الآيات 71-72
قوله تعالى: ﴿قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِم مَّاذَا تَفْقِدُونَ، قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاء بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ﴾
حكى الله تعالى عن أهل العير انهم حين سمعوا نداءهم بأنكم سارقون أقبلوا عليهم وقالوا اي شئ فقدتموه، فقال لهم أصحاب يوسف انا فقدنا صواع الملك، ومن جاء به ورده، فله حمل بعير من الطعام. والاقبال مجئ الشئ إلى جهة المقابلة بوجهه، وضده الادبار. ومثله التوجه، والتحاذي. والفقد غيبة الشئ عن الحس بحيث لا يدرى أين هو، والفاقد من الوحش هي التي تغيب ولدها عنها قال الشاعر:
بكاء ثكلى فقدت حميما * فهي ترثي بأبي وابني ما (1)
والصواع مكيال الطعام. وكان هذا الصواع كأسا للملك يشرب فيه وجمعه صيعان وأصواع. وقال ابن عباس: كان من فضة، و (الحمل) بالكسر على الظهر وبفتح الحاء في البطن، وجمعه احمال وحمول. والبعير الجمل وجمعه بعران وابعرة. وقوله " وانا به زعيم " اي كفيل به، وضمين له، وقائل، قال الشاعر:
فلست بآمن فيها بسلم * ولكني على نفسي زعيم (2)
وإنما قال وانا به زعيم وقبله ذكر جمع، لان زعيم القوم متكلم عنهم فكأنه قد كلم بذلك جميعهم قالت ليلى الأخيلية:
حتى إذا برزوا اللواء رأيته * تحت اللواء على الخميس زعيما (3)
وذلك أنه زعيم القوم لرئاسته، زعم زعامة وزعاما إذا صار رئيسا، قال أبو علي: أصله القول.
1- قائلة رؤبة اللسان (بني) ويروى (ترثي بأبا وابنا ما).
2- تفسير الطبري (الطبعة الأولى) 13: 13 ومجاز القرآن 1: 315.
3- تفسير القرطبي 9: 232 وسمط اللآلي: 43 وتفسير الطبري 13: 13 وأمالي السيد المرتضى 1: 497 حاشية.