجنة وفريق في السعير.
(8) ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة مهتدين القمي لو شاء أن يجعلهم كلهم معصومين مثل الملائكة بلا طباع لقدر عليه ولكن يدخل من يشاء في رحمته بالهداية والظالمون ما لهم من ولى ولا نصير أي ويدعهم بغير ولي ولا نصير في عذابه.
(9) أم اتخذوا بل اتخذوا من دونه أولياء فالله هو الولي وهو يحيى الموتى وهو على كل شئ قدير.
(10) وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه إلى الله القمي وما اختلفتم فيه من شئ من المذاهب واخترتم لأنفسكم من الأديان فحكم ذلك كله إلى الله يوم القيامة وقيل وما اختلفتم فيه من تأويل متشابه فارجعوا إلى المحكم من كتاب الله ذلكم الله ربى عليه توكلت في مجامع الأمور وإليه أنيب أرجع.
(11) فاطر السماوات والأرض وجعل لكم من أنفسكم أزواجا القمي يعني النساء ومن الانعام أزواجا قال يعني ذكرا وأنثى يذرؤكم فيه يبثكم ويكثركم القمي يعني النسل الذي يكون من الذكور والإناث ليس كمثله شئ رد الله على من وصف الله قيل الكاف زائدة وقيل بل المراد المبالغة في نفي المثل عنه فإنه إذا نفى عمن يناسبه ويسد مسده كان نفيه عنه أولى في خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام ليس كمثله شئ إذ كان الشئ من مشية فكان لا يشبه مكونه رواها في مصباح المتهجد وهو السميع البصير لكل ما يسمع ويبصر.
(12) له مقاليد السماوات والأرض خزائنها يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر يوسع ويقتر على وفق مشيته إنه بكل شئ عليم فيفعله على ما ينبغي.
(13) شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أي شرع لكم من الدين دين نوح عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وآله ومن بينهما من أرباب الشرايع وهو الأصل المشترك فيما بينهم القمي مخاطبة لرسول الله صلى الله عليه وآله وأقيموا الدين قال أي تعلموا الدين يعني التوحيد وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج البيت والسنن والأحكام التي في الكتب والإقرار بولاية أمير المؤمنين عليه السلام ولا تتفرقوا فيه ولا تختلفوا فيه كبر على المشركين عظم عليهم ما تدعوهم إليه قال من ذكر هذه الشرائع الله يجتبى إليه من يشاء يختار ويجتلب إلى الدين ويهدى إليه بالإرشاد والتوفيق من ينيب من يقبل إليه القمي وهم الأئمة الذين اختارهم واجتباهم وعن الصادق عليه السلام أن أقيموا الدين قال الإمام عليه السلام ولا تتفرقوا فيه كناية عن أمير المؤمنين عليه السلام ما تدعوهم إليه من ولاية علي عليه السلام من يشاء كناية عن علي عليه السلام وفي الكافي عن الرضا عليه السلام نحن الذين شرع الله لنا دينه فقال في كتابه شرع لكم يا آل محمد من الدين ما وصى به نوحا وقد وصينا بما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك يا محمد وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى فقد علمنا وبلغنا علم ما علمنا واستودعنا علمهم نحن ورثة أولي العزم من الرسل أن أقيموا الدين يا آل محمد ولا تتفرقوا فيه وكونوا على جماعة كبر على المشركين من أشرك بولاية علي عليه السلام ما تدعوهم إليه من ولاية علي عليه السلام أن الله يهدى يا محمد يهدي إليه من ينيب من يجيبك إلى ولاية علي عليه السلام وفي البصائر عنه عن السجاد عليهما السلام وفي الكافي عنه عليه السلام في قول الله عز وجل كبر على المشركين بولاية علي عليه السلام ما تدعوهم إليه يا محمد من ولاية علي عليه السلام هكذا في الكتاب مخطوطة وعن الباقر عليه السلام إن الله عز وجل بعث نوحا إلى قومه أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون ثم دعاهم إلى الله وحده وأن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ثم بعث الأنبياء على ذلك إلى أن قد بلغوا محمدا صلى الله عليه وآله وعليهم فدعاهم إلى أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا وقال شرع لكم من الدين إلى قوله من ينيب فبعث الأنبياء إلى قومهم بشهادة أن لا إله إلا الله والإقرار بما جاء من عند الله فمن آمن مخلصا ومات على ذلك أدخله الله الجنة بذلك وذلك أن الله ليس بظلام للعبيد وذلك أن الله لم يكن يعذب عبدا حتى يغلظ عليه في القتل والمعاصي التي أوجب الله عليه بها النار ولمن عمل بها فلما استجاب له من قومه من المؤمنين جعل لكل نبي منهم شرعة ومنهاجا والشرعة والمنهاج سبيل وسنة.
(14) وما تفرقوا إلا من بعد ما جائهم العلم بغيا بينهم القمي قال لم يتفرقوا بجهل ولكنهم تفرقوا لما جاءهم وعرفوه فحسد بعضهم بعضا وبغى بعضهم على بعض لما رأوا من تفاضيل أمير المؤمنين عليه السلام بأمر الله فتفرقوا في المذاهب وأخذوا بالآراء والأهواء ولولا كلمة سبقت من ربك بالإمهال إلى أجل مسمى لقضى بينهم القمي قال لولا أن الله قد قدر ذلك أن يكون في التقدير الأول لقضي بينهم إذا اختلفوا وأهلكهم ولم ينظرهم ولكن أخرهم إلى أجل مسمى المقدر وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب قال كناية عن الذين نقضوا أمر رسول الله صلى الله عليه وآله.
(15) فلذلك فادع واستقم كما أمرت قال يعني لهذه الأمور والدين الذي تقدم ذكره وموالاة أمير المؤمنين عليه السلام فادع وعن الصادق عليه السلام يعني إلى ولاية أمير المؤمنين عليه السلام ولا تتبع أهوائهم فيه وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب يعني جميع الكتب المنزلة وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم خالق الكل ومتولي أمره لنا أعمالنا ولكم أعمالكم وكل مجازي بعمله لا حجة بيننا وبينكم لا حجاج بمعنى لا خصومة إذ الحق قد ظهر ولم يبق للمحاجة مجال الله يجمع بيننا يوم القيامة وإليه المصير مرجع الكل.
(16) والذين يحاجون في الله في دينه من بعد ما استجيب له لدينه أو لرسوله حجتهم داحضة عند ربهم القمي أي يحتجون على الله بعد ما شاء الله أن يبعث عليهم الرسل فبعث الله إليهم الرسل والكتب فغيروا وبدلوا ثم يحتجون يوم القيامة فحجتهم على الله داحضة أي باطلة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد بمعاندتهم.
(17) الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان القمي قال الميزان أمير المؤمنين عليه السلام وما يدريك لعل الساعة قريب إتيانها.
(18) يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها استهزاء والذين آمنوا مشفقون منها خائفون منها مع اعتناء بها لتوقع الثواب ويعلمون أنها الحق الكائن لا محالة ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد القمي كناية عن القيامة فإنهم كانوا يقولون لرسول الله صلى الله عليه وآله أقم لنا الساعة وائتنا بما تعدنا ان كنت من الصادقين فقال الله تعالى ألا إن الذين يمارون في الساعة أي يخاصمون.
(19) الله لطيف بعباده بربهم بصنوف من البر يرزق من يشاء قيل أي يرزقه كما يشاء فيخص كلا من عباده بنوع من البر على ما اقتضته حكمته وهو القوى العزيز المنيع الذي لا يغلب.
(20) من كان يريد حرث الآخرة ثوابها شبهه بالزرع من حيث أنه فائدة تحصل بعمل الدنيا ولذلك قيل الدنيا مزرعة الآخرة نزد له في حرثه فنعطه بالواحد عشرا إلى سبعمأة فما فوقها ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها شيئا منها على ما قسمنا له وما له في الآخرة من نصيب إذا الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى القمي عن الصادق عليه السلام المال والبنون حرث الدنيا والعمل الصالح حرث الآخرة وقد يجمعهما الله لأقوام وفي الكافي عنه عليه السلام من أراد الحديث لمنفعة الدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب ومن أراد به خير الآخرة أعطاه الله خير الدنيا والآخرة وفي المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله من كانت نيته الدنيا فرق الله عليه أمره وجعل الفقر بين عينيه ولم يؤته من الدنيا إلا ما كتب له ومن كانت نيته الآخرة جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة وفي الكافي عن الصادق عليه السلام قيل له الله لطيف بعباده يرزق من يشاء قال ولاية أمير المؤمنين عليه السلام قيل من كان يريد حرث الآخرة قال معرفة أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام قيل نزد له في حرثه قال نزيده منها يستوفي نصيبه من دولتهم ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب قال ليس له في دولة الحق مع الأمام نصيب.
(21) أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله كالشرك وإنكار البعث والعمل للدنيا ولولا كلمة الفصل لقضى بينهم في الكافي عن الباقر عليه السلام في هذه الآية قال لولا ما تقدم فيهم من الله عز ذكره ما أبقى القائم منهم أحدا أقول: يعني قائم كل عصر وإن الظالمين لهم عذاب أليم.
(22) ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا خائفين مما ارتكبوا وعملوا وهو واقع بهم أي ما يخافونه والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاؤن (1) عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير.
(23) ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقرئ يبشر من أبشره قل لا أسئلكم عليه على ما أتعاطاه من التبليغ أجرا نفعا منكم إلا المودة في القربى أن تؤدوا قرابتي وعترتي وتحفظوني فيهم كذا في المجمع عن السجاد والباقر والصادق عليهم السلام وفي الكافي عن الصادق عليه السلام قال لما رجع رسول الله من حجة الوداع وقدم المدينة أتته الأنصار فقال يا رسول الله إن الله تعالى قد أحسن إلينا وشرفنا بك وبنزولك بين ظهرانينا فقد فرح الله صديقنا وكبت عدونا وقد تأتيك وفود فلا تجد ما تعطيهم فيشمت بك العدو فنحب أن تأخذ ثلث أموالنا حتى إذا قدم عليك وفد مكة وجدت ما تعطيهم فلم يرد رسول الله صلى الله عليه وآله عليهم شيئا وكان ينتظر ما يأتيه من ربه فنزل عليه جبرئيل وقال قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ولم يقبل أموالهم فقال المنافقون ما أنزل الله هذا على محمد صلى الله عليه وآله وما يريد إلا أن يرفع بضبع ابن عمه ويحمل علينا أهل بيته يقول أمس من كنت مولاه فعلي مولاه واليوم قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى وفي قرب الأسناد عنه عن آبائه عليهم السلام لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله قام رسول الله صلى الله عليه وآله فقال أيها الناس إن الله تبارك وتعالى قد فرض لي عليكم فرضا فهل أنتم مؤدوه قال فلم يجبه أحد منهم فانصرف فلما كان من الغد قام فقال مثل ذلك ثم قام فيهم فقال مثل ذلك في اليوم الثالث فلم يتكلم أحد فقال أيها الناس إنه ليس من ذهب ولا فضة ولا مطعم ولا مشرب قالوا فألقه إذن قال إن الله تبارك وتعالى أنزل علي قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى فقالوا أما هذه فنعم قال الصادق عليه السلام فوالله ما وفى بها إلا سبعة نفر سلمان وأبو ذر وعمار والمقداد بن الأسود الكندي وجابر بن عبد الله الأنصاري ومولى لرسول الله صلى الله عليه وآله يقال له البيت وزيد بن أرقم وفي العيون عن الرضا عليه السلام ما يقرب منه مع بسط وبيان وفي الجوامع روي أن المشركين قالوا فيما بينهم أترون أن محمدا صلى الله عليه وآله يسأل على ما يتعاطاه أجرا فنزلت هذه الآية ويأتي أخبار أخر في هذه الآية عن قريب إنشاء الله وفي المحاسن عن الباقر عليه السلام أنه سئل عن هذه الآية فقال هي والله فريضة من الله على العباد لمحمد صلى الله عليه وآله في أهل بيته وفي الكافي عن الصادق عليه السلام أنه قال ما يقول أهل البصرة في هذه الآية قل لا أسئلكم الآية قيل إنهم يقولون إنها لأقارب رسول الله صلى الله عليه وآله قال كذبوا إنما نزلت فينا خاصة في أهل البيت في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام أصحاب الكساء وفي المجمع عن ابن عباس قال لما نزلت هذه الآية قل لا أسئلكم الآية قالوا يا رسول الله من هؤلاء الذين أمرنا الله بموالاتهم قال علي وفاطمة وولدهما عليهم السلام وعن علي عليه السلام قال فينا في آل حم آية لا يحفظ مودتنا إلا كل مؤمن ثم قرأ هذه الآية وعن النبي صلى الله عليه وآله إن الله خلق الأنبياء من أشجار شتى وخلقت أنا وعلي من شجرة واحدة فأنا أصلها وعلي فرعها وفاطمة لقاحها والحسن والحسين عليهما السلام ثمارها وأشياعنا أوراقها فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا ومن زاغ هوى ولو أن عبدا عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام ثم ألف عام ثم ألف عام حتى يصير كالشن البالي ثم لم يدرك محبتنا أكبه الله على منخريه ثم تلا قل لا أسئلكم الآية وفي الكافي عن الباقر عليه السلام إنه سئل عنها فقال هم الأئمة عليهم السلام وفي الخصال عن علي عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله من لم يحب عترتي فهو لإحدى ثلاث إما منافق وإما لزنية وإما حملت به أمه في غير طهر ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور في المجمع عن الصادق عليه السلام إنها نزلت فينا أهل البيت أصحاب الكساء عليهم السلام وعن الحسن المجتبى عليه السلام إنه قال في خطبة أنا من أهل بيت الذين افترض الله مودتهم على كل مسلم فقال قل لا أسئلكم إلى قوله حسنا قال فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت عليهم السلام وفي الكافي عن الباقر عليه السلام في هذه الآية قال من توالي الأوصياء من آل محمد صلوات الله عليهم واتبع آثارهم فذاك نزيده ولاية من مضى من النبيين والمؤمنين الأولين حتى يصل ولايتهم إلى آدم عليه السلام وعنه عليه السلام الاقتراف التسليم لنا والصدق علينا وأن لا يكذب علينا.
(24) أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشأ الله يختم على قلبك بإمساك الوحي وقيل استبعاد للافتراء عن مثله بالأشعار على أنه إنما يجتري عليه من كان مختوما على قلبه جاهلا بربه فأما من كان ذا بصيرة ومعرفة فلا وكأنه قال إن يشأ الله خذلانك يختم على قلبك لتجتري بالافتراء عليه ويمحو الله الباطل المفترى ويحق الحق بكلماته إنه عليم بذات الصدور في الكافي عن الباقر عليه السلام يقول لو شئت حبست عنك الوحي فلم تكلم بفضل أهل بيتك ولا بمودتهم وقد قال الله تعالى ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته يقول يحق لأهل بيتك الولاية إنه عليم بذات الصدور يقول بما ألقوه في صدورهم من العداوة لأهل بيتك والظلم بعدك القمي عنه عليه السلام قال جاءت الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا إنا قد آوينا ونصرنا فخذ طائفة من أموالنا فاستعن بها على ما نابك فأنزل الله عز وجل قل لا أسئلكم عليه أجرا يعني على النبوة إلا المودة في القربى أي في أهل بيته ثم قال ألا ترى أن الرجل يكون له صديق وفي نفس ذلك الرجل شئ على أهل بيته فلا يسلم صدره فأراد الله عز وجل أن لا يكون في نفس رسول الله صلى الله عليه وآله شئ على أمته ففرض الله عليهم المودة في القربى فإن أخذوا أخذوا مفروضا وإن تركوا تركوا مفروضا قال فانصرفوا من عنده وبعضهم يقول عرضنا عليه أموالنا فقال لا قاتلوا عن أهل بيتي من بعدي وقالت طائفة ما قال هذا رسول الله صلى الله عليه وآله وجحدوه وقالوا كما حكى الله عز وجل أم يقولون افترى على الله كذبا فقال الله عز وجل فإن يشأ الله يختم على قلبك قال لو افتريت ويمح الله الباطل يعني يبطله ويحق الحق بكلماته يعني بالأئمة والقائم من آل محمد صلوات عليهم.
(25) وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون وقرئ بالياء في العيون عن سيد الشهداء عليه السلام قال اجتمع المهاجرون والأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا إن لك يا رسول الله مؤنة في نفقتك وفيمن يأتيك من الوفود وهذه أموالنا مع دمائنا فاحكم بارا مأجورا اعط ما شئت وأمسك ما شئت من غير حرج قال فأنزل الله عز وجل عليه الروح الأمين فقال قل يا محمد لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى يعني أن تودوا قرابتي من بعدي فخرجوا فقال المنافقون ما حمل رسول الله على ترك ما عرضنا عليه إلا ليحثنا على قرابته من بعده إن هو إلا شئ افتراه محمد في مجلسه وكان ذلك من قولهم عظيما فأنزل الله تعالى هذه الآية أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بيني وبينكم وهو الغفور الرحيم فبعث إليهم النبي صلى الله عليه وآله فقال هل من حدث فقالوا أي والله يا رسول الله لقد قال بعضنا كلاما عظيما كرهناه فتلا عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله الآية فبكوا واشتد بكاؤهم فأنزل الله عز وجل وهو الذي يقبل التوبة الآية.
(26) ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله والكافرون لهم عذاب شديد في المجمع عن ابن عباس إن رسول الله صلى الله عليه وآله حين قدم المدينة واستحكم الإسلام قالت الأنصار فيما بينها نأتي رسول الله صلى الله عليه وآله ونقول له إنه يعروك أمور هذه أموالنا تحكم فيها غير حرج ولا محظور عليك فأتوه في ذلك فنزلت قل لا أسئلكم الآية فقرأها عليهم وقال تودون قرابتي من بعدي فخرجوا من عنده مسلمين لقوله فقال المنافقون إن هذا الشئ افتراه في مجلسه أراد أن يذللنا لقرابته من بعده فنزلت أم يقولون افترى على الله كذبا فأرسل إليهم فتلاها عليهم فبكوا واشتد عليهم فأنزل الله وهو الذي يقبل التوبة عن عباده الآية فأرسل في أثرهم فبشرهم وقال ويستجيب الذين آمنوا وهم الذين سلموا لقوله وفي الكافي عن الباقر عليه السلام في قوله تعالى ويستجيب الذين آمنوا هو المؤمن يدعو لأخيه بظهر الغيب فيقول له الملك آمين ويقول العزيز الجبار ولك مثل ما سألت وقد أعطيت ما سألت لحبك إياه وفي المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله قال ويزيدهم من فضله الشفاعة لمن وجبت له النار ممن أحسن إليهم في الدنيا.
(27) ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض لتكبروا وأفسدوا بطرا القمي قال الصادق عليه السلام لو فعل لفعلوا ولكن جعلهم محتاجين بعضهم إلى بعض واستعبدهم بذلك ولو جعلهم كلهم أغنياء لبغوا ولكن ينزل بقدر ما يشاء قال بما يعلم إنه يصلحهم في دينهم ودنياهم إنه بعباده خبير بصير في الحديث القدسي إن من عبادي من لا يصلحه إلا الغنى ولو أفقرته لأفسده وإن من عبادي من لا يصلحه إلا الفقر ولو أغنيته لأفسده وذلك أني ادبر عبادي لعلمي بقلوبهم.
(28) وهو الذي ينزل الغيث المطر الذي يغيثهم من الجدب ولذلك خص بالنافع وقرئ ينزل بالتشديد من بعد ما قنطوا أيسوا منه وينشر رحمته في كل شئ من السهل والجبل والنبات والحيوان وهو الولي الذي يتولى عباده بإحسانه ونشر رحمته الحميد المستحق للحمد.
(29) ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير.
(30) وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم فبسبب معاصيكم وقرئ بدون الفاء ويعفو عن كثير من الذنوب فلا يعاقب عليها والآية مخصوصة بالمجرمين فإن ما أصاب غيرهم فلزيادة الأجر في الكافي عن الصادق عليه السلام في هذه الآية قال ليس من التواء عرق ولا نكبة حجر ولا عثرة قدم ولا خدش عود إلا بذنب ولما يعفو الله أكثر فمن عجل الله عقوبة ذنبه في الدنيا فإن الله أجل وأكرم وأعظم من أن يعود في عقوبته في الآخرة وفيه والقمي عنه عليه السلام أنه سئل أرأيت ما أصاب عليا وأهل بيته من هؤلاء من بعده أهو بما كسبت أيديهم وهم أهل بيت طهارة معصومون فقال إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يتوب إلى الله ويستغفره في كل يوم ولية مأة مرة من غير ذنب إن الله يخص أولياؤه بالمصائب ليأجرهم عليها من غير ذنب وفي المجمع عن علي عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله خير آية في كتاب الله هذه الآية يا علي ما من خدش عود ولا نكبة قدم إلا بذنب وما عفا الله عنه في الدنيا فهو أكرم من أن يعود فيه وما عاقب عليه في الدنيا فهو أعدل من أن يثني على عبده.
(31) وما أنتم بمعجزين في الأرض فائتين ما قضى عليكم من المصائب وما لكم من دون الله من ولى يحرسكم عنها ولا نصير يدفعها عنكم.
(32) ومن آياته الجوار السفن الجارية في البحر كالاعلام كالجبال.
(33) إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره فيبقين ثوابت على ظهر البحر إن في ذلك لايات لكل صبار شكور لكل من وكل همته وحبس نفسه على النظر في آيات الله والتفكر في آلائه أو لكل مؤمن كامل الأيمان فإن الأيمان نصفان نصف صير ونصف شكر كما ورد في الحديث.
(34) أو يوبقهن أو يهلكهن يعني أهلها بإرسال الرياح العاصفة المغرقة بما كسبوا ويعف عن كثير بإنجائهم.
(35) ويعلم الذين يجادلون في آياتنا قيل عطف على علة مقدرة مثل لينتقم منهم ويعلم وقرئ بالرفع على الاستيناف ما لهم من محيص محيد من العذاب.
(36) فما أوتيتم من شئ فمتاع الحياة الدنيا تمتعون به مدة حياتكم وما عند الله من ثواب الآخرة خير وأبقى لخلوص نفعه ودوامه للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون.
(37) والذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش وقرئ كبير الإثم وقد سبق تفسير الكبائر في سورة النساء وإذا ما غضبوهم يغفرون والقمي عن الباقر عليه السلام قال من كظم غيظا وهو يقدر على إمضائه حشا الله قلبه أمنا وإيمانا يوم القيامة قال ومن ملك نفسه إذا رغب وإذا رهب وإذا غضب حرم الله جسده على النار وفي هذا المعنى في الكافي وغيره أخبار كثيرة.
(38) والذين استجابوا لربهم قبلوا ما أمروا به والقمي قال في إقامة الأمام وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم تشاور بينهم ولا ينفردون برأي حتى يتشاوروا ويجتمعوا عليه وذلك من فرط تيقظهم في الأمور والقمي يشاورون الإمام عليه السلام فيما يحتاجون إليه من أمر دينهم كما قال الله ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم وفي المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله ما من رجل يشاور أحدا إلا هدي إلى الرشد ومما رزقناهم ينفقون في سبيل الخير.
(39) والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون على ما جعله الله لهم كراهة التذلل وهو وصفهم بالشجاعة بعد وصفهم بسائر أمهات الفضائل وهو لا ينافي وصفهم بالغفران فإن الغفران ينبئ عن عجز المغفور والانتصار يشعر عن مقاومة الخصم والحلم عن العاجز محمود وعن المتغلب مذموم لأنه إجراء وإغراء على البغي.
(40) وجزاء سيئة سيئة مثلها سمي الثانية سيئة للازدواج أو لأنها تسوء من تنزل به وهذا منع عن التعدي في الانتصار فمن عفا وأصلح بينه وبين عدوه فأجره على الله عدة مبهمة تدل على عظم الموعود في المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله قال إذا كان يوم القيامة نادى مناد من كان أجره على الله فليدخل الجنة فيقال من ذا الذي أجره على الله فيقال العافون عن الناس يدخلون الجنة بغير حساب وفي الكافي عن الصادق عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله عليكم بالعفو فان العفو لا يزيد العبد إلا عزا فتعافوا يعزكم الله إنه لا يحب الظالمين المبتدئين بالسيئة والمتجاوزين في الانتقام.
(41) ولمن انتصر بعد ظلمه بعد ما ظلم فأولئك ما عليهم من سبيل بالمعاتبة والمعاقبة في الخصال عن السجاد عليه السلام وحق من أساءك أن تعفو عنه وإن علمت أن العفو يضر انتصرت قال الله تعالى ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل وعن الصادق عن آبائه عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثة إن لم تظلمهم ظلموك السفلة والزوجة والمملوك.
(42) إنما السبيل على الذين يظلمون الناس يبتدؤونهم بالأضرار ويطلبون ما لا يستحقونه تجبرا عليهم ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم على ظلمهم وبغيهم.
(43) ولمن صبر على الأذى وغفر ولم ينتصر إن ذلك لمن عزم الأمور أي إن ذلك منه لمن عزم الأمور.
(44) ومن يضلل الله فما له من ولى من بعده من ناصر يتولاه من بعد خذلان الله إياه وترى الظالمين لما رأوا العذاب حين يرونه يقولون هل إلى مرد من سبيل أي من رجعة إلى الدنيا.
(45) وتريهم يعرضون عليها أي على النار ويدل عليها العذاب خاشعين من الذل متذللين متقاصرين مما يلحقهم من الذل ينظرون من طرف خفى أي يبتدئ نظرهم إلى النار من تحريك لأجفانهم ضعيف كالمصبور ينظر إلى السيف وقال الذين آمنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم بالتعريض للعذاب المخلد يوم القيمة ألا إن الظالمين في عذاب مقيم القمي عن الباقر عليه السلام قال ولمن انتصر بعد ظلمه يعني القائم عليه السلام وأصحابه إذا قام انتصر من بني أمية ومن المكذبين والنصاب هو وأصحابه وهو قول الله تعالى إنما السبيل على الذين يظلمون الناس الآية وترى الظالمين آل محمد صلوات الله عليهم حقهم لما رأوا العذاب وعلي هو العذاب في هذا الوجه يقولون هل إلى مرد من سبيل فنوالي عليا عليه السلام وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل لعلي عليه السلام ينظرون إلى علي عليه السلام من طرف خفي وقال الذين آمنوا يعني آل محمد صلوات الله عليهم وشيعتهم ألا إن الظالمين من آل محمد صلوات الله عليهم حقهم في عذاب مقيم قال والله يعني النصاب الذين نصبوا العداوة لأمير المؤمنين عليه السلام وذريته والمكذبين.
(46) وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله ومن يضلل الله فما له من سبيل إلى الهدى والنجاة.
(47) استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ما لكم من الله من ملجأ يومئذ وما لكم من نكير إنكار لما اقترفتموه لأنه مثبت في صحائف أعمالكم يشهد عليه جوارحكم.
(48) فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا رقيبا.
(49) إن عليك إلا البلاغ وقد بلغت وإنا إذا أذقنا الانسان منا رحمة فرح بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الانسان كفور بليغ الكفران ينسى النعمة رأسا ويذكر البلية ويعظمها ولم يتأمل سببها وإنما صدر الأولى بإذا والثانية بأن لأن إذاقة النعمة محققة بخلاف إصابة البلية وإنما أقام علة الجزاء مقامه في الثانية ووضع الظاهر موضع المضمر للدلالة على أن هذا الجنس موسوم بكفران النعمة.
(50) لله ملك السماوات والأرض فله أن يقسم النعمة والبلية كيف شاء يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير القمي عن الباقر عليه السلام يهب لمن يشاء إناثا يعني ليس معهن ذكر ويهب لمن يشاء الذكور يعني ليس معهم أنثى أو يزوجهم ذكرانا وإناثا أي يهب لمن يشاء ذكرانا وإناثا جميعا يجمع له البنين والبنات أي يهبهم جميعا لواحد.
(51) وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا بأن يشاهد ملكا فيسمع منه أو يقع في قلبه من غير مشاهدة أحد وأصل الوحي الكلام الخفي الذي يدرك بسرعة أو من وراء حجاب بأن يسمع صوتا من غير مشاهدة أو يرسل رسولا فيوحى بإذنه ما يشاء فيسمع من الرسول القمي قال وحي مشافهة ووحي إلهام وهو الذي يقع في القلب أو من وراء حجاب كما كلم الله نبيه صلى الله عليه وآله وكما كلم الله موسى من النار أو يرسل رسولا فيوحى بإذنه ما يشاء قال وحي مشافهة يعني إلى الناس إنه على عن صفات المخلوقين حكيم يفعل ما يقتضيه حكمته.
(52) وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا أي أرسلناه إليك بالوحي في الكافي عن الصادق عليه السلام قال خلق من خلق الله عز وجل أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله يخبره ويسدده وهو مع الأئمة عليهم السلام من بعده وفي رواية منذ أنزل الله ذلك الروح على محمد صلى الله عليه وآله ما صعد إلى السماء وإنه لفينا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الايمان أي قبل الوحي ولكن جعلناه نورا نهدى به من نشاء من عبادنا في الكافي عن الصادق عليه السلام إنه سئل عن العلم أهو شئ يتعلمه العالم من أفواه الرجال أم في الكتاب عندكم تقرؤونه فتعلمون منه قال الأمر أعظم من ذلك وأوجب أما سمعت قول الله عز وجل وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الايمان ثم قال أي شئ يقول أصحابكم في هذه الآية أيقرءون أنه كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الايمان فقلت لا أدري جعلت فداك ما يقولون فقال بلي قد كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الايمان حتى بعث الله عز وجل الروح التي ذكر في الكتاب فلما أوحاها إليه علم بها العلم والفهم وهي الروح التي يعطيها الله عز وجل من شاء فإذا أعطاها عبدا علمه الفهم والقمي عن الباقر عليه السلام ولكن جعلناه نورا قال يعني عليا عليه السلام وعلي هو النور هدى به من هدى من خلقه وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم قال يعني إنك لتأمر بولاية علي عليه السلام وتدعو إليها وعلي عليه السلام هو الصراط المستقيم.
(53) صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض قال يعني عليا عليه السلام إنه جعل خازنه على ما في السماوات وما في الأرض من شئ وائتمنه عليه وفي الكافي عن الصادق عليه السلام قال وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم يقول تدعو ألا إلى الله تصير الأمور بارتفاع الوسايط والتعلقات وفيه وعد ووعيد للمطيعين والمجرمين في الكافي عن الباقر عليه السلام قال وقع مصحف في البحر فوجدوه وقد ذهب ما فيه إلا هذه الآية ألا إلى الله تصير الأمور في ثواب الأعمال والمجمع عن الصادق عليه السلام من قرأ حمعسق بعثه الله يوم القيامة ووجهه كالثلج أو كالشمس حتى يقف بين يدي الله عز وجل فيقول عبدي أدمنت قراءة حمعسق ولم تدر ما ثوابها أما لو دريت ما هي وما ثوابها لما مللت قراءتها ولكن سأجزيك جزاءك أدخلوه الجنة وله فيها قصر من ياقوتة حمراء أبوابها وشرفها ودرجها منها يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها وله فيها حوران من حور العين وألف جارية وألف غلام من الغلمان المخلدين الذين وصفهم الله تعالى
1. أي لهم ما يتمنون ويشتهون يوم القيامة. .