سورة الشعراء
مكية كلها غير قوله والشعراء يتبعهم الغاوون الآيات إلى آخر السورة فإنها نزلت بالمدينة عدد آيها مائتان وسبع وعشرون آية بسم الله الرحمن الرحيم.
(1) طسم في المجمع عن علي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله لما أنزلت طسم قال الطاء طور سينا والسين إسكندرية والميم مكة وقال الطاء شجرة طوبى والسين سدرة المنتهى والميم محمد المصطفى صلى الله عليه وآله والقمي قال طسم هو من حروف اسم الله الأعظم وفي المعاني عن الصادق عليه السلام واما طسم فمعناه انا الطالب السميع المبدئ المعيد.
(2) تلك آيات الكتاب المبين.
(3) لعلك باخع نفسك قاتل نفسك الا يكونوا مؤمنين.
(4) ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية دلالة ملجأة إلى الايمان وبلية قاسرة عليه فظلت أعناقهم لها خاضعين منقادين في الكافي عن الصادق عليه السلام ان القائم عليه السلام لا يقوم حتى ينادي مناد من السماء تسمع الفتاة في خدرها ويسمعه أهل المشرق والمغرب وفيه نزلت هذه الآية ان نشأ ننزل الآية والقمي عنه عليه السلام في هذه الآية قال تخضع رقابهم يعني بني أمية وهي الصيحة من السماء باسم صاحب الأمر عليه السلام وفي ارشاد المفيد عن الباقر عليه السلام في هذه الآية قال سيفعل الله ذلك بهم قيل من هم قال بنو أمية وشيعتهم قيل وما الآية قال ركود الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر وخروج صدر ووجه في عين الشمس يعرف بحسبه ونسبه وذلك في زمان السفياني وعندها يكون بواره وبوار قومه وفي الاكمال عن الرضا عليه السلام في حديث يصف فيه القائم عليه السلام قال وهو الذي ينادي مناد من السماء يسمعه جميع أهل الأرض بالدعاء إليه يقول الا ان حجة الله قد ظهرت عند بيت الله فاتبعوه فان الحق معه وفيه وهو قول الله عز وجل ان نشأ ننزل عليهم الآية.
(5) وما يأتيهم من ذكر من الرحمن بوحيه إلى نبيه صلى الله عليه وآله محدث مجدد انزاله الا كانوا عنها معرضين الا جددوا اعراضا واصرارا على ما كانوا عليه.
(6) فقد كذبوا اي بالذكر بعد اعراضهم وامعنوا في تكذيبه بحيث أدى بهم إلى الاستهزاء فسيأتيهم انباء ما كانوا به يستهزؤن من أنه كان حقا أم باطلا وكان حقيقا بان يصدق ويعظم قدره أو يكذب فيستخف امره.
(7) أولم يروا إلى الأرض أولم ينظروا إلى عجائبها كم أنبتنا فيها من كل زوج صنف كريم محمود كثير المنفعة.
(8) ان في ذلك لآية على أن منبتها تام القدرة والحكمة سابغ النعمة والرحمة وما كان أكثرهم مؤمنين.
(9) وان ربك لهو العزيز الغالب القادر على الانتقام من الكفرة الرحيم حيث أمهلهم.
(10) وإذ نادى ربك موسى ان ائت القوم الظالمين بالكفر والاستعباد بني إسرائيل وذبح أولادهم.
(11) قوم فرعون لعل الاقتصار على القوم للعلم بان فرعون أولى بذلك الا يتقون تعجيب من افراطهم في الظلم واجترائهم.
(12) قال رب انى أخاف ان يكذبون.
(13) ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل إلى هارون ليقوى به قلبي وينوب منابي إذا اعتراني الحبسة في اللسان.
(14) ولهم على ذنب تبعة ذنب وهو قتل القبطي سماه ذنبا على زعمهم فأخاف ان يقتلون به قبل أداء الرسالة.
(15) قال كلا فاذهبا إجابة له إلى الطلبتين يعني ارتدع يا موسى عما تظن فاذهب أنت والذي طلبته بآياتنا انا معكم يعني موسى وهارون وفرعون مستمعون لما يجري بينكما وبينه فأظهر كما عليه.
(16) فاتيا فرعون فقولا انا رسول رب العالمين افرد الرسول لأنه مصدر وصف به فإنه مشترك بين المرسل والرسالة.
(17) ان ارسل معنا بني إسرائيل خلهم يذهبوا معنا إلى الشام.
(18) قال اي فرعون لموسى بعد ان اتياه فقالا له ذلك ألم نربك فينا في منازلنا وليدا طفلا ولبثت فينا من عمرك سنين.
(19) وفعلت فعلتك التي فعلت يعني قتل القبطي وبخه به معظما إياه بعد ما عدد عليه نعمه وأنت من الكافرين بنعمتي القمي عن الصادق عليه السلام قال لما بعث الله موسى إلى فرعون اتى بابه فاستأذن عليه فلم يأذن له فضرب بعصاه الباب فاصطكت الأبواب مفتحة ثم دخل على فرعون فأخبره اني رسول رب العالمين وسأله ان يرسل معه بني إسرائيل فقال له فرعون كما حكى الله ألم نربك إلى قوله وفعلت فعلتك التي فعلت يعني قتلت الرجل وأنت من الكافرين يعني كفرت نعمتي.
(20) قال فعلتها إذا وانا من الضالين قيل من الجاهلين وفي العيون عن الرضا عليه السلام انه سئل عن ذلك مع أن الأنبياء معصومون فقال وانا من الضالين عن الطريق بوقوعي إلى مدينة من مداينك أقول: لعل المراد انه ورى لفرعون فقصد الضلال عن الطريق وفرعون إنما فهم منه الجهل والضلال عن الحق فان الضلال عن الطريق لا يصلح عذرا للقتل.
(21) ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربى حكما حكمة وجعلني من المرسلين.
(22) وتلك نعمة تمنها على أن عبدت بني إسرائيل اي وتلك التربية نعمة تمنها علي بها ظاهرا وهي في الحقيقة تعبيدك بني إسرائيل وقصدهم بذبح أبنائهم فإنه السبب في وقوعي إليك وحصولي في تربيتك ويحتمل تقدير همزة الانكار اي أو تلك نعمة تمنها علي وهي ان عبدت.
(23) قال فرعون وما رب العالمين لما سمع جواب ما طعن به فيه ورأي أنه لم يرعوا بذلك شرع في الاعتراض على دعواه فبدء بالاستفسار عن حقيقة المرسل.
(24) قال رب السماوات والأرض وما بينهما عرفه بأظهر خواصه وآثاره في الكافي عن أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة جوامع التوحيد قال الذي سألت الأنبياء عنه فلم تصفه بحد ولا ببعض بل وصفته بفعاله ودلت عليه بآياته ان كنتم موقنين علمتم ذلك.
(25) قال لمن حوله الا تستمعون جوابه سألته عن حقيقته وهو يذكر افعاله القمي في الحديث السابق قال وإنما سأله عن كيفية الله فقال موسى رب السماوات والأرض وما بينهما ان كنتم موقنين فقال فرعون متعجبا لأصحابه الا تستمعون اسأله عن الكيفية فيجيبني عن الحق أقول: يعني عن الثبوت.
(26) قال ربكم ورب آبائكم الأولين عدل إلى ما لا يشك في افتقاره إلى مصور حكيم وخالق عليم ويكون أقرب إلى الناظر وأوضح عند المتأمل.
(27) قال إن رسولكم الذي ارسل إليكم لمجنون اسأله عن شئ ويجيبني عن آخر وسماه رسولا على السخرية.
(28) قال رب المشرق والمغرب وما بينهما تشاهدون كل يوم انه يأتي بالشمس من المشرق ويذهب به إلى المغرب على وجه نافع ينتظم به أمور الخلق ان كنتم تعقلون إن كان لكم عقل علمتم ان لا جواب لكم فوق ذلك لا ينهم أولا ثم لما رأى شدة شكيمتهم خاشنهم وعارضهم بمثل مقالتهم.
(29) قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين عدل إلى التهديد على المحاجة بعد الانقطاع وهكذا ديدن المعاند المحجوج.
(30) قال أولو جئتك بشئ مبين اي أتفعل ذلك ولو جئتك بشئ مبين على صدق دعواي يعني المعجزة فإنها الجامعة بين الدلالة على وجود الصانع وحكمته والدلالة على صدق مدعي نبوته.
(31) قال فات به ان كنت من الصادقين.
(32) فالقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ظاهر الثعبانية في المجمع عن الباقر عليه السلام فالتقمت الإيوان بلحييها فدعاه ان يا موسى أقلني إلى غد ثم كان من امره ما كان.
(33) ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين قال قد حال شعاعها بينه وبين وجهه والقمي في الحديث السابق قال فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين فلم يبق أحد من جلساء فرعون الا هرب ودخل فرعون من الرعب ما لم يملك نفسه فقال فرعون يا موسى أنشدك بالله وبالرضاع الا ما كففتها عني ثم نزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين فلما اخذ موسى العصا رجعت إلى فرعون نفسه وهم بتصديقه فقام إليه هامان فقال له بينا أنت اله تعبد إذ صرت تابعا تعبد.
(34) قال للملأ حوله ان هذا لساحر عليم فائق في علم السحر.
(35) يريد ان يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون بهره سلطان المعجزة حتى حطه عن دعوى الربوبية إلى مؤامرة القوم وائتمارهم.
(36) قالوا ارجه واخاه اخر أمرهما وابعث في المدائن حاشرين شرطا يحشرون السحرة.
(37) يأتوك بكل سحار عليم يفضلون عليه في هذا الفن.
(38) فجمع السحرة لميقات يوم معلوم لما وقت به من ساعات يوم معين وهو وقت الضحى يوم الزينة كما سبق في سورة طه.
(39) وقيل للناس هل أنتم مجتمعون فيه استبطاء لهم في الاجتماع حثا على مبادرتهم إليه.
(40) لعلنا نتبع السحرة ان كانوا هم الغالبين لعلنا نتبعهم في دينهم ان غلبوا كأن مقصودهم الأصلي ان لا يتبعوا موسى لا ان يتبعوا السحرة فساقوا الكلام مساق الكناية.
(41) فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أئن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين.
(42) قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين التزم لهم الأجر والقربة عنده زيادة عليه ان غلبوا.
(43) قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون اي بعد ما قالوا له اما ان تلقى واما ان نكون نحن الملقين.
(44) فالقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون انا لنحن الغالبون اقسموا بعزته على أن الغلبة لهم لفرط اعتقادهم في أنفسهم واتيانهم بأقصى ما يمكن ان يؤتى به من السحر وهي من اقسام الجاهلية وفي الاسلام لا يصح الحلف الا بالله عز وجل.
(45) فالقى موسى عصاه فإذا هي تلقف تتبلع وقرء بالتخفيف ما يأفكون ما يقلبونه عن وجهه بتمويههم وتزويرهم فيخيلون حبالهم وعصيهم انها حيات تسعى.
(46) فالقي السحرة ساجدين لعلمهم بأن مثله لا يتأتى بالسحر وإنما عبر عن الخرور بالإلقاء ليشاكل ما قبله ويدل على أنهم لما رأوا ما رأوا لم يتمالكوا أنفسهم وكأنهم اخذوا فطرحوا على وجوههم وانه تعالى ألقاهم بما خولهم من التوفيق.
(47) قالوا آمنا برب العالمين.
(48) رب موسى وهارون ابدال للتوضيح ودفع للتوهم والاشعار على أن الموجب لايمانهم ما اجراه على أيديهما.
(49) قال آمنتم له وقرء بهمزتين قبل ان آذن لكم انه لكبيركم الذي علمكم السحر فعلمكم شيئا دون شئ ولذلك غلبكم أو فواعدكم ذلك تواطأتم عليه أراد به التلبيس على قومه كي لا يعتقدوا انهم آمنوا على بصيرة وظهور حق فلسوف تعلمون وبال ما فعلتم لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين.
(50) قالوا لا ضير لا ضرر علينا في ذلك انا إلى ربنا منقلبون بما توعدنا إليه فان الصبر عليه ممحاة للذنوب موجب للثواب والقرب من الله.
(51) انا نطمع ان يغفر لنا ربنا خطايانا ان كنا أول المؤمنين من أهل المشهد وقرء ان بكسر الهمزة القمي في الحديث السابق قال عليه السلام وكان فرعون وهامان قد تعلما السحر وإنما غلبا الناس بالسحر وادعى فرعون الربوبية بالسحر فلما أصبح بعث في المدائن حاشرين مدائن مصر كلها وجمعوا الف ساحر واختاروا من الألف مأة ومن المأة ثمانين فقال السحرة لفرعون قد علمت أنه ليس في الدنيا اسحر منا فان غلبنا موسى فما يكون لنا عندك قال إنكم إذا لمن المقربين عندي أشارككم في ملكي قالوا فان غلبنا موسى وأبطل سحرنا علمنا أن ما جاء به ليس من قبل السحر ولا من قبل الحيلة آمنا به وصدقناه قال فرعون ان غلبكم موسى صدقته انا أيضا معكم ولكن اجمعوا كيدكم اي حيلتكم قال وكان موعدهم يوم عيد لهم فلما ارتفع النهار وجمع فرعون الخلق والسحرة وكانت له قبة طولها في السماء ثمانون ذراعا وقد كانت ألبست الحديد والفولاذ المصقول وكانت إذا وقعت الشمس عليها لم يقدر أحد ان ينظر إليها من لمع الحديد ووهج الشمس وجاء فرعون وهامان وقعدا عليها ينظران واقبل موسى ينظر إلى السماء فقالت السحرة لفرعون انا نرى رجلا ينظر إلى السماء ولم يبلغ سحرنا السماء وضمنت السحرة من في الأرض فقالوا لموسى اما ان تلقى واما ان نكون نحن الملقين قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون فالقوا حبالهم وعصيهم فأقبلت تضطرب مثل الحيات فقالوا بعزة فرعون انا لنحن الغالبون فأوجس في نفسه خيفة موسى فنودي لا تخف انك أنت الاعلى والق ما في يمينك تلقف ما صنعوا ان ما صنعوا كيد ساحر فألقى موسى العصا فذابت في الأرض مثل الرصاص ثم طلع رأسها وفتحت فاها ووضعت شدقها العليا على رأس قبة فرعون ثم دارت وأرخت شفتها السفلى والتقمت عصا السحرة وحبالهم وغلبت كلهم وانهزم الناس حين رأوها وعظمها وهولها بما لم تر العين ولا وصف الواصفون مثله فقتل في الهزيمة من وطئ الناس بعضهم بعضا عشرة آلاف رجل وامرأة وصبي ودارت على قبة فرعون قال فأحدث فرعون وهامان في ثيابهما وشاب رأسهما من الفزع ومر موسى في الهزيمة مع الناس فناداه الله عز وجل خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى فرجع موسى ولف على يده عبائه وكانت عليه ثم ادخل يده في فمها فإذا هي عصا كما كانت وكان كما قال الله عز وجل فالقى السحرة ساجدين لما رأوا ذلك قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون فغضب فرعون عند ذلك غضبا شديدا وقال آمنتم له قبل ان آذن لكم انه لكبيركم يعني موسى الذي علمكم السحر الآية فقالوا له كما حكى الله عز وجل لا ضير الآيتين فحبس فرعون من آمن بموسى في السجن حتى انزل الله عز وجل عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم فأطلق عنهم.
(52) وأوحينا إلى موسى ان أسر بعبادي قيل وذلك بعد سنين أقام بين أظهرهم يدعوهم إلى الحق ويظهر لهم الآيات فلم يزيدوا الا عتوا وفسادا انكم متبعون يتبعكم فرعون وجنوده.
(53) فأرسل فرعون حين اخبر بسراه في المدائن حاشرين العساكر ليتبعوهم.
(54) ان هؤلاء لشرذمة قليلون على إرادة القول القمي عن الباقر عليه السلام يقول عصبة قليلة.
(55) وانهم لنا لغائظون لفاعلون ما يغيظنا.
(56) وانا لجميع حاذرون وانا لجميع من عادتنا الحذر واستعمال الحزم في الأمور وقرء بحذف الألف القمي في الحديث السابق فخرج موسى ببني إسرائيل ليقطع بهم البحر وجمع فرعون أصحابه وبعث في المدائن حاشرين وحشر الناس وقدم مقدمته في ستة مأة الف وركب هو في الف الف وخرج كما حكى الله.
(57) فأخرجناهم من جنات وعيون.
(58) وكنوز ومقام كريم يعني المنازل الحسنة والمجالس البهية.
(59) كذلك مثل ذلك الاخراج وأورثناها بني إسرائيل.
(60) فاتبعوهم مشرقين داخلين في وقت شروق الشمس.
(61) فلما تراء الجمعان تقاربا بحيث رأى كل منهما الآخر قال أصحاب موسى انا لمدركون لملحقون.
(62) قال كلا لن يدركوكم فان الله وعدكم الخلاص منهم ان معي ربي بالحفظ والنصرة سيهدين طريق النجاة منهم.
(63) فأوحينا إلى موسى ان اضرب بعصاك البحر فانفلق اي ضرب فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم كالجبل المنيف الثابت في مقره فدخلوا في شعابها.
(64) وأزلفنا وقربنا ثم الآخرين فرعون وقومه حتى دخلوا على أثرهم مداخلهم.
(65) وأنجينا موسى ومن معه أجمعين بحفظ البحر على تلك الهيئة حتى عبروا.
(66) ثم أغرقنا الآخرين باطباقه عليهم.
(67) ان في ذلك لآية وآية آية وما كان أكثرهم مؤمنين وما تنبه عليها أكثرهم إذ لم يؤمن بها أحد ممن بقي في مصر من القبط وبنو إسرائيل بعدما نجوا سألوا بقرة يعبدونها واتخذوا العجل وقالوا لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة.
(68) وان ربك لهو العزيز المنتقم من أعدائه الرحيم بأوليائه القمي في الحديث السابق فلما قرب موسى (عليه السلام) من البحر وقرب فرعون من موسى قال أصحاب موسى انا لمدركون قال موسى كلا ان معي ربي سيهدين اي سينجين فدنا موسى من البحر فقال له انفرق فقال البحر استكبرت يا موسى ان انفرق لك ولم أعص الله عز وجل طرفة عين وقد كان فيكم العاصي فقال له موسى فاحذر ان تعصي وقد علمت أن آدم اخرج من الجنة بمعصيته وإنما لعن إبليس بمعصيته فقال البحر ربي عظيم مطاع امره ولا ينبغي لشئ ان يعصيه فقام يوشع بن نون فقال لموسى يا نبي الله ما امرك ربك قال بعبور البحر فاقحم يوشع فرسه في الماء فأوحى الله عز وجل إلى موسى ان اضرب بعصاك البحر فضربه فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم اي كالجبل العظيم فضرب له في البحر اثني عشر طريقا فأخذ كل سبط منهم في طريق فكان الماء قد ارتفع وبقيت الأرض يابسة طلعت الشمس فيبست كما حكى الله عز وجل فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى ودخل موسى (ع) وأصحابه البحر وكان أصحابه اثني عشر سبطا فضرب الله عز وجل لهم في البحر اثنى عشر طريقا فأخذ كل سبط في طريق وكان الماء قد ارتفع على رؤوسهم مثل الجبال فجزعت الفرقة التي كانت مع موسى في طريقه فقالوا يا موسى أين اخواننا فقال لهم معكم في البحر فلم يصدقوه فأمر الله عز وجل البحر فصار طاقات حتى كان ينظر بعضهم إلى بعض ويتحدثون واقبل فرعون وجنوده فلما انتهى إلى البحر قال لأصحابه ألا تعلمون اني ربكم الاعلى قد فرج لي البحر فلم يجسر أحد ان يدخل البحر وامتنعت الخيل منه لهول الماء فتقدم فرعون حتى جاء إلى ساحل البحر فقال له منجمه لا تدخل البحر وعارضه فلم يقبل منه واقبل على فرس حصان فامتنع الحصان ان يدخل الماء فعطف عليه جبرئيل وهو على ماذيانة فتقدمه فدخل فنزل الفرس إلى الرمكة فطلبها ودخل البحر واقتحم أصحابه خلفه فلما دخلوا كلهم حتى كان آخر من دخل من أصحابه وآخر من خرج أصحاب موسى امر الله عز وجل الرياح فضربت البحر بعضه ببعض فأقبل الماء يقع عليهم مثل الجبال فقال فرعون عند ذلك آمنت انه لا اله الا الذي آمنت به بنو إسرائيل وانا من المسلمين فأخذ جبرئيل كفا من حماة فدسها في فيه ثم قال الآن وقد عصيت من قبل وكنت من المفسدين وقد مر بعض هذه القصة في سورة يونس وآخر في سورة طه وفي الكافي عن الصادق عليه السلام قال إن قوما ممن آمن بموسى قالوا لو آتينا عسكر فرعون وكنا فيه ونلنا من دنياه فإذا كان الذي ترجوه من ظهور موسى صرنا إليه ففعلوا فلما توجه موسى ومن معه هاربين من فرعون ركبوا دوابهم واسرعوا في السير ليلحقوا بموسى وعسكره فيكونوا معهم فبعث الله عز وجل ملكا فضرب وجوه دوابهم فردهم إلى عسكر فرعون فكانوا فيمن غرق مع فرعون.
(69) واتل عليهم على مشركي العرب نبأ إبراهيم.
(70) إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون سألهم ليريهم ان ما يعبدونه لا يستحق العبادة.
(71) قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين أطالوا جوابهم تحججا وافتخارا.
(72) قال هل يسمعونكم إذ تدعون يسمعون دعاءكم.
(73) أو ينفعونكم على عبادتكم لها أو يضرون من اعرض عنها.
(74) قالوا بل وجدنا آبائنا كذلك يفعلون اضربوا على جوابه والتجؤوا إلى التقليد.
(75) قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون.
(76) أنتم وآباؤكم الأقدمون.
(77) فإنهم عدو لي يريد عدو لكم ولكنه صور الامر في نفسه تعريضا له لأنه انفع في النصح من التصريح والبدئة بنفسه في النصيحة ادعى للقبول الا رب العالمين استثناء منقطع أو متصل على أن الضمير لكل معبود عبدوه وكان من آبائهم من عبد الله.
(78) الذي خلقني فهو يهدين لأنه يهدي كل مخلوق لما خلق له من أمور المعاش والمعاد كما قال الذي أحسن كل شئ خلقه ثم هدى هداية مدرجة من مبدء الايجاد إلى منتهى اجله.
(79) والذي هو يطعمني ويسقين.
(80) وإذا مرضت فهو يشفين إنما لم ينسب المرض إليه لأن مقصوده تعديد النعم ولأنه في غالب الامر إنما يحدث بتفريط الانسان في مطاعمه ومشاربه وفي أوامر الله ونواهيه كما قال الله سبحانه ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم.
(81) والذي يميتني عد الموت من جملة النعم واضافه إلى الله لأنه لأهل الكمال وصلة إلى نيل المحاب التي يستحقر دونها الحياة الدنيوية وخلاص من أنواع المحن والبلية ثم يحيين في الآخرة.
(82) والذي أطمع ان يغفر لي خطيئتي يوم الدين ذكر ذلك هضما لنفسه وتعليما للأمة ان يجتنبوا المعاصي ويكونوا على حذر وطلب لأن يغفر لهم ما يفرط منهم واستغفار لما عسى ان يندر منه من خلاف الأولى وحمل الخطيئة على كلماته الثلاث اني سقيم بل فعله كبيرهم وقوله هي أختي لا وجه له لأنها معاريض وليست بخطايا.
(83) رب هب لي حكما كمالا في العلم والعمل استعد به لخلافة الحق ورياسة الخلق والحقني بالصالحين ووفقني للكمال في العمل لانتظم به في عداد الكاملين في الصلاح.
(84) واجعل لي لسان صدق في الآخرين جاها وحسن صيت في الدنيا يبقى اثره إلى يوم الدين ولذلك ما من أمة الا وهم محبون له مثنون عليه في الكافي عن الصادق عليه السلام قال قال أمير المؤمنين عليه السلام لسان صدق للمرء يجعله الله في الناس خير له من المال يأكله ويورثه أو المراد واجعل صادقا من ذريتي يجدد أصل ديني ويدعو الناس إلى ما كنت أدعوهم إليه وهو محمد وعلي والأئمة عليهم السلام من ذريتهما القمي قال هو أمير المؤمنين عليه السلام.
(85) واجعلني من ورثة جنة النعيم في الآخرة وقد سبق معنى الوراثة فيها في سورة المؤمنين.
(86) واغفر لأبي بالهداية والتوفيق للايمان انه كان من الضالين طريق الحق وإنما دعا له بالمغفرة لما وعده بأنه سيؤمن كما قال الله تعالى وما كان استغفار إبراهيم لأبيه الا عن موعدة وعدها إياه.
(87) ولا تخزني بمعاتبتي على ما فرطت من الخزي بمعنى الهوان أو من الخزاية بمعنى الحياء يوم يبعثون الضمير للعباد لأنهم معلومون.
(88) يوم لا ينفع مال ولا بنون.
(89) الا من اتى الله بقلب سليم اي لا ينفعان أحدا الا مخلصا سليم القلب في المجمع عن الصادق عليه السلام قال هو القلب الذي سلم من حب الدنيا وفي الكافي عنه عليه السلام انه سئل عن هذه الآية فقال القلب السليم الذي يلقى ربه وليس فيه أحد سواه قال وكل قلب فيه شرك أو شك فهو ساقط وإنما أرادوا بالزهد في الدنيا لتفرغ قلوبهم للآخرة وفي مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام صاحب النية الصادقة صاحب القلب السليم لأن سلامة القلب من هواجس المذكورات تخلص النية لله في الأمور كلها ثم تلا هذه الآية.
(90) وأزلفت الجنة للمتقين بحيث يرونها من الموقف فيتبجحون بأنهم المحشورون إليها.
(91) وبرزت الجحيم للغاوين فيرونها مكشوفة ويتحسرون على أنهم المسوقون إليها وفي اختلاف الفعلين ترجيح لجانب الوعد.
(92) وقيل لهم أينما كنتم تعبدون.
(93) من دون الله أين آلهتكم الذين تزعمون أنهم شفعاؤكم هل ينصرونكم بدفع العذاب عنكم أو ينتصرون بدفعه عن أنفسهم لأنهم وآلهتهم يدخلون النار.
(94) فكبكبوا فيها هم والغاوون اي الآلهة وعبدتهم والكبكبة تكرير الكب.
لتكرير معناه كأن من القى في النار ينكب مرة بعد أخرى حتى يستقر في قعرها في الكافي والقمي عن الصادق عليه السلام هم قوم وصفوا عدلا بألسنتهم ثم خالفوه إلى غيره القمي وفي خبر آخر هم بنو أمية والغاوون بني العباس.
(95) وجنود إبليس أجمعون في الكافي عن الباقر عليه السلام جنود إبليس ذريته من الشياطين.
(96) قالوا وهم فيها يختصمون.
(97) تالله ان كنا أي كنا لفي ضلال مبين.
(98) إذ نسويكم برب العالمين القمي يقولون لمن تبعوهم أطعناكم كما أطعنا الله فصرتم أربابا.
(99) وما أضلنا الا المجرمون في الكافي عن الباقر عليه السلام يعني المشركين الذين اقتدوا بهم هؤلاء فاتبعوهم على شركهم وهم قوم محمد صلى الله عليه وآله ليس فيهم من اليهود والنصارى أحد وتصديق ذلك قول الله عز وجل كذبت قبلهم قوم نوح كذب أصحاب الأيكة كذب قوم لوط ليس هم اليهود الذين قالوا عزير ابن الله ولا النصارى الذين قالوا المسيح ابن الله سيدخل الله اليهود والنصارى النار ويدخل كل قوم باعمالهم وقولهم وما أضلنا الا المجرمون إذ دعونا إلى سبيلهم ذلك قول الله عز وجل فيهم حين جمعهم إلى النار قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فاتهم عذابا ضعفا من النار وقوله كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا برئ بعضهم من بعض ولعن بعضهم بعضا يريد ان بعضهم يحج بعضا رجاء الفلج فيفلتوا من عظم ما نزل بهم وليس بأوان بلوى ولا اختبار ولا قبول معذرة ولا حين نجاة.
(100) فما لنا من شافعين.
(101) ولا صديق حميم في المحاسن عن الصادق عليه السلام الشافعون الأئمة عليهم السلام والصديق من المؤمنين والقمي عنهما عليهما السلام والله لنشفعن في المذنبين من شيعتنا حتى يقول أعداؤنا إذا رأوا ذلك فما لنا من شافعين ولا صديق حميم وفي الكافي عن الباقر عليه السلام ان الشفاعة لمقبولة وما تقبل في ناصب وان المؤمن ليشفع لجاره وماله حسنة فيقول يا رب جاري كان يكف عني الأذى فيشفع فيه فيقول الله تبارك وتعالى انا ربك وانا أحق من كافي عنك فيدخله الله الجنة وماله من حسنة وان أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع لثلاثين انسانا فعند ذلك يقول أهل النار فما لنا من شافعين ولا صديق حميم وفي المجمع عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ان الرجل يقول في الجنة ما فعل صديقي فلان وصديقه في الجحيم فيقول الله اخرجوا له صديقه إلى الجنة فيقول من بقي في النار فما لنا من شافعين ولا صديق حميم.
(102) فلو ان لنا كرة فنكون من المؤمنين القمي قال من المهتدين قال لأن الايمان قد لزمهم بالاقرار.
(103) ان في ذلك لآية لحجة وعظة لمن أراد ان يستبصر بها ويعتبر وما كان أكثرهم مؤمنين به.
(104) وان ربك لهو العزيز القادر على تعجيل الانتقام الرحيم بالامهال لكي يؤمنوا هم أو واحد من ذريتهم.
(105) كذبت قوم نوح المرسلين قد مر الكلام في تكذيبهم وفي الاكمال عن الباقر عليه السلام انه قدم على قوم مكذبين للأنبياء الذين كانوا بينه وبين آدم (عليه السلام) وذلك قوله تعالى كذبت قوم نوح المرسلين يعني من كان بينه وبين آدم (عليه السلام).
(106) إذ قال لهم أخوهم نوح لأنه كان منهم الا تتقون الله فتتركوا عبادة غيره.
(107) اني لكم رسول امين مشهور بالأمانة فيكم.
(108) فاتقوا الله وأطيعون فيما أمركم به من التوحيد والطاعة لله.
(109) وما أسئلكم عليه على ما انا عليه من الدعاء والنصح من اجر ان اجرى الا على رب العالمين.
(110) فاتقوا الله وأطيعون كرره للتأكيد والتنبيه على دلالة كل واحد من أمانته وحسم طمعه لوجوب طاعته فيما يدعوهم إليه فكيف إذا اجتمعا.
(111) قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون القمي قال الفقراء أقول: أشاروا بذلك إلى أن اتباعهم ليس عن نظر وبصيرة وإنما هو لتوقع مال ورفعة.
(112) قال وما علمي بما كانوا يعملون انهم عملوه اخلاصا أو طمعا في طعمة وما علي الا الاعتبار الظاهر.
(113) ان حسابهم الا على ربى فإنه المطلع على البواطن لو تشعرون لعلمتم ذلك ولكنكم تجهلون فتقولون ما لا تعلمون.
(114) وما انا بطارد المؤمنين جواب لما أوهم قولهم من استدعاء طردهم وتوقيف ايمانهم عليه حيث جعلوا اتباعهم المانع عنه.
(115) ان انا الا نذير مبين لا يليق بي طرد الفقراء لاستتباع الأغنياء.
(116) قالوا لئن لم تنته يا نوح عما تقول لتكونن من المرجومين من المشتومين أو المضروبين بالحجارة.
(117) قال رب ان قومي كذبون.
(118) فافتح بيني وبينهم فتحا فاحكم بيني وبينهم ونجني ومن معي من المؤمنين.
(119) فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون المملو القمي عن الباقر عليه السلام المشحون المجهز الذي قد فرغ منه ولم يبق الا دفعه.
(120) ثم أغرقنا بعد اي بعد انجائه الباقين من قومه.
(121) ان في ذلك لآية شاعت وتواترت وما كان أكثرهم مؤمنين.
(122) وان ربك لهو العزيز الرحيم.
(123) كذبت عاد قبيلة عاد وهو اسم أبيهم المرسلين.
(124) إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون.
(125) اني لكم رسول أمين.
(126) فاتقوا الله وطيعون.
(127) وما أسئلكم عليه من اجر ان اجرى الا على رب العالمين.
(128) أتبنون بكل ريع بكل مكان مرتفع آية قيل اي علما للمارة أو بناء لا تحتاجون إليه تعبثون ببنائه لاستغنائكم عنه بالنجوم للاهتداء أو بمنازلكم للسكنى في المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله ان كل بناء يبنى وبال على صاحبه يوم القيامة الا ما لا بد منه.
(129) وتتخذون مصانع قيل مآخذ الماء أو قصورا مشيدة وحصونا لعلكم تخلدون فتحكمون بنيانها.
(130) وإذا بطشتم بسوط أو سيف بطشتم جبارين متسلطين غاشمين بلا رأفة ولا قصد تأديب ولا نظر في العاقبة القمي قال يقتلون بالغضب من غير استحقاق.
(131) فاتقوا الله بترك هذه الأشياء وأطيعون فيما أدعوكم إليه.
(132) واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون كرره مرتبا على امداد الله إياهم بما يعرفونه من أنواع النعم تعليلا وتنبيها على الوعد عليه بدوام الامداد والوعيد على تركه بالانقطاع.
(133) أمدكم بانعام وبنين.
(134) وجنات وعيون.
(135) انى أخاف عليكم عذاب يوم عظيم.
(136) قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين فانا لا نرعوي عما نحن عليه.
(137) ان هذا الا خلق الأولين اي ما هذا الذي جئت به إلا عادة الأولين كانوا يلفقون مثله أو ما هذا الذي نحن عليه من الدين الا خلق الأولين ونحن بهم مقتدون وقرء بفتح الخاء ما هذا الذي جئنا به الا كذب الأولين أو ما خلقنا هذا الا خلقهم نحيى ونموت مثلهم ولا بعث ولا حساب كذا قيل.
(138) وما نحن بمعذبين على ما نحن عليه.
(139) فكذبوه فأهلكناهم بريح صرصر ان في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين.
(140) وان ربك لهو العزيز الرحيم.
(141) كذبت ثمود المرسلين.
(142) إذ قال لهم أخوهم صالح الا تتقون.
(143) انى لكم رسول امين.
(144) فاتقوا الله وأطيعون.
(145) وما أسئلكم عليه من اجر ان اجرى الا على رب العالمين.
(146) أتتركون فيما هيهنا آمنين.
(147) في جنات وعيون.
(148) وزروع ونخل طلعها هضيم لطيف لين أو متدلي منكسر من كثرة الحمل.
(149) وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين حاذقين وقرء بحذف الألف اي بطرين.
(150) فاتقوا الله وأطيعون.
(151) ولا تطيعوا امر المسرفين.
(152) الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون فيه دلالة على خلوص فسادهم.
(153) قالوا إنما أنت من المسحرين قيل اي من الذين سحروا كثيرا حتى غلب على عقلهم أو من ذوي السحر وهي الرية اي من الاناسي القمي يقول أجوف مثل خلق الناس ولو كنت رسولا ما كنت مثلنا.
(154) ما أنت الا بشر مثلنا تأكيد على المعنى الثاني فات بآية ان كنت من الصادقين في دعواك.
(155) قال هذه ناقة اي بعدما أخرجها الله من الصخرة بدعائه كما اقترحوها على ما سبق حديثه لها شرب نصيب من الماء ولكم شرب يوم معلوم فاقتصروا على شربكم ولا تزاحموها في شربها في المجمع عن أمير المؤمنين عليه السلام قال أول عين نبعت في الأرض هي التي فجرها الله لصالح فقال لها شرب ولكم شرب يوم معلوم.
(156) ولا تمسوها بسوء كضرب وعقر فيأخذكم عذاب يوم عظيم عظم اليوم لعظم ما يحل به وهو أبلغ من تعظيم العذاب.
(157) فعقروها اسند العقر إلى كلهم لأن عاقرها إنما عقر برضاهم ولذلك اخذوا جميعا فأصبحوا نادمين على عقرها عند معاينة العذاب.
(158) فاخذهم العذاب العذاب الموعود في نهج البلاغة إنما يجمع الناس الرضا والسخط وإنما عقر ناقة ثمود رجل واحد فعمهم الله بالعذاب لما عموه بالرضا فقال سبحانه فعقروها فأصبحوا نادمين فما كان الا ان خارت ارضهم بالخسفة خوار السكة المحماة في الأرض الخوارة إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين.
(159) وان ربك لهو العزيز الرحيم.
(160) كذبت قوم لوط المرسلين.
(161) إذ قال لهم أخوهم لوط الا تتقون.
(162) انى لكم رسول امين.
(163) فاتقوا الله وأطيعون.
(164) وما أسئلكم عليه من اجر ان اجرى الا على رب العالمين.
(165) أتأتون الذكران من العالمين.
(166) وتذرون ما خلق لكم ربكم لأجل استمتاعكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون متجاوزون عن حد الشهوة أو مفرطون في المعاصي.
(167) قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين من المنفيين من بين أظهرنا.
(168) قال إني لعملكم من القالين من المبغضين غاية البغض.
(169) رب نجني وأهلي مما يعملون اي من شؤمه وعذابه.
(170) فنجيناه وأهله أجمعين أهل بيته والمتبعين له على دينه بإخراجهم من بينهم وقت حلول العذاب بهم.
(171) الا عجوزا هي امرأة لوط في الغابرين مقدرة في الباقين في العذاب.
(172) ثم دمرنا الآخرين أهلكناهم.
(173) وأمطرنا عليهم مطرا حجارة فسآء مطر المنذرين قد سبق قصتهم في سورة الأعراف.
(174) ان في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين.
(175) وان ربك لهو العزيز الرحيم.
(176) كذب أصحاب الأيكة المرسلين الأيكة غيضة تنبت ناعم الشجر.
(177) إذ قال لهم شعيب الا تتقون في الجوامع في الحديث ان شعيبا أخا مدين ارسل إليهم والى أصحاب الأيكة.
(178) انى لكم رسول امين.
(179) فاتقوا الله وأطيعون.
(180) وما أسئلكم عليه من اجر ان اجرى الا على رب العالمين.
(181) أوفوا الكيل اتموه ولا تكونوا من المخسرين حقوق الناس بالتطفيف.
(182) وزنوا بالقسطاس المستقيم بالميزان السوي.
(183) ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تنقصوا شيئا من حقوقهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين بالقتل والغارة وقطع الطريق.
(184) واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين وذوي الجبلة الأولين يعني من تقدمهم من الخلائق القمي قال الخلق الأولين.
(185) قالوا إنما أنت من المسحرين.
(186) وما أنت الا بشر مثلنا قيل اتوا بالواو للدلالة على أنه جامع بين وصفين منافيين للرسالة مبالغة في تكذيبه وان وانه نظنك لمن الكاذبين في دعواك.
(187) فاسقط علينا كسفا من السماء قطعة منها وقرء بفتح السين ان كنت من الصادقين في دعوتك (8 18) قال ربى اعلم بما تعملون وبعذابه منزل عليكم ما أوجبه في وقته المقدر له.
(189) فكذبوه فاخذهم عذاب يوم الظلة القمي يوم حر وسمايم قال فبلغنا والله أعلم انه أصابهم حر وهم في بيوتهم فخرجوا يلتمسون الروح من قبل السحابة التي بعث الله عز وجل فيها العذاب فلما غشيتهم اخذتهم الصيحة فأصبحوا في دارهم جاثمين وقيل سلط الله عليهم الحر سبعة أيام حتى غلت أنهارهم فأظلتهم سحابة فاجتمعوا تحتها فأمطرت عليهم نارا فاحترقوا انه كان عذاب يوم عظيم.
(190) ان في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين.
(191) وان ربك لهو العزيز الرحيم.
(192) وانه لتنزيل رب العالمين.
(193) نزل به الروح الأمين اي جبرئيل فإنه امين الله على وحيه وقرء بتشديد الزاي ونصب الروح والأمين.
(194) على قلبك لتكون من المنذرين في الكافي والبصائر عن الباقر عليه السلام هي الولاية لأمير المؤمنين عليه السلام والقمي عن الصادق عليه السلام الولاية التي نزلت لأمير المؤمنين عليه السلام يوم الغدير.
(195) بلسان عربي مبين واضح المعنى في الكافي عن أحدهما عليهما السلام انه سئل عنه فقال يبين الألسن ولا تبينه الألسن وفي العلل عن الصادق عن أبيه عليهما السلام قال ما انزل الله تبارك وتعالى كتابا ولا وحيا الا بالعربية فكان يقع في مسامع الأنبياء بألسنة قومهم وكان يقع في مسامع نبينا صلى الله عليه وآله بالعربية فإذا كلم به قومه كلمهم بالعربية فيقع في مسامعهم بلسانهم وكان أحد لا يخاطب رسول الله صلى الله عليه وآله بأي لسان خاطبه الا وقع في مسامعه بالعربية كل ذلك يترجم جبرئيل عنه تشريفا من الله له (صلى الله عليه وآله وسلم).
(196) وانه لفي زبر الأولين وان معناه أو ذكره لفي كتب الأنبياء الأولين.
(197) أولم يكن لهم آية على صحة القرآن ونبوة محمد صلى الله عليه وآله وقرء تكن بالتاء وآية بالرفع ان يعلمه علماء بني إسرائيل ان يعرفوه بنعته المذكور في كتبهم.
(198) ولو نزلناه على بعض الأعجمين.
(199) فقراه عليهم ما كانوا به مؤمنين لفرط عنادهم واستنكافهم من اتباع العجم القمي عن الصادق عليه السلام لو نزلنا القرآن على العجم ما آمنت به العرب وقد نزل على العرب فآمنت به العجم فهذه في فضيلة العجم.
(20) كذلك سلكناه أدخلنا معانيه في قلوب المجرمين ثم لم يؤمنوا به عنادا.
(201) لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم الملجئ إلى الإيمان.
(202) فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون باتيانه.
(203) فيقولوا هل نحن منظرون تحسرا وتأسفا.
(204) أفبعذابنا يستعجلون فيقولون أمطر علينا حجارة من السماء فاتنا بما تعدنا وحالهم عند نزول العذاب طلب النظرة.
(205) أفرأيت ان متعناهم سنين.
(206) ثم جائهم ما كانوا يوعدون.
(207) ما اغنى عنهم ما كانوا يمتعون لم يغن عنهم تمتعهم المتطاول في دفع العذاب وتخفيفه في الكافي عن الصادق عليه السلام قال أري رسول الله صلى الله عليه وآله في منامه بني أمية يصعدون منبره من بعده يضلون الناس عن الصراط القهقري فأصبح كئيبا حزينا فهبط جبرئيل فقال يا رسول الله ما لي أراك كئيبا حزينا قال يا جبرئيل اني رأيت بني أمية في ليلتي هذه يصعدون منبري من بعدي يضلون الناس عن الصراط القهقري فقال والذي بعثك بالحق نبيا ان هذا شئ ما اطلعت عليه فعرج إلى السماء فلم يلبث أن نزل عليه بآي من القرآن يؤنسه بها قال أفرأيت ان متعناهم سنين الآيات وانزل عليه انا أنزلناه قال جعل الله عز وجل ليلة القدر لنبيه خيرا من ألف شهر ملك بني أمية.
(208) وما أهلكنا من قرية الا لها منذرون انذروا أهلها الزاما للحجة.
(209) ذكرى تذكرة وما كنا ظالمين فنهلك قبل الإنذار.
(210) وما تنزلت به الشياطين كما زعم المشركون انه من قبيل ما يلقي به الشياطين على الكهنة.
(211) وما ينبغي لهم وما يصح لهم ان ينزلوا به وما يستطيعون وما يقدرون.
(212) انهم عن السمع لكلام الملائكة لمعزولون اي مصروفون عن استماع القرآن من السماء قد حيل بينهم وبين السمع بالملائكة والشهب قيل وذلك لأنه مشروط بمشاركة في صفا الذات وقبول فيضان الحق ونفوسهم خبيثة ظلمانية شريرة.
(213) فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين من قبيل إياك أعني واسمعي يا جارة فإنه كان منزها عن أن يشرك بالله طرفة عين.
(214) وأنذر عشيرتك الأقربين فان الاهتمام بشأنهم أهم في العيون وفي المجالس عن الرضا عليه السلام وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك المخلصين قال هكذا في قراءة أبي بن كعب وهي ثابتة في مصحف عبد الله ابن مسعود قال وهذه منزلة رفيعة وفضل عظيم وشرف عال حين عنى الله عز وجل بذلك الآل فذكره لرسول الله صلى الله عليه وآله وفي المجمع نسب القراءة إلى الصادق عليه السلام وابن مسعود والقمي قال نزلت في رهطك منهم المخلصين قال نزلت بمكة فجمع رسول الله صلى الله عليه وآله بني هاشم وهم أربعون رجلا كل واحد منهم يأكل الجذع ويشرب القربة فاتخذ لهم طعاما يسيرا بحسب ما أمكن فأكلوا حتى شبعوا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله من يكون وصيي ووزيري وخليفتي فقال أبو لهب جزما سحركم محمد صلى الله عليه وآله فتفرقوا فلما كان اليوم الثاني امر رسول الله صلى الله عليه وآله ففعل بهم مثل ذلك ثم سقاهم اللبن حتى رووا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله أيكم يكون وصيي ووزيري وخليفتي فقال أبو لهب جزما سحركم محمد فتفرقوا فلما كان اليوم الثالث امر رسول الله صلى الله عليه وآله ففعل بهم مثل ذلك ثم سقاهم اللبن فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله أيكم يكون وصيي ووزيري وينجز عداتي ويقضي ديني فقام علي وكان أصغرهم سنا واخمشهم ساقا وأقلهم مالا فقال انا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله أنت هو، وفي المجمع عن طريق العامة ما يقرب منه وزاد في آخره فقام القوم وهم يقولون لأبي طالب اطع ابنك فقد امره عليك وأورده في العلل باختصار مع هذه الزيادة والقمي وقوله ورهطك منهم المخلصون قال علي بن أبي طالب وحمزة وجعفر والحسن والحسين والأئمة من آل محمد صلوات الله عليهم.
(215) واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين لين جانبك لهم مستعار من خفض الطائر جناحه إذا أراد ان ينحط في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام قد امر الله أعز خلقه وسيد بريته محمد صلى الله عليه وآله بالتواضع فقال واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين والتواضع مزرعة الخشوع والخشية والحياء وانهن لا يتبين الا منها وفيها ولا يسلم الشرف التام الحقيقي الا للمتواضع في ذات الله.
(216) فان عصوك فقل انى برئ مما تعملون القمي فان عصوك يعني من بعدك في ولاية علي عليه السلام والأئمة عليهم السلام قال ومعصية رسول الله صلى الله عليه وآله وهو ميت كمعصيته وهو حي.
(217) وتوكل على العزيز الرحيم الذي يقدر على قهر أعدائه ونصر أوليائه يكفك شر من يعصيك وقرء فتوكل.
(218) الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين القمي عن الباقر عليه السلام قال الذي يريك حين تقوم في النبوة وتقلبك في الساجدين قال في أصلاب النبيين وفي المجمع عنهما عليهما السلام قالا في أصلاب النبيين نبي بعد نبي حتى اخرجه من صلب أبيه عن نكاح غير سفاح من لدن آدم عليه السلام وعن الباقر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لا ترفعوا قبلي ولا تضعوا قبلي فاني أراكم من خلفي كما أراكم من امامي ثم تلا هذه الآية أقول: يعني رؤوسكم في الصلاة.
(219) انه هو السميع العليم.
(220) هل أنبئكم على من تنزل الشياطين لما بين ان القرآن لا يصح أن يكون مما تنزلت به الشياطين اكد ذلك ببيان من تنزلت عليه.
(221) تنزل على كل أفاك أثيم كذاب شديد الإثم.
(222) يلقون السمع وأكثرهم كاذبون اي الأفاكون يلقون السمع إلى الشياطين فيتلقون منهم ظنونا وامارات لنقصان علمهم فيضمون إليها على حسب تخيلاتهم أشياء لا يطابق أكثرها في الكافي عن الباقر عليه السلام ليس من يوم ولا ليلة الا وجميع الجن والشياطين تزور أئمة الضلالة ويزور أئمة الهدى عددهم من الملائكة حتى إذا اتت ليلة القدر فهبط فيها من الملائكة إلى ولي الأمر خلق الله أو قال قيض الله عز وجل من الشياطين بعددهم ثم زاروا ولي الضلالة فأتوه بالافك والكذب حتى لعله يصبح فيقول رأيت كذا وكذا فلو سأل ولي الأمر عن ذلك لقال رأيت شيطانا أخبرك بكذا وكذا حتى يفسر له تفسيرا ويعلمه الضلالة التي هو عليها وفي الخصال عن الصادق عليه السلام في هذه الآية قال هم سبعة المغيرة وبنان وصايد وحمزة بن عمارة البربري والحارث الشامي وعبد الله بن الحارث وأبو الخطاب.
(224) والشعراء يتبعهم الغاوون وقرء بالتخفيف قيل هو استيناف أبطل به كونه شاعرا كما زعمه المشركون يعني ان اتباع محمد صلى الله عليه وآله ليسوا بغاوين فكيف يكون شاعرا والقمي قال نزلت في الذين غيروا دين الله وخالفوا امر الله عز وجل هل رأيتم شاعرا قط يتبعه أحد وإنما عنى بذلك الذين وضعوا دينا بآرائهم فيتبعهم الناس على ذلك وفي المعاني عن الباقر عليه السلام في هذه الآية قال هل رأيت شاعرا يتبعه أحد إنما هم قوم تفقهوا لغير الله فضلوا وأضلوا وفي المجمع عن العياشي عن الصادق (عليه السلام) هم قوم تعلموا وتفقهوا بغير علم فضلوا وأضلوا وفي الاعتقادات عنه عليه السلام انه سئل عن هذه الآية فقال هم القصاص.
(2).
(225) ألم تر انهم في كل واد يهيمون قيل وذلك لأن أكثر كلمات الشعراء خيالات لا حقيقة لها القمي يعني يناظرون بالأباطيل ويجادلون بالحجج المضلين وفي كل مذهب يذهبون يعني بهم المغيرين دين الله (6 22) وانهم يقولون ما لا يفعلون قال يعظون الناس ولا يتعظون وينهون عن المنكر ولا ينتهون ويأمرون بالمعروف ولا يعملون قال وهم الذين غصبوا آل محمد صلوات الله عليهم حقهم.
(227) الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا قيل هو استثناء للشعراء المؤمنين الصالحين الذين يكثرون ذكر الله ويكون أكثر اشعارهم في التوحيد والثناء على الله تعالى والحث على طاعته ولو قالوا هجوا أرادوا به الانتصار ممن هجاهم من الكفار ومكافأة هجاة المسلمين كحسان بن ثابت وكعب بن مالك وكعب بن زبير والقمي ثم ذكر آل محمد صلوات الله عليهم وشيعتهم المهتدين فقال الا الذين آمنوا الآية أقول: يمكن التوفيق بين التفسيرين بإرادة كلا المعنيين فان حجج المبطلين من أهل الجدل أيضا أكثرها خيالات شعرية لا حقيقة لها وتمويهات لا طائل تحتها كأقاويل الشعراء وكلا الفريقين سيان في أنهم في كل واد يهيمون وانهم يقولون ما لا يفعلون الا ان ذكر اتباع الغاوين إنما هو بالنظر إلى من له رياسة في الاضلال من أهل المذاهب الباطلة وانكار أحد المعنيين في الحديث يرجع إلى انكار الحصر فيه ثم ليس المراد بالشعر المذموم الكلام المنظوم باعتبار نظمه كيف وان من الشعر لحكمة يعني من المنظوم وان منه لموعظة وان منه لثناء على الله وعلى أوليائه بل باعتبار التشبيب بالحرام وتمزيق الاعراض ومدح من لا يستحق ونحو ذلك وفي العيون عن الصادق عليه السلام قال من قال فينا بيت شعر بني الله بيتا في الجنة وقال ما قال فينا قائل شعرا حتى يؤيد بروح القدس وفي المجمع عن كعب بن مالك أنه قال يا رسول الله ماذا تقول في الشعراء قال إن المؤمن مجاهد بسيفه والذي نفسي بيده لكأنما يرضخونهم بالنبل قال وقال النبي صلى الله عليه وآله لحسان بن ثابت اهجهم أو هاجهم وروح القدس معك وفي الجوامع قال لكعب بن مالك اهجهم فوالذي نفسي بيده لهو أشد عليهم من النبل وفي الكتاب الكشي عن الصادق عليه السلام يا معشر الشيعة علموا أولادكم شعر العبدي فإنه على دين الله وفي المعاني عنه عليه السلام إنه سئل عن هذه الآية ما هذا الذكر الكثير قال من سبح بتسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام فقد ذكر الله كثيرا وفي الكافي عن أمير المؤمنين عليه السلام من ذكر الله عز وجل في السر فقد ذكر الله كثيرا ان المنافقين كانوا يذكرون الله علانية ولا يذكرونه في السر فقال الله تعالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون القمي ثم ذكر أعدائهم ومن ظلمهم فقال جل ذكره وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم أي منقلب ينقلبون هكذا والله نزلت وفي الجوامع نسب هذه القراءة إلى الصادق عليه السلام في ثواب الأعمال والمجمع عن الصادق عليه السلام من قرء سور الطواسين الثلاث في ليلة الجمعة كان من أولياء الله وفي جواره وكنفه ولم يصبه في الدنيا بؤس ابدا وأعطى في الآخرة من الجنة حتى يرضى وفوق رضاه وزوجه الله مأة زوجة من الحور العين وزاد في المجمع وأسكنه الله في جنة عدن وسط الجنة مع النبيين والمرسلين والوصيين الراشدين