النساء (تكملة)

وفي الفقيه والتهذيب عن الصادق (عليه السلام) في الرجل تكون عنده الجارية يجردها وينظر إلى جسدها نظر شهوة هل تحل لأبيه وان فعل أبوه هل تحل لابنه قال إذا نظر إليها نظر شهوة ونظر منها إلى ما يحرم على غيره لم تحل لابنه وان فعل ذلك لم تحل للأب وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف فإنه مغفور إن الله كان غفورا رحيما.

في الكافي عن الصادق (عليه السلام) في رجل طلق امرأته واختلعت أو بارأت أله ان يتزوج بأختها قال إذا برأت عصمتها ولم يكن له عليها رجعة فله ان يخطب أختها وفي رجل كانت عنده أختان مملوكتان فوطأ إحداهما ثم وطأ الأخرى قال إذا وطأ الأخرى فقد حرمت عليه الأولى حتى تموت الأخرى قلت أرأيت ان باعها أتحل له الأولى قال إن كان يبيعها لحاجة ولا يخطر على قلبه من الأخرى شئ فلا أرى لذلك بأسا وإن كان إنما يبيعها ليرجع إلى الأولى فلا ولا كرامة.

وفي التهذيب عنه عن أبيه (عليهما السلام) في أختين مملوكتين تكونان عند الرجل جميعا قال قال علي (عليه الصلاة والسلام) احلتهما آية وحرمتهما آية أخرى وانا انهى عنهما نفسي وولدي.

أقول: الآية المحللة قوله سبحانه والذين هم لفروجهم حافظون الا على أزواجهم أو ما ملكت ايمانهم والآية المحرمة هي قوله عز وجل وان تجمعوا بين الأختين ومورد الحل والحرمة ليس إلا الوطي خاصة دون الجمع في الملك كما ظنه صاحب التهذيب فظن أن آية الحل آية الملك وآية التحريم آية الوطي ومما يدل على ذلك صريحا ما رواه فيه عن الباقر (عليه السلام) انه سئل عما يروي الناس عن أمير المؤمنين (عليه السلام) عن أشياء من الفروج لم يكن يأمر بها ولا ينهى عنها الا نفسه وولده فقيل كيف يكون ذلك قال أحلتها آية وحرمتها أخرى فقيل هل الآيتان تكون إحداهما نسخت الأخرى أم هما محكمتان ينبغي ان يعمل بهما فقال قد بين لهم إذ نهى نفسه وولده قيل ما منعه ان يبين ذلك للناس قال خشي ان لا يطاع ولو أن أمير المؤمنين (عليه السلام) ثبتت قدماه أقام كتاب الله كله والحق كله.

والعياشي عن الصادق (عليه السلام) انه سئل عن أختين المملوكتين تنكح إحداهما أتحل له الأخرى فقال ليس له ان ينكح الأخرى إلا دون الفرج وإن لم يفعل فهو خير له نظير تلك المرأة تحيض فتحرم على زوجها ان يأتيها في فرجها لقول الله تعالى ولا تقربوهن حتى يطهرن قال وان تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف يعن في النكاح فيستقيم الرجل ان يأتي امرأته وهي حايض فيما دون الفرج.

(24) والمحصنات (1) من النساء اللاتي أحصنهن التزويج أو الأزواج وقرئ بكسر الصاد لأنهن أحصن فروجهن.

في الفقيه والعياشي عن الصادق (عليه السلام) هن ذوات الأزواج إلا ما ملكت أيمانكم من اللاتي سبين ولهن أزواج كفار فإنهن حلال للسابين.

كما في المجمع عن أمير المؤمنين (عليه السلام) واللاتي اشترين ولهن أزواج فان بيعهن طلاقهن.

كما في الكافي عن الصادق (عليه السلام) في عدة روايات واللاتي تحت العبيد فيأمرهم مواليهم بالاعتزال فيستبرؤونهن ثم يمسونهن بغير نكاح.

كما في الكافي والعياشي عنه (عليه السلام) كتاب الله عليكم مصدر مؤكد اي كتب الله عليكم تحريم هؤلاء كتابا وأحل لكم ما وراء ذلكم ما سوى المحرمات المذكورة وخرج عنه بالسنة ما في معنى المذكورات كسائر محرمات الرضاع والجمع بين المرأة وعمتها أو خالتها بغير اذنها.

كما في الكافي عن الباقر (عليه السلام) في عدة روايات وقرئ وأحل على البناء للمفعول أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين ان تصرفوا أموالكم في مهورهن أو أثمانهن والاحصان العفة والسفاح الزنا فما استمتعتم به منهن فاتوهن أجورهن مهورهن سمي اجرا لأنه في مقابلة الاستمتاع فريضة مصدر مؤكد.

في الكافي عن الصادق (عليه السلام) إنما نزلت فما استمتعتم به منهن إلى اجل مسمى فآتوهن أجورهن فريضة.

والعياشي عن الباقر (عليه السلام) انه كان يقرؤها كذلك وروته العامة أيضا عن جماعة من الصحابة ولا جناح عليكم فيما ترضيتم به من بعد الفريضة من زيادة في المهر أو الأجل أو نقصان فيهما أو غير ذلك مما لا يخالف الشرع.

في الكافي مقطوعا.

والعياشي عن الباقر (عليه السلام) لا بأس بأن تزيدها وتزيدك إذا انقطع الأجل فيما بينكما يقول استحللتك بأجل آخر برضى منها ولا تحل لغيرك حتى تنقضي عدتها وعدتها حيضتان إن الله كان عليما بالمصالح حكيما فيما شرع من الأحكام.

في الكافي عن الصادق (عليه السلام) المتعة نزل بها القرآن وجرت بها السنة من رسول الله.

وعن الباقر (عليه السلام) كان علي يقول لولا ما سبقني به بني الخطاب ما زنى الا شفي.

أقول: الا شفي بالفاء يعني الا قليل، أراد انه لولا ما سبقني به عمر من نهيه عن المتعة وتمكن نهيه في قلوب الناس لندبت الناس عليها ورغبتهم فيها فاستغنوا بها عن الزنا فما زنى منهم الا قليل وكان نهيه عنها تارة بقوله متعتان كانتا على عهد رسول الله انا محرمهما ومعاقب عليهما متعة الحج ومتعة النساء وأخرى بقوله ثلاث كن على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انا محرمهن ومعاقب عليهن متعة الحج ومتعة النساء وحي على خير العمل في الأذان، وفيه جاء عبد الله بن عمير الليثي إلى أبي جعفر (عليه السلام) فقال له ما تقول في متعة النساء فقال أحلها الله في كتابه وعلى لسان نبيه فهي حلال إلى يوم القيامة فقال يا أبا جعفر مثلك يقول هذا وقد حرمها عمر ونهى عنها فقال وإن كان فعل قال فاني أعيذك بالله من ذلك ان تحل شيئا حرمه عمر فقال له فأنت على قول صاحبك وانا على قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فهلم ألا عنك ان القول ما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وان الباطل ما قال صاحبك قال فأقبل عبد الله بن عمير فقال يسرك ان نساءك وبناتك وأخواتك وبنات عمك يفعلن ذلك قال فاعرض عنه أبو جعفر حين ذكر نساءه وبنات عمه وفيه سأل أبو حنيفة أبا جعفر محمد بن النعمان صاحب الطاق فقال له يا أبا جعفر ما تقول في المتعة أتزعم انها حلال قال نعم قال فما يمنعك ان تأمر نساءك يستمتعن ويكسبن عليك فقال له أبو جعفر ليس كل الصناعات يرغب فيها وان كانت حلالا وللناس أقدار ومراتب يرفعون اقدارهم ولكن ما تقول يا أبا حنيفة في النبيذ أتزعم انه حلال قال نعم قال فما يمنعك ان تقعد نساءك في الحوانيت (2) نباذات (3) فيكسبن عليك فقال أبو حنيفة واحدة بواحدة وسهمك انفذ ثم قال له يا أبا جعفر ان الآية التي في سأل سائل تنطق بتحريم المتعة والرواية عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد جاءت بنسخها فقال له أبو جعفر يا أبا حنيفة ان سورة سأل سائل مكية وآية المتعة مدنية وروايتك شاذة ردية فقال أبو حنيفة وآية الميراث أيضا تنطق بنسخ المتعة فقال أبو جعفر قد ثبت النكاح بغير ميراث فقال أبو حنيفة من أين قلت ذاك فقال أبو جعفر لو أن رجلا من المسلمين تزوج بامرأة من أهل الكتاب ثم توفى عنها ما تقول فيها قال لا ترث منه فقال قد ثبت النكاح بغير ميراث ثم افترقا.

وعن الصادق (عليه السلام) انه سأله أبو حنيفة عن المتعة فقال عن اي المتعتين تسأل قال سألتك عن متعة الحج فأنبئني عن متعة النساء أحق هي فقال سبحان الله اما تقرأ كتاب الله فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة فقال أبو حنيفة والله لكأنها آية لم اقرأها قط.

وفي الفقيه عنه (عليه السلام) ليس منا من لم يؤمن بكرتنا ويستحل متعتنا.

أقول: الكرة الرجعة وهي إشارة إلى ما ثبت عنهم (عليهم السلام) من رجوعهم إلى الدنيا مع جماعتهم من شيعتهم في زمن القائم (عليه السلام) لينصروه وقد مضت الإشارة إليه فيما سلف ويأتي اخبار اخر فيها إن شاء الله.

(25) من لم يستطع منكم طولا غنى كذا في المجمع عن الباقر (عليه السلام) أن ينكح المحصنات المؤمنات يعني الحرائر فمما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات يعني الإماء.

في الكافي عنه (عليه السلام) انه سئل عن الرجل يتزوج الأمة قال لا إلا أن يضطر إليه.

وعن الصادق (عليه السلام) لا ينبغي ان يتزوج الحر المملوكة اليوم إنما كان ذلك حيث قال الله تعالى ومن لم يستطع منكم طولا والطول المهر ومهر الحرة اليوم مهر الأمة أو أقل.

وعنه (عليه السلام) يتزوج الحرة على الأمة ولا يتزوج الأمة على الحرة ونكاح الأمة على الحرة باطل وان اجتمعت عندك حرة وأمة فللحرة يومان وللأمة يوم ولا يصلح نكاح الأمة إلا باذن مواليها والله أعلم بإيمانكم فاكتفوا بظاهر الإيمان فإنه العالم بالسرائر وبتفاضل ما بينكم في الإيمان فرب أمة تفضل الحرة فيه ولا اعتبار بفضل النسب وحده بعضكم من بعض أنتم ومماليككم متناسبون نسبكم من آدم ودينكم الإسلام فانكحوهن بإذن أهلهن.

في الفقيه والعياشي عن الصادق (عليه السلام) انه سئل يتزوج الرجل بالأمة بغير علم أهلها قال هو زنا ان الله تعالى يقول فانكحوهن بإذن أهلهن.

وفي الكافي عنه (عليه السلام) لا بأس ان يتمتع الرجل بأمة المرأة فأما أمة الرجل فلا يتمتع إلا بأمره.

وفي التهذيب ما يقرب منه وآتوهن أجورهن بالمعروف بغير مطل وضرار ونقصان محصنات عفائف غير مسافحات غير مجاهرات بالزنا ولا متخذات أخدان اخلاء في السر فإذا أحصن بالتزويج وقرئ بفتح الهمزة والصاد فإن أتين بفاحشة زناء.

فعليهن نصف ما على المحصنات يعني الحرائر من العذاب يعني الحد كما قال تعالى وليشهد عذابهما طائفة.

القمي يعني به العبيد والإماء إذا زنيا ضربا نصف الحد فان عادا فمثل ذلك حتى يفعلوا ذلك ثماني مرات ففي الثامنة يقتلون قال الصادق (عليه السلام) وإنما صار يقتل في الثامنة لأن الله رحمه ان يجمع عليه ربق الرق وحد الحر.

وفي الكافي ما في معناه: عن الصادق (عليه السلام) وعن الباقر (عليه السلام) في أمة تزني قال تجلد نصف حد الحرة كان لها زوج أو لم يكن لها زوج.

وفي رواية لا ترجم ولا تنفى ذلك اي نكاح الإماء لمن خشي العنت منكم لمن خاف الإثم الذي يؤدي إليه غلبة الشهوة وأصل العنت انكسار العظم بعد الجبر فاستعير لكل مشقة وضرورة وأن تصبروا خير لكم وصبركم عن نكاح الإماء متعففين خير لكم والله غفور رحيم.

(26) يريد الله ليبين لكم ما خفي عنكم من مصالحكم ومحاسن اعمالكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم من الأنبياء وأهل الحق لتقتدوا بهم ويتوب عليكم ويرشدكم إلى ما يمنعكم عن المعاصي والله عليم بها حكيم في وضعها.

(27) والله يريد أن يتوب عليكم كرره للتأكيد والمقابلة ويريد الذين يتبعون الشهوات أهل الباطل أن تميلوا عن الحق بموافقتهم على اتباع الشهوات واستحلال المحرمات ميلا عظيما بالإضافة إلى ميل من اقترف خطيئة على ندور غير مستحل له.

(28) يريد الله أن يخفف عنكم فلذلك شرع لكم الشريعة الحنفية السمحة السهلة ورخص لكم في المضائق كاحلال نكاح الأمة عند الاضطرار وخلق الإنسان ضعيفا لا يصبر عن الشهوات ولا يتحمل مشاق الطاعات.

(29) يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل بما لم يبحه الشرع.

العياشي عن الصادق (عليه السلام) عنى بها القمار وكانت قريش تقامر الرجل بأهله وماله فنهاهم الله عن ذلك.

وفي المجمع عن الباقر (عليه السلام) الربا والقمار والبخس والظلم إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم.

القمي يعني بها الشراء والبيع الحلال.

وفي الكافي والعياشي عن الصادق (عليه السلام) انه سئل عن الرجل منا يكون عنده الشئ يتبلغ به وعليه دين أيطعمه عياله حتى يأتي الله عز وجل بميسرة فيقضي دينه أو يستقرض على ظهره في خبث الزمان وشدة المكاسب ويقبل الصدقة قال يقضي بما عنده دينه ولا يأكل من أموال الناس إلا وعنده ما يؤدي إليهم حقوقهم ان الله عز وجل يقول ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا يستقرض على ظهره الا وعنده وفاء ولو طاف على أبواب الناس فردوه باللقمة واللقمتين والتمر والتمرتين الا أن يكون له ولي يقضي دينه من بعده ليس منا من يموت الا جعل الله له وليا يقوم في عدته ودينه فيقضي عدته ودينه ولا تقتلوا أنفسكم.

القمي كان الرجل إذا خرج مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الغزو يحمل على العدو وحده من غير أن يأمره رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فنهى الله ان يقتل نفسه من غير امره.

وفي المجمع عن الصادق (عليه السلام) ان معناه لا تخاطروا بنفوسكم في القتال فتقاتلوا من لا تطيقونه.

والعياشي عنه (عليه السلام) كان المسلمون يدخلون على عدوهم في المغارات فيتمكن منهم عدوهم فيقتلهم كيف يشاء فنهاهم الله ان يدخلوا عليهم في المغارات إن الله كان بكم رحيما إنما نهاكم الله عن قتل أنفسكم لفرط رحمته بكم.

العياشي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الجبائر تكون على الكسير كيف يتوضأ صاحبها وكيف يغتسل إذا أجنب قال يجزيه المسح بالماء عليها في الجنابة والوضوء، قلت وإن كان في برد يخاف على نفسه إذا أفرغ الماء على جسده فقرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا تقتلوا أنفسكم ان الله كان بكم رحيما.

أقول: هذا الحديث يشعر بعموم الحكم في سائر أنواع القتل والقاء النفس إلى التهلكة وارتكاب ما يؤدي إليه بل باقتراف ما يرديها فإنه القتل الحقيقي للنفس، وقيل المراد بالأنفس من كان من أهل دينهم فان المؤمنين كنفس واحدة جمع في التوصية بين حفظ النفس والمال الذي هو شقيقها إذ به قوامها استبقاء لهم ريثما (4) تستكمل النفوس وتستوفي فضائلها رأفة بهم.

(30) ومن يفعل ذلك إشارة إلى ما سبق من المنهيات عدوانا وظلما افراطا في التجاوز عن الحق واتيانا بما لا يستحقه فسوف نصليه نارا ندخله إياها وكان ذلك على الله يسيرا لا عسر فيه ولا صارف عنه.

(31) إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم نغفر لكم صغائركم ونمحها عنكم ولا تسألون عنها وندخلكم مدخلا كريما الجنة وما وعدتم من الثواب أو ادخالا مع كرامة، وقرئ بفتح الميم وهو أيضا يحتمل المكان والمصدر.

في الفقيه والعياشي عن الباقر (عليه السلام) انه سئل عن الكبائر فقال كلما أوعد الله عليه النار.

وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام) في هذه الآية الكبائر التي أوجب الله عليها النار.

وفي ثواب الا عمال عنه (عليه السلام) في هذه الآية من اجتنب ما أوعد الله عليه النار إذا كان مؤمنا كفر الله عنه سيئاته ويدخله مدخلا كريما والكبائر السبع الموجبات قتل النفس الحرام وعقوق الوالدين واكل الربى والتعرب بعد الهجرة وقذف المحصنة واكل مال اليتيم والفرار من الزحف، ورواها في الكافي عن الكاظم (عليه السلام) مع اربع روايات صادقية عدت في كل منها سبعا.

وروتها العامة أيضا كذلك إلا أن بعضها بدل بعضا ببعض والمشترك في روايات السبع القتل والعقوق وأكل مال اليتيم والفرار عن الزحف.

وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام) في جملة (5) الأربع أنه سأله زرارة عن الكبائر فقال هن في كتاب علي (صلوات الله وسلامه عليه) سبع: الكفر بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين وأكل الربى بعد البينة وأكل مال اليتيم ظلما والفرار من الزحف والتعرب بعد الهجرة قال فقلت هذا أكبر المعاصي قال نعم قلت فأكل درهم من مال اليتيم ظلما أكبر أم ترك الصلاة قال ترك الصلاة قلت فما عددت ترك الصلاة في الكبائر فقال أي شئ أول ما قلت لك قال قلت الكفر قال فان تارك الصلاة كافر يعني من غير علة.

أقول: الموجبات يجوز فيها الكسر والفتح أي التي توجب النار والتي أوجب الله تعالى عليها النار والتعرب بعد الهجرة أن يعود إلى البادية ويقيم مع الأعراب بعد أن كان مهاجرا وكان من رجع بعد الهجرة إلى موضعه بغير عذر يعدونه كالمرتد ولا يبعد تعميمه كل من تعلم آداب الشرع والسنة ثم تركها وأعرض عنها ولم يعمل بها.

وفي المعاني عن الصادق (عليه السلام) المتعرب بعد الهجرة التارك لهذا الأمر (6) بعد معرفته ومعنى بعد البينة بعد أن يتبين له تحريمه والمحصنة بفتح الصاد المعروفة بالعفة كانت ذات زوج أو لم تكن والزحف المشي إلى العدو للمحاربة، وفي بعض الأخبار عدت أشياء أخر غير ما ذكر من الكبائر كالإشراك بالله واليأس من روح الله والا من من مكر الله والسحر والزنا واليمين الغموس الفاجرة والغلول وشهادة الزور وكتمان الشهادة وشرب الخمر وترك الصلاة والزكاة المفروضتين؟ونقال؟العهد وقطيعة الرحم واللواط والسرقة إلى غير ذلك ومعنى اليمين الغموس الفاجرة أي؟الكاذبة؟.

وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام) اليمين الغموس التي توجب النار الرجل يحلف على حق امرئ مسلم على حبس ماله، قيل إنما سميت غموسا لأنها تغمس صاحبها في الإثم.

وعن ابن عباس ان الكبائر إلى السبعمائة أقرب منها إلى السبع.

وفي المجمع نسب إلى أصحابنا ان المعاصي كلها كبيرة لكن بعضها أكبر من بعض وليس في الذنوب صغيرة وإنما يكون صغيرا بالإضافة إلى ما هو أكبر واستحقاق العقاب عليه أكثر، قيل وتوفيقه مع الآية أن يقال من عن له أمران ودعت نفسه اليهما بحيث لا يتمالك فكفها عن أكبرهما كفر عنه ما ارتكبه لما استحق عليه من الثواب على اجتناب الأكبر كما إذا تيسر له النظر بشهوة والتقبيل فاكتفى بالنظر عن التقبيل ولعل هذا مما يتفاوت أيضا باعتبار الأشخاص والأحوال فان حسنات الأبرار سيئات المقربين ويؤاخذ المختار بما يعفى عن المضطرين.

أقول: ظاهر الآية والأخبار الواردة في تفسيرها وتفسير الكبائر يعطي تمايز كل من الصغائر والكبائر عن صاحبها كما لا يخفى على من تأمل فيها وما نسبه في المجمع إلى أصحابنا لا مستند له وقول الموفق يعطي ان من قدر على قتال أحد فقطع أطرافه كان قطع أطرافه مكفرا وهو كما ترى فلا بد لكلامه وكلام الأصحاب من توجيه حتى يوافقا الظواهر.

(32) ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض من الأمور الدنيوية كالجاه والمال فلعل عدمه خير.

في المجمع عن الصادق (عليه السلام) أي لا يقل أحدكم ليت ما أعطي فلان من المال والنعمة والمرأة الحسناء كان لي فان ذلك يكون حسدا ولكن يجوز أن يقول اللهم اعطني مثله.

وفي الخصال عنه عن آبائه (عليهم السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من تمنى شيئا وهو لله تعالى رضى لم يخرج من الدنيا حتى يعطى للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن بيان لذلك أي لكل من الرجال والنساء فضل ونصيب بسبب ما اكتسب ومن أجله فاطلبوا الفضل بالعمل لا بالحسد والتمني واسألوا الله من فضله أي لا تتمنوا ما للناس واسألوا الله مثله من خزائنه التي لا تنفد.

في الفقيه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ان الله تعالى أحب شيئا لنفسه وأبغضه لخلقه أبغض عز وجل لخلقه المسألة وأحب لنفسه أن يسأل وليس شئ أحب إليه من أن يسأل فلا يستحي أحدكم أن يسأل الله عز وجل من فضله ولو شسع نعل.

وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام) من لم يسأل الله من فضله افتقر.

وفيه والعياشي عن الباقر (عليه السلام) ليس من نفس إلا وقد فرض الله رزقا حلالا يأتيها في عافية وعرض لها بالحرام من وجه آخر فان هي تناولت شيئا من الحرام قاصها به من الحلال الذي فرضه لها وعند الله سواهما فضل كثير وهو قوله عز وجل واسألوا الله من فضله.

والعياشي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما يقرب منه.

وعن الصادق (عليه السلام) ان الأرزاق مضمونة مقسومة ولله فضل يقسمه من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس وذلك قوله تعالى واسألوا الله من فضله ثم قال وذكر الله بعد طلوع الفجر أبلغ في طلب الرزق من الضرب في الأرض إن الله كان بكل شئ عليما فهو يعلم ما يستحقه كل أحد.

(33) ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون أي لكل واحد من الرجال والنساء جعلنا ورثة هم أولى بميراثه يرثون مما ترك الوالدان والأقربون.

في الكافي عن الصادق (عليه السلام) إنما عنى بذلك اولي الأرحام في المواريث ولم يعن أولياء النعمة فأولاهم بالميت أقربهم إليه من الرحم التي تجره إليها والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم قيل كان الرجل يعاقد الرجل فيقول دمي دمك وهدمي هدمك وحربي حربك وسلمي سلمك وترثني وارثك وتعقل عني واعقل عنك فيكون للحليف السدس من ميراث الحليف فنسخ بقوله وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض.

القمي وأولو الأرحام نسخت قوله والذين عقدت وقيل معناه أعطوهم نصيبهم من النصر والعقل والرفد ولا ميراث فلا نسخ.

وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام) إذا والى الرجل الرجل فله ميراث وعليه معقلته يعني دية جناية خطئاه.

وفيه والعياشي عن الرضا (عليه السلام) عنى بذلك الأئمة بهم عقد الله عز وجل ايمانكم ويؤيد هذا ما سبق في آية الوصية من سورة البقرة أن لصاحب هذا الأمر في أموال الناس حقا وقرأ عاقدت أي عاقدتهم أيديكم وماسحتموهم إن الله كان على كل شئ شهيدا تهديد على منع نصيبهم.

(34) الرجال قوامون على النساء يقومون عليهن قيام الولاة على الرعية بما فضل الله بعضهم على بعض بسبب تفضيله الرجال على النساء بكمال العقل وحسن التدبير ومزيد القوة في الأعمال والطاعات وبما أنفقوا من أموالهم في نكاحهن كالمهر والنفقة.

في العلل عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه سئل ما فضل الرجال على النساء فقال كفضل الماء على الأرض فبالماء تحيى الأرض وبالرجال تحيى النساء ولولا الرجال ما خلقت النساء ثم تلا هذه الآية ثم قال ألا ترى إلى النساء كيف يحضن ولا يمكنهن العبادة من القذارة والرجال لا يصيبهم شئ من الطمث فالصالحات قانتات.

القمي عن الباقر (عليه السلام) يقول مطيعات حافظات للغيب في أنفسهن وأموال أزواجهن.

في الكافي عن الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة تسره إذا نظر إليها وتطيعه إذا أمرها وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله بما حفظ الله بحفظ الله إياهن واللاتي تخافون نشوزهن ترفعهن عن طاعتكم وعصيانهن لكم فعظوهن بالقول واهجروهن في المضاجع ان لم تنجع العظة.

في المجمع عن الباقر (عليه السلام) أنه يحول ظهره إليها واضربوهن ان لم تنفع الهجرة ضربا غير شديد لا يقطع لحما ولا يكسر عظما.

في المجمع عن الباقر (عليه السلام) أنه الضرب بالسواك فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا بالتوبيخ والإيذاء إن الله كان عليا كبيرا فاحذروه فإنه أقدر عليكم منكم على من تحت أيديكم.

(35) وإن خفتم شقاق بينهما أي الاختلاف وعدم الاجتماع على رأي كأن كل واحد في شق أي جانب فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما.

في الكافي والعياشي عن الصادق (عليه السلام) الحكمان يشترطان ان شاءا فرقا وان شاءا جمعا فان جمعا فجايز وان فرقا فجايز وقال ليس لهما أن يفرقا حتى يستأمراهما إن الله كان عليما خبيرا فيعلم كيف يرفع الشقاق ويوقع الوفاق.

(36) واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وأحسنوا بهما احسانا.

العياشي عنهما (عليهما السلام) في هذه الآية ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أحد الوالدين وعلي (عليه السلام) الآخر وبذي القربى وبصاحب القرابة واليتامى والمساكين والجار ذي القربى الذي قرب جواره والجار الجنب البعيد.

في الكافي عن الباقر (عليه السلام) حد الجوار أربعون دارا من كل جانب من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله.

وعن الصادق (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كل أربعين دارا جيران من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله.

وعنه (عليه السلام) حسن الجوار يزيد في الرزق، وقال حسن الجوار يعمر الديار ويزيد في الأعمار.

وعن الكاظم (عليه السلام) ليس حسن الجوار كف الأذى ولكن حسن الجوار صبرك على الأذى.

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الجيران ثلاثة فجار له ثلاثة حقوق حق الجوار وحق القرابة وحق الإسلام وجار له حقان حق الجوار وحق الإسلام وجار له حق واحد حق الجوار وهو المشرك من أهل الكتاب والصاحب بالجنب قيل من صحبكم وحصل بجنبكم لرفاقة في أمر حسن كتزوج وتعلم وتصرف وصناعة وسفر وابن السبيل المسافر والضيف وما ملكت أيمانكم العبيد والإماء.

والقمي والصاحب بالجنب صاحبك في السفر وابن السبيل يعني أبناء الطريق الذين يستعينون بك في طريقهم وما ملكت ايمانكم يعني الأهل والخادم إن الله لا يحب من كان مختالا متكبرا يأنف عن أقاربه وجيرانه وأصحابه ولا يلتفت إليهم فخورا يتفاخر عليهم.

(37) الذين يبخلون بما منحوا ويأمرون الناس بالبخل.

في الفقيه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ليس البخيل من أدى الزكاة المفروضة من ماله وأعطى الباينة (7) في قومه إنما البخيل حق البخيل من لم يؤد الزكاة المفروضة من ماله ولم يعط الباينة في قومه وهو يبذر فيما سوى ذلك.

أقول: الباينة (8) العطية سميت بها لأنها أبينت من المال.

وعن الصادق (عليه السلام) البخيل يبخل بما في يده والشحيح يشح بما في أيدي الناس وعلى ما في يديه حتى لا يرى في أيدي الناس شيئا إلا تمنى أن يكون له بالحل والحرام ولا يقنع بما رزقه الله.

وفي الخصال عنه (عليه السلام) ما كان في شيعتنا فلا يكون فيهم ثلاثة أشياء لا يكون فيهم من يسأل بكفه ولا يكون فيهم بخيل الحديث.

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خصلتان لا تجتمعان في المسلم البخل وسوء الخلق ويكتمون ما آتاهم الله من فضله من الغنى والعلم حيث ينبغي إظهار واعتدنا للكافرين عذابا مهينا وضع الظاهر موضع المضمر اشعار بأن من هذا شأنه كافر لنعمة الله فله عذاب يهينه كما أهان النعمة بالبخل والإخفاء.

(38) والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس شاركهم مع البخلاء في الذم والوعيد لاشتراكهما في عدم الإنفاق على ما ينبغي ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ليتحروا بالإنفاق مراضيه وثوابه ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا تنبيه على أن الشيطان قرينهم يحملهم على ذلك ويزينه لهم كقوله ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين.

(39) وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر وأنفقوا مما رزقهم الله في طاعة الله توبيخ لهم على الجهل بمكان المنفعة والاعتقاد في الشئ على خلاف ما هو عليه وتحريض على التفكر لطلب الجواب لعله يؤدي بهم إلى العلم بما فيه من الفوائد والعوائد وتنبيه على أن المدعو إلى أمر لا ضرر فيه ينبغي أن يجيب له احتياطا فكيف إذا تضمن المنافع وإنما قدم الإيمان هاهنا وأخره في الآية السابقة لأن المقصود هنا التخصيص وثمة التعليل وكان الله بهم عليما وعيد لهم.

(40) إن الله لا يظلم مثقال ذرة لا ينقص من الأجر ولا يزيد في العقاب أصغر شئ كالذرة وهي النملة الصغيرة ويقال لكل جزء من أجزاء الهباء (9) والمثقال من الثقل وإن تك حسنة وقرئ بالرفع على التامة يضاعفها يضاعف ثوابها ويؤت من لدنه ويعط صاحبها من عنده على سبيل التفضل زائدا على ما وعد في مقابلة العمل أجرا عظيما عطاء جزيلا سماه أجر التبعية له.

(41) فكيف حالهم من الهول والفزع إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك يا محمد على هؤلاء شهيدا.

في الكافي عن الصادق (عليه السلام) نزلت في أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) خاصة في كل قرن منهم امام شاهد عليهم ومحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) شاهد علينا.

وفي الاحتجاج عن أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) في حديث يذكر فيه أحوال أهل الموقف فيقام الرسل فيسألون عن تأدية الرسالات التي حملوها إلى أممهم فأخبروا انهم قد أدوا ذلك إلى أممهم وتسأل الأمم فيجحدون كما قال الله فلنسألن الذين ارسل إليهم ولنسألن المرسلين فيقولون ما جاءنا من بشير ولا نذير فيستشهد الرسل رسول الله فيشهد بصدق الرسل ويكذب من جحدها من الأمم فيقول لكل أمة منهم بلى قد جاءكم بشير ونذير والله على كل شئ قدير أي مقتدر على شهادة جوارحكم عليكم بتبليغ الرسل إليكم رسالاتهم ولذلك قال الله تعالى لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا فلا يستطيعون رد شهادته خوفا من أن يختم الله على أفواههم وأن يشهد عليهم جوارحهم بما كانوا يعملون ويشهد على منافقي قومه وأمته وكفارهم بالحادهم وعنادهم ونقضهم عهده وتغييرهم سنته واعتدائهم على أهل بيته وانقلابهم على أعقابهم وارتدادهم على ادبارهم واحتذائهم في ذلك سنة من تقدمهم من الأمم الظالمة الخائنة لأنبيائها فيقولون بأجمعهم ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين.

أقول: نزول الآية في هذه الأمة لا ينافي عموم حكمها فلا تنافى بين الروايتين وقد مضى تمام الكلام في هذا في سورة البقرة عند قوله سبحانه وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس.

(42) يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا.

العياشي عن الصادق عن جده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبة يصف فيها هول يوم القيامة ختم على الأفواه فلا تكلم وتكلمت الأيدي وشهدت الأرجل وأنطقت الجلود بما عملوا فلا يكتمون الله حديثا.

والقمي قال يتمنى الذين غصبوا أمير المؤمنين (عليه السلام) أن تكون الأرض تبلعهم في اليوم الذي اجتمعوا فيه على غصبه وان لم يكتموا ما قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيه.

(43) يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة لا تقوموا إليها وأنتم سكارى من نحو نوم أو خمر حتى تعلموا ما تقولون حتى تنتبهوا وتفيقوا.

في الكافي والعلل والعياشي عن الباقر (عليه السلام) لا تقم إلى الصلاة متكاسلا ولا متناعسا ولا متثاقلا فإنها من خلال (10) النفاق وقد نهى الله عز وجل أن تقوموا إلى الصلاة وأنتم سكارى قال سكارى قال سكر النوم.

وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام منه سكر النوم وهو يفيد التعميم.

وفي المجمع عن الكاظم (عليه السلام) أن المراد به سكر الشراب ثم نسختها تحريم الخمر.

ومثله ما روته العامة وأنها نزلت فيمن قرأ في صلاته أعبد ما تعبدون في سكره.

والعياشي عنه هذا قبل أن يحرم الخمر، وعن الصادق (عليه السلام) أنه سئل عن هذه الآية قال يعني سكر النوم يقول بكم نعاس يمنعكم أن تعلموا ما تقولون في ركوعكم وسجودكم وتكبيركم وليس كما يصف كثير من الناس يزعمون أن المؤمنين يسكرون من الشراب والمؤمن لا يشرب مسكرا ولا يسكر.

أقول: لما كانت الحكمة تقتضي تحريم الخمر متدرجا والتأخير في التصريح به كما مضى بيانه في سورة البقرة وكان قوم من المسلمين يصلون سكارى منها قبل استقرار تحريمها نزلت هذه الآية وخوطبوا بمثل هذا الخطاب ثم لما ثبت تحريمها واستقر وصاروا ممن لا ينبغي أن يخاطبوا بمثله لأن المؤمنين لا يسكرون من الشراب بعد أن حرم عليهم جاز أن يقال الآية منسوخة بتحريم الخمر بمعنى عدم حسن خطابهم بمثله بعد ذلك لا بمعنى جواز الصلاة مع السكر ثم لما عم الحكم سائر ما يمنع من حضور القلب جاز أن يفسر بسكر النوم ونحوه تارة وأن يعم الحكم أخرى فلا تنافي بين هذه الروايات بحال والحمد لله على ما رزقنا من فهم كلام خلفائه ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا.

في العلل والعياشي عن الباقر (عليه السلام) والقمي عن الصادق (عليه السلام) الحائض والجنب لا يدخلان المسجد الا مجتازين فان الله تعالى يقول ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا قال بعض البارعين في علم البلاغة من أصحابنا في كتاب الفه في الصناعات البديعة عند ذكر الاستخدام بعد ما عرفه بأنه عبارة من أن يأتي المتكلم بلفظة مشتركة بين معنيين مقرونة بقرينتين يستخدم كل قرينة منهما معنى من معنيي تلك اللفظة قال وفي الآية الكريمة قد استخدم سبحانه لفظة الصلاة لمعنيين أحدهما إقامة الصلاة بقرينة قوله عز وجل حتى تعلموا ما تقولون والآخر موضع الصلاة بقرينة قوله جل ثناؤه ولا جنبا الا عابري سبيل.

أقول: هذا هو الصواب وهو الموافق لما رويناه من الأخبار في هذا الباب كما دريت لا ما تكلفته العامة تارة بأن المراد بالصلاة في صدر هذه الآية مواضعها وهي المساجد بقرينة عابري سبيل، وأخرى بأن المراد بعابري سبيل حالة السفر وذلك إذا لم يجد الماء وتيمم بقرينة حتى تعلموا ما تقولون وإن كنتم مرضى قيل يعني مريضا يخاف على نفسه باستعمال الماء والوصول إليه.

أقول: لا حاجة إلى هذا التقييد لأن قوله تعالى فلم تجدوا ماء متعلق بالجمل الأربع وهو يشمل عدم التمكن من استعماله لأن الممنوع منه كالمفقود وكذلك تقييد السفر بعدم وجدان الماء وهما مستفادان من النصوص المعصومية أيضا أو على سفر أي متلبسين به إذ الغالب فقدان الماء في أكثر الصحارى أو جاء أحد منكم من الغائط كناية عن الحدث إذ الغائط المكان المنخفظ من الأرض كانوا يقصدون للحدث مكانا منخفضا يغيب فيه أشخاصهم عن الرائي أو لامستم النساء كناية عن الجماع في المجمع عن أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه).

وفي الكافي والعياشي عن الصادق (عليه السلام) قال هو الجماع ولكن الله ستير يحب الستر ولم يسم كما تسمون.

وعن الباقر (عليه السلام) ما يعني بهذا أو لامستم النساء إلا المواقعة في الفرج، وفي رواية أخرى في الكافي أن الله حيي كريم يعبر عن مباشرة النساء بملامستهن فلم تجدوا ماء بأن تفقدوه أو لم تتمكنوا من استعماله كما سبق فتيمموا صعيدا طيبا فتعمدوا ترابا طاهرا.

وفي المعاني عن الصادق (عليه السلام) الصعيد الموضع المرتفع والطيب الموضع الذي ينحدر عنه الماء، وقيل الصعيد وجه الأرض ترابا كان أو غيره فيجوز التيمم على الحجر الصلد ويدفعه من القرآن قوله سبحانه في سورة المائدة فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه أي من بعضه وجعل من لابتداء الغاية تعسف إذ لم يفهم من مثله الا التبعيض وقد ورد في بعض الأخبار تفسيره به كما يأتي في محله ومن الحديث قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في معرض التسهيل والتخفيف وبيان امتنان الله سبحانه عليه وعلى هذه الأمة المرحومة في احدى الروايتين جعلت لي الأرض مسجدا وترابها طهورا فلو كان مطلق الأرض طهورا لكان ذكر التراب مخلا بانطباق الكلام على الغرض المسوق له وكان مقتضى الحال أن يقول جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا كما في الرواية الأخرى فامسحوا بوجوهكم وأيديكم.

في الكافي عن الباقر (عليه السلام) في آية التيمم التي في المائدة فلما وضع الوضوء ان لم يجدوا الماء أثبت بعض الغسل مسحا لأنه قال بوجوهكم ثم وصل بها وأيديكم أقول: نبه بذلك على عدم وجوب استيعاب الوجه واليدين بالمسح كما تفعله العامة وان الباء فيه للتبعيض ويأتي تمام الحديث إن شاء الله.

وعنه (عليه السلام) في صفة التيمم أنه وضع كفيه على الأرض ثم مسح وجهه وكفيه ولم يمسح الذراعين بشئ.

وعن الصادق (عليه السلام) أنه وصف التيمم فضرب بيديه على الأرض ثم رفعهما فنفضهما (11) ثم مسح على جبينه وكفيه مرة واحدة وفي رواية ثم مسح كفيه إحداهما على ظهر الأخرى.

وعن الرضا (عليه السلام) التيمم ضربة للوجه وضربة للكفين.

وعن الباقر (عليه السلام) هو ضرب واحد للوضوء وللغسل من الجنابة تضرب بيديك مرتين ثم تنفضهما نفضة للوجه ومرة لليدين ومتى أصبت الماء فعليك بالغسل ان كنت جنبا والوضوء إن لم تكن جنبا.

أقول: ضرب واحد يعني نوع واحد للطهارتين لا تفاوت فيه كما يستفاد من ظاهر الآية وظواهر الأخبار الواردة في هذا الباب لا أنه ضربة للوضوء واثنتان للغسل كما زعمت جماعة من متأخري أصحابنا كيف ذا وكل ما ورد في بيان بدل الغسل اكتفي فيه بالضربة الواحدة على أنه خلاف ظاهر اللفظ.

وفي الفقيه والتهذيب عن الصادق (عليه السلام) أنه سئل عن التيمم من الوضوء ومن الجنابة ومن الحيض للنساء سواء فقال نعم.

أقول: وإنما تستحب المرتان فيهما لاشتراط علوق التراب بالكف كما أشرنا إليه فان الضربة في التيمم بمنزلة اغتراف الماء في الوضوء والغسل فلعله ربما يذهب التراب عن الكفين بمسح الوجه ولا يبقى لليدين فالاحتياط يقتضي الضربتين في الطهارتين وأما النفض فلعله لتقليل التراب لئلا يتشوه به الوجه إن الله كان عفوا غفورا فلذلك يسر الأمر عليكم ورخص لكم.

(44) ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا حظا يسيرا من الكتاب من علم التوراة كما قيل أنها نزلت في أحبار اليهود يشترون الضلالة يستبدلونها بالهدى بعد حصوله لهم بالمعجزات الدالة على صدق محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنه المبشر به في التوراة ويريدون أن تضلوا أيها المؤمنون السبيل سبيل الحق.

(45) والله أعلم منكم بأعدائكم وقد أخبركم بعداوة هؤلاء وما يريدون بكم فاحذروهم وكفى بالله وليا يلي أمركم وكفى بالله نصيرا يعينكم فثقوا به واكتفوا به عن غيره.

(46) من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه يميلون عنها بتبديل كلمة مكان أخرى كما حرفوا في وصف محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أسمر (12) ربعة عن موضعه في التوراة ووضعوا مكانه أدم طوال (13) ويقولون سمعنا قولك وعصينا أمرك واسمع غير مسمع يعنون اسمع منا ندعو عليك بلا سمعت أو اسمع غير مجاب إلى ما تدعو إليه وراعنا انظرنا نكلمك أو نفهم كلامك يعنون به السبب فان راعنا سب في لغتهم ليا بألسنتهم فتلا بها وصرفا للكلام إلى ما يشبه السب حيث وضعوا راعنا المشابه لما يتسابون به موضع انظرنا وراقبنا وغير مسمع موضع لا أسمعت مكروها أو فتلا بها وضما ما يظهرون من الدعاء والتوقير إلى ما يضمرونه من الشتم والتحقير نفاقا وطعنا في الدين استهزاء به وسخرية ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم واعدل واسد ولكن لعنهم الله خذلهم وأبعدهم عن الهدى بكفرهم بسبب كفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا إلا ايمانا قليلا لا يعبأ به وهو الايمان ببعض الآيات والرسل وايمانا ضعيفا لا اخلاص فيه أو الا قليلا منهم.

(47) يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها.

في المجمع عن الباقر (عليه السلام) ان المعنى نطمسها عن الهدى فنردها على ادبارها في ضلالتها حيث لا يفلح أبدا والطمس (14) إزالة الصورة ومحو التخطيط أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت أو نخزيهم بالمسخ كما أخزيناهم به وكان أمر الله مفعولا فيقع لا محالة ما أو عدتم به إن لم تؤمنوا.

(48) إن الله لا يغفر أن يشرك به لأنه حكم على خلود عذابه من جهة أن ذنبه لا ينمحي عنه أثره فلا يستعد للعفو الا أن يتوب ويرجع إلى التوحيد فان باب التوبة مفتوح أبدا ويغفر ما دون ذلك ما دون الشرك صغيرا كان أو كبيرا لمن يشاء تفضلا عليه واحسانا.

في الكافي عن الصادق (عليه السلام) في هذه الآية قال الكبائر فما سواها.

وفيه وفي الفقيه أنه سئل هل تدخل الكبائر في مشية الله قال نعم ذاك إليه عز وجل ان شاء عذب عليها وإن شاء عفى عنها.

والقمي عنه (عليه السلام) ما يقرب من صدره.

وفي الفقيه عن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) في حديث ولقد سمعت حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول لو أن المؤمن خرج من الدنيا وعليه مثل ذنوب أهل الأرض لكان الموت كفارة لتلك الذنوب ثم قال من قال لا إله إلا الله باخلاص فهو برئ من الشرك ومن خرج من الدنيا لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ثم تلا هذه الآية ان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء من شيعتك ومحبيك يا علي قال أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) فقلت يا رسول الله هذا لشيعتي قال أي وربي انه لشيعتك.

والعياشي عن الباقر (عليه السلام) ان الله لا يغفر أن يشرك به يعني أنه لا يغفر لمن يكفر بولاية علي (صلوات الله عليه) ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء يعني لمن والى (عليا عليه السلام).

وعن الصادق (عليه السلام) انه سئل عن أدنى ما يكون الإنسان مشركا قال من ابتدع رأيا فأحب عليه أو أبغض.

وفي التوحيد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ما في القرآن آية أحب إلي من قوله عز وجل ان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما ارتكب ما يستحقر دونه من الآثام والافتراء كما يطلق على القول يطلق على الفعل.

(49) ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم نزلت في اليهود والنصارى حيث قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه وقالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا أو نصارى كذا في المجمع عن الباقر (عليه السلام).

والقمي قال هم الذين سموا أنفسهم بالصديق والفاروق وذي النورين بل الله يزكي من يشاء لأنه العالم بما ينطوي عليه الإنسان من حسن أو قبح دون غيره ولا يظلمون فتيلا أدنى ظلم وأصغره وهو الخيط الذي في شق النواة يضرب به المثل في الحقارة.

(50) أنظر كيف يفترون على الله الكذب في زعمهم أنهم أبناء الله وأزكياء عنده وكفى به بالافتراء إثما مبينا.

(51) ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت.

القمي قال نزلت في اليهود حين سألهم مشركوا العرب أديننا أفضل أم دين محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) قالوا بل دينكم أفضل قال وروي أيضا أنها نزلت في الذين غصبوا آل محمد (صلوات الله عليهم) أجمعين حقهم وحسدوا منزلتهم.

والعياشي عن الباقر (عليه السلام) الجبت والطاغوت فلان وفلان.

أقول: الجبت في الأصل اسم صنم فاستعمل في كل ما عبد من دون الله تعالى والطاغوت يطلق على الشيطان وعلى كل باطل من معبود أو غيره ويقولون للذين كفروا لأجلهم وفيهم أهؤلاء إشارة إليهم أهدى من الذين آمنوا سبيلا أقوم دينا وأرشد طريقا.

في الكافي عن الباقر (عليه السلام) يقولون لأئمة الضلال والدعاة إلى النار هؤلاء أهدى من آل محمد (صلوات الله عليهم) أجمعين.

(52) أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا.

(53) أم لهم نصيب من الملك انكار يعني ليس لهم ذلك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا يعني لو كان لهم نصيب في الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا.

في الكافي عن الباقر (عليه الصلاة والسلام) أم لهم نصيب من الملك يعني الإمامة والخلافة قال ونحن الناس الذين عنى الله والنقير النقطة التي في وسط النواة.

أقول: لعل التخصيص لأجل أن الدنيا خلقت لهم والخلافة حقهم فلو كانت الأموال في أيديهم لانتفع بها سائر الناس ولو منعوا عن حقوقهم لمنع سائر الناس فكأنهم كل الناس وقد ورد نحن الناس وشيعتنا أشباه الناس وسائر الناس نسناس.

(54) أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله.

في الكافي والعياشي وغيرهما عنهم (عليهم السلام) في عدة روايات نحن المحسودون الذين قال الله على ما آتانا الله من الإمامة.

وفي المجمع عن الباقر (عليه السلام) المراد بالناس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما فلا يبعد أن يؤتيهم الله مثل ما آتاهم فإنهم (15) كانوا بني عمهم.

في الكافي والقمي عن الصادق (عليه السلام) الكتاب النبوة والحكمة الفهم والقضاء والملك العظيم الطاعة المفروضة.

وفي الكافي والعياشي عن الباقر (عليه السلام) يعني جعل منهم الرسل والأنبياء والأئمة فكيف يقرون في آل إبراهيم وينكرونه في آل محمد (صلوات الله وسلامه عليهم) أجمعين، وقال الملك العظيم ان جعل فيهم أئمة من أطاعهم أطاع الله ومن عصاهم عصى الله فهو الملك العظيم.

(55) فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه اعرض ولم يؤمن وكفى بجهنم سعيرا نارا مسعورة يعذبون بها يعني إن لم يعجلوا بالعقوبة فقد كفاهم ما أعد لهم من سعير جهنم.

(56) إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا.

القمي قال الآيات أمير المؤمنين والأئمة (صلوات الله عليهم) أجمعين.

كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب.

في الإحتجاج عن الصادق (عليه السلام) أنه سأله ابن أبي العوجاء عن هذه الآية فقال ما ذنب الغير قال ويحك فهي هي وهي غيرها قال فمثل لي في ذلك شيئا من أمر الدنيا قال نعم أرأيت لو أن رجلا أخذ لبنة فكسرها ثم ردها في ملبنها فهي هي وهي غيرها.

والقمي عنه (عليه السلام) ما في معناه إن الله كان عزيزا لا يمتنع عليه ما يريده.

حكيما يعاقب على وفق حكمته.

(57) والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدالهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا دائما لا تنسخه الشمس مشتقة من الظل لتأكيده كما قيل ليل أليل وشمس شامس وإنما أخر ذكر الوعد عن الوعيد لكونه (16) بالعرض.

(58) إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها.

في الكافي وغيره في عدة روايات أن الخطاب إلى الأئمة (عليهم السلام) أمر كل منهم أن يؤدي إلى الإمام الذي بعده ويوصي إليه ثم هي جارية في سائر الأمانات.

وفيه وفي العياشي عن الباقر (عليه الصلاة والسلام) إيانا عنى أن يؤدي الإمام الأول إلى الذي بعده العلم والكتب والسلاح.

وفي المجمع (عنهما عليهما السلام) أنها في كل من ائتمن أمانة من الأمانات أمانات الله أوامره ونواهيه وأمانات عباده فيما يأتمن بعضهم بعضا من المال وغيره.

(وعنهم عليهم السلام) في عدة روايات لا تنظروا إلى طول ركوع الرجل وسجوده فان ذلك شئ اعتاده فلو تركه استوحش لذلك ولكن انظروا إلى صدق حديثه وأداء أمانته.

وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام) ان ضارب علي بالسيف وقاتله لو ائتمنني واستنصحني واستشارني ثم قبلت ذلك منه لأديت إليه الأمانة وفي معناها أخبار كثيرة.

وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل.

في الكافي والعياشي عن الباقر (عليه السلام) يعني العدل الذي في أيديكم (17).

وفي رواية أخرى للعياشي أن تحكموا بالعدل إذا ظهرتم أن تحكموا بالعدل إذا بدت في أيديكم إن الله نعما يعظكم.

العياشي عن الباقر (عليه السلام) فينا نزلت والله المستعان إن الله كان سميعا بصيرا بأقوالكم وأفعالكم وما تفعلون في أماناتكم.

(59) يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم.

في الكافي والعياشي عن الصادق (عليه السلام) أيانا عنى خاصة أمر جميع المؤمنين إلى يوم القيامة بطاعتنا.

وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام) أنه سئل عن الأوصياء طاعتهم مفروضة قال نعم هم الذين قال الله: أطيعوا الله الآية وقال الله إنما وليكم الله الآية.

وفيه والعياشي عنه (عليه السلام) في هذه الآية قال نزلت في علي بن أبي طالب والحسن والحسين (عليهم الصلاة والسلام) فقيل إن الناس يقولون فماله لم يسم عليا وأهل بيته في كتابه فقال فقولوا لهم نزلت الصلاة ولم يسم الله لهم ثلاثا ولا أربعا حتى كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فسر ذلك لهم ونزلت عليه الزكاة ولم يسم لهم من كل أربعين درهما درهم حتى كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هو الذي فسر ذلك لهم ونزلت أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ونزلت في علي والحسن والحسين (عليهم السلام) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في علي من كنت مولاه فعلي مولاه، وقال أوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي فإني سألت الله أن لا يفرق بينهما حتى يوردهما علي الحوض فأعطاني ذلك وقال لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم وقال إنهم لن يخرجوكم من باب هدى ولن يدخلوكم في باب ضلالة فلو سكت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يبين من أهل بيته لا دعاها آل فلان وآل فلان ولكن الله أنزل في كتابه تصديقا لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهر كم تطهيرا فكان علي والحسن والحسين وفاطمة (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) فأدخلهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تحت الكساء في بيت أم سلمة ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلم) اللهم ان لكل نبي أهلا وثقلا وهؤلاء أهل بيتي وثقلي فقالت أم سلمة ألست من أهلك فقال إنك على خير ولكن هؤلاء أهل بيتي وثقلي (الحديث).

وزاد العياشي آل عباس آل عباس وآل عقيل قبل قوله وآل فلان وآل فلان.

وعن الصادق (عليه السلام) انه سئل عما بنيت عليه دعائم الإسلام إذا أخذ بها زكى العمل ولم يضر جهل ما جهل بعده فقال شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والإقرار بما جاء به من عند الله وحق في الأموال الزكاة والولاية التي أمر الله بها ولاية آل محمد (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) فان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال من مات ولا يعرف امامه مات ميتة جاهلية قال الله تعالى أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فكان علي (عليه السلام) ثم صار من بعده الحسن ثم من بعده الحسين ثم من بعده علي بن الحسين ثم من بعده محمد بن علي ثم هكذا يكون الأمر ان الأرض لا تصلح إلا بإمام (عليهم السلام) (الحديث).

وفي المعاني عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه سئل ما أدنى ما يكون به الرجل ضالا فقال أن لا يعرف من أمر الله بطاعته وفرض ولايته وجعل حجته في أرضه وشاهده على خلقه قال فمن هم يا أمير المؤمنين قال الذين قرنهم الله بنفسه ونبيه فقال يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم قال فقبلت رأسه وقلت أوضحت لي وفرجت عني وأذهبت كل شك كان في قلبي.

وفي الإكمال عن جابر بن عبد الله الأنصاري (رضى) قال لما نزلت هذه الآية قلت يا رسول الله عرفنا الله ورسوله فمن أولي الأمر الذين قرنهم الله طاعتهم بطاعتك فقال هم خلفائي يا جابر وأئمة المسلمين من بعدي أولهم علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي (صلوات الله عليهم) المعروف في التوراة بالباقر وستدركه يا جابر فإذا لقيته فاقرئه مني السلام ثم الصادق جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم سميي محمد وكنيي حجة الله في أرضه وبقيته في عباده ابن الحسن بن علي (صلوات الله عليهم، ) ذاك الذي يفتح الله على يديه مشارق الأرض ومغاربها، ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته الا من امتحن الله قلبه للإيمان قال جابر فقلت له يا رسول الله فهل لشيعته الانتفاع به في غيبته فقال أي والذي بعثني بالنبوة إنهم يستضيؤون بنوره، وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وان تجلاها سحاب يا جابر هذا من مكنون سر الله ومخزون علم الله فاكتمه الا عن أهله والأخبار في هذا المعنى في الكتب المتداولة المعتبرة لا تحصى كثرة.

وفي التوحيد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) اعرفوا الله بالله تعالى والرسول بالرسالة وأولي الأمر بالمعروف والعدل والإحسان.

وفي العلل عنه (عليه السلام) لا طاعة لمن عصى الله وإنما الطاعة لله ولرسوله ولولاة الأمر إنما أمر الله بطاعة الرسول لأنه معصوم مطهر لا يأمر بمعصية وإنما أمر بطاعة أولي الأمر لأنهم معصومون مطهرون لا يأمرون بمعصية فإن تنازعتم أيها المأمورون في شئ من أمور الدين فردوه فراجعوا فيه إلى الله إلى محكم كتابه والرسول بالسؤال عنه في زمانه وبالأخذ بسنته والمراجعة إلى من أمر بالمراجعة إليه بعده فإنها رد إليه.

القمي عن الصادق (عليه السلام) قال نزل فان تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والى الرسول والى أولي الأمر منكم.

وفي الكافي والعياشي عن الباقر (عليه السلام) انه تلا هذه الآية هكذا فان خفتم تنازعا في أمر فردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر منكم قال كذا نزلت وكيف يأمرهم الله عز وجل بطاعة ولاة الأمر ويرخص في منازعتهم إنما قيل ذلك للمأمورين الذين قيل لهم أطيعوا الله.

وفي نهج البلاغة في معنى الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال انا لم نحكم الرجال وإنما حكمنا القرآن وهذا القرآن إنما هو خط مسطور بين الدفتين لا ينطق بلسان ولا بدله من ترجمان وإنما ينطق عنه الرجال ولما دعانا القوم إلى أن نحكم بيننا القرآن لم نكن الفريق المتولي عن كتاب الله تعالى وقال سبحانه فان تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول فرده إلى الله أن نحكم بكتابه ورده إلى الرسول أن نأخذ بسنته فإذا حكم بالصدق كتاب الله فنحن أحق الناس به وان حكم بسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فنحن أولاهم به وقال (عليه السلام) في عهده للأشتر واردد إلى الله ورسوله ما يضلعك من الخطوب ويشتبه عليك من الأمور فقد قال الله سبحانه لقوم أحب ارشادهم يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فان تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول فالراد إلى الله الأخذ بمحكم كتابه والراد إلى الرسول الأخذ بسنته الجامعة غير المفرقة.

وفي الإحتجاج عن الحسين بن علي (عليه السلام) في خطبة طويلة وأطيعونا فان طاعتنا مفروضة إذ كانت بطاعة الله وطاعة رسوله مقرونة قال الله تعالى أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فان تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول وقال ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لا تبعتم الشيطان إلا قليلا إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر فان الإيمان يوجب ذلك ذلك أي الرد خير وأحسن تأويلا من تأويلكم بلا رد.

(60) ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا.

القمي نزلت في الزبير بن العوام نازع رجلا من اليهود في حديقة فقال الزبير نرضى بابن شيبة اليهودي وقال اليهود نرضى بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فأنزل الله.

وفي الكافي عن الصادق (عليه الصلاة والسلام) أيما رجل كان بينه وبين أخ مماراة في حق فدعاه إلى رجل من اخوانه ليحكم بينه وبينه فأبى إلا أن يرافعه إلى هؤلاء كان بمنزلة الذين قال الله ألم تر إلى الذين يزعمون الآية.

وعنه (عليه السلام) أنه سئل عن رجلين من أصحابنا يكون بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما إلى السلطان أو إلى القضاة أيحل ذلك فقال من تحاكم إلى الطاغوت فحكم له فإنما يأخذ سحتا (18) وإن كان حقه ثابتا لأنه أخذ بحكم الطاغوت وقد أمر الله أن يكفر به قيل كيف يصنعان قال انظروا إلى من كان منكم قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا فارضوا به حكما فإني قد جعلته عليكم حاكما فإذا حكم بحكمنا فلم يقبله منه فإنما بحكم الله استخف وعلينا رد والراد علينا راد على الله وهو على حد الشرك بالله.

(61) وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون يعرضون عنك صدودا.

القمي هم أعداء آل محمد (صلوات الله عليهم كلهم) جرت فيهم هذه الآية.

(62) فكيف يكون حالهم إذا أصابتهم مصيبة نالهم من الله عقوبة بما قدمت أيديهم من التحاكم إلى غيرك واظهار السخط لحكمك ثم جاؤوك فيعتذرون إليك يحلفون بالله إن أردنا بالتحاكم إلى غيرك إلا إحسانا وهو التخفيف عنك وتوفيقا بين الخصمين بالتوسط ولم نرد مخالفتك.

(63) أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم من الشرك والنفاق فأعرض عنهم أي لا تعاقبهم لمصلحة في استبقائهم.

في الكافي والعياشي عن الكاظم (عليه السلام) فقد سبقت عليهم كلمة الشقاء وسبق لهم العذاب وعظهم بلسانك وقل لهم في أنفسهم في شأن أنفسهم أو خاليا بهم فان النصيحة في السر أنجع قولا بليغا يؤثر فيهم كتخويفهم بالقتل والاستئصال ان ظهر منهم النفاق.

(64) وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله نبه به على أن الذي لم يرض بحكمه كافر وان أظهر الإسلام ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم بالنفاق جاؤوك تائبين.

شفيعا لوجدوا الله توابا رحيما لعلموه قابلا لتوبتهم متفضلا عليهم بالرحمة.

(65) فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم فيما اختلف بينهم واختلط ومنه الشجر لتداخل أغصانه ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ضيقا مما حكمت به ويسلموا تسليما وينقادوا لك انقيادا بظاهرهم وباطنهم.

وفي الكافي عن الباقر (عليه السلام) لقد خاطب الله أمير المؤمنين (عليه السلام) في كتابه في قوله ولو أنهم إذ ظلموا وتلا إلى قوله فيما شجر بينهم قال فيما تعاقدوا عليه لئن أمات الله محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يردوا هذا الأمر في بني هاشم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت عليهم من القتل أو العفو ويسلموا تسليما القمي جاؤوك يا علي قال هكذا نزلت.

(66) ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم اما بالتعرض للجهاد أو كما فعلت بنو إسرائيل أو اخرجوا من ديار كم ما فعلوه إلا قليل منهم توبيخ بليغ لهم وقرئ قليلا ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا لإيمانهم.

في الكافي عن الصادق (عليه السلام) ولو أن أهل الخلاف فعلوا.

وعن الباقر (عليه السلام) ما يوعظون به في علي (عليه السلام) قال هكذا نزلت.

(67) وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما.

(68) ولهديناهم صراطا مستقيما يصلون بسلوكه جنات القدس ويفتح لهم أبواب الغيب فان من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم.

(69) ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين الذين هم في أعلى عليين والصديقين الذين صدقوا في أقوالهم وأفعالهم والشهداء المقتول أنفسهم وأبدانهم بالجهاد الأكبر والأصغر والصالحين الذين صلحت حالهم واستقامت طريقتهم وحسن أولئك رفيقا فيه معنى التعجب كأنه قيل وما أحسن أولئك رفيقا والرفيق كالصديق يستوي فيه الواحد والجمع، رغب الله المؤمنين في طاعة الله وطاعة رسوله بهذا الوعد وما أحسنه من وعد رزقنا الله نيله بمنه وجوده.

وفي الكافي عن الباقر (عليه السلام) أعينونا بالورع فإنه من لقي الله تعالى منكم بالورع كان له عند الله فرجا ان الله عز وجل يقول ومن يطع الله والرسول وتلا الآية ثم قال فمنا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومنا الصديق والشهداء والصالحون.

وعن الصادق (عليه السلام) المؤمن مؤمنان مؤمن في الله بشروطه التي اشترطها عليه فذلك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وذلك ممن يشفع ولا يشفع له وذلك ممن لا يصيبه أهوال الدنيا ولا أهوال الآخرة ومؤمن زلت به قدم فذلك كخامة (19) الزرع كيفما كفأته (20) الريح انكفى وذلك ممن يصيبه أهوال الدنيا وأهوال الآخرة ويشفع له وهو على خير.

وفيه والعياشي عنه (عليه السلام) لقد ذكركم الله في كتابه فقال أولئك مع الذين أنعم الله الآية فرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الآية النبيون ونحن في هذا الموضع الصديقون والشهداء وأنتم الصالحون فتسموا (21) بالصلاح كما سماكم الله.

والعياشي عن الرضا (عليه السلام) حق على الله أن يجعل ولينا رفيقا للنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

وفي العيون عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لكل أمة صديق وفاروق وصديق هذه الأمة وفاروقها علي بن أبي طالب (صلوات الله وسلامه عليه).

(70) ذلك الفضل من الله تفضل عليما من الله تبعا لثوابهم وكفى بالله عليما بمقادير الفضل واستحقاق أهله.

(71) يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم تيقظوا واستعدوا للأعداء والحذر والحذر بمعنى يقال أخذ حذره إذا تيقظ وتحفظ من المخوف كأنه جعل الحذر آلته التي يحفظ بها نفسه.

وفي المجمع عن الباقر (عليه السلام) خذوا أسلحتكم سمى الأسلحة حذرا لأن بها يتقى المحذور فانفروا فاخرجوا إلى الجهاد هذا تفسيره وتأويله إلى الخيرات كلها.

ثبات جماعات متفرقة جمع ثبة أو انفروا جميعا مجتمعين كوكبة (22) واحدة ولا تتخاذلوا.

في المجمع عن الباقر (عليه السلام) الثبات السرايا والجميع العسكر.

(72) وإن منكم لمن ليبطئن يحتمل اللازم والمتعدي وهم المنافقون فإن أصابتكم مصيبة كقتل وهزيمة قال أي المبطئ قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا حاضرا فيصيبني ما أصابهم.

القمي والعياشي عن الصادق (عليه السلام) لو قال هذه الكلمة أهل الشرق والغرب لكانوا بها خارجين من الإيمان ولكن الله قد سماهم مؤمنين باقرارهم، وفي رواية سماهم مؤمنين وليسوا هم بمؤمنين ولا كرامة.

(73) ولئن أصابكم فضل من الله كفتح وغنيمة ليقولن تحسرا كأن لم تكن بينكم وبينه مودة اعتراض بين القول والمقول يا ليتني يا قوم ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما نبه بالاعتراض على ضعف عقيدتهم وان قولهم هذا قول من لا مواصلة بينكم وبينه وإنما يريد أن يكون معكم لمجرد المال.

(74) فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون يبيعون الحياة الدنيا بالآخرة يعني المخلصين الباذلين أنفسهم في طلب الآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما قيل وعد له الأجر العظيم غلب أو غلب ترغيبا في القتال وتكذيبا لقولهم قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا وإنما قال فيقتل أو يغلب تنبيها على أن المجاهد ينبغي أن يثبت في المعركة حتى يعز نفسه بالشهادة أو الدين بالظفر والغلبة وأن لا يكون قصده بالذات إلى القتل بل إلى إعلاء الحق وإعزاز الدين.

في الكافي وغيره عن الصادق (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فوق كل بربر حتى يقتل في سبيل الله فإذا قتل في سبيل الله فليس فوقه بر.

وعنه (عليه السلام) من قتل في سبيل الله لم يعرفه الله شيئا من سيئاته.

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للشهيد سبع خصال من الله أول قطرة من دمه مغفور له كل ذنب والثانية يقع رأسه في حجر زوجتيه من الحور العين وتمسحان الغبار عن وجهه تقولان مرحبا بك ويقول هو مثل ذلك لهما والثالثة يكسى من كسوة الجنة والرابعة يبتدر (23) خزنة الجنة بكل ريح طيبة أيهم يأخذه منه والخامسة أن يرى منزله والسادسة يقال لروحه أسرع في الجنة حيث شئت والسابعة أن ينظر في وجه الله وأنها الراحلة لكل نبي وشهيد.

(75) وما لكم وأي عذر لكم لا تقاتلون في سبيل الله في طاعته واعزاز دينه واعلاء كلمته والمستضعفين وفي سبيل المستضعفين بتخليصهم عن الأسر وصونهم عن العدو أو في خلاصهم أو نصب على الإختصاص فان سبيل الله يعم كل خير وهذا أعظمها من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا قيل هم الذين أسلموا بمكة وصدهم المشركون عن الهجرة فبقوا بين أظهرهم (24) يلقون منهم الأذى فكانوا يدعون الله بالخلاص ويستنصرونه فيسر لبعضهم الخروج إلى المدينة وبقي بعضهم إلى الفتح حتى جعل الله لهم خير ولي وخير ناصر وهو محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فولاهم أحسن التولي ونصرهم أعز النصر وكانوا قد أشركوا صبيانهم في دعائهم استنزالا برحمة الله بدعاء صغارهم الذين لم يذنبوا.

العياشي عنهما (عليهما السلام) في هذه الآية قالا نحن أولئك.

(76) الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله فيما يصلون به إلى الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فيما يبلغ بهم إلى الشيطان فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا ترغيب للمؤمنين إلى القتال وتشجيع لهم وتنبيه لهم على أنهم أولياء الله وأنه ناصرهم.

(77) ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم عن القتال وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واشتغلوا بما أمرتم به وذلك حين كانوا بمكة وكانوا يتمنون أن يؤذن لهم فيه.

في الكافي عن الصادق (عليه السلام) كفوا أيديكم يعني كفوا ألسنتكم وقال أما ترضون أن تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة وتكفوا وتدخلوا الجنة.

وعن الباقر (عليه السلام) أنتم والله أهل هذه الآية فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله يخشون الكفار أن يقتلوهم كما يخشون الله أن ينزل عليهم بأسه أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب.

في الكافي والعياشي عنه (عليه السلام) كفوا أيديكم مع الحسن كتب عليهم القتال مع الحسين (عليهم السلام) إلى أجل قريب إلى خروج القائم فان معه الظفر قل متاع الدنيا قليل سريع التقضي والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا ولا ينقصون أدنى شئ من ثوابكم فلا ترغبوا عنه وقرى ء بالغيبة.

(78) أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة في قصور مجصصة أو مرتفعة وإن تصبهم حسنة أي نعمة كخصب (25) يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة أي بلية كقحط يقولوا هذه من عندك يطيروا بك قل كل من عند الله يبسط ويقبض حسب ارادته فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا فيعلموا ان الله هو الباسط القابض وأفعاله كلها صادرة عن حكمة وصواب.

(79) ما أصابك يا انسان من حسنة من نعمة فمن الله تفضلا منه وامتنانا وامتحانا فان كل ما يأتي به العبد من عبادة فلا يكافي صغرى نعمة من أياديه وما أصابك من سيئة من سيئة من بلية فمن نفسك لأنها السبب فيها لاستجلابها بالمعاصي وهو لا ينافي قوله قل كل من عند الله فان الكل منه ايجادا وإيصالا غير أن الحسنة احسان وامتحان والسيئة مجازاة وانتقام قال الله تعالى ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير.

القمي عنهم (عليهم السلام) إن الحسنات في كتاب الله على وجهين أحدهما الصحة والسلامة والسعة في الرزق والآخر الأفعال كما قال تعالى من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها، وكذلك السيئات فمنها الخوف والمرض والشدة ومنها الأفعال التي يعاقبون عليها.

وفي التوحيد عن الصادق (عليه الصلاة السلام) كما أن بادي النعم من الله عز وجل نحلكموه (26) فكذلك الشر من أنفسكم وان جرى به قدره.

وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام) قال الله: ابن آدم بمشيتي كنت أنت الذي تشاء لنفسك ما تشاء وبقوتي أديت فرائضي وبنعمتي قويت على معصيتي جعلتك سميعا بصيرا قويا ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وذلك أني أولى بحسناتك منك وأنت أولى بسيئاتك مني وذلك أني لا أسئل عما أفعل وهم يسألون.

والعياشي ما يقرب منه وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا على ذلك فما ينبغي لأحد أن يخرج من طاعتك.

(80) ومن يطع الرسول فقد أطاع الله لأنه في الحقيقة مبلغ والآمر والناهي هو الله وروي أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال من أحبني فقد أحب الله ومن أطاعني فقد أطاع الله فقال المنافقون لقد قارف الشرك (27) وهو ينهى عنه ما يريد الا أن نتخذه ربا كما اتخذت النصارى عيسى فنزلت.

وفي الكافي والعياشي عن الباقر (عليه السلام) ذروة (28) الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضاء الرحمن الطاعة للامام بعد معرفته ثم قال إن الله تبارك وتعالى يقول من يطع الرسول فقد أطاع الله.

أقول: الامام في هذا الحديث يشمل الرسول وحكم سائر الأئمة حكمه لأنهم خلفاؤه جميعا وذلك لأن الإمام (عليه السلام) مبلغ كما أن الرسول مبلغ ومن تولى أعرض عن طاعته فما أرسلناك عليهم حفيظا تحفظ عليهم أعمالهم وتحاسبهم عليها إنما عليك البلاغ وعلينا الحساب.

(81) ويقولون إذا أمرتهم بأمر طاعة أمرنا وشأننا طاعة فإذا برزوا من عندك خرجوا بيت طائفة منهم دبروا ليلا غير الذي تقول خلاف ما قلت وأمرت به أو خلاف ما قالت لك من القبول وضمان الطاعة والله يكتب ما يبيتون (29) يثبته في صحايفهم للمجازات فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا يكفيك الله شرهم.

(82) أفلا يتدبرون القرآن يتأملون في معانيه ويتبصرون ما فيه ولو كان من عند غير الله من كلام البشر كما زعموه لوجدوا فيه اختلافا كثيرا من تناقض المعاني وتفاوت النظم وخروج بعضه عن الفصاحة وعن مطابقة الواقع إلى غير ذلك.

(83) وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف مما يوجب الأمن أو الخوف أذاعوا به أفشوه قيل كان قوم من ضعفة المسلمين إذا بلغهم خبر عن سرايا (30) رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أو أخبرهم الرسول بما أوحي إليه من وعد بالظفر أو تخويف من الكفرة أذاعوه وكانت إذاعتهم مفسدة ولو ردوه ردوا ذلك الأمر إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم قيل أي يستخرجون تدبيره بتجاربهم وأنظارهم.

في الجوامع عن الباقر (عليه السلام) هم الأئمة المعصومون (عليهم السلام).

والعياشي عن الرضا (عليه السلام) يعني آل محمد (صلوات الله عليهم) وهم الذين يستنبطون من القرآن ويعرفون الحلال والحرام وهم حجة الله على خلقه.

وفي الإكمال عن الباقر (عليه السلام) من وضع ولاية الله وأهل استنباط علم الله في غير أهل الصفوة من بيوتات الأنبياء فقد خالف أمر الله عز وجل وجعل الجهال ولاة أمر الله والمتكلفين بغير هدى وزعموا أنهم أهل استنباط علم الله فكذبوا على الله وزاغوا عن وصية الله وطاعته فلم يضعوا فضل الله حيث وضعه الله تبارك وتعالى فضلوا وأضلوا اتباعهم فلا تكون لهم يوم القيامة حجة ولولا فضل الله عليكم ورحمته بارسال الرسل وانزال الكتب.

في الجوامع عنهم (عليهم السلام) فضل الله ورحمته النبي وعلي (صلوات الله عليهما).

والعياشي عن الباقر (عليه السلام) فضل الله رسوله ورحمته الأئمة.

وعن الكاظم (عليه السلام) الرحمة رسول الله والفضل علي بن أبي طالب (عليه السلام) لا تبعتم الشيطان بالكفر والضلال قليلا وهم أهل البصائر النافذة.

(84) فقاتل في سبيل الله إن تركوك وحدك لا تكلف إلا نفسك فتقدم إلى الجهاد وان لم يساعدك أحد فان الله ينصرك لا الجنود.

في الكافي عن الصادق (عليه السلام) ان الله كلف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما لم يكلف أحدا من خلقه كلفه ان يخرج على الناس كلهم وحده بنفسه ان لم يجد فئة تقاتل معه ولم يكلف هذا أحدا من خلقه قبله ولا بعده ثم تلا هذه الآية.

والعياشي ما في معناه.

روي أن أبا سفيان يوم أحد لما رجع واعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) موسم بدر الصغرى فكره الناس وتثاقلوا حين بلغ الميعاد فنزلت فخرج النبي وما معه إلا سبعون ولو لم يتبعه أحد لخرج وحده وحرض المؤمنين إذ ما عليك في شأنهم إلا التحريض عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا وهم قريش وقد كف بأسهم بأن بدا لأبي سفيان وقال هذا عام مجدب وانصرف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بمن معه سالمين والله أشد بأسا من قريش وأشد تنكيلا تعذيبا تهديد وتقريع (31) لمن لم يتبعه.

(85) من يشفع شفاعة حسنة راعى بها حق مسلم إما بدفع شر عنه أو جلب خير إليه ابتغاء لوجه الله.

ومنها الدعاء للمسلم يكن له نصيب منها ثوابا لها ومن يشفع شفاعة سيئة وهي ما كان خلاف ذلك ومنها الدعاء على المؤمن يكن له كفل منها نصيب من وزرها مساو لها في القدر فان الكفل النصيب والمثل وكان الله شئ مقيتا (32) مقتدرا وحفيظا يعطي على قدر الحاجة فان المقيت جاء بالمعنيين.

في الخصال عن الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم الصلاة والسلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من أمر بمعروف أو نهى عن منكر أو دل على خير أو أشار به فهو شريك، ومن أمر بسوء أو دل عليه أو أشار به فهو شريك.

وفي الجوامع عنه (عليه السلام) من دعا لأخيه المسلم بظهر الغيب استجيب له وقال له الملك ولك مثلاه في ذلك النصيب.

وفي الكافي عن السجاد (عليه السلام) أن الملائكة إذا سمعوا المؤمن يدعو لأخيه بظهر الغيب ويذكره بخير قالوا نعم الأخ أنت لأخيك تدعو له بالخير وهو غائب عنك وتذكره بخير قد أعطاك الله تعالى مثلي ما سألت له وأثنى عليك مثلي ما أثنيت عليه ولك الفضل عليه وإذا سمعوه يذكر أخاه بسوء ويدعو عليه قالوا بئس الأخ أنت لأخيك كف أيها المستر على ذنوبه وعورته وأربع (33) على نفسك واحمد الله الذي ستر عليك واعلم أن الله أعلم بعبده منك.

أقول: أربع على نفسك أي قف وامسك ولا تتعب نفسك من ربع كمنع.

(86) وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها.

القمي قال السلام وغيره من لبر.

وفي الخصال عن أمير المؤمنين (عليه السلام) إذا عطس أحدكم قولوا يرحمكم الله ويقول هو يغفر الله لكم ويرحمكم قال الله تعالى وإذا حييتم بتحية الآية.

وفي المناقب جاءت جارية للحسن (عليه السلام) بطاق ريحان فقال (عليه السلام) أنت حرة لوجه الله فقيل له في ذلك فقال أدبنا الله تعالى فقال وإذا حييتم بتحية الآية وكان أحسن منها إعتاقها.

وفي الكافي عن الصادق (عليه الصلاة والسلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم السلام) تطوع والرد فريضة.

وعنه (عليه السلام) إذا سلم من القوم واحد أجزأ عنهم وإذا رد واحد أجزأ عنهم.

وعنه (عليه السلام) القليل يبدؤون الكثير بالسلام والراكب يبدأ الماشي، وأصحاب البغال يبدؤون أصحاب الحمير وأصحاب الخيل يبدؤون أصحاب البغال.

وفي رواية يسلم الصغير على الكبير والمار على القاعد وفي أخرى إذا لقيت جماعة جماعة يسلم الأقل على الأكثر وإذا لقي واحد جماعة يسلم الواحد على الجماعة.

وعنه (عليه السلام) ومن التواضع أن تسلم على من لقيت وقال البخيل من بخل بالسلام.

وعنه (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أولى الناس بالله وبرسوله من بدأ بالسلام.

وعن الباقر (عليه السلام) ان الله يحب افشاء السلام.

أقول الإفشاء أن يسلم على من لقي كائنا من كان.

وعن الصادق (عليه السلام) ثلاثة يرد عليهم رد الجماعة وإن كان واحدا فان معه غيره.

أقول: أراد بالرد ما يشمل الابتداء وبالغير في آخر الحديث الملائكة والرد بالأحسن في السلام أن يضيف ورحمة الله فان قالها المسلم أضاف وبركاته وهي النهاية فيرد بالمثل.

ففي الكافي عن الباقر (عليه السلام) قال مر أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) بقوم فسلم عليهم فقالوا عليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه فقال لهم أمير المؤمنين (عليه السلام) لا تجاوزوا بنا ما قالت الملائكة لأبينا إبراهيم (عليه السلام) إنما قالوا ورحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت.

وروي أن رجلا قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم السلام) عليك فقال وعليك السلام ورحمة الله، وقال آخر السلام عليك ورحمة الله فقال وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، وقال آخر: السلام عليك ورحمة الله وبركاته فقال وعليك فقال الرجل نقصتني فأين ما قال الله وتلا الآية فقال إنك لم تترك لي فضلا ورددت عليك مثله.

وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام) من قال السلام عليكم فهي عشر حسنات ومن قال السلام عليكم ورحمة الله فهي عشرون حسنة ومن قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فهي ثلاثون حسنة.

وعنه (عليه السلام) من تمام التحية للمقيم المصافحة (34) وتمام التسليم على المسافر المعانقة (35).

وعنه (عليه السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) لا تبدؤوا أهل الكتاب بالتسليم وإذا سلموا عليكم فقولوا وعليكم.

وعن الصادق (عليه السلام) ثلاثة لا يسلمون الماشي إلى الجمعة وفي بيت الخلاء وفي حمام.

وفي الخصال عنه عن أبيه (عليه السلام) لا تسلموا على اليهود ولا على النصارى ولا على المجوس ولا على عبدة الأوثان ولا على موائد شراب الخمر ولا على صاحب الشطرنج والنرد ولا على المخنث (36) ولا على الشاعر الذي يقذف المحصنات ولا على المصلي وذلك أن المصلي لا يستطيع أن يرد السلام لأن التسليم من المسلم تطوع والرد عليه فريضة ولا على آكل الربا ولا على رجل جالس على غائط ولا على الذي في الحمام ولا على الفاسق المعلن بفسقه إن الله كان على كل شئ حسيبا يحاسبكم على التحية وغيرها.

(87) الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا إنكار.

(88) فما لكم في المنافقين فئتين فما لكم تفرقتم فيهم فرقتين ولم تتفقوا على كفرهم.

في المجمع عن الباقر (عليه السلام نزلت في قوم قدموا من مكة وأظهروا الإسلام ثم رجعوا إلى مكة فأظهروا الشرك ثم سافروا إلى اليمامة فاختلف المسلمون في عزوهم لاختلافهم في اسلامهم وشركهم والله أركسهم (37) ردهم في الكفر بأن خذلهم فارتكسوا بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل الله أن تجعلوه من المهتدين ومن يضلل الله فلن له سبيلا إلى الهدى.

(89) ودوا لو تكفرون كما كفروا تمنوا أن تكفروا ككفر هم فتكونون سواء في الضلال.

في الكافي عن الصادق (عليه السلام) في حديث وان لشياطين الانس حيلة ومكرا وخدائع ووسوسة بعضهم إلى بعض يريدون ان استطاعوا أن يردوا أهل الحق عما أكرمهم الله به من النصرة في دين الله الذي لم يجعل الله شياطين الانس من أهله إرادة أن يستوي أعداء الله وأهل الحق في الشك والإنكار والتكذيب فيكونون سواء كما وصف الله تعالى في كتابه ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم أولياء هي لله لا لغرض من أغراض الدنيا فإن تولوا عن الإيمان المصاحب للهجرة المستقيمة فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم كسائر الكفرة ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا أي جانبوهم رأسا ولا تقبلوا منهم ولاية ولا نصرة.

(90) إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق استثناء من قوله فخذوهم واقتلوهم أي الا الذين ينتهون إلى قوم عاهدوكم عهدا ويفارقون محاربتكم.

في المجمع عن الباقر (عليه السلام) هو هلال بن عويمر الأسلمي واثق عن قومه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال في موادعته على أن لا نحيف (38) يا محمد من أتانا ولا تحيف من أتاك فنهى الله سبحانه أن يعرض لأحد عهد إليهم أو جاؤوكم حصرت صدورهم ضاقت.

العياشي عن الصادق (عليه السلام) هو الضيق أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم.

في الكافي عن الصادق (عليه السلام) نزلت في بني مدلج جاؤوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالوا انا قد حصرت صدورنا أن نشهد أنك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلسنا معك ولا مع قومنا عليك فواعدهم إلى أن يفرغ من العرب ثم يدعوهم فإن أجابوا والا قاتلهم.

القمي في قوله عز وجل ودوا لو تكفرون كما كفروا إلى آخر الآية نزلت في أشجع (39) وبني ضمرة (40) وكان خبرهم أنه لما خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى بدر لموعد مر قريبا من بلادهم وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صادر (41) بني ضمرة ووادعهم (42) قبل ذلك فقال أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يا رسول الله هذه بنو ضمرة قريبا منا ونخاف أن يخالفونا إلى المدينة أو يعينوا علينا قريشا فلو بدأنا بهم فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كلا إنهم أبر العرب بالوالدين وأوصلهم للرحم وأوفاهم بالعهد وكانت أشجع بلادهم قريبا من بلاد بني ضمرة وهم بطن من كنانة وكانت أشجع بينهم وبين بني ضمرة حلف بالمراعاة والأمان فأجدبت بلاد أشجع وأخصبت بني ضمرة فصارت أشجع إلى بلاد بني ضمرة فلما بلغ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مسيرهم إلى بني ضمرة تهيأ للمصير إلى أشجع فيغزوهم للموادعة التي كانت بينه وبين بني ضمرة فأنزل الله ودوا لو تكفرون كما كفروا الآية.

ثم استثنى بأشجع فقال الا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق أو جاؤوكم حصرت صدورهم أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم الآية.


1- المقت البغض ونكاح المقت كان في الجاهلية كانت العرب إذا تزوج الرجل امرأة أبيه فأولدها يقولون للولد مقتي، وعن الغز إلي معنى كون الشئ مبغوضا نفرة النفس عنه لكونه مولما فان قوى البغض والنفرة سمي مقتا (مجمع).

2- الرواب جمع الرابة وهي زوجة الأب (ق).

3- وهو ان يتزوج امرأة أبيه بعده والمقتي ذلك المتزوج أو ولده (ق).

4- أحصن الرجل إذا تزوج فهو محصن بالكسر على القياس ومحصن بالفتح على غير القياس وحصنت المرأة أي عفت فهي حاصن وحصان بالفتح والمحصن من له فرج ويغدو عليه ويروح (مجمع).

5- الحانوت دكان الخمار (ق).

6- النبيذ ما يعمل من الأشربة من التمر والزبيب والعسل والحنطة والشعير وغير ذلك يقال: نبذت التمر والعنب إذا تركت عليه الماء ليصير نبيذا فصرف من مفعول إلى فعيل (مجمع).

7- الريث الإبطاء كالتريث والمقدار كما في القاموس والمراد هنا مقدار ما يستكمل الله النفوس ويستوفي فضائلهما.

8- أي هذه من الروايات الأربع الصادقية.

9- أي أمر الشرع (منه ره).

10- البون بالفتح فالسكون الفضل والمزية وهو المصدر بونا إذا فضله وبينهما بون بعيد أي بين درجتيهما أو بين اعتبارهما في الشرف واما في التباعد الجسماني فيقال بينهما بين بالياء (مجمع).

11- فالصدقة الباينة هي التي يتفضل بها صاحبها من غير أن يوجبه الله تعالى عليه.

12- الهباء ما يخرج من الكوة مع ضوء الشمس شبيه الغار (مجمع).

13- خلال الديار ما حوالي حدودها وما بين بيوتها والخلة الخصلة والجمع خلال (ق).

14- نفضت الثوب والشجر أنفضه نفضا إذا حركته لينتفض (صحاح).

15- الأسمر من شبه لونه لون الحنطة والأدم من اشتد سمرته والربعة من ليس بطويل ولا قصير (منه ره).

16- الطوال بالضم (منه ره).

17- في الحديث لا صورة لا تخطيط ولا تحديد وفيه أن قوما يصنعون الله بالصورة والتخطيط أي انه ذو أضلاع (م).

18- لأنهم من أولاد إسحاق وقريش من إسماعيل.

19- قوله؟ لكونه؟ بالعرض أي لكون الوعد في المقام مذكورا بالعرض لأن الغرض الأصلي فيه الوعيد أو لأن الوعد بلحاظ أسبابه عرضي للانسان لأن العادة الثانوية فيه الشر أو لغير ذلك فتأمل.

20- لعله أراد بالعدل الذي في أيدينا الشريعة المحمدية البيضاء بالإضافة إلى سائر الشرائع المنسوخة فان كل واحدة منها وان كانت عدلا وحقا لكن الأمر في هذه الآية تعلقت بخصوصها منسأ عن نسخ الباقي وان الحكم على مقتضاها بعد اكمال الدين بهذه الشريعة حكم بالباطل مع مخالفتها أو الخطاب للشيعة فالمراد بما في أيديهم المذهب العلوي في قبال المذاهب الباطلة أو المراد الأحكام المأخوذة من ظاهر القرآن والسنة المبنية على التقية من المعصومين (عليهم السلام) أو الرعية والإغماض عن التحريفات العارضة لها حتى يظهر صاحب هذا الأمر فيستقيم به ويرشد إلى هذا ظاهر الرواية الثانية فان قوله (عليه السلام) أن تحكموا بالعدل إذا ظهر، الظاهر أن المراد بوقت الظهور العدل الكلي، وقوله ثم أن تحكموا بالعدل إذا بدت في أيديكم يعني كلما تمكنتم منه بعد ان لم يظهر العدل كله يعني ما قبل زمان القائم (عج) وقدم الأول مع أنه لم يكن موجودا وأخر الثاني مع حضوره للاهتمام بالأول وأشرفيته وتقدمه بالطبع أو المراد العدل الذي تقدرون عليه أو تعلمونه.

21- السحت هو بضمتين واسكان الثاني تخفيفا كل ما لا يحل كسبه واشتقاقه من السحت وهو الاستيصال يقال سحته وأسحته أي استأصله ويسمى الحرام به لأنه يعقب عذاب الاستيصال وقيل لأنه بركة وقيل إنه يسحت مروة الإنسان (مجمع).

22- الخامة من الزرع أول ما ينبت على ساق أو الطاقة الغضة منه والشجرة الغضة منه (ق).

23- كفأت الإناء واكفاته إذا كببته وإذا أمليته (مجمع) كفأه كمنعه صرفه وكبه وقلبه كاكفاه واكتفاه وانكفأ رجع ولو تغير (ق).

24- وسمه يسمه وسما فأقسم والوسام والسمة بكسرهما ما وسم به الحيوان (ق).

25- الكوكبة الجماعة (ق).

26- تبتدره خزنة الجنة أي يسرعون إليه (م).

27- واظهر الناس أوساطهم ومنه الحديث الأئمة تتقلب في الأرض بين أظهر كم أي في أوساطكم ومثله أقاموا بين ظهرانيهم وبين أظهر هم أي بينهم على سبيل الاستظهار والاستناد إليهم وزيدت فيه الف ونون مفتوحة تأكيدا ومعناه ظهرانيهم قدامهم وظهرانيهم ورائهم فهم مكنوفون من جوانبهم إذا ثم كثر حتى استعمل في الإقامة بين القوم مطلقا (مجمع).

28- الخصب بالكسر كحمل: النماء والبركة وهو خلاف الجدب (مجمع).

29- نحلة أي أعطاه ووهبه من طيب نفس بلا توقع عوض (م).

30- قرف الذنب واقترفه عمله وقارف الذنب وغيره إذا داناه ولاصقه وان شئت إذا أتاه وفعله (م).

31- والذروة بالكسر والضم من كل شئ أعلاه وسنام كل شئ أعلاه أيضا ومنه الحديث ذروة الإسلام وسنامه الجهاد.

32- بيت فلان رأيه إذا فكر فيه ليلا وقدره ومنه إذ يبيتون ما لم يرض من القول (مجمع).

33- وفي الحديث فبعث سرية هي بفتح السين فعيلة فاعلة بمعنى القطعة من الجيش من خمس أنفس إلى ثلاثمائة وأربعمأة توجه مقدم الجيش إلى العدو، والجمع سرايا وسرايات مثل عطية وعطايات، قيل سموا بذلك لأنهم يكونون خلاصة العسكر وخيارهم أو من الشئ السري النفيس وقيل سموا بذلك لأنهم ينفذون سرا أو خفية قال في النهاية وليس بالوجه لأن لام السر رآه وهذه ياء (مجمع).

34- التفريع: التعنيف عنفه تعنيفا أي لامه وعتب عليه والتعنيف التعبير واللوم (م).

35- قيل المقيت المقتدر المعطى أقوات الخلائق من اقاته أعطاه قوته وهي لفة في قاته والمقيت من أسمائه تعالى وهو المقتدر والحافظ والشاهد (مجمع).

36- ربع كمنع وقف (ق).

37- المصافحة الأخذ باليد كالتصافح (قاموس).

38- المعانقة هو أن يضع كل من الشخصين يده على عنق صاحبه ويضمه إليه (م).

39- المخنث بفتح النون والتشديد وهو من يوطأ في دبره لما فيه من الانخناث وهو التكسر والتثني (م).

40- والله أركسهم بما كسبوا أي ردهم إلى كفرهم بأعمالهم من الركس وهو رد الشئ مقلوبا وأركسته بالألف رددته على رأسه وركسه وأركسه بمعنى وركست الشئ ركسا من باب قتل أي قلبته ورددت أوله على آخره وارتكس فلان في أمر قد نجا منه (م).

41- في الحديث انا معاشر الأنبياء لا نشهد على الحيف يعني على الظلم والجور كان يشهد على من ينحل بعض أولاده دون بعض أو على من يطلق لغير السنة وعلى الرباء ونحو ذلك والحائف في حكمه الجائر فيه وقد حاف بحيف أي جار ومنه الحيف في الوصية من الكبائر وقد فسر بالوصية بالثلث ولعله يريد المبالغة (مجمع).

42- أشجع بن ريث بن غطفان أبو قبيلة (ق).