المقدمة
حياة الشيخ الطوسي
طلبنا من المؤرخ الشهير والبحاثة الكبير الامام آية الله الشيخ آغا بزرگ الطهراني دام ظله ان يستل لنا ترجمة الشيخ الطوسي من كتابه (إزاحة الحلك الدامس بالشموس المضيئة في القرن الخامس) الذي هو من أجزاء موسوعته (طبقات أعلام الشيعة) فتفضل بذلك وأضاف إليها فوائد مهمة وأمورا لا يستغني عنها الباحثون، وسماها (حياة الشيخ الطوسي) فله منا الشكر ومن الله الاجر.
الناشر
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد
ارتسمت على كل أفق من آفاق العالم الاسلامي أسماء رجال معدودين إمتازوا بمواهب وعبقريات رفعتهم إلى الأوج الأعلى من آفاق هذا العالم، وسجلت أسماءهم في قائمة عظماء التاريخ، وجهابذة العلم، وأصبحوا نجوما لامعة، ومصابيح ساطعة تتلألأ في كبد السماء كتلألأ الجوزاء، وتضئ لأهل هذه الدنيا فتستفيد من نورها المجموعة البشرية كل حسب مكانته وعلى مقداره، وبذلك بنوا لأنفسهم مجدا لا يطرأ عليه التلاشي والنسيان، وخلد ذكرهم على مر الزمان وتعاقب الملوان.
وثمة رجال ارتسمت أسماؤهم في كل أفق من تلك الآفاق، وهم قليلون للعناية شذت بهم طبيعة هذا الكون فكان لهم من نبوغهم وعظمتهم ما جعلهم أفذاذا في دنيا الاسلام، وشواذا لا يمكن أن يجعلوا مقياسا لغيرهم، أو ميزانا توزن به مقادير الرجال، إذ لا يمكنها أن تنال مراتبهم وان اشرأبت إليها أعناقهم وحدثتهم بها نفوسهم.
ومن تلك القلة شيخنا وشيخ الكل في الكل علامة الآفاق شيخ الطائفة الطوسي أعلى الله درجاته وأجزل أجره، فقد شاءت إرادة الله العليا أن تبارك في علمه وقلمه فتخرج منهما للناس نتاجا من أفضل النتاج، فيه كل ما يدل على غزارة العلم وسعة الاطلاع، وقد مازه الله تعالى بصفات بارزة، وخصه بعناية فائقة، وفضله على كثير ممن خلق تفضيلا.
وقد كرس - قدس الله نفسه - حياته طوال عمره لخدمة الدين والمذهب، وبهذا استحق مكانته السامية من العالم الاسلامي عامة والشيعي خاصة، وبانتاجه الغزير أصبح - وأمسى - علما من أعظم أعلامه، ودعامة من أكبر دعائمه، يذكر اسمه من كل تعظيم وإجلال وإكبار وإعجاب، ولقد أجاد من قال فيه:
شيخ الهدى والطائفة * أثر القرون السالفة
وصل الآله فخصه * بنهى الأمور العارفة
ظهرت سريرة علمه * بالفضل عنه كاشفه
لله أوقف نفسه * شكر الآله موافقه
سحب الرضا هتفت على * قبر يضمك، واكفه
كم قد حباه فضيلة * متبوعة مترادفه؟(1)
نسبه:
هو الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي. نسبة إلى طوس من مدن خراسان التي هي من أقدم بلاد فارس وأشهرها، وكانت - ولا تزال - من مراكز العلم ومعاهد الثقافة، لأن فيها قبر الامام على الرضا عليه السلام، ثامن أئمة الشيعة الاثني عشرية، وهي لذلك مهوى أفئدتهم يقصدونها من الأماكن الشاسعة والبلدان النائية، ويتقاطرون إليها من كل صوب وحدب، للثم تلك العتبة المقدسة والتمرغ في ذلك الثرى الطيب.
ومن أجل هذا وذاك أصبحت كغيرها من مراقد آل محمد عليهم السلام هدفا لأعدائهم، فقد انتابتها النكبات، وخرجت ثلاث مرات، هدمها للمرة الأولى الأمير سبكتكين، وقوضها للمرة الثانية الغزنويون، وأتلفتها للمرة الثالثة عاصفة الفتنة المغولية عام 716 ه? على عهد الطاغية جنگيزخان، وقد تجددت أبنيتها وأعيدت آثارها بعد كل مرة، وهي اليوم - مع ما حل فيها من تخريب ودمار - من أجل معاهد العلم عند الشيعة بالرغم من أعدائهم وفيها خزانة كتب للامام الرضا عليه السلام بحق للعالم الشيعي أن بعدها من مفاخرة، والله غالب على أمره.
ولادته ونشأته:
ولد شيخ الطائفة في طوس في شهر رمضان سنة 385 هجرية - أعني عام وفاة هارون بن موسى التلعكبري، وبعد أربع سنين من وفاة الشيخ الصدوق - وهاجر إلى العراق فهبط بغداد في سنة 408 ه? (2) وهو ابن ثلاثة وعشرين عاما، وكانت زعامة المذهب الجعفري فيها يومذاك لشيخ الأمة وعلم الشيعة محمد بن محمد بن النعمان الشهير بالشيخ المفيد عطر الله مثواه، فلازمه ملازمة الظل، وعكف على الاستفادة منه، وأدرك شيخه الحسين بن عبيد الله ابن الغضائري المتوفى سنة 411 ه?، وشارك النجاشي في جملة من مشايخه، وبقى على اتصاله بشيخه حتى اختار الله للأستاذ دار لقائه في سنة 413 ه?، فانتقلت زعامة الدين ورياسة المذهب إلى علامة تلاميذه علم الهدى السيد المرتضى طاب رمسه، فانحاز شيخ الطائفة اليه، ولازم الحضور تحت منبره، وعني بها المرتضى، وبالغ في توجيه وتلقينه، واهتم له أكثر من سائر تلاميذه، وعين له في كل شهر إثنى عشر دينارا (3) وبقى ملازما له طيلة ثلاث وعشرين سنة، وحتى توفي السيد المعظم لخمس بقين من شهر ربيع الأول سنة 436 ه? فاستقل شيخ الطائفة بالإمامة، وظهر على منصة الزعامة، وأصبح علما للشيعة ومنارا للشريعة، وكانت داره في الكرخ مأوى الأمة، ومقصد الوفاد، يأتونها لحل المشاكل وايضاح المسائل، وقد تقاطر اليه العلماء والفضلاء للتلمذة عليه والحضور تحت منبره وقصدوه من كل بلد ومكان، وبلغت عدة تلاميذه ثلاثمائة من مجتهدي الشيعة، ومن العامة ما لا يحصى كثرة.
وقد اعترف كل فرد من هؤلاء بعظمته ونبوغه، وكبر شخصيته وتقدمه على من سواه، وبلغ الأمر من الاعتناء به والاكبار له أن جعل له خليفة الوقت القائم بأمر الله - عبد الله - ابن القادر بالله - أحمد - كرسي الكلام والإفادة، وقد كان لهذا الكرسي يومذاك عظمة وقدرا فوق الوصف، إذ لم يسمحوا به إلا لمن برز في علومه، وتفوق على أقرانه، ولم يكن في بغداد يومذاك من يفوقه قدرا أو يفضل عليه علما فكان هو المتعين لذلك الشرف.
هجرته إلى النجف الأشرف:
لم يفتأ شيخ الطائفة إمام عصره وعزيز مصره، حتى ثارت القلاقل وحدثت الفتن بين الشيعة والسنة، ولم تزل تنجم وتخبو بين الفينة والأخرى، حتى اتسع نطاقها بأمر طغرل بيك أول ملوك السلجوقية فإنه ورد بغداد في سنة 447 ه? وشن على الشيعة حملة شعواء، وأمر باحراق مكتبة الشيعة التي أنشأها أبو نصر سابور ابن أردشير وزير بهاء الدولة البويهي وكانت من دور العلم المهمة في بغداد، بناها هذا الوزير الجليل والأديب الفاضل في محلة بين السورين في الكرخ سنة 381 ه? على مثال (بيت الحكمة) الذي بناه هارون الرشيد، وكانت مهمة للغاية فقد جمع فيها هذا الوزير ما تفرق من كتب فارس والعراق، واستكتب تآليف أهل الهند والصين والروم كما قاله محمد كرد علي (4) ونافت كتبها في عشرة آلاف من جلائل الآثار ومهام الاسفار، وأكثرها نسخ الأصل بخطوط المؤلفين، قال ياقوت الحموي (5): وبها كانت خزانة الكتب التي أوقفها الوزير أبو نصر سابور بن أردشير وزير بهاء الدولة بن عضد الدولة ولم يكن في الدنيا أحسن كتبا منها كانت كلها بخطوط الأئمة المعتبرة وأصولهم المحررة إلخ وكان من جملتها مائة مصحف بخط ابن مقلة على ما ذكره ابن الأثير (6) وحيث كان الوزير سابور من أهل الفضل والأدب (7) أخذ العلماء يهدون اليه مؤلفاتهم فأصبحت مكتبته من أغنى دور الكتب ببغداد، وقد احترقت هذه المكتبة العظيمة فيما احترق من محال الكرخ عند مجيء طغرل بيك، وتوسعت الفتنة حتى اتجهت إلى شيخ الطائفة وأصحابه فأحرقوا كتبه وكرسيه الذي كان يجلس عليه للكلام قال ابن الجوزي (8) في حوادث سنة 448 ه?: وهرب أبو جعفر الطوسي ونهبت داره.
ثم قال في حوادث سنة 449 ه?: وفي صفر في هذه السنة كبست دار أبي جعفر الطوسي متكلم الشيعة بالكرخ وأخذ ما وجد من دفاتره وكرسي كان يجلس عليه للكلام، وأخرج إلى الكرخ وأضيف اليه ثلاث سناجيق بيض كان الزوار من أهل الكرخ قديما يحلمونها معهم إذا قصدوا زيارة الكوفة فأحرق الجميع إلخ.
ولما رأى الشيخ الخطر محدقا به هاجر بنفسه إلى النجف الأشرف لائذا بجوار مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وصيرها مركزا للعلم وجامعة كبرى للشيعة الامامية، وعاصمة للدين الاسلامي والمذهب الجعفري، وأخذت تشد إليها الرحال وتعلق بها الآمال، وأصبحت مهبط رجال العلم ومهوى أفئدتهم وقام فيها بناء صرح الاسلام، وكان الفضل في ذلك لشيخ الطائفة نفسه فقد بث في أعلام حوزته الروح العلمية، وغرس في قلوبهم بذور المعارف الآلهية، فحسروا للعلم عن سواعدهم ووصلوا فيه ليلهم بنهارهم عاكفين على دروسهم خائضين عباب العلم خائضين على أسراره موغلين في استبطان دخائله واستخراج مخبآته، وكيف لا يكونون كذلك وقد شرح الله للعلم والعمل صدورهم وصقل أذهانهم وارهف طباعهم فحموا وطيس العلم، وبان فضل النجف على ما سواها من المعاهد العملية، وخلفوا الذكر الجميل على مر الدهور والأعصار أعلى الله في الفردوس درجاتهم، ولقد أحسن وأجاد صديقنا العلامة الحجة السيد علي نقي النقوي دام ظله حيث قال:
ذا شيخنا الطوسي شيد بها * لربوع شرع المصطفى شرف
فهو الذي اتخذ (الغري) له * مأوى به العلياء تعتكف
فتهافتوا لسراج حكمته * مثل الفراش اليه تزدلف
وقفتهم الأبناء ضامنة * تجديد ما قد شاءه السلف
الخ تلك هي جامعة النجف العظمى التي شيد شيخ الطائفة ركنها الأساسي ووضع حجرها الأول، وقد تخرج منها خلال هذه القرون المتطاولة آلاف مؤلفة من أساطين الدين وأعاظم الفقهاء وكبار الفلاسفة ونوابغ المتكلمين، وأفاضل المفسرين واجلاء اللغويين، وغيرهم ممن خبروا العلوم الاسلامية بأنواعها وبرعوا فيها أيما براعة، وليس أدل على ذلك من آثارهم المهمة التي هي في طليعة التراث الاسلامي ولم تزل زاهية حتى هذا اليوم، يرتحل إليها رواد العلوم والمعارف من سائر الأقطار والقارات فيرتوون من مناهلها العذبة وعيونها الصافية (والمنهل العذب كثير الزحام).
وقد استدل بعض الكتاب المحدثين على وجود الجامعة العلمية في النجف قبل هجرة شيخ الطائفة إليها، وذلك اعتمادا على استجازة الشيخ أبي العباس النجاشي من الشيخ أبي عبد الله الخمري فقد قال في كتاب رجاله المطبوع ص 50 عن كتاب " عمل السلطان " للبوشنجي ما لفظه: أجازنا بروايته أبو عبد الله الخمري الشيخ الصالح في مشهد مولانا أمير المؤمنين عليه السلام سنة أربعمائة.
وهذا لا يكفي للتدليل فالنجف مشهد يقصد للزيارة فربما تلاقيا في النجف زائرين فحصلت الاستجازة كما هو الحال في المحقق الحلي صاحب " الشرايع " فقد أجاز البعض في النجف أيام ازدهار العلم في الحلة وفتوره في النجف، فهل يمكن عد المحقق من سكنة النجف؟وقد استجزت انا بعض المشايخ في كربلا ومشهد الكاظمين ومكة والمدينة والقاهرة وغيرها، وأجزت جمعا من العلماء في الري ومشهد الرضا عليه السلام بخراسان وغير ذلك من البلاد، ودون بعض ذلك في بعض المؤلفات فهل ينبغي عدي أوعد المجازين في علماء فارس أو الحجاز أو مصر؟ثم انني اذهب إلى القول بأن النجف كانت مأوى للعلماء وناديا للمعارف قبل هجرة الشيخ إليها، وان هذا الموضع المقدس أصبح ملجىء للشيعة منذ أنشأت فيه العمارة الأولى على مرقد الامام أمير المؤمنين عليه السلام، لكن حيث لم تأمن الشيعة على نفوسها من تحكمات الأمويين والعباسيين، ولم يستطيعوا بث علومهم ورواياتهم كان الفقهاء والمحدثون لا يتجاهرون بشيء مما عندهم، وكانوا متبددين حتى عصر الشيخ الطوسي والى أيامه، وبعد هجرته انتظم الوضع الدراسي وتشكلت الحلقات كما لا يخفى على من راجع (آمالي الشيخ الطوسي) الذي كان يمليه على تلامذته.
مكانته العلمية:
من البديهيات أن مكانة شيخ الطائفة المعظم وثروته العلمية الغزيرة في غنى عن البيان والأطراء، وليس في وسع الكاتب - مهما تكلف - استكناه ما له من الأشواط البعيدة في العلم والعمل، والمكانة الراسية عند الطائفة، والمنزلة الكبرى في رياسة الشيعة، ودون مقام الشيخ المعظم كلما ذكره الاعلام في تراجمهم له من عبارات الثناء والاكبار، فمن سبر تاريخ الامامية ومعاجمهم، وأمعن النظر في مؤلفات الشيخ العلمية المتنوعة علم أنه أكبر علماء الدين، وشيخ كافة مجتهدي المسلمين، والقدوة لجميع المؤسسين، وفي الطليعة من فقهاء الاثني عشرية.
فقد أسس طريقة الاجتهاد المطلق في الفقه وأصوله، وانتهى اليه امر الاستنباط على طريقة الجعفرية المثلى، وقد اشتهر بالشيخ فهو المراد به إذا اطلق في كلمات الأصحاب، من عصره إلى عصر زعيم الشيعة بوقته مالك أزمة لتحقيق والتدقيق الحجة الكبرى أبي ذر زمانه الشيخ مرتضى الأنصاري المتوفى سنة 1281 ه? فقد يطلق الشيخ في عصرنا هذا وقبيله ويكون المراد به الشيخ الأنصاري، أما في كتب القدماء والسلف فالمراد هو شيخ الطائفة قدس الله نفسه (9).
مضت على علماء الشيعة سنون متطاولة وأجيال متعاقبة ولم يكن من الهين على أحد منهم ان يعدو نظريات شيخ الطائفة في الفتاوى، وكانوا يعدون أحاديثه أصلا مسلما، ويكتفون بها، و يعدون التأليف في قبالها، واصدار الفتوى مع وجودها تجاسرا على الشيخ وإهانة له، واستمرت الحال على ذلك حتى عصر الشيخ ابن إدريس فكان - أعلى الله مقامه - يسميهم بالمقلده، وهو أول من خالف بعض آراء الشيخ وفتاواه وفتح باب الرد على نظرياته، ومع ذلك فقد بقوا على تلك الحال حتى ان المحقق وابن أخته العلامة الحلي ومن عاصرهما بقوا لا يعدون رأي شيخ الطائفة، قال الحجة الفقيه الشيخ أسد الله الدزفولي التستري في " المقابس " ما لفظه: حتى ان كثيرا ما يذكر مثل المحقق والعلامة أو غيرهما فتاويه من دون نسبتها اليه، ثم يذكرون ما يقتضي التردد أو المخالفة فيها فيتوهم التنافي بين الكلامين مع ان الوجه فيهما ما قلناه.
نعم لما ألف المحقق الحلي " شرايع الاسلام " استعاضوا به عن مؤلفات شيخ الطائفة، وأصبح من كتبهم الدراسية، بعد ان كان كتاب " النهاية " هو المحور وكان بحثهم وتدريسهم وشروحهم غالبا فيه وعليه.
وليس معنى ذلك إن مؤلفات شيخ الطائفة فقدت أهميتها أو أصبحت لغوا لا يحتفل بها، كلا بل لم تزل أهميتها تزداد على مرور الزمن شيئا فشيئا ولن تجد في تاريخ الشيعة ومعاجمهم ذكر عظيم طار اسمه في البلدان واعترف له خصومه بالجلالة، الا ووجدته يتضاءل أمام عظمة الشيخ الطوسي، ويعترف بأعلميته وأفضليته وسبقه وتقدمه.
هذا النابغة الفذ الشيخ جمال الدين أبو منصور الحسن بن يوسف الحلي المتوفى سنة 726 ه? الشهير بالعلامة، الذي طبقت العالم الاسلامي شهرته، والذي تضلع في سائر العلوم ونبغ في كافة الفنون.
وانتهت اليه رياسة علماء عصره في المعقول والمنقول وألف في كل علم عدة كتب، ولم يشك أحد في انه من عظماء العالم ونوادر الدهر، هذا الرجل الذي مر عليك بعض وصفه ذكر شيخ الطائفة في كتابه " خلاصة الأقوال في معرفة أحوال الرجال " (10) ص 73 ووصفه بقوله: شيخ الامامية ووجهم، ورئيس الطائفة، جليل القدر، عظيم المنزلة، ثقة، عين، صدوق، عارف بالأخبار والرجال والفقه والأصول والكلام والأدب، وجميع الفضائل تنسب اليه، صنف في كل فنون الاسلام، وهو المهذب للعقائد في الأصول والفروع، الجامع لكمالات النفس في العلم والعمل الخ.
وكذا الحجة الكبير والعالم العظيم محيي علوم أهل البيت الشيخ محمد باقر المجلسي صاحب دائرة المعارف الكبرى " بحار الأنوار " والمتوفى سنة 1111 ه? فقد ذكر شيخ الطائفة في كتابه " الوجيزة " ص 163 فقال ما بعضه: فضله وجلالته اشهر من ان يحتاج إلى البيان إلخ.
وكذا العلامة الشهير الحجة السيد مهدي الطباطبائي الملقب ببحر العلوم والمتوفى سنة 1212 ه? فقد ترجم لشيخ الطائفة في كتابه " الفوائد الرجالية " فقال ما ملخصه: شيخ الطائفة المحقة، ورافع أعلام الشريعة الحقة، إمام الفرقة بعد الأئمة المعصومين - عليهم السلام -، وعماد الشيعة الامامية في كل ما يتعلق بالمذهب والدين، محقق الأصول والفروع، ومهذب فنون المعقول والمسموع، شيخ الطائفة على الاطلاق، ورئيسها الذي تلوى اليه الأعناق، صنف في جميع علوم الاسلام، وكان القدوة في ذلك والامام.
ومثلهم شيخنا وأستاذنا حجة العلماء وشيخ المجتهدين الشيخ ميرزا حسين النوري المتوفى سنه 1320 ه? فقد ذكره في كتابه " مستدرك وسائل الشيعة " فأطراه وبالغ في الثناء عليه، إلى غير ذلك من عشرات الرجال من الشيعة والسنة، وسنذكر قسما منهم في هذه الترجمة.
ومن هذه الأقوال البليغة وغيرها التي صدرت من عظماء الشيعة وكبرائهم نعرف مكانة الشيخ ونستغني عن سرد فضائله ومناقبه الكثيرة.
آثاره ومآثره:
لم تزل مؤلفات شيخ الطائفة تحتل المكانة السامية بين آلاف الأسفار الجلية التي أنتجتها عقول علماء الشيعة الجبارة، ودبجتها يراعة أولئك الفطاحل الذين عز على الدهر أن يأتي لهم بمثيل، ولم تزل أيضا غرة ناصعة في جبين الدهر وناصية الزمن وكيف لا وقد جمعت معظم العلوم الاسلامية أصلية وفرعية، وتضمنت حل معضلات المباحث الفلسفية والكلامية التي لم تزل آراء العباقرة والنياقدة حائمة حولها، كما احتضنت كل ما يحتاج اليه علماء المسلمين على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم، وحسب الشيخ عظمة ان كتابيه (التهذيب) و (الاستبصار) من الأصول المسلمة في مدارك الفقه، ومن الكتب الأربعة التي عليها المدار - على مرور الاعصار - في استنباط أحكام الدين بعد كتاب الله المبين.
لم يكن خلود الشيخ في التاريخ وحصوله على هذه المرتبة الجليلة إلا نتيجة لإخلاصه وتبتله الواقعي، حيث لم يؤلف طلبا للشهرة أو حبا للرياسة أو استمالة لقلوب الناس وجلبا لهم، أو مباهاة لعالم من معاصريه، أو رغبة في التفوق أو غير ذلك من المقاصد الدنيئة والمآرب الدنيوية التي ابتلي بها الكثير من معاصرينا - للأسف - حاشا وكلا بل لم تخطر له على بال، وانما كان في ذلك كله قاصدا وجه الله تعالى شأنه، راغبا في حسن جزائه طالبا لجزيل ثوابه، حريصا على حماية الدين واحياء شريعة سيد المرسلين ومحو آثار المفسدين، ولذلك كان مؤيدا في أعماله مسددا في أقواله وافعاله، وقضية واحدة تدلنا على شدة اخلاص الشيخ نثبتها بنصها عبرة للمعتبرين.
قال شيخنا ومولانا الحجة خاتمة المحدثين الميرزا حسين النوري أعلى الله مقامه في " مستدرك الوسائل " ج 3 ص 506 ما لفظه: وعثرت على نسخة قديمة من كتاب " النهاية " وفى ظهره بخط الكتاب، وفى موضع آخر بخط بعض العلماء ما لفظه: قال الشيخ الفقيه نجيب الدين أبو طالب الأسترآبادي رحمه الله: وجدت على كتاب " النهاية " ب? (خزانة مدرسة الري) قال: حدثنا جماعة من أصحابنا الثقات ان المشايخ الفقهاء الحسين بن المظفر الحمداني القزويني، وعبد الجبار بن علي المقرئ الرازي، والحسن بن الحسين بن بابويه المدعو ب? (حسكا) المتوطن بالري رحمهم الله كانوا يتحاثون ببغداد ويتذاكرون كتاب " النهاية " وترتيب أبوابه وفصوله، فكان كل واحد منهم يعارض الشيخ الفقيه أبا جعفر محمد بن الحسن الطوسي رحمة الله عليه في مسائل، ويذكر انه لا يخلو من خلل، ثم اتفق انهم خرجوا لزيارة المشهد المقدس بالغري على صاحبه السلام، وكان ذلك على عهد الشيخ الفقيه أبي جعفر الطوسي رحمه الله وقدس روحه، وكان يتخالج في صدورهم من ذلك ما يتخالج قبل ذلك، فأجمع رأيهم على ان يصوموا ثلاثا ويغتسلوا ليلة الجمعة، ويصلوا ويدعوا بحضرة مولانا أمير المؤمنين عليه السلام على جوابه فلعله يتضح لهم ما اختلفوا فيه، فسنح لهم أمير المؤمنين عليه السلام في النوم، وقال: لم يصنف مصنف في فقه آل محمد عليهم السلام كتابا أولى بأن يعتمد عليه ويتخذ قدوة ويرجع اليه، أولى من كتاب النهاية التي - كذا - تنازعتم فيه، وانما كان ذلك لان مصنفه اعتمد فيه على خلوص النية لله، والتقرب والزلفى لديه فلا ترتابوا في صحة ما ضمنه مصنفه، واعملوا به وأقيموا مسائله، فقد تعنى في تهذيبه وترتيبه والتحري بالمسائل الصحيحة بجميع أطرافها.
فلما قاموا من مضاجعهم أقبل كل واحد منهم على صاحبه، فقال: رأيت الليلة رؤيا تدل على صحة " النهاية " والاعتماد على مصنفها فاجمعوا على ان يكتب كل واحد منهم رؤياه على بياض قبل التلفظ، فتعارضت - كذا - الرؤيا لفظا ومعنى، وقاموا متفرقين مغتبطين بذلك فدخلوا على شيخهم أبي جعفر الطوسي قدس الله روحه، فحين وقعت عينه عليهم قال لهم: لم تسكنوا إلى ما كنت أوقفتكم عليه في كتاب (النهاية) حتى سمعتم من لفظ مولانا أمير المؤمنين عليه السلام، فتعجبوا من قوله وسألوه عما استقبلهم به من ذلك، فقال: سنح لي أمير المؤمنين عليه السلام كما سنح لكم فأورد علي ما قاله لكم وحكى رؤياه على وجهها وبهذا الكتاب يفتي الشيعة فقهاء آل محمد عليهم السلام والحمد لله وحده وصلى الله على محمد وآله الطاهرين انتهى ما في مستدرك شيخنا النوري.
وهذه القضية وحدها كافية للتدليل على إخلاص شيخ الطائفة وصدق خدمته - وان كان في غنى عن ذلك - وحسبه ذخرا يوم العرض شهادة أمير المؤمنين عليه السلام: بأنه لم يقصد بتأليف الكتاب غير وجه الله. ولمثل هذا فليعمل العاملون ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.
ومما يجدر بالذكر إننا نستفيد من هذه الواقعة أمرين لم يصرح بهما شيخنا النوري - عطر الله مثواه -:
الأول: إن معارضي الشيخ لم يكن لهم معه غرض شخصي في تخطئته ونقده وانما اختلفوا معه في بعض الآراء الفقهية فظنوا انه مخطأ، وان فتاويه غير مرضية عند آل محمد عليه وعليهم السلام.
ولم يكن ذلك إلا غيرة على الدين، وتحمسا له، وتحفظا من وقوع الخطأ فيه، ولذلك لجئوا إلى الامام عليه السلام مستفسرين منه عن وقع ذلك في نفسه، فأجابهم عليه السلام بالرضا والقبول فسروا واطمأنوا وغبطوا شيخ الطائفة على توفيقه، كما تدل عليه عبارة: وقاموا متفرقين مغتبطين الخ.
الثاني: - وهو أهم من سابقه - إنهم كانوا على بصيرة من أمرهم، واطمئنان من أنفسهم، وكانوا يشعرون برضى أئمتهم عليهم السلام عنهم، ويرون أنفسهم عبيدا وخدما لمواليهم، وليس على العبد إذا أراد المثول بين يدي مولاه إلا أن يكون على نحو يرضيه وشكل يبتغيه، وأن يكون ممتثلا لأوامره مبتعدا عن نواهيه، وإذا فأي مانع من وصوله إلى حضرة مولاه، وتشرفه بخدمته؟.
وأنت ترى ان هؤلاء المشايخ رضوان الله عليهم، لما عسر عليهم فهم هذا الامر وانغلقت في وجوهم أبواب الرجاء والأمل، لجئوا إلى مواجهة الامام عليه السلام ولم تكن مقدماتهم لذلك سوى بعض الآداب الشرعية المرعية من الصوم والوضوء والدعاء والرجاء فلو علم هؤلاء بتقصير لهم، أو شعروا بتخلفهم عن بعض أوامره، لما جسروا على طلب مواجهته ومقابلته، وبهذا وغيره أعلمنا قدماؤنا رضوان الله عليهم أنهم كانوا في غاية الالتزام بالتكاليف الشرعية كبيرة وصغيرة، وفي غاية البعد عن كل دنية حتى المكروه والمباح، وقد وعظونا بأعمالهم أكثر مما وعظونا بأقوالهم فيجب علينا اتباعهم والسير على الخطى التي رسموها لنا والطرق التي سنوها من أجلنا، وان لا نزل عن النهج القويم والصراط المستقيم عسى ان يشملنا عطف أئمة الهدى عليهم السلام فيكونوا شفعاءنا (يوم لا تغني نفس عن نفس شيئا ولا تنفعها شفاعة).
لقد طال بنا الكلام وخرجنا عما نحن بصدده فنعود الآن إلى ذكر مؤلفات الشيخ فنقول: إن في مؤلفات شيخ الطائفة ميزة خاصة لا توجد فيما عداها من مؤلفات السلف، وذلك لأنها المنبع الأول والمصدر الوحيد لمعظم مؤلفي القرون الوسطى، حيث استقوا منها مادتهم وكونوا كتبهم، ولأنها حوت خلاصة الكتب المذهبية القديمة، وأصول (11) الأصحاب فقد مر عليك عند ذكر هجرة الشيخ إلى النجف الأشرف ان مكتبة سابور في الكرخ كانت تحتضن الكتب القديمة الصحيحة التي هي بخطوط مؤلفيها أو بلاغاتهم، وقد صارت كافة تلك الكتب طعمة للنار كما ذكرناه، ولم نفقد بذلك - والحمد لله - سوى أعيانها الشخصية وهيآتها التركيبية الموجودة في الخارج، وأما محتوياتها وموادها الأصلية فهي باقية على حالها دون زيادة حرف ولا نقيصة حرف، لوجودها في المجاميع القديمة التي جمعت فيها مواد تلك الأصول قبل تاريخ إحراق المكتبة بسنين كثيرة، حيث ألف جمع من أعاظم العلماء كتبا متنوعة، واستخرجوا جميع ما في كتبهم من تلك الأصول وغيرها مما كان في المكتبات الأخرى، وتلك الكتب التي ألفت عن تلك الأصول موجودة بعينها حتى هذا اليوم، وأكثر أولئك استفادة من تلك المكتبة وغيرها شيخ الطائفة الطوسي - رحمة الله عليه - لأنها كانت تحت يده وفي تصرفه، وهو زعيم الشيعة ومقدمهم يومذاك، فلم يدع كتابا فيها إلا وعمد إلى مراجعته واستخراج ما يخص مواضيعه منه.
وهناك مكتبة أخرى كانت في متناول يده، وهي مكتبة أستاذه السيد المرتضى الذي صحبه ثمان وعشرين سنة، وكانت تشتمل على ثمانين ألف كتاب سوى ما أهدي منها إلى الرؤساء كما صرح به كل من ترجم له، وذلك أحد وجوه تلقيبه بالثمانيني.
نعم كان شيخ الطائفة متمكنا من هاتين الخزانتين العظيمتين، وكأن الله ألهمه الأخذ بحظه منهما قبل فوات الفرصة، فقد اغتنمها أجزل الله أجره، وغربل كوم الكتب فأخذ منها حاجة وظفر فيها بضالته المنشودة، وألف كتابيه الجليلين (التهذيب) و (الاستبصار) اللذين هما من الكتب الأربعة، والمجاميع الحديثية التي عليها مدار استنباط الأحكام الشرعية عند الفقهاء الاثني عشرية منذ عصر مؤلفه حتى اليوم، وألف أيضا غيرهما من مهام الأسفار قبل ان يحدث شيء مما ذكرنا، وكذا غيره من الحج فقد أجهدوا نفوسهم وتفننوا في حفظ تراث آل محمد عليه وعليهم السلام، فكان لهم بحمد الله ما أرادوا.
وهكذا استقى شيخ الطائفة مادة مؤلفاته من تصانيف القدماء، وكتب في كافة العلوم من الفقه وأصوله، والكلام والتفسير، والحديث والرجال، والأدعية والعبادات، وغيرها، وكانت ولم تزل مؤلفاته في كل علم من العلوم مآخذ علوم الدين بأنوارها يستضيئون ومنها يقتبسون وعليها يعتمدون.
ولهذه الناحية فان لشيخ الطائفة على الشيعة حقا لا ينكر وفضلا لا يستر، على أن جمعا من علماء الشيعة القدماء عملوا ما عمله، فان الشيخين الكليني والصدوق ألفا (الكافي) و (من لا يحضره الفقيه) اللذين هما من الكتب الأربعة أيضا، وكذا غيرهما من الأقطاب، وإنا لا ننكر فضلهم بل نشكرهم على حسن صنيعهم ونقدر مجهودهم ونسأل الله لهم الأجر والثواب الجزيل، إلا انه لا بد لنا من الاعتراف بان شيخ الطائفة بمفرده قام بما لا تقوم به الجماعة ونهض بأعباء ثقيلة لم يكن من السهل على غيره النهوض بها لولا العناية الربانية التي شدت عضده، فان الغير ممن أجهد نفسه الكريمة فكتب وألف قد خص موضوعا واحدا كالفقه أو الحديث أو الدعاء أو غير ذلك بينما لم يدع شيخ الطائفة بابا إلا طرقه، ولا طريقا إلا سلكها، وقد ترك لنا نتاجا طيبا متنوعا غذى عقول فطاحل عدة قرون وأجيال.
ومع ما ذكرناه مما حل بكتب الشيعة من حريق وتلف وتدمير، فقد شذت مجموعة نادرة منها، وبقيت عدة من تلك الكتب بهيآتها إلى أوائل القرن الثامن، ومنها عدد كثير من كتب الأدعية، فقد حصلت جملة وافية للسيد جمال السالكين رضي الدين أبي القاسم علي بن موسى بن محمد الطاووسي الحسيني الحلي المتوفى سنة 664 ه?، كما يظهر ذلك من النقل عنها في أثناء تصانيفه، فقد ذكر في الفصل الثاني والأربعين بعد المائة من كتابه (كشف المحجة) الذي الفه سنة 649 ه? بعد ترغيب ولده إلى تعلم العلوم ما لفظه: (هي الله جل جلاله لك علي يدي كتبا كثيرة - إلى قوله بعد ذكر كتب التفسير -: وهيء الله جل جلاله عندي عدة مجلدات في الدعوات أكثر من ستين مجلدا).
وبعد هذه السنة حصلت عنده عدة كتب أخرى، فقال في آخر كتابه (مهج الدعوات) الذي فرغ منه يوم الجمعة 7 جمادى الأولى سنة 662 ه? يعني قبل وفاته بسنتين تقريبا: (فان في خزانة كتبنا هذه الأوقات أكثر من سبعين مجلدا في الدعوات).
أقول: وأما سائر كتبه فقد جاء في (مجموعة الشهيد)، أنه جرى ملكه في سنة تأليفه (الاقبال) - وهي سنة 650 ه? - على ألف وخمس مائة كتاب.
والله أعلم بما زيد عليها من هذا التاريخ إلى وفاته في سنة 664 ه? وهذه النيف والسبعون مجلدا من كتب الدعوات التي عنده كلها كانت من كتب المتقدمين على الشيخ الطوسي - الذي توفى سنة 460 - لان الشيخ منتجب الدين بن بابويه القمي جمع تراجم المتأخرين عن الشيخ الطوسي إلى ما يقرب من مائة وخمسين سنة وذكر تصانيفهم، ولا نجد في تصانيفهم من كتب الدعاء إلا قليلا، وذلك لما ذكرناه من أن علماء الشيعة بعده إلى مائة سنة أو أكثر كانوا مكتفين بمؤلفاته ومتحاشين عن التأليف في قبالها، والحديث في هذا الباب طويل تكاد تضيق عن الإحاطة به هذه الصحائف، فلتمسك عنان القلم محيلين طالب التفصيل إلى مقالتين مبسوطتين كتبناهما في (الذريعة الأولى في ج 1 ص 125 - 135 والثانية في ج 8 ص 172 - 181 واليك الآن فهرس ما وصل الينا من مؤلفات شيخ الطائفة مرتبا على حروف الهجاء:
1 - الأبواب: سمي بذلك لأنه مرتب على أبواب بعدد رجال أصحاب النبي (ص) وأصحاب كل واحد من الأئمة (ع) ويسمي ب? (رجال شيخ الطائفة) وقد ذكرناه بالعنوانين في (الذريعة) في ج 1 ص 73 و ج 10 ص 120 وهو أحد الأصول الرجالية المعتمدة عند علمائنا، وقد انتخبه شيخنا العلامة الحجة السيد محمد على الشاه عبد العظيمي النجفي المتوفى سنة 1334 ه? كما انتخب فهرست الشيخ ورجال كل من الكشي والنجاشي وخلاصة العلامة الحلي وسمى الجميع (منتخب الرجال) وقد طبع أيضا.
2 - إختيار الرجال: هو كتاب رجال الكشي الموسوم ب? (معرفة الناقلين) لأبي عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي معاصر ابن قولويه المتوفي سنة 369 ه? والراوي كل منهما عن الآخرة، وكان كتاب رجاله كثير الأغلاط كما ذكره النجاشي لذلك عمد شيخ الطائفة إلى تهذيبه وتجريده من الأغلاط وسماه بذلك، وأملاه على تلاميذه في المشهد الغروي وكان بدء إملائه يوم الثلاثاء 26 صفر سنة 456 كما حكاه السيد رضي الدين بن طاووس في (فرج المهموم) راجع تفصيله في (الذريعة) ج 1 ص 365 - 366، والنسخة المطردة المعروفة برجال الكشي هي عين اختيار شيخ الطائفة، وأما الأصل فلم نجد له اثرا.
3 - الاستبصار فيما اختلف من الأخبار: هو أحد الكتب الأربعة والمجاميع الحديثية التي عليها مدار استنباط الأحكام الشرعية عند الفقهاء الاثني عشرية منذ عصر المؤلف حتى اليوم، جزآن منه في العبادات والثالث في بقية أبواب الفقه من العقود والايقاعات والاحكام إلى الحدود والديات، وهو مشتمل على عدة كتب التهذيب غير أنه مقصور على ذكر ما اختلف فيه من الأخبار وطريق الجمع بينهما، والتهذيب جامع للخلاف والوفاق، وقد حصر الشيخ نفسه أحاديث الاستبصار في آخره في 511 حديثا، وقال: حصرتها لئلا تقع فيها زيادة أو نقصان الخ.
وقد طبع في المطبعة الجعفرية في لكنهو (الهند) سنة 1307 ه? وطبع ثانيا في طهران سنة 1317 ه? وطبع ثالثا في النجف الأشرف سنة 1375 على نفقة الفاضل الشيخ علي الآخوندي، وقد قوبل بثلاث نسخ مخطوطة، وفاتهم مقابلة النسخه المقابلة بخط شيخ الطائفة نفسه الموجودة في (مكتبة العلامة الشيخ هادي آل كاشف الغطاء) في النجف الأشرف، كما ذكرتها تفصيلا عند ذكر الكتاب في (الذريعة) ج 2 ص 14 - 16، وعلى (الاستبصار) شروح وتعليقات ذكرنا منها ثمانية عشر وقد أشار إليها العلامة السيد محمد صادق آل بحر العلوم في مقدمة (الفهرست) الذي طبع باشرافه، ونقلها عنا برمتها العلامة الشيخ محمد علي الأوردبادي في مقدمته للاستبصار طبع النجف.
وكتب لنا بعد ذلك السيد شهاب الدين التبريزي انه حصل على نسخة من حواشي الاستبصار للعلامة المحقق الملقب بمجذوب كتبها (بخطه السيد محمد هاشم الحسيني ابن مير خواجة بيك الكججي وذكر الكاتب ان المحشى كان أستاذه وكان حيا في سنة 1038 ه? ويعبر المحشى عن المولى عبد الله التستري المتوفى سنة 1021 ه? بشيخنا ومولانا الأستاذ، فرغ الكاتب من النسخة في سنة 1083 ه?.
4 - أصول العقائد: قال في فهرسه عند ترجمته لنفسه وتعديد تصانيفه ما لفظه: (وكتاب في الأصول كبير خرج منه الكلام في التوحيد وبعض الكلام في العدل).
5 - الاقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد: وهو فيما يجب على العباد من أصول العقائد والعبادات الشرعية على وجه الاختصار، راجع تفصيله ومحل وجود نسخه المخطوطة في (الذريعة) ج 2 ص 269 - 270.
6 - الأمالي: في الحديث، ويقال له (المجالس) لأنه املاه مرتبا في عدة مجالس، وقد طبع في طهران عام (1313 ه? منضما إلى كتاب آخر اسمه (الأمالي) أيضا شاعت نسبته إلى الشيخ أبي علي الحسن بن الشيخ الطوسي، وليس كما اشتهر بل هو جزء من آمالي والده شيخ الطائفة أيضا، إلا انه ليس مثل جزئا الآخر مرتبا على المجالس، ولهذه الشايعة أسباب ذكرناها بغاية الدقة والتفصيل في (الذريعة) ج 2 ص 309 - 311 وص 313 - 314 فليرجع إليها.
7 - أنس الوحيد: كذا ذكره في ترجمته عند عد تصانيفه في كتابه (الفهرست) وقال: انه مجموع.
8 - الايجاز: في الفرائض، وقد سماه بذلك لأن غرضه فيه الايجاز، وأحال فيه التفصيل إلى كتابه (النهاية).
وهو من مآخذ (بحار الأنوار) وقد ذكرناه في (الذريعة) ج 2 ص 486، وشرحه قطب الدين الراوندي فسماه ب? (الانجاز) كما ذكرناه في ج 2 أيضا ص 364.
9 - التبيان في تفسير القرآن: وهو هذا الكتاب العظيم، والأثر الثمين الذي يمثله الطبع اليوم إلى الملأ العلمي، ويقدمه ناشره إلى أنظار القراء الكرام، وهو أول تفسير جميع فيه مؤلفه أنواع علوم القرآن، وقد أشار إلى فهرس مطوياته في ديباجته ووصفه بقوله: (لم يعمل مثله).
واعترف بذلك امام المفسرين أمين الاسلام الطبرسي في مقدمة كتابه الجليل (مجمع البيان في تفسير القرآن) (12) فقال: انه الكتاب الذي يقتبس منه ضياء الحق، ويلوح عليه رواء الصدق، وقد تضمن من المعاني الأسرار البديعة، واحتض من الألفاظ اللغة الوسيعة، ولم يقنع بتدوينها دون تبيينها ولا بتنسيقها دون تحقيقها.
وهو القدوة أستضيء بأنواره، وأطأ مواقع آثاره.
وقال العلامة السيد مهدي بحر العلوم في (الفوائد الرجالية) ما لفظه: أما التفسير فله فيه كتاب التبيان الجامع لعلوم القرآن، وهو كتاب جليل كبير عديم النظير في التفاسير، وشيخنا الطبرسي إمام التفسير في كتبه، اليه يزدلف ومن بحره يغترف، وفي صدر كتابه الكبير بذلك يعترف.
وكان الشيخ المحقق محمد بن إدريس العجلي المتوفى سنة 598 ه? كثير الوقائع مع شيخ الطائفة، دائم الرد على معظم مؤلفاته، وهو أول من خالف أقواله كما أسلفناه إلا انه يقف عند كتابه التبيان ويعترف له بعظم الشأن، واستحكام البنيان، كما لا يخفي ذلك على من راجع (خاتمة المستدرك) لشيخنا النوري، وقد بلغ من إعجابه به أن لخصه وسماه (مختصر التبيان) وهو موجود كما ذكرناه في محله.
واختصره أيضا الفقيه المفسر أبو عبد الله محمد بن هارون المعروف والده بالكال - الكيال خ ل - شيخ محمد بن المشهدي صاحب المزار، وقد سماه ب? (مختصر التبيان) كذلك كما ذكره المحدث الحر في (أمل الآمل)، وعده ابن نما من تصانيفه أيضا كما في إجازة صاحب (المعالم).
وقد ذكرنا هذا الكتاب في (الذريعة) ج 3 ص 328 - 321 بغاية الوضوح كما أشرنا إلى تفاصيل أجزائه وذكرنا ندرته وانه كان عند العلامة المجلسي بأجمعه كما ذكره في مآخذ (البحار) في أوله، وذكرنا محال وجود أجزائه المتفرقة، كمكتبة الجامع الأزهر بمصر، ومكتبة السلطان محمد الفاتح، ومكتبة السلطان عبد الحميد خان بإسلامبول، ومكتبة الحاج حسين الملك بطهران، ومكتبة الشيخ جعفر في القطيف، ومكتبة شيخ الاسلام في زنجان، والخزانة الغروية في النجف الأشرف ومكتبة مجد الدين النصيري في طهران، إلى غير ذلك من النسخ.
واستدركنا البحث في الجزء الرابع ص 266 - 267 عند ذكر تفاسير الشيعة وذكرنا ما عثرنا عليه بعد ذلك من النسخ في مكتبة المرحوم الشيخ محمد السماوي في النجف، ومكتبة صديقنا المعظم زعيم الشيعة الأكبر والمرجع الأعلى للتقليد اليوم السيد أغا حسين البروجردي دام ظله، ومكتبة المرحوم السيد نصر الله التقوي رئيس المجلس الإيراني في طهران وغير ذلك.
وكانت في كتب المرحوم الشيخ موسى الأردبيلي نسخة فيها الجزء الأول والرابع والسادس من هذا التفسير، ولما توفي طلب مني الفاضل السيد شفيع الأردبيلي الوقوف على كتبه، فحضرت هناك ورأيت هذه النسخة وكان تاريخ كتابتها 1087 ه? وهي من موقوفات خاصة للنجف سنة 1140 ه? فرغب إلى السيد شفيع أن احتفظ بها عندي خوفا عليها من التلف ففعلت، ولم لم أكن أعهد الجزء الأول في مكان آخر أمرت ولدي الفاضل الميرزا علي نقي المنزوي - صاحب عدة مؤلفات مطبوعة ومخطوطة - أن يستنسخها تكثيرا للنسخ، ثم بعثت النسخة الأصلية الموقوفة إلى (مكتبة الحسينية التسترية) ليستفاد منها، وبقيت عندي نسخة خط ولدي، وبعد ذلك بسنين رغب الفقيه الكبير الحجة السيد محمد الكوه كمري التبريزي رحمه الله في طبع الكتاب، وسمى فجمع بعض أجزائه المتفرقة في البلدان وضم بعضها إلى بعض، ولم يكن فيها الجزء الأول، فكتب إلى جماعة يستفسر منهم، منهم العلامة المجاهد الشيخ عبد الحسين الأميني حفظه الله صاحب (الغدير) فراجعني الشيخ الأميني فأخبرته بوجوه لدي وأعطيته نسختي فبعثها إلى قم للسيد الكوه كمري فصححت وتمم بها الكتاب والحمد الله، وطبع في مجلدين كبيرين يقرب كل واحد منهما من 900 صفحة وذلك من سنة 1360 - 1365 ه? وكان الباذل لنفقته المحسن الصالح السيد عبد الرسول الروغني الشهير من تجلو أصفهان، وهو من المثرين وأهل الخير وكانت له بعض المبرات يجريها على يدنا في النجف الأشرف.
والحق أن السيد الحجة قد أسدى إلى الأمة جمعاء يدا لا تنكر، وقام بخدمة كبيرة، إذ طالما حنت نفوس المآت من أكابر العلماء إلى مشاهدة هذا التفسير الجليل مجموعا في مكان واحد بعد تفرق أجزائه وتشتتها في مختلف البلدان، وقد وفق لتحقيق هذه الأمنية السيد الكوه كمري فبذل جهودا لا يستهان بها حتى استطاع جمعه وترتيبه فله منا الشكر، ونسأل الله ان يتغمده برحمته ويجزل أجره.
وقد نقل على ظهر الكتاب من (الذريعة) بعض أوصاف التفسير وما قيل فيه، ورغم ما بذله الناشر والمصححون من الخدمات المشكورة فقد جاء حافلا بالأغلاط المطبعية والاملائية، ولذلك عمد (صاحب مكتبة الأمين) في النجف الأشرف فاجهد نفسه في تصحيحه وحسن إخراجه فجاء - والحق يقال - أحسن بكثير من الطبعة الأولى، والمأمول من أهل العلم والفضل المبادرة إلى الاشتراك بهذا الكتاب واقتنائه وتشجيع أمثال هذه الخدمات الدينية التي لا تقابل بثمن، لتنتشر أسفار قدمائنا، وتظهر للعيان مكانة سلفنا ومالهم من خدمات وما بذلوه من جهود والله الملهم للصواب.
وقد ذكرنا في (الذريعة) ج 3 ص 173 (البيان في التفسير القرآن) كبير في ستة مجلدات رأيناه في " مكتبة الشيخ عبد الحسين الطهراني الشهير بشيخ العراقين " وقلنا؟؟ وليس هذا التفسير هو تبيان الشيخ الطوسي ظاهرا لأنه عشرون مجلدا كما يقال أو أكثر، نعم آخر الجزء الثاني وأول الثالث منه مطابق مع التبيان الخ.
ثم طابقنا الكتاب مع بعض النسخ فاتضح لنا انه من أجزاء التبيان فاستدركنا ذلك وصرحنا باتحادهما في " الذريعة " أيضا ج 4 ص 266 عند ذكر التفاسير.
10 - تلخيص الشافي: في الإمامة، أصله لعلم الهدى السيد المرتضى رحمة الله عليه، وقد لخصه تلميذه شيخ الطائفة، وطبع التلخيص في آخر الشافي بطهران، سنة 1301 ه? كما ذكرناه في " الذريعة " ج 4 ص 423.
11 - تمهيد الأصول: شرح الكتاب " جمل العلم والعمل " لأستاذه المرتضى لم يخرج منه إلا شرح ما يتعلق بالأصول كما صرح به في الفهرست، ولذا عبر عنه النجاشي بتمهيد الأصول، توجد منه نسخة في " خزانة الرضا عليه السلام " بخراسان كما في فهرسها، وقد ذكرناه في " الذريعة " ج 4 ص 433.
12 - تهذيب الاحكام: أحد الكتب الأربعة والمجاميع القديمة المعول عليها عند الأصحاب من لدن تأليفها حتى اليوم، استخرجه شيخ الطائفة من الأصول المعتمدة للقدماء، والتي هيأها الله له وكانت تحت يده من وروده إلى بغداد سنة 408 ه? إلى هجرته إلى النجف الأشرف سنة 448 ه?، وقد خرج من قلمه الشريف تمام كتاب الطهارة إلى كتاب الصلاة بعنوان الشرح على " المقنعة " تأليف أستاذه الشيخ المفيد الذي توفى عام 413 ه?، وذلك في حياة أستاذه، وكان عمره يومذاك خمسا - أو ستا - وعشرين سنة، ثم تممه بعد وفاته، وقد أنهيت أبوابه إلى ثلاثمائة وثلاثة وتسعين بابا، وأحصيت أحاديثه في 1359، وقد طبع في مجلدين كبير سنة 1317 ه? ويوجد في تبريز الجزء الأول منه بخط مؤلفه شيخ الطائفة، وعليه خط الشيخ البهائي وهو في مكتبة السيد الميرزا محمد حسين بن علي أصغر شيخ الاسلام الطباطبائي المتوفى سنة 1293 ه?، كما ذكرناه في " الذريعة " مفصلا ج 4 ص 504 - 507، وأحصينا هناك من شروح الكتاب ستة عشر، ومن حواشيه عشرين، كما أشرنا إلى عدة كتب تتعلق به، ك? " انتخاب الجيد من تهذيبات السيد " و " ترتيب التهذيب " و " تصحيح الأسانيد " و " تنبيه الأريب في إيضاح رجال التهذيب " إلى غير ذلك مما لا غنى للباحثين عن مراجعته.
13 - الجمل والعقود: في العبادات، وقد رأيت منه عدة نسخ في النجف الأشرف، وفي طهران، ألفه بطلب من خليفته في البلاد الشامية، وهو القاضي عبد العزيز بن نحرير بن عبد العزيز بن البراج قاضي طرابلس المتوفى سنة 481 ه?، كما صرح أوله بقوله: " فاني مجيب إلى ما سأل الشيخ الفاضل أطال الله بقاءه ".
وقد صرح في هامش بعض النسخ القديمة بأن القاضي المذكور هو المراد بالشيخ كما ذكرناه في " الذريعة " ج 5 ص 145.
14 - الخلاف في الأحكام: ويقال له " مسائل الخلاف " أيضا، وهو مرتب على ترتيب كتب الفقه وقد صرح فيه بأنه ألفه قبل كتابيه " التهذيب " و " الاستبصار " وناظر فيه المخالفين جميعا، وذكر مسائل الخلاف بيننا وبين من خالفنا من جميع الفقهاء وذكر مذهب كل من خالف على التعيين، وبيان الصحيح منه و ما ينبغي أن يعتقد إلى غير ذلك مما شرحه في أول الكتاب، وهو في مجلدين كبيرين، يوجدان تماما في " مكتبة الحجة السيد ميرزا باقر القاضي " في تبريز، وهناك نسخ في النجف الأشراف في " مكتبة الشيخ هادي آل كاشف الغطاء " و " مكتبة الشيخ محمد السماوي " و " مكتبة الشيخ مشكور الحولاوي " و " مكتبة الحسينية التسترية " ونسخة في الكاظمية في " مكتبة السيد حسن الصدر " وهي أقدم نسخة رأيتها حيث أن على ظهر الصفحة الأخيرة منها إجازة تاريخها سنة 668 ه? ونظرا لنفاسة هذه الإجازة فقد نشرتها حرفيا في هامش الجزء السابع من " الذريعة " ص 236 عند ذكر الخلاف، ونسخة أخرى في " الخزانة الرضوية " بخراسان، تجد تفصيل ذلك في " الذريعة " وقد طبع الكتاب بحمد الله في طهران سنة 1370 ه? بأمر من زعيم الشيعة الحجة السيد أغا حسين البروجردي دام ظله مع تعليقة له عليه، وذلك بنفقة الوجيه الصالح الحاج محمد حسين كوشان پور جزاهما الله خير الجزاء ان شاء الله، والأسف ان السيد البروجردي لم يرجع إلى " الذريعة " ولو رجع إليها لدلته على النسخة التامة التي ذكرناها ولاستغنى عن استكتاب القطع وضم بعضها إلى بعض كما شرح ذلك بقلمه على ظهر الكتاب.
15 - رياضة العقول: شرح فيه كتابه الآخر الذي سماه " مقدمة في المدخل إلى علم الكلام " ذكرها النجاشي في رجاله والمترجم له في فهرس كتبه وابن شهرآشوب في " معالم العلماء " كما ذكرناه في حرف الراء من " الذريعة " المخطوط.
16 - شرح الشرح: في الأصول، قال تلميذه الحسن بن مهدي السليقي: إن من مصنفاته التي لم يذكرها في الفهرست كتاب شرح الشرح في الأصول، وهو كتاب مبسوط أملى علينا منه شيئا صالحا، ومات رحمه الله ولم يتمه ولم يصنف مثله.
17 - العدة: في الأصول، ألفه في حياة أستاذه السيد المرتضى، وقسمه قسمين الأول في أصول الدين والثاني في أصول الفقه، وهو أبسط ما ألف في هذا الفن عند القدماء أفاض فيه القول في تنقيح مباني الفقه بما لا مزيد عليه في ذلك العصر، طبع ببمبي في سنة 1312 ه?، وطبع في إيران ثانيا سنة 1314 ه? مع حاشية المولى خليل القزويني المتوفى سنة 1089 وليست شرحا كما قاله الشيخ الحر في (أمل الآمل) بل هي حاشية مبسوطة في مجلدين كما فضله المولى عبد الله الأفندي في (رياض العلماء) وللموقوف على تفصيل ذلك راجع (الذريعة) ج 6 ص 148.
18 - الغيبة: في غيبة الامام الحجة المهدي المنتظر عليه السلام، طبع في تبريز على الحجر طبعا صحيحا متقنا في سنة 1324 ه? مع حاشية كل من العلامة الشيخ فضل على الإيرواني المتوفى سنة 1331 ه? والعلامة الشهيد الميرزا علي أغا التبريزي الملقب بثقة الاسلام، وكان طبعه بنفقة الفاضل التقي الشيخ محمد صادق التبريزي المعروف بالقاضي ابن الحاج محمد علي بن الحاج علي محمد بن الحاج الله وردي، وهو من الكتب التي حصل عليها من إرث أبي زوجته السيد الميرزا مهدي خان الطباطبائي التبريزي، وقد ظن بعضهم أنه ألفه في حياة أستاذه الشيخ المفيد، وانه هو المراد بقوله: ما رسمه الشيخ الجليل أطال الله بقاءه إلخ.
وليس كذلك فقد قال في جواب الاعتراض على طول عمر الحجة كما في ص 85 من الكتاب ما نصه: إلى هذا الوقت الذي هو سنة سبع وأربعين واربعماءة الخ فأين هذا الشيخ من الشيخ المفيد الذي توفى سنة 413 ه?؟.
19 - الفهرست: (13) ذكر فيه أصحاب الكتب والأصول، وأنهى إليهم واليها أسانيده عن مشايخه، وهو من الآثار الثمنية الخالدة، وقد اعتمد عليه علماء الامامية على بكرة أبيهم في علم الرجال، وقد شرحه العلامة المحقق الشيخ سليمان الماحوزي المتوفى 1121 ه? وسماه (معراج الكمال إلى معرفة الرجال) ورتبه على طريقة كتب الرجال كل من العلامة الشيخ علي المقشاعي الاصبعي البحراني المتوفى سنة 1127 ه? والعلامة المولى عناية الله القهپائي النجفي المتوفى بعد سنة 1126 وغيرهما مما ذكرنا كلا في محله من (الذريعة).
طبع الفهرست في ليدن قبل سنين متطاولة ولا أذكر الآن عام طبعه، على إنني وقفت عليه في طهران، وكانت نسخة عزيزة جدا ولذلك كتبت عليه نسخة لنفسي قبل إحدى وستين سنة، ولا تزال موجودة عندي بورقها وخطها القديم مع غيرها مما استنسخته يومذاك من الكتب لندرته، وتاريخ فراغي من كتابتها في طهران أيام عودتي إليها من النجف الأشرف صبيحة يوم الأحد غرة شهر ربيع الأول سنة 1315 ه?.
وهذه الطبعة كانت جيدة متقنة صحيحة ثمينة جدا، حتى ان مكتبات طهران وعلمائها يومذاك لم تكن تضم غير هذه النسخة، لأن جلبها من الخارج كان يكلف ثمنا لا بأس به، وقد كانت هذه النسخة في مكتبة الزعيم الحجة المعروف والأديب الكبير الميرزا أبي الفضل الطهراني الشهير ب? (الكلانتري) والمتوفي سنة 1319 ه? استعرتها من تلميذه أستاذي الشيخ علي النوري الايلكائي رحمه الله فرأيت في آخرها عدة صفحات باللغة اللاتينية، ففتشت في طهران كثيرا حتى عثرت بمن يحسنها فترجمها لي بالفارسية ونقلتها أنا إلى العربية وصدرت بها نسختي، وهي كلمة الناشر وخلاصتها: أنه أجهد نفسه في مقابلة النسخ والتدقيق في التصحيح إلى غير ذلك وطبع ثانيا في كلكته من بلاد الهند عام 1271 ه? فجاء في 373 صفحة وقد تولى نشره وتصحيحه (ا.
سبر نجر) والمولى عبد الحق، وقد طبع في ذيل صفحاته (نضد الايضاح) - يعني ايضاح الاشتباه للعلامة الحلي - تأليف علم الهدى محمد ابن الفيض الكاشاني المتوفى بعد سنة 1112 ه? ولم أقف على هذه النسخة وانما ذكرها ناشر الطبعة الثالثة.
وفي سنة 1356 ه? طبعه في النجف الأشرف صديقنا العلامة المحقق السيد محمد صادق آل بحر العلوم حفظه الله قاضي البصرة اليوم، مع مقدمة ضافية عن حياة الشيخ وتعاليق مفيدة، تدارك فيها ما فات في طبعتيه الأولى والثانية، مع التصحيح الدقيق، والمراجعة إلى الأصول المعتبرة، وكتب الرجال وتطبيق المنقول فيها عن الفهرست، إلى غير ذلك مما تظهر به ميزة هذه الطبعة، وقد راعى فيها الأمانة على حلاف عادة بعض المعاصرين، فما نقل عنا شيئا إلا وأشار إلى مصدره أيده الله.
وللفهرست ذيول وتتمات هي من أنفس الكتب الرجالية، ومنها " فهرست الشيخ منتجب الدين " المتوفى بعد سنة 585 ه? ذكر فيه المصنفين بعد عصر الشيخ إلى عصره، وقد طبع مع الجزء الأخير من " بحار الأنوار " وعندي منه نسخة بخطي فرغت من كتابتها في النجف الأشرف سنة 1320 ه? كتبتها قبل أن اطلع على طبعه في آخر " البحار ".
ومنها " معالم العلماء " للشيخ رشيد الدين محمد بن علي ابن شهرآشوب السروي صاحب " المناقب " المطبوع والمتوفى سنة 588 ه? وقد زاد هذا الأخير على ما ذكره شيخ الطائفة من أسماء المصنفين ثلاثة مائة مصنف.
وقد لخص (الفهرست) الشيخ نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى ابن سعيد الهذلي الشهير بالمحقق الحلي صاحب (الشرايع) والمتوفى سنة 676 ه? لخصه بتجريده عن ذكر الكتب والأسانيد إليها، والاقتصار على ذكر نفس المصنفين وسائر خصوصياتهم مرتبا على الحروف في الأسماء والألقاب والكنى، رأيته في (مكتبة السيد حسن الصدر) في الكاظمية كما ذكرته في " الذريعة " ج 4 ص 452.
20 - ما لا يسع المكلف الاخلال به: في علم الكلام، ذكره النجاشي في " رجاله " والشيخ في " الفهرست "، ورأيت عند العلامة المرحوم الشيخ هادي آل كاشف الغطاء مجموعة بخط جده الشيخ الأكبر جعفر كاشف الغطاء، وفى أولها كتاب في أصول الدين وفروعه ليس بخط الشيخ الأكبر، أوله: " الحمد لله كما هو أهله ومستحقه، وصلى الله على سيد الأنبياء محمد وعترته الأبرار الأخيار صلاة لا انقطاع لمددها، ولا انتهاء لعددها، وسلم وكرم، أما بعد فقد أجبت إلى ما سأله الأستاذ أدام الله تأييده من إملاء مختصر محيط مما يجب اعتقاده في جميع أصول الدين، ثم ما يجب عمله من التبرعات، لا يكاد المكلف من وجوبها عليه - كذا - لعموم البلوى، ولم أخل شيئا مما يجب اعتقاده من إشارة إلى دليله وجهة علمه على صغر الحجم وشدة الاختصار، ولمن يستغني عن هذا الكتاب مبتدئ تعليما، وتبصرة ومنته تنبيها وتذكرة، ومن الله أستمد المعونة والتوفيق الخ ".
وعنوان شروعه في المطلب هكذا بلفظه: " ما يجب اعتقاده في أبواب التوحيد، الأجسام محدثة لأنها لم تسبق الحوادث فلها حكمها في الحدوث إلى آخر كلامه ". والمظنون قويا كون هذا الكتاب هو " ما لا يسع المكلف الاخلال به " والله العالم.
21 - ما يعلل وما لا يعلل: في علم الكلام أيضا ذكره النجاشي في " رجاله " وشيخ الطائفة نفسه في " الفهرست " أيضا.
22 - المبسوط: في الفقه من أجل كتب هذا الفن، يشتمل على جميع أبوابه في نحو سبعين كتابا طبع في إيران سنة 1270 ه?، وقد وقفت على بعض نسخه المخطوط النفيسة في مختلف الأماكن، وفصلت ذكرها وذكرت خصوصياتها في حرف الميم من " الذريعة " ولا حاجة إلى ذكرها بعد ان طبع الكتاب، ومن أراد الوقوف عليها فعليه بمراجعة الكتاب المذكور.
23 - مختصر أخبار المختار بن أبي عبيد الثقفي: ويعبر عنه ب? (أخبار المختار) أيضا كما ذكرناه بهذا العنوان في (الذريعة) ج 1 ص 348.
24 - مختصر المصباح: في الأدعية والعبادات، اختصر فيه كتابه الكبير (مصباح المتهجد) ويقال له (المصباح الصغير) أيضا في قبال أصله (المصباح الكبير) نسخة منه في " مكتبة الشيخ هادي آل كاشف الغطاء "، ونسختان في " مكتبة مدرسة فاضل خان " في مشهد الرضا عليه السلام بخراسان كما ذكرناه في الميم من " الذريعة ".
25 - مختصر في عمل يوم وليلة: في العبادات، وقد سماه بعضهم " يوم وليلة " لكن الشيخ نفسه ذكره في " الفهرست " بهذا النون، وقد اقتصر فيه على الفرائض والنوافل الأحدى والخمسين ركعة في اليوم والليلة وبعض التعقيبات في غاية الاختصار، رأيت منه عدة نسخ، إحداها بخط العلامة السيد أحمد زوين النجفي فرغ من كتابتها في سنة 1234 ه?، والثانية بخط مولانا الحجة الميرزا محمد الطهراني العسكري وهي الآن بمكتبته في سامراء، وغيرهما مما ذكرته في الميم من " الذريعة ".
26 - مسألة في الأحوال: ذكرها شيخ الطائفة نفسه في عداد تصانيفه في كتابه " الفهرست " ووصفها بقوله: مليحة.
27 - مسألة في العمل بخبر الواحد وبيان حجيته: ذكرناها في " الذريعة " ج 6 ص 270 بعنوان " حجية الأخبار ".
28 - مسألة في تحريم الفقاع: ذكرها الشيخ نفسه في الفهرست، نسخة منها بخط الحجة المرحوم الميرزا محمد الطهراني العسكري رأيتها عنده بمكتبته في سامراء، ونسخة أخرى في " مكتبة الحسينية التسترية " في النجف الأشرف، وثالثة في (مكتبة راجه فيض آباد) في الهند كما فصلناه في (الذريعة).
29 - مسألة في وجوب الجزية على اليهود والمنتمين إلى الجبابرة: لا ذكر لها في (فهرست الشيخ) المطبوع المتداول، بل ذكرها المولى عناية الله القهبائي في كتابه (مجمع الرجال) الموجود عندنا بخطه نقلا عن فهرست الشيخ، وهذا يدل على وجودها في النسخة التي وقف عليها، ويظهر من ذلك وجود بعض النقصان في المتداول.
30 - مسائل ابن البراج: ذكره شيخ الطائفة نفسه في كتابه (الفهرست).
31 - الفرق بين النبي والامام: في علم الكلام، ذكرها في (الفهرست) أيضا.
32 - المسائل الالياسية: هي مائة مسألة في فنون مختلفة، ذكرها هو في " الفهرست " وذكرناها بعنوان " جوابات المسائل الالياسية " في " الذريعة " ج 5 ص 214.
33 - المسائل الجنبلائية: في الفقه، وهي أربع وعشرون مسألة كما ذكره الشيخ في " الفهرست "، وذكرناها في " الذريعة " ج 5 ص 219 بعنوان جوابات.
وفي بعض المواضع: الجيلانية وهو غير صحيح.
34 - المسائل الحائرية: في الفقه، وهي نحو من ثلاثمائة مسألة، كما في " الفهرست " وهي من مآخذ " بحار الأنوار " كما ذكره المجلسي في أوله، وينقل عنه ابن إدريس في " السرائر " بعنوان " الحائريات " كما ذكرناه في " الذريعة " ج 5 ص 218.
35 - المسائل الحلبية: في الفقه أيضا، ذكره الشيخ نفسه في الفهرست ونقلناه في الذريعة ج 5 ص 219.
36 - المسائل الدمشقية: في تفسير القرآن، وهي اثنتي عشرة مسألة، في تفسير القرآن، ذكرها الشيخ نفسه في الفهرست وقال: لم يعمل مثلها. وذكرناها بعنوان الجوابات في الذريعة ج 5 ص 220.
37 - المسائل الرازية: في الوعيد، وهي خمس عشرة مسألة وردت من الري إلى أستاذه السيد المرتضى فأجاب عنها، وأجاب عنها الشيخ الطوسي أيضا، ذكرها في الفهرست، وذكرناها في الذريعة ج 5 ص 221 بعنوان جوابات المسائل الرازية. كما ذكرنا هناك جوابات أستاذه المرتضى.
38 - المسائل الرجبية: في تفسير آي من القرآن، ذكرها الشيخ نفسه في الفهرست ووصفها بقوله: لم يصنف مثلها. ذكرناها في حرف الميم من الذريعة القسم المخطوط.
39 - المسائل القمية: ذكرها المولى عناية الله القهپائي نقلا عن الفهرست للشيخ لكن لم نجده في النسخة المطبوعة، وقد ذكرناه في الذريعة ج 5 ص 330 بعنوان جوابات المسائل القمية.
40 - مصباح المتهجد: في أعمال السنة كبير، وهو من أجل الكتب في الأعمال والأدعية، وهو قدوتها، وأصلها ودوحتها، ومنه اقتبس كثير من كتب الباب ك? (اختيار المصباح) لابن باقي و (ايضاح المصباح) للنيلي و (تتمات المصباح) في عشرة مجلدات كلها كتاب مستقل، وله عنوان خاص، وهي للسيد ابن طاووس، و (قبس المصباح) للصهرشتي، و (منهاج الصلاح) للعلامة الحلي، ولكل من المولى حيدر علي الشيرواني المعروف بالمجلسي والسيد عبد الله شبر، ونظام الدين علي بن محمد (14) (مختصر المصباح) و (منهاج الصلاح) لابن عبد ربه الحلي وغير ذلك طبع في طهران على نفقة المرحوم الحاج سهم الملك بيات العراقي بترغيب العالم التقي السيد علم الهدى الكابلي نزيل ملاير أخيرا، وذلك في سنة 1338 وبهامشه ترجمة فارسية للعلامة الشيخ عباس القمي.
41 - المفصح: في الإمامة، وهو من الآثار الهامة، توجد نسخة منه في (مكتبة راجة فيض آباد) في الهند، وحصلت نسخة منه لشيخنا الحجة الميرزا حسين النوري، وجدها مع (النهاية) وهي بخط أبي المحاسن بن إبراهيم بن الحسين ابن بابويه كان تاريخ كتابته للنهاية الثلاثاء 15 ربيع الآخر سنة 517 ه? فاستنسخها جماعة منهم: الحجة المرحوم الميرزا محمد الطهراني العسكري، وهي بخطه في مكتبته بسامرا.
42 - مقتل الحسين عليه السلام: ذكره الشيخ في (الفهرست)، وعنه نقلناه في حرف الميم من (الذريعة) المخطوط.
43 - مقدمة في المدخل إلى علم الكلام: ذكره النجاشي في رجاله، والشيخ نفسه في (الفهرست) ووصفها فيه بقوله: لم يعمل مثلها.
أقول: رأيت في كتب الزعيم الفقيه المرحوم السيد محمد الكوه كمري الشهير بالحجة نسخة من كتاب (المستجاد من الارشاد) تاريخ كتابتها سنة 982 ه?، وفي حاشيتها كتاب في أصول الدين منسوب إلى شيخ الطائفة الطوسي، أوله: (إذا سألك سائل وقال: ما الايمان؟فقيل: هو التصديق بالله وبالرسول وبما جاء به وبالأئمة عليهم السلام، كل ذلك بالدليل لا بالتقليد، وهو مركب مبوب على خمسة أركان من عرفها كان مؤمنا، ومن جحدها كان كافرا، وهي التوحيد والعدل والنبوة والإمامة والمعاد، وحد التوحيد- إلى قوله: - والدليل على ان الله موجود ان العالم أثره وعناوينه إلى آخره هكذا والدليل على كذا فهو كذا إلخ، ولعل هذا الكتاب هو المقدمة، ونسخة أخرى منه بعينه في مجموعة كانت في (مكتبة المولى محمد على الخوانساري) في النجف الأشرف من دون نسبتها إلى الشيخ، وتاريخ كتابتها 982 ه? أيضا، ومعها في المجموعة (النكت الاعتقادية) للشيخ المفيد، و (مختصر التحفة الكلامية)، ونسخة ثالثة عليها خط شيخ الطائفة في (مكتبة السيد محمد المشكاة، في طهران (15) كتب على ظهرها ما لفظه: (مقدمة الكلام. تصنيف الشيخ الامام الورع قصوة العارفين، وحجة الله على العالمين، لسان الحكماء والمتكلمين، أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي متعنا الله بطول بقائه ونفعنا بعلومه).
وكتب على الصفحة الثانية منه ما لفظه: (قرأ علي هذا الكتاب وبحث على معانيه صاحبه في عدة مجالس آخرها السادس والعشرين من المحرم لسنة خمس وأربعين وأربعمائة بحدود دار السلام، وكتبه محمد بن الحسن ابن علي ولله الحمد والمنة صلى الله عليه وآله الطيبين).
وآخرها ما نصه: (مفيض الحياة وبارئ النسمة وهو المستحق له دائما سرمدا وحسبي الله ونعم الوكيل رب أتمم بالخير. وقع الفراغ من استنساخه بتوفيق الله وبحسن معونته سادس عشرين - كذا - من رجب سنة أربع وأربعين وأربعمائة في مدينة السلام على يد العبد الضعيف نظام الدين محمود بن علي الخوارزمي حامدا لله تعالى مصليا على نبيه).
44 - مناسك الحج في مجرد العمل: ذكره في (الفهرست) أيضا.
45 - النقض على ابن شاذان في مسألة الغار: ذكره كذلك في (الفهرست) وذكره العلامة السيد مهدي بحر العلوم في (الفوائد الرجالية): وقال انه نقض في مسألة الغار ومسألة العمل بالخبر الواحد، فظاهر كلامه انه رآه.
46 - النهاية في مجرد الفقه والفتوى: من أعظم آثاره وأجل كتب الفقه، ومتون الأخبار، أحصي في فهرسه المخطوط عند العلامة الشيخ هادي آل كاشف الغطاء في 22 كتابا و 214 بابا، وقد كان هذا الكتاب بين الفقهاء من لدن عصر مصنفه إلى زمان المحقق الحلي كالشرايع بعد مؤلفها، فكان بحثهم وتدريسهم فيه، وشروحهم عليه، وكانوا يخصونه بالرواية والإجازة، وله شروح متعددة ذكرناها في محالها من (الذريعة)، وقد رأيت منه عدة نسخ أقدمها بخط الشيخ أبي الحسن على بن إبراهيم بن الحسن بن موسى الفراهاني فرغ من كتابتها غرة رجب سنة 591 ه? رأيتها في (مكتبة العلامة الحجة الشيخ عبد الحسين الطهراني) الشهير بشيخ العراقين، إلى غير ذلك من النسخ التي ذكرت خصوصياتها مفصلا في حرف النون من (الذريعة) عند ذكر الكتاب، وقد طبع كتاب النهاية في سنة 1276 ه? مع (نكت النهاية) للمحقق و (الجواهر) للقاضي وغيرهما في مجلد كبير، وله ترجمة فارسية لبعض الأصحاب المقاربين لعصر الشيخ الطوسي وهي نسخة عتيقة رأيتها في (مكتبة السيد نصر الله الأخوي) في طهران كما ذكرته في (الذريعة) ج 4 ص 143 - 144.
47 - هداية المسترشد وبصيرة المتعبد: في الأدعية والعبادات ذكره الشيخ في (الفهرست) وعنه نقلناه في حرف الهاء المخطوط من (الذريعة).
هذا ما وصل الينا من أسماء مؤلفات شيخ الطائفة أعلى الله مقامه ومنه ما هو موجود وما هو مفقود، ولعل هناك ما لم نوفق للعثور عليه (وفوق كل ذي علم عليم).
مشايخه وأساتذته:
إن مشايخ شيخ الطائفة في الرواية وأساتذته في القراءة كثيرون، فقد أحصى شيخنا الحجة الميرزا حسين النوري في " مستدرك وسائل الشيعة " ج 3 ص 509 سبعا وثلاثين شخصا استخرج أسماءهم من مؤلفات الشيخ، ومن (الإجازة الكبيرة) التي كتبها العلامة الحلي - أعلى الله مقامه - لأولاد السيد ابن زهرة الحلبي وغير ذلك.
إلا أن مشايخه الذين تدور روايته عليهم في الغالب، والذين أكثر الرواية عنهم وتكرر ذكرهم في (الفهرست) وفي مشيخة كل من كتابه (التهذيب) و (الاستبصار) خمسة، واليك أسماءهم حسب حروف الهجاء لا تفاوت الدرجات:
1 - الشيخ أبو عبد الله أحمد بن عبد الواحد بن أحمد البزاز المعروف بابن الحاشر مرة، وباين عبدون أخرى، والمتوفى سنة 423 ه?.
2 - الشيخ أحمد بن محمد بن موسى. المعروف بابن الصلت الأهوازي المتوفى بعد سنة 408 ه? (16).
3 - الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله بن الغضائري المتوفى سنة 411 ه?.
4 - الشيخ أبو الحسين علي بن احمد بن محمد بن أبي جيد المتوفى بعد سنة 408 ه?.
5 - شيخ الأمة ومعلمها أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الشهير بالشيخ المفيد والمتوفى سنة 413 ه?.
هؤلاء الخمسة هم الذين أكثر في الرواية عنهم في كتبه المهمة، وقد روى عن باقي مشايخه في كتبه المذكورة وغيرها لكن لا بهذه الكثرة، ، والى القارئ أسماءهم مرتبة على حروف الهجاء:
1 - أبو الحسين الصفار (ابن الصفار خ ل).
2 - أبو الحسين بن سوار المغربي. عده العلامة الحلي في (الإجازة الكبرة) من مشايخه من العامة.
3 - الشيخ أبو طالب بن غرور.
4 - القاضي أبو الطيب الطبري الحويري المتوفى بعد سنة 408 ه?.
5 - أبو عبد الله أخو سروة.
6 - أبو عبد الله بن الفارسي.
7 - أبو علي بن شاذان المتكلم. وقد عده العلامة الحلي في (الإجازة الكبيرة) من مشايخه من العامة أيضا.
8 - أبو منصور السكري. قال صاحب (الرياض): يحتمل أن يكون من العامة أو الزيدية.
أقول: استعبد شيخنا النوري كونه من العامة مستدلا بما وجده من رواياته التي لا يرويها أبناء العامة، الا انه لم ينف كونه زيديا.
9 - أحمد بن إبراهيم القزويني المتوفى بعد سنة 408 ه?.
10 - أبو الحسين وأبو العباس أحمد بن علي النجاشي صاحب (كتاب الرجال) المعروف والمتوفى سنة 450 ه?.
11 - جعفر بن الحسين بن حسكة القمي المتوفى بعد 408 ه?.
12 - الشريف أبو محمد الحسن بن القاسم المحمدي المتوفي بعد سنة 408 ه?.
13 - أبو علي الحسن بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن أشناس المعروف بابن الحمامي البزاز. عبر عنه كذلك السيد ابن طاووس في (الاقبال) في عمل يوم الغدير والشيخ محمد الحر العاملي في (اثبات الهداة)، وذكر شيخنا النوري في عداد مشايخ شيخ الطائفة الحسن بن إسماعيل المعروف بابن الحمامي.
وهما واحد حتما، وقد عبر عنه في بعض المواضع بأبي الحسن محمد بن إسماعيل، كما في صدر اسناد بعض نسخ الصحيفة السجادية، فان هذا الرجل هو الراوي للصحيفة الكاملة بنسخة مخالفة للصحيفة المشهورة في بعض العبارات، وفي الترتيب، وفي عدد الأدعية، ونحو ذلك كما قاله صاحب (الرياض) وذكر وجود عدة نسخ منها إحداها عنده، وقد يعبر عنه أيضا بالحسن بن إسماعيل وقد ترجم له بهذا العنوان في (أمل الآمل) ص 467 من طبعة طهران سنة 1307 ه? التي هي مع (الرجال الكبير) مسلسلة الأرقام، ولذلك توهم فيه شيخنا النوري رحمه الله فذكره بهذا العنوان كما أسلفناه محتملا التعدد، ونقل السيد ابن طاووس في أواخر (الاقبال) عن أصل كتاب الحسن بن إسماعيل بن العباس ومراده هذا الشيخ أيضا، ويعبر عنه بابن اشناس وبابن الاشناس وغير ذلك، والصحيح في اسمه ونسبه ما ذكرناه.
وقد ترجم له بهذا العنوان الصحيح معاصره أبو بكر الخطيب في (تاريخ بغداد) ج 7 ص 425 - 426 فقال: كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان سماعه صحيحا، إلا انه كان رافضيا خبيث المذهب، وكان له مجلس في داره بالكرخ يحضره الشيعة ويقرأ عليهم مثالب الصحابة واللعن على السلف.سألته عن مولده فقال في شوال من سنة 359 ه? ومات في ليلة الأربعاء الثالث من ذي القعدة سنة 439 ه? ودفن صبيحة تلك الليلة في مقبرة باب الكناس.
أقول: أشناس (17) بفتح الألف وسكون الشين المعجمة وفتح النون ثم الألف الساكنة، وبعدها السين المهملة: اسم غلام لجعفر المتوكل.
14 - أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن داود الفحام المعروف بابن الفحام السر من رائي - السامرائي - المتوفى بعد سنة 408 ه?.
15 - أبو الحسين حسنبش المقرئ المتوفى بعد سنة 408 ه?.
16 - أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم القزويني المتوفى بعد سنة 408 ه?.
17 - أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن علي القمي المعروف بابن الخياط.
18 - الحسين بن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري المتوفى بعد سنة 408 ه?.
19 - أبو محمد عبد الحميد بن محمد المقرئ النيسابوري.
20 - أبو عمرو عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي المتوفى بعد سنة 410 ه?.
21 - أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقرئ المعروف بابن الحمامي المقرئ المتوفي بعد سنة 408 ه?، وهو غير ابن اشناس المعروف بابن الحمامي المار ذكره فلا تتوهم.
22 - السيد المرتضى علم الهدي أبو القاسم علي بن الحسين بن موسى بن محمد ابن إبراهيم بن الامام موسى الكاظم عليه السلام، المتوفى سنة 436 ه?.
23 - أبو القاسم علي بن شبل بن أسد الوكيل المتوفى بعد سنة 410 ه?.
24 - القاضي أبو القاسم علي التنوخي ابن القاضي أبي علي المحسن ابن القاضي أبي القاسم علي بن محمد بن أبي الفهم داود بن إبراهيم بن تميم القحطاني من تلامذته السيد المرتضى وأصحابه، وقد عده العلامة الحلي في (الإجازة الكبيرة) من مشايخه من العامة أيضا. لكن صاحب (الرياض) قال في ترجمته: الأكثر أنه من الامامية.
(أقول): له ترجمة في (معجم الأدباء) أيضا ج 14 ص 110 - 124 أثبت نسبه فيها إلى قضاعة، وذكر انه كان مقبول الشفاعة في شبابه وان الخطيب البغدادي سمع منه: انه ولد سنة 370 ه?. وقال أنه توفي في 447 ه?.
25 - أبو الحسين على بن محمد بن عبد الله بن بشران المعروف بابن بشران المعدل والمتوفى بعد سنة 411 ه?.
26 - محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ المتوفى بعد سنة 411 ه?.
27 - أبو زكريا محمد بن سليمان الحراني (الحمداني خ ل) من أهل طوس والمظنون أنه من مشايخه قبل هجرته إلى العراق.
28 - محمد بن سنان. عده العلامة الحلي في (الإجازة الكبيرة) من مشايخه من العامة أيضا.
29 - أبو عبد الله محمد بن علي بن حموي البصري المتوفى بعد سنة 413 ه?.
30 - محمد بن علي بن خشيش بن نضر بن جعفر بن إبراهيم التميمي المتوفى بعد سنة 408 ه?.
31 - أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد المتوفى بعد سنة 417 ه?.
32 - السيد أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار المولود سنة 322 ه? والمتوفى 414 ه?.
هؤلاء هم الذين عرفناهم من مشايخ شيخ الطائفة الطوسي، وهم اثنان وثلاثون وذكرنا قبلهم خاصة مشايخة وهم خمسة فيكون المجموع سبعة وثلاثون، الا ان شيخنا النوري لما أوردهم في (المستدرك) تمت عدتهم ثمانية وثلاثين، وذلك لما ذكرناه من تكريره اسم الحسن بن محمد بن إسماعيل بن الاشناس بعنوان الحسن ابن إسماعيل، وقد نقلناهم عن شيخنا النوري بعد ترتيب أسمائهم على حروف الهجاء، وإضافة بعض الفوائد والزيادات التي توضح أحوالهم.
تلامذته:
سبق وأن ذكرنا فيما تقدم من حديثنا عن شيخ الطائفة أن تلامذته من الخاصة بلغوا أكثر من ثلاثمائة مجتهد ومن العامة مالا يحصى كثرة، وقد صرح بذلك المجلسي في (البحار) والتستري في (المقابس) والخوانساري في (الروضات) والمدرس في (الريحانة) وغيرهم في غيرها.
والأسف ان هذا العدد الكبير غير معروف لدى كافة الباحثين حتى بعد عصر الشيخ بقليل، فان الشيخ منتجب الدين بن بابويه المتوفى بعد سنة 585 ه? على قرب عهده من الشيخ لم يستطع الوقوف على أسمائهم، فإنه لم يذكر منهم في كتابه (الفهرست) المطبوع في آخر (البحار) إلا ستة وعشرين عالما، وزاد عليهم العلامة السيد مهدي بحر العلوم في (الفوائد الرجالية) أربعة فتمت عدتهم ثلاثين، وهؤلاء معروفون ذكرت أسماؤهم في مقدمات كتب الشيخ المطبوعة في النجف الأشرف لكن شيخنا النوري لم يذكرهم، ونظرا لما حدث في أسماء بعضهم من التصحيف، ولما وقفنا عليه من أسماء جماعة أخرى من تلاميذه الذين ذكرهم الحجة الشيخ أسد الله الدزفولي التستري في كتابه (المقابس) ولم يتعرض لذكرهم مترجموه المتأخرون، فانا نسرد أسماء الجميع على ترتيب حروف الهجاء مقتصرين على ذكر الأوصاف التي وصفهم بها علماء الرجال والمفهرسون القدماء واليك الأسماء:
1 - الشيخ الفقيه الثقة العدل آدم بن يونس بن أبي المهاجر النسيفي.
2 - الشيخ الثقة المؤلف الجليل النبيل أبو بكر أحمد بن الحسين بن أحمد الخزاعي النيسابوري.
3 - الشيخ الثقة أبو طالب إسحاق بن محمد بن الحسن بن الحسين بن محمد ابن علي بن الحسين بن بابويه القمي.
4 - الشيخ الثقة أبو إبراهيم إسماعيل شقيق إسحاق المذكور.
5 - الشيخ الثقة أبو الخير بركة بن محمد بن بركة الأسدي.
6 - الشيخ الثقة العين المصنف أبو الصلاح تقي بن نجم الدين الحلبي.
7 - السيد المحدث الثقة أبو إبراهيم جعفر بن علي بن جعفر الحسيني.
8 - الشيخ الامام المصنف شمس الاسلام الحسن بن الحسين بن بابويه القمي المعروف بحسكا.
9 - الشيخ الفقيه الثقة أبو محمد الحسن بن عبد العزيز بن الحسن الجبهاني (الجهباني خ ل).
10 - الشيخ الجليل الثقة العين أبو علي الحسن ابن شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي.
11 - الشيخ الامام موفق الدين الفقيه الثقة الحسين بن الفتح الواعظ الجرجاني.
12 - الشيخ الامام الثقة الوجه الكبير محي الدين أبو عبد الله الحسين بن المظفر بن علي بن الحسين الحمداني نزيل قزوين.
13 - السيد عماد الدين أبو الصمصام وأبو الوضاح ذو الفقار بن محمد بن معبد الحسيني المروزي.
14 - السيد الفقيه أبو محمد زيد بن علي بن الحسين الحسيني (الحسني).
15 - السيد العالم الفاضل زين بن الداعي الحسيني.
16 - الشيخ الفقيه المشهور سعد الدين بن البراج.
17 - الشيخ الفقيه الثقة أبو الحسن سليمان بن الحسن بن سلمان الصهرشتي.
18 - الشيخ الفاضل المحدث شهرآشوب السروي المازندراني جد الشيخ محمد بن علي مؤلف (معالم العلماء) و (المناقب).
19 - الشيخ الفقيه الثقة صاعد بن ربيعة بن أبي غانم.
20 - الشيخ عبد الجبار بن عبد الله بن علي المقرئ الرازي المعروف بالمفيد.
21 - الشيخ أبو عبد الله عبد الرحمن بن أحمد الحسيني الخزاعي النيسابوري المعروف بالمفيد أيضا.
22 - الشيخ الفقيه الثقة موفق الدين أبو القاسم عبيد الله بن الحسن بن الحسين بن بابويه.
23 - الشيخ الفقيه الثقة علي بن عبد الصمد الميمي السبزواري.
24 - الأمير الفاضل الزاهد الورع الفقيه غازي بن أحمد بن أبي منصور السلماني.
25 - الشيخ الفقيه الثقة الصالح كردي بن عكبر بن كردي الفارسي نزيل حلب.
26 - الشيخ الامام جمال الدين محمد بن أبي القاسم الطبري الآملي.
27 - الشيخ الأمين الصالح الفقيه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار. الخازن الغروي.
28 - الشيخ الشهير السعيد الفاضل السديد محمد بن الحسن بن علي الفتال. صاحب " روضة الواعظين ".
29 - الشيخ الفقيه الصالح أبو الصلت محمد بن عبد القادر بن محمد.
30 - الشيخ الثقة العالم المؤلف فقيه الأصحاب أبو الفتح محمد بن علي الكراچكي.
31 - الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسن الحلبي.
32 - الشيخ الفقيه الثقة أبو عبد الله محمد بن هبة الله الطرابلسي.
33 - السيد صدر الأشراف المنتهي اليه منصب النقابة والرئاسة في عصره، السيد المرتضى أبو الحسن المطهر بن أبي القاسم علي بن أبي الفضل محمد الحسيني الديباجي.
34 - السيد العالم الفقيه المنتهى بن أبي زيد بن كيابكي الحسيني الجرجاني.
35 - العالم الفاضل الفقيه الوزير السعيد ذو المعالي زين الكفاة أبو سعيد منصور بن الحسين الآبي.
36 - السيد الثقة الفقيه المحدث أبو إبراهيم ناصر بن الرضا بن محمد بن عبد الله العلوي الحسيني.
هؤلاء ستة وثلاثون عالما من تلاميذ الشيخ الطوسي المعروفين، ولعل في كتابينا (إزاحة الحلك الدامس بالشموس المضيئة في القرن الخامس) و (الثقات والعيون في سادس القرون) من ترجمنا له ولم يأت اسمه هنا، غير ان ضيق الوقت وضعف الحال يمنعان من الرجوع اليه.
ولا يخفى إن فيما أضافه العلامتان السيد مهدي بحر العلوم والشيخ أسد الله الدزفولي ما يحتاج إلى التأمل، ففي تلمذ الشيخ عبيد الله بن الحسن على الشيخ الطوسي تأمل، فان ولده الشيخ منتجب الدين كان أولى بذكره مع تلامذة الشيخ في (الفهرست) مع انه لم يذكره وكذا الكراچكي المتوفى سنة 449 ه? و كذا جمال الدين محمد الطبري إن كان المراد به عماد الدين محمد بن أبي القاسم على الطبري الآملي فإنه من تلاميذ الشيخ أبي علي ان الشيخ الطوسي كما ذكره الشيخ منتجب الدين، وجل رواياته عن مشايخه بعد الخمسمائة والله العالم.
وفاته وقبره:
لم يبرح شيخ الطائفة في النجف الأشرف مشغولا بالتدريس والتأليف، والهداية والارشاد، وسائر وظائف الشرع الشريف وتكاليفه، مدة اثنتي عشرة سنة، حتى توفي ليلة الاثنين الثاني والعشرين من المحرم سنة 460 ه? عن خمس وسبعين الحسن بن عبد الواحد العين زربي، والشيخ أبو الحسن اللؤلؤي، ودفن في داره بوصية منه وأرخ وفاته بعض المتأخرين بقوله مخاطبا مرقده الزاكي كما هو مسطور على جدار المسجد، وقد ذكره العلامة المرحوم الشيخ جعفر نقدي في كتابه " ضبط التاريخ بالأحرف " أيضا ص 13:
بأمر قد الطوسي فيك قد انطوى * محيي العلوم فكنت أطيب مرقد
إلى أن قال:
أودى بشهر محرم فأضافه * حزنا بفاجع رزئه المتجدد
إلى أن قال:
بك شيخ طائفة الدعاة إلى الهدى * ومجتمع الاحكام بعد تبدد
إلى أن قال:
وبكى له الشرع الشريف مؤرخا * (أبكى الهدى والدين فقد محمد)
وتحولت الدار بعده مسجدا في موضع اليوم حسب وصيته أيضا، وهو مزار يتبرك به الناس من العوام والخواص، ومن أشهر مساجد النجف، عقدت فيه - منذ تأسيسه حتى اليوم - عشرات حلقات التدريس من قبل كبار المجتهدين وأعاظم المدرسين فقد كان العلماء يستمدون من بركات قبر الشيخ لكشف غوامض المسائل ومشكلات العلوم، ولذلك كان مدرس العلماء ومعهد تخريج المجتهدين إلى عصر شيخ الفقهاء الشيخ محمد حسن صاحب (الجواهر) الذي كان يدرس فيه أيضا، حتى بعد أن بنوا له مسجده الكبير المشهور باسمه، فقد كثر الحاحهم عليه وطلبهم منه الانتقال اليه لم يقبل ولم يرفع اليد عنه اعتزازا بقدسية شيخ الطائفة وحبا للقرب منه، وهكذا إلى أن توفي.
واستمرت العادة كذلك إلى عصر شيخنا المحقق الأكبر الشيخ محمد كاظم الخراساني صاحب " الكفاية " فقد كان تدريسه فيه ليلا إلى أن توفي، وقد أحصيت عدة تلامذته في الأواخر بعض الليالي فتجاوزت الألف والمأتين، وكذلك شيخنا الحجة المجاهد شيخ الشريعة الأصفهاني، فقد كان يدرس فيه عصرا إلى ان توفي وكما ان تلميذ شيخنا الخراساني الأرشد الحجة المعروف الشيخ ضياء الدين العراقي كان يدرس فيه صبحا إلى ان توفي.
واقام فيه الجماعة جمع من أجلاء العلماء وأفاضل الفقهاء، منهم فقيه أهل البيت الشيخ محمد حسن صاحب " الجواهر " النجفي وغيره وقد لاحظته منذ نصف قرن أو أكثر فكان الذين يؤمون الناس فيه من أهل الصلاح والتقى المعروفين، منهم الحجة الأخلاقي جمال السالكين الشيخ أغا رضا التبريزي فقد كان يقيم فيه الجماعة ليلا مع كثير من خواص أهل العلم والفضلاء، وكنا نحظى بذلك التوفيق إلى ان هاجر إلى سامراء وكان آخرهم العلامة التقي السيد محمد الخلخالي، وبعد وفاته بقليل رغب إلي ولده الفاضل الجليل السيد علي أن أؤم الناس هناك بعد أن كنت أقيم الجماعة في الرواق المطهر، فأجبت طلبه وكنت أصلي فيه إلى هذه الأواخر، وقد وفق لفرشه التاجر الوجيه ابن عمنا الحاج محمد المحسني نزيل طهران فقدم له خمس قطع من الفرش المتعارف في الصحن الشريف والمساجد الشريفة وقد جعل ولايتها بيدنا ما دمنا في قيد الحياة كما كتب ذلك عليها، وتبعه الوجيه الحاج محمد تقي القناد الطهراني من أرحامنا أيضا بخمس قطع وتبعهما جمع آخر من كرمانشاه حتى كمل فرش المسجد بتوفيق الله، وكانت صلاتنا فيه وقت المغرب فقط، وأما صلاة الصبح فنقيمها في (مسجد الهندي) خوفا من مضايقة الزوار، وفي الصيف الماضي تغلب علينا الضعف فانقطعنا عن الرواح لعدم تمكننا من الصعود إلى السطح فتبرع الوجيه الحاج ناجي گعويل بشراء عدة مراوح سقيفة لتلطيف الجو وعدم الاحتياج للصعود إلى السطح، فعاودناه ثانيا، وكان عامرا بالمؤمنين والصلحاء من أهل العلم والمهن، حتى اتفقت حادثتنا في ليلة عاشورا هذه السنة - 1376 - وقد اثرت على العمود الفقري وبقينا على فراش المرض عدة شهور، ثم لما تحسنت صحتنا لم تعد كما كانت عليه سابقا كما هو مقتضى السن والمزاج، ولما رغب في صلاتنا بعض المؤمنين من خواصنا صرنا نقيمها في (المسجد الطريحي) لقربه من دارنا، ولم نزل هناك حتى يقضي الله بقضائه الذي لا مرد له، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وموقع مسجد الشيخ في محلة المشراق من الجهة الشمالية للصحن المرتضوي الشريف وسمي باب الصحن المنتهي إلى مرقده ب? (باب الطوسي)، وقد طرأت عليه بعد عمارته الأولى عمارتان، حسبما نعلم إحداهما في حدود سنة 1198 ه? وذلك بترغيب من العلامة الحجة السيد مهدي بحر العلوم كما ذكره في (الفوائد الرجالية) فقد قال: وقد جدد مسجده في حدود سنة 1198 ه? فصار من أعظم المساجد في الغري، وكان ذلك بترغيبنا بعض الصلحاء من أهل السعادة. وبنى لنفسه مقبرة في جواره دفن فيها مع أولاده وجملة من أحفاده.
والثانية في سنة 1305 ه? كما ذكره صديقنا العلامة السيد جعفر آل بحر العلوم في كتابه (تحفة العالم) ج 1 ص 204 وكانت بعناية العلامة السيد حسين آل بحر العلوم المتوفى سنة 1306، كما قاله، فإنه لما رأى تضعضع أركانه وانها آلت إلى الخراب رغب بعض أهل الخير في قلعه من أساسه، فجدد وهي العمارة الموجودة اليوم.
وفي سنة 1369 ه? هدمت الحكومة ما يقرب من ربع مساحته فاضافتها إلى الشارع الذي فتحته بجنبه في نفس العام، وسمته بشارع الطوسي أيضا، فصار للمسجد بابان:
أحدهما: وهو الأكبر والأوجه - على الشارع الجديد العام من جهة الشرق،
والثاني: وهو - الباب الأول - من جهة الغرب على الطريق القديم مقابل (المدرسة المهدية) وقد انخفضت ارض المسجد عن الشارع كثيرا، وتضعضعت عمارته، فنسأله تعالى ان يهدي بعض أهل السعادة والعاملين للآخرة لتعميره (انما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر).
أولاده وأحفاده:
خلف شيخ الطائفة ولده الشيخ أبا علي الحسين بن أبي جعفر محمد الطوسي رحمة الله عليه، وقد خلف أباه على العلم والعمل، وتقدم على العلماء في النجف، وكانت الرحلة اليه والمعول عليه في التدريس والفتيا والقاء الحديث وغير ذلك وكان من مشاهير رجال العلم، وكبار رواة الحديث: وثقلتهم تلمذ على والده حتى اجازه في سنة 455 ه? اي قبل وفاته بخمس سنين.
ذكره الشيخ منتجب الدين بن بابويه في (الفهرست) المطبوع في آخر البحار ص 4 بدأ به حرف الحاء فقال: الشيخ الجليل أبو على الحسن ابن الشيخ الجليل الموفق أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي، فقيه ثقة عين، قرأ على والده جميع تصانيفه أخبرنا الوالد عنه.
وذكره ابن حجر العسقلاني في (لسان الميزان) ج 2 ص 250 فقال الحسن بن محمد بن الحسن بن علي الطوسي أبو علي بن (18) جعفر، سمع من والده، وأبي الطيب الطبري، والخلال، والتنوخي، ثم صار فقيه الشيعة وامامهم بمشهد علي رضي الله عنه، وسمع منه أبو الفضل بن عطاف، وهبة الله السقطي ومحمد ابن محمد النسفي، وهو في نفسه صدوق، مات في حدود الخمس مائة (19)، وكان متدينا كافا عن السب.
وذكره الشيخ رشيد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب السروي في (معالم العلماء) ص 32 باختصار. ولا يخفى ان العلامة الميرزا محمد الأسترآبادي لم يتعرض لذكره في كتابيه (الرجال الكبير) و (الرجال الصغير)، وكذا الأستاذ الوحيد البهبهاني الذي استدرك على الأسترآبادي - في تعليقته على كتابه - ما فاته فإنه لم يذكره أيضا.
ولعل ذلك لم يكن عن غفلة منهما حيث أن بناء المؤلفين في الرجال هو ذكر خصوص من ذكر في الأصول الأربعة الرجالية، ولما لم يكن الشيخ أبو علي مذكورا في أي واحد منها لم يتعرضوا لذكره.
ومثلهما أيضا المولى محمد الأردبيلي صاحب (جامع الرواة) فإنه أضاف فهرس الشيخ منتجب الدين إلى الأصول الأربعة فجمعها في كتابه ومع ذلك فقد سقط من قلمه ذكر هذا الشيخ الجليل.
وذكره أيضا المحدث العلامة الشيخ محمد الحر العاملي في " أمل الآمل " المطبوع بطهران سنة 1307 ه? في ص 469 ه? فقال: الشيخ أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن بن علي الطوسي. كان عالما فاضلا فقيها محدثا جليلا ثقة له كتب إلخ.
وذكره العلامة البحاثة المولى عبد الله الأفندي في كتابه " رياض العلماء وحياض الفضلاء " المخطوط الموجود في مكتبتنا ص 93 فوصفه بقوله: الفقيه المحدث الجليل العالم العامل النبيل مثل والده، ثم قال: كان شريكا في الدرس مع الشيخ أبي الوفاء عبد الجبار بن عبد الله بن علي الرازي، والشيخ أبي محمد الحسن بن الحسين بن بابويه القمي، والشيخ أبي عبد الله محمد بن هبة الله الوراق الطرابلسي، عند قراءة كتاب " التبيان " على والده الشيخ الطوسي كما رايته في إجازة الشيخ الطوسي المذكور بخطه الشريف لهم على ظهر كتاب التبيان المذكور+. إلى ان قال: وروى عن والده وطائفة من معاصريه رضي الله عنهم بل عن المفيد أيضا. وقال في آخر الترجمة: أقول: وفي روايته عن الشيخ المفيد بلا واسطة محل تأمل فلا حظ (20).
وذكره الشيخ أسد الله الدزفولي في " مقابس الأنوار " ص 11 فقال: الشيخ المحدث الفقيه الفاضل الوجيه النبيه المعتمد المؤتمن مفيد الدين أبو علي الحسن قدس الله تربته وأعلى في الجنان رتبته+.
وكان من أعاظم تلامذة والده، والديلمي، وغيرهما من المشايخ، وتلمذ عليه جماعة كثيرة من أعيان الأفاضل، واليه ينتهي كثير من طرق الإجازات إلى المؤلفات القديمة والروايات إلخ. وذكره شيخنا العلامة الميرزا حسين النوري في " مستدرك الوسائل " ج 3 ص 497 فقال: الفقيه الجليل الذي ينتهي أكثر إجازات الأصحاب اليه أبو علي الحسن ابن شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي العالم الكامل المحدث النبيل+. ويعبر عنه تارة بأبي علي، أو أبي علي الطوسي، وأخرى بالمفيد أو المفيد الثاني إلخ.
وله تراجم أخرى في كثير من الكتب المخطوطة والمطبوعة لا سبيل لنا إلى استقصائها في هذه العجالة، وقد أجمع كافة المترجمين له على عظمته وعلو شأنه في العلم والعمل، وأنه أحد كبار فقهاء الشيعة، وأجلاء علماء الطائفة، وأفاضل حملة الحديث وأعلام الرواة وثقاتهم. ومنتهى الإجازات والمعنعنات، وقد بلغ من علو الشأن وسمو المكانة أن لقب بالمفيد الثاني، وقد ترجم له بهذا العنوان العلامة المرحوم الشيخ عباس القمي في كتابه (الكنى والألقاب) ج 3 ص 165.
وقد تخرج عليه كثير من حملة العلم والحديث من الفريقين، وحاز المرجعية عند الطائفتين لذلك الراويات عنه، وانتهت الطرق اليه، وقد ذكر مترجموه كثيرا من تلامذته، فقد ذكر الشيخ منتجب الدين بن بابويه في (الفهرست) أربعة عشر رجلا كلا في موضعه ونحن نتبرك بايراد ذكرهم وهم الاعلام:
1 - الشيخ الفقيه الثقة أردشير بن أبي الماجد بن أبي المفاخر الكابلي.
2 - الشيخ الفقيه الأديب إسماعيل بن محمود بن إسماعيل الحلي.
3 - الشيخ الفقيه الصالح بدر بن سيف بن بدر العربي. من مشايخ منتجب الدين.
4 - الشيخ الفقيه الصالح أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن علي بن طحال المقدادي.
5 - الشيخ الامام الفقيه الصالح الثقة موفق الدين الحسين بن فتح الله الواعظ البكر آبادي الجرجاني.
6 - الشيخ الفقيه الصالح جمال الدين الحسيني بن هبة الله بن رطبة السوراوي.
7 - الشيخ الفقيه الورع أبو سليمان داود بن محمد بن داود الحاسي.
8 - السيد الفقيه الصالح أبو النجم الضياء بن إبراهيم بن الرضا العلوي الحسني الشجري.
9 - السيد العالم الفقيه الثقة طاهر بن زيد بن أحمد.
10 - الشيخ الفقيه الصالح الشاعر أبو سليمان ظفر بن الداعي بن ظفر الحمداني القزويني.
11 - الشيخ الفقيه الحافظ الصالح الثقة أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد ابن علي الحاسي.
12 - الشيخ الفقيه ركن الدين علي بن علي.
13 - السيد الفاضل المتبحر الشاعر لطف الله بن عطاء الله أحمد الحسني الشجري النيسابوري.
14 - الشيخ الفقيه الثقة الامام المؤلف المكثر عماد الدين محمد بن أبي القاسم ابن علي الطبري الآملي الكحي. وهناك جماعة من تلاميذه أيضا ذكر بعضهم بعض المترجمين له، ووقفنا على أسماء بعضهم في مختلف الروايات وسلاسل الحديث واليك أسماءهم مرتبة على حروف الهجاء وهم:
15 - أبو الفتوح أحمد بن علي الرازي. قال صاحب (الرياض) وليعلم أنه ليس المراد بالشيخ أبي الفتوح المذكور هو صاحب التفسير المشهور، وان اتحد عصرهما، لان اسم أبي الفتوح هذا هو الحسين بن علي بن محمد بن احمد الخزاعي الرازي فلاحظ، وحمله على أخيه ممكن لكن يبعده إتحاد كنيتيهما.
16 - الشيخ العالم الياس بن هشام الحائري.
17 - الشيخ بواب البصري.
18 - الشيخ الفاضل أبو طالب حمزة بن محمد بن أحمد بن شهريار الخازن.
19 - أبو الفضل الداعي من علي الحسيني السروي.
20 - عبد الجليل بن عيسى بن عبد الوهاب الرازي.
21 - الشيخ موفق الدين عبيد الله بن الحسن بن بابويه، والد الشيخ منتجب الدين.
22 - علي بن شهرآشوب المازندراني السروي، والد صاحب (المناقب) و (المعالم).
23 - علي بن على بن عبد الصمد.
24 - أبو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي صاحب (مجمع البيان).
25 - أبو الرضا فضل الله بن علي بن عبيد الله الحسيني الراوندي.
26 - محمد بن الحسن الشوهاني.
27 - أبو جعفر محمد بن علي بن الحسن الحلبي.
28 - محمد بن علي بن عبد الصمد النيسابوري.
29 - أبو علي محمد بن الفضل الطبرسي.
30 - الشيخ محمد بن منصور الحلي الشهير بابن إدريس قال في (الرياض): على المشهور من أن ابن إدريس يروى عن أبي علي هذا تارة بلا واسطة وتارة مع الواسطة.
31 - مسعود بن علي الصواني وفي (الرياض): الصوابي وفي (المقابس): السواني. وهناك ثلاثة من العامة رووا عنه كما ذكره العسقلاني في (لسان الميزان) وقد سبقت الإشارة اليه وهم:
32 - أبو الفضل بن عطاف.
33 - محمد بن محمد النسفي.
34 - هبة الله السقطي.
إلى غير ذلك مما لا يمكن احصاؤه والوقوف عند حده، ومع ذلك فلا نظن أن أحدا من مترجميه استوفى ما استوفيناه، ووقفت على كل ما أحصيناه والله الموفق.
آثاره:
ترك الشيخ أبو علي آثارا قيمة وأسفارا مهمة، عرفنا منها: (شرح النهاية) وهو شرح لكتاب والده النهاية في الفقه ذكره في ترجمته صاحب (أمل الآمل)، واسمه (المرشد إلى سبيل التعبد) وذكره في ترجمته صاحب (معالم العلماء).
أيضا أقول: توهم الحجة الشيخ يوسف البحراني صاحب (الحدائق) عند ذكر الشيخ أبي علي في كتابه (لؤلؤة البحرين) ص 245 حيث قال: وذكره ابن شهرآشوب وقال المرشد إلى سبيل الله والمتعبد إلخ فكأنه ظن بأن ذلك وصف للشيخ أبي علي مع أنه اسم كتاب من كتبه.
وقد ذكر له معظم مترجميه (كتاب الأمالي) الذي ذكرناه في عداد مؤلفات والده منهم العلامة المجلسي وصاحب (الرياض) وصاحب (أمل الآمل) وصاحب (الروضات) وصاحب (قصص العلماء) وصاحب " الكنى والألقاب " وصاحب " مستدرك الوسائل " وغيرهم، وأصر شيخنا العلامة المجلسي على أنه من آثاره فقد قال في الجزء الأول من " بحار الأنوار " بعد ذكر مآخذ الكتاب في الفصل الثاني الذي عقده لبيان الوثوق بالمصادر واختلافها، فقد قال: وآمالي ولده العلامة في زماننا أشهر من آماليه، وأكثر الناس يزعمون انه آمالي الشيخ، وليس كذلك كما ظهر لي من القرائن الجلية، ولكن آمالي ولده لا يقصر عن آماليه في الاعتبار والاشتهار، وان كان آمالي الشيخ عندي أصح وأوثق إلخ.
وقد ذكرنا هذا الأمالي في (الذريعة) ج 2 ص 309 - 311 و ص 313 - 114 وأثبتنا كونه من تآليف شيخ الطائفة وذكرنا الأسباب التي دعت إلى هذه الشهرة الشايعة فعلى طالب التفصيل والوقوف على الحقيقة مراجعة الكتاب المذكور، والتدقيق والتأمل فيما ذكرناه من الأدلة والوجوه.
أقول: وللشيخ أبي علي من المشايخ غير من مر ذكره في تراجمه المنقولة عن الكتب: أبو الحسن محمد بن الحسين المعروف بابن الصقال كما في (بشارة المصطفى لشيعة المرتضى) ص 167 ويروي عن أبي يعلي حمزة المعروف بسلار بن عبد العزيز الديلمي - المتوفى 448 ه? كما في (البغية) للسيوطي أو سنة 463 كما في (نظام الأقوال للساوجي - كما في (أمل الآمل) في ترجمة سلار.
وفاته:
توفي الشيخ أبو علي بعد سنة 515 ه? فقد كان حيا في هذا التاريخ كما يظهر في مواضع من أسانيد (بشارة المصطفى) المذكور، والله العالم بما عاش بعد ذلك. ولا نعرف موضع قبره لكننا لا نشك في أنه في النجف الأشرف ولعله قبر مع والده فما ذكره في (لسان الميزان) ج 2 ص 250: من انه توفي في حدود سنة 500 ه? غير صحيح كما سبقت الإشارة اليه.
ومن آراء الشيخ أبي على المشهورة: القول بوجوب الاستعاذة في القراءة، قال صاحب (رياض العلماء) في ترجمته له ما لفظه: ثم اعلم ان الشيخ أبا علي هذا هو صاحب القول بوجوب الاستعاذة في قراءة الصلاة بل في مطلق القراءة نظرا إلى ورود الأمر به، مع ان الاجماع وقع على ان الأمر فيها للاستحباب، حتى ان والده (قده) أيضا نقل في الخلاف الاجماع منا على الأمر فيها للندب قطعا.
وخلف الشيخ أبو على ولدا هو الشيخ أبو نصر محمد بن أبي علي الحسين بن أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي النجفي رحمة الله عليهم، وهو بقية رجال العلم في هذا البيت في النجف الأشرف، والغريب أنه لم يذكر في كتب أصحابنا الامامية، ولم يترجم لها الرجاليون وأهل السير والتاريخ والأخبار، حتى ان شيخنا الحجة الميرزا حسين النوري على عظمته وجلالة قدره وشهرته في التضلع والتتبع لم يعرف عنه شيئا فقد قال في (المستدرك) ج 3 ص 497: ولم نعثر على حال الحسن وجده محمد أنهما من أهل الدراية والرواية أو لا.
أقول: كان الشيخ أبو نصر محمد من أعاظم العلماء، وأكابر الفقهاء، وأفاضل الحجج واثبات الرواة وثقاتهم، فقد قام مقام والده في النجف وانتقلت اليه الرياسة والمرجعية، وتقاطر عليه طلاب العلم من شتى النواحي، ترجم له ابن العماد الحنبلي في (شذرات الذهب في أخبار من ذهب) ج 4 ص 126 - 127 في حوادث سنة أربعين وخمسمائة فقال: وفيها أبو الحسن محمد بن الحسن أبي علي بن أبي جعفر الطوسي، شيخ الشيعة وعالمهم، وابن شيخهم وعالمهم، رحلت اليه طوائف الشيعة من كل جانب إلى العراق، وحملوا اليه، وكان ورعا عالما كثير الزهد، واثني عليه السمعاني وقال العماد الطبري لو جازت على غير الأنبياء صلاة صليت عليه.
أقول: توفي سنة 540 كما ذكره في (الشذرات) وخلف ولدا واحدا سماه باسم جده الحسن، وهو من جارية كانت له اسمها رياض النوبية أدركها السيد علي ابن غرام (عزام خ ل) الحسيني المولود سنة 557 ه? والمتوفى سنة 670 أو 671 كما حكاه السيد غياث الدين عبد الكريم بن طاووس ونقله عنه وعن خطه في كتابه (فرحة الغري) ص 58 طبعة إيران سنة 1311 ه?.
وخلف شيخ الطائفة - أعلى الله درجاته - غير ولده الشيخ أبي علي على ما ذكره المتقدمون ابنتين كانتا من حملة العلم وربات الإجازة، ومن أهل الدراية والرواية قال في (رياض العلماء): كانتا عالمتين فاضلتين، إحداهما أم ابن إدريس العلامة الشهير صاحب (السرائر) الحلي كما ذكر في ترجمته، وأمها بنت المسعود ابن ورام.
وقال صاحب (اللؤلؤة) ص 212 في ترجمة السيد رضي الدين أبي القاسم علي والسيد جمال الدين أبي الفضائل احمد ابني السيد سعيد الدين أبي إبراهيم موسى ابن جعفر آل طاووس ما لفظه: وهما أخوان من أم وأب وأمهما على ما ذكره بعض علمائنا بنت الشيخ مسعود ورام بن أبي الفراس بن فراس بن حمدان، وأم أمهما بنت الشيخ وأجاز لها ولأختها أم الشيخ محمد بن إدريس جميع مصنفاته ومصنفات الأصحاب. ونقل ذلك عنه في (الروضات) ص 392 من الطبعة الأولى وزاد عليه ما لفظه: ووقع النص على جديتهما له أيضا من جهة الأم في مواقع كثيرة من مصنفات نفسه فليلا حظ.
وقال العلامة البحاثة الشيخ على آل كاشف الغطاء في (الحصون المنيعة) في طبقات الشيعة المخطوط ج 1 ص 328 ما لفظه: بنتا الشيخ الطوسي كانتا عالمتين فاضلتين، وكانت إحداهما أم ابن إدريس، وأما أختها فهي التي أجازها بعض العلماء، ولعل المجيز أخوها الشيخ أبو علي أو والدها. إلى غير هؤلاء ممن ذكر هذا المعني من المتقدمين وهم كثيرون، وجاء بعدهم المتأخرون فاخذوها عنهم إرسال المسلمات ومروا بها كراما.
أقول: هذه النسبة غير صحيحة فليس الشيخ الطوسي الجد الأمي بغير واسطة لابن طاووس، ولا لابن إدريس، فقد صرح السيد رضي الدين علي بن طاووس في كثير من تصانيفه ومنها (الاقبال) في دعاء أول يوم من شهر رمضان في ص 334 من طبعة تبريز بأن الشيخ الطوسي جده والده - السيد الشريف أبي إبراهيم موسى بن جعفر - من قبل أمه، والشيخ أبا علي خاله كذلك لكن ليس مراده الجد والخال أيضا بلا واسطة بأن تكون والدة أبيه الشريف موسى ابنة الشيخ الطوسي كما استظهره شيخنا الحجة الميرزا حسين النوري في " مستدرك الوسائل " ج 3 ص 471، لأن السيد ابن طاووس ولد في سنة 589 ه? وكان والده حيا إلى ان بلغ السيد من العمر حدا كان قابلا فيه لقراءة كتاب " المقنعة " للشيخ المفيد و (الأمالي) للشيخ الطوسي وغير ذلك من الكتب عليه كما صرح به في تصانيفه، فتكون حياة والده تقريبا إلى حدود سنة 610 ه?، وأما ولادته فلم تعلم تحقيقا لكن الظاهر أنه لم يكن من المعمرين المناهزين للثمانين أو التسعين وإلا لكان قابلا للذكر وكان يصرح به ولده ولو بالمناسبة في موضع من تصانيفه الكثيرة، ولو فرض بلوغه الثمانين لكانت ولادته في حدود سنة 530 ه? وكانت وفاة الشيخ الطوسي سنة 460 ه? فلو فرضت له بنت صغيرة في التاريخ لم تكن تلد بعد الخمسين من عمرها ولهذا فلا تكون بنت الشيخ أم السيد موسى لبعد ذلك ولامتناعه عادة وان كان ممكنا عقلا بان كانت البنت آخر ولد الشيخ وكان السيد موسى آخر ما ولدت البنت وقد عمر نيفا ومائة سنة، لكن ذلك ليس على مجاري القاعدة فلعل بنت الشيخ كانت والدة أم السيد موسى، وكان الشيخ جد أم السيد موسى، ويصح أن يطلق الجد والخال على جد الأم وخالها، ولو كانت والدة أم السيد موسى بنت ابن الشيخ وهو الشيخ أبو علي فيكون هو جده لأمه لا خاله كما صرح به السيد ابن طاووس نفسه، هذا ما نعتقده في الموضوع والظاهر أنه حقيقة المطلب. وكذا الحال في الشيخ المحقق محمد بن إدريس الحلي الذي قيل: أن أمه بنت الشيخ. لأن ابن إدريس ولد في سنة 543 ه? فكيف تكون أمه بنت الشيخ، ولو فرضنا إمكان ما مر من المحالات والمستبعدات من أنها آخر ما ولد للشيخ، وانه آخر ما ولد لها فما نصنع لقول عدة من القدماء ان الشيخ أجاز ابنتيه. وهو قول ثابت لا يمكن انكاره أو تضعيفه.
ثم ان هناك خلط آخر وهو التعبير عن الشيخ ورام بالمسعود الورام أو مسعود ابن ورام، حيث ان المسعود الورام، وابن ورام غير الشيخ ورام الزاهد صاحب (تنبيه الخاطر) كما نبه عليه شيخنا النوري.
ومن طوائف هذا الباب ما نقله صاحب " الرياض " عن رسالة فارسية لبعض الفضلاء كما عبر عنه من أن ابن عيسى الرماني المفسر سبط شيخ الطائفة الطوسي وانه قرأ على خاله الشيخ أبي علي، وان له آثارا منها " كشف الغمة " في فضائل الأئمة " ع " وهو غير " كشف الغمة " للأربلي وله غيره وانه كان ذا اطلاع تام على كلمات جده الشيخ الطوسي. إلى غير ذلك.
أقول: الرماني هو الامام العالم الشيعي الكبير المفسر النحوي والفقيه المتكلم أبو الحسن علي بن عيسى بن علي بن عبد الله السر من رائي البغدادي الواسطي المعروف بابن الرماني أو بابي الحسن الوراق، والملقب بالاخشيدي صاحب التفسير الكبير الذي ذكرناه في " الذريعة " ج 4 ص 275 وقد لقب بالاخشيدي لتلميذه علي ابن اخشيد، وبالرماني نسبة إلى قصر الرمان بواسط وقد ترجم له ابن النديم في " الفهرست " ص 94 - 95 والحموي في " معجم الأدباء " ج 14 ص 73 - 78 وذكره في " معجم البلدان " ج 14 ص 283 وترجمة الخطيب في " تاريخ بغداد " ج 12 ص 16 - 17 والعسقلاني في " لسان الميزان " ج 4 ص 248 وذكرناه في كتابنا " نوابغ الرواة في رابعة المآت " ص 143 وذكره القمي في " الكنى والألقاب " ج 2 ص 251 إلى غير ذلك مما لا يمكن استقصاؤه في هذه العجالة، وقد صرح الجميع بأنه ولد في سنة 296 ه? وتوفي سنة 348 ه? وعليه فوفاته قبل ولادة الشيخ الطوسي بسنة واحدة فكيف يكون سبطا للشيخ؟والأظرف أن الشيخ نفسه قد استحسن تفسير الرماني هذا فقال في مقدمة كتابه " التبيان هذا " ما لفظه: وأصلح من سلك في ذلك مسلكا جميلا مقتصدا محمد بن بحر أبو مسلم الأصفهاني وعلى بن عيسى الرماني فان كتابهما أصلح ما صنف في هذا المعنى إلخ.
والخلاصة انه حصل لنا القطع بأن للشيخ ابنتين عالمتين فاضلتين من أهل الرواية والدراية لكن ما هو اسمها، ومن تزوج بهما، ومتى توفيا فهذا أمر لم نوفق لمعرفته حتى الآن ورغم مرور هذه الأزمان.
كما حصل لنا اليقين بأن صهر الشيخ الطوسي على احدى بناته هو الشيخ السعيد أبو عبد الله محمد بن احمد بن شهريار الخازن لمشهد مولانا أمير المؤمنين عليه السلام، الذي كان فقيها صالحا، وهو الذي يروي عنه " الصحيفة السجادية " السيد بهاء الشرف أبو الحسن محمد بن الحسن بن احمد العلوي الحسيني في ربيع الأول سنة 516 ه? كما وقع في أول الصحيفة، وهو من تلاميذ شيخ الطائفة الذين عاشوا إلى هذا التاريخ، وهو يروي عن أبي منصور العكبري المعدل الذي يروي عن أبي المفضل الشهباني المتوفي سنة 387 ه?، وترجم له الشيخ منتجب الدين في " الفهرست " فقال: فقيه صالح. كما نقله عنه الشيخ الحر أيضا في " أمل الآمل "، وذكره أيضا السيد ابن طاووس في " مهج الدعوات " فقال: "+.
وحدث الشيخ السعيد الأمين أبو عبد الله محمد بن احمد بن شهريار الخازن بالمشهد المقدس الغروي في شهر رمضان من سنة ثمان وخمسين وأربعمائة ". ويروي عنه عماد الدين الطبري في " بشارة المصطفى " وهو يروي عن الشيخ الطوسي، والشريف زيد بن ناصر العلوي، والشريف محمد بن علي بن عبد الرحمن صاحب " التعازي "، وأبو يعلي حمزة بن محمد الدهان، وجعفر بن محمد الدرويستي، ومحمد بن احمد بن علان المعدل وغيرهم كما ذكره في " رياض العلماء ".
وقد رزق الشيخ أبو عبد الله محمد من زوجته كريمة شيخ الطائفة ولده الشيخ أبا طالب حمزة، وكان فقيها صالحا أيضا يروي عن خاله الشيخ أبي علي بن الشيخ الطوسي، وحدث عنه ابن أخيه الشيخ الموفق أبو عبد الله احمد بن شهريار بن أبي عبد الله محمد بن احمد بن شهريار الخازن في مشهد أمير المؤمنين عليه السلام في رجب سنة 554 ه? كما في الباب الثامن والثلاثين والمائة من كتاب " اليقين " لابن طاووس ويروي عن الشيخ الموفق هذا الشيخ حسن بن علي الدربي الذي هو أستاذ المحقق الحلي، والسيد علي بن طاووس كما في إجازة العلامة الحلى لبني زهرة الحلبي.
ترجم لحمزة صاحب " الرياض " ص 196 وصرح بأنه سبط شيخ الطائفة وانه يروي عن خاله أبي على، وترجم له في " أمل الآمل " في القسم الثاني ولم يذكر جده الأخير، ولحمزة ولد عالم كامل هو الشيخ علي كتب بخطه في الحلة " اختيار الرجال " تأليف جده شيخ الطائفة في سنة 562 ه? وهي نسخة نفيسة جيدة كما أشرنا إليها في " الذريعة " ج 1 ص 366 ه? وكتب الشهيد الأول نسخته عن خطه، وكتب الشيخ نجيب الدين علي بن محمد تلميذ صاحب " المعالم " نسخته عن خط الشهيد رأيت نسخة نجيب الدين في " مكتبة العلامة السيد حسن الصدر " في الكاظمية.
والذي يستفاد من بعض الامارات ويغلب على الظن أن أول من لقب بالخازن هو الجد الأعلى لهؤلاء أعني شهريار القمي الذي يوصف بالخازن غالبا وجرت الخازنية في عقبه إلى بطون، وهو قمي الأصل معروف بالديانة والتقوى، وله ولدان أحدهما أبو نصر أحمد المذكور، والثاني الحسن بن شهريار والد جعفر الذي ذكره العسقلاني في " لسان الميزان " ج 1 ص 305 ناقلا لترجمته عن " تاريخ الري " لابن بابويه - ويعني به كتاب " الفهرست " للشيخ منتجب الدين - وكان شهريار جد هذه الأسرة معاصرا للسلطان عضد الدولة الديلمي الذي عمر المشهدين الشريفين الغري والحائر في سنة 369 ه? كما صرح به جمع من المؤرخين فقد روى ابن طاووس في " فرحة الغري " ص 58 من الطبعة الأولى عن يحيى بن عليان الخازن بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، أنه وجد بخط الشيخ أبي عبد الله محمد ابن السري المعروف بابن البرسي رحمه الله المجاور بمشهد الغري سلام الله على صاحبه، على ظهر كتاب بخطه قال: كانت زيارة عضد الدولة للمشهدين الشريفين الطاهرين الغروي والحائري في شهر جمادى الأولى في سنة احدى وسبعين وثلاثمائة، وورد مشهد الحائر لمولانا الحسين صلوات الله عليه لبضع بقين من جمادي فزاره صلوات الله عليه وتصديق وأعطى الناس على اختلاف طبقاتهم، وجعل في الصندوق دراهم ففرقت على العلويين فأصاب كل واحد منهم اثنان وثلاثون درهما وكان عددهم ألفين ومأتي اسم، ووهب العوام والمجاورين عشرة آلاف درهم، وفرق على أهل المشهدين من الدقيق والتمر مائة ألف رطل ومن الثياب خمس مائة قطعة، وأعطى الناظر عليهم ألف درهم، وخرج وتوجه إلى الكوفة لخمس بقين من جمادى المؤرخ ودخلها وتوجه إلى المشهد الغروي يوم الاثنين ثاني يوم وروده، وزار الحرم الشريف وطرح في الصندوق دراهم فأصاب كل واحد منهم أحد وعشرين درهما، وكان عدد العلويين ألف وسبعمائة اسما وفرق على المجاورين وغيرهم خمسائة الف درهم، وعلى المترددين خمسمائة الف درهم وعلى الناحة الف درهم، وعلى الفقراء والفقهاء ثلاثة آلاف درهم، وعلى المرتبين من الخازن والنواب على يد أبي الحسن العلوي، وأبي القاسم بن أبي عابد، وأبي بكر بن سيار رحمه الله خمسمائة درهم وصلى الله على محمد النبي وآله الطاهرين.
وتجد ذكر ذلك أيضا في " الكامل " لابن الأثير ج 8 ص 334 وقد كانت هذه الزيارة بعد سنة التعمير المذكورة فقد قال ابن عنبة في " عمدة الطالب " ص 44 من طبعة لكهنو ما لفظه: "إلى ان كان زمن عضد الدولة فناخسرو ابن بويه الديلمي فعمره عمارة عظيمة، واخرج على ذلك أموالا جزيلة وعين له أو قافا إلخ ". افترى ان مثل هذا السلطان العظيم والسياسي المحنك، والداهية الدهماء والمفكر الكبير، يوقف الأملاك الكثيرة، ويحبس المنافع الواسعة، ويصرف في سبيل التعمير والتشييد المبالغ الطائلة، ويعين للفقهاء والعلماء الرواتب ويطلق الصلات للمحتاجين من مجاوري هذا المشهد، كل ذلك بدون تعيين متول أو وكيل أو خازن أو خادم للمشهد يقوم بلوازمه؟كلا لا شك ان ذلك كله قد كان باشراف رجل مسؤول عن كل شيء والغالب على الظن انه شهريار القمي جد هذه الأسرة الجليلة العريقة في العلم والتقى وخدمة المشهد وخزانته، ويؤكد لنا ذلك تشرف عضد الدولة للزيارة بعد عامين من تشييد المرقد وبناء القبة، وكان ذلك من دون شك لمشاهدة ما قام به من الأعمال وهل هو على وفق رغبته وكما ينبغي أم لا؟هذا ما نذهب اليه والله العالم.
لقد طال بنا الكلام عن خلف الشيخ الطوسي، وبعدنا عما كنا بصدده فلا يخفى ان عقب شيخ الطائفة لم ينقرض بل تحول بعضهم عن النجف إلى أصفهان وبقى محافظا على نسبه ومكانته العلمية، فمن أحفاده المولى المفسر المحدث الشيخ محمد رضا بن عبد الحسين بن محمد زمان النصيري الطوسي ساكن أصفهان صاحب التفسير الكبير المسمى ب? " تفسير الأئمة لهداية الأمة " و " كشف الآيات " الذي فرغ منه في سنة 1067 ه?، فان هذا الشيخ ينقل في أثناء تفسيره عن شيخ الطائفة بعض الأحاديث بما لفظه: " قال جدنا الأمجد العالم المتعلم بعلوم الصادقين الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي " والظاهر انه جده من طرف الأب والا لقيده بالأمي كما انه يقيد انتسابه لابن طاووس وابن إدريس بطرف الأم.
وأما نسبة الشيخ إلى النصير فلم يظهر لنا وجهها لأن المعروفين بنصير الدين في علمائنا كثيرون، منهم:
(1) الخواجة نصير الطوسي
(2) نصير الدين أبو طالب عبد الله ابن حمزة بن الحسن الطوسي الشارحي المعروف بنصير الدين الطوسي والمذكور في (الفهرست) للشيخ منتجب الدين
(3) الشيخ نصير الدين علي بن حمزة بن الحسن المذكور في (أمل الآمل)
(4) الشيخ نصير الدين علي بن محمد بن علي الكاشاني الحلي من المائة الثامنة
(5) الشيخ نصير الدين بن محمد الطبري المدفون بسبزوار من المائة التاسعة إلى غيرهم مما لا يخطر ببالنا.
وهذا التفسير كبير يقال أنه في ثلاثين مجلدا رأيت مجلدين منها. أحدهما المجلد الأول وهو كبير ضخم وعلى ظهره تملك ابن مؤلفه كتب: انه ملكه بالإرث. لكن لم يذكر تاريخه، وتوقيعه: (عبد الله بن محمد رضا النصيري الطوسي). وقد ملك هذا المجلد السيد شبر بن محمد بن ثنوان الحويزي النجفي في سنة 1160 - 1182 ه? - كما يظهر من بعض خطوطه عليه عليه في التاريخين، وانتقل بعد ذلك إلى العلامة الشيخ أسد الله الدزفولي الكاظمي صاحب (المقابس) فوقفه وكتب صورة الوقف بخطه وقد رأيته في مكتبة المرحوم الشيخ محمد أمين آل الشيخ أسد الله المذكور.
وثاني المجلدين اللذين رأيتهما - وهو ضخم كبير أيضا - رأيته في النجف في مكتبة المرحوم الشيخ محمد جواد آل محي الدين ولا علم لي ببقية مجلداته، غير ان صديقنا الجليل الحجة المرحوم الشيخ أبو المجد آغا رضا الأصفهاني صاحب (نقد فلسفة داروين) قد كتب لنا من أنه: كان خمسة عشر مجلدا من هذا الكتاب في (المكتبة القزوينية) بأصفهان وقد أخذ اقبال الدولة ثلاث مجلدات منها أيام حكومته بأصفهان ولم يردها، والبقية موجودة فيها انتهى وقد ذكرنا هذا التفسير مفصلا في (الذريعة) ج 4 ص 236 - 238.
ولصاحب هذا التفسير أخ جليل هو المولى محمد تقي بن عبد الحسين النصيري الطوسي الأصفهاني مؤلف (العقال في مكارم الخصال) فرغ من بعض مجلداته في أصفهان يوم الأحد 26 ربيع الثاني سنة 1080 ه?، ووالدهما المولى عبد الحسين بن محمد زمان النصيري الطوسي كان من العلماء أيضا كما يظهر من خطبه بتملك (نهج الحق) في الكلام للعلامة الحلي على نسخة كتبها محمد كاظم بن شكر الله الدزماني في سنة 1025 ه?، وتوقيعه: (عبد الحسين بن محمد زمان النصيري الطوسي).
ومن رجال هذا البيت المصنفين الشيخ المولى حسن بن محمد صالح النصيري الطوسي مؤلف (هداية المسترشدين) في الاستخارات في سنة 1132 ه? ومنهم المولى محمد إبراهيم بن زين العابدين النصيري الطوسي الذي كان حيا سنة 1097 ه? وفيها استكتب لنفسه (تلخيص الشافي)، ومنهم ولده المولى محمد بن إبراهيم بن زين العابدين النصيري الطوسي الموجود بعض تملكاته، وبالجملة: كل واحد من هؤلاء وصف نفسه بالنصيري الطوسي فقط من دون تعرض لوصف السيادة حسنية أو حسنية أو غيرهما، أو أي لقب آخر، ومن ذلك كله يظهر جليا كون هذا المؤلف المفسر غير الأمير الكبير السيد محمد رضا الحسيني منشي الممالك الساكن بأصفهان في زمن تأليف الشيخ الحر كما ترجمه كذلك في (أمل الآمل) وذكر له كتاب (كشف الآيات) و (التفسير الكبير) العربي والفارسي في أكثر من ثلاثين مجلدا، فلا وجه لما كتبه السيد شبر الحويزي بخطه على ظهر المجلد الأول من هذا التفسير في سنة 1160 ه? من استظهاره أن المؤلف له هو المترجم له في (الأمل) مع أن هذا المؤلف صرح في أول المجلد الأول منه بأنه يروي جميع تلك الأخبار التي أوردها في تفسيره عن شيخه السيد السند إلى قوله بعد الاطراء: الأمير شرف الدين علي بن حجة الله الحسني الشولستاني النجفي. الذي كان حيا إلى سنة 1063 ه? وكان من مشايخ العلامة المولى محمد تقي المجلسي المتوفي سنة 1070 ه? قبل تأليف (الأمل) بسنين، فالمؤلف معاصر له ولعله أيضا لم يبق إلى زمن تأليف (الأمل) وهو سنة 1097 ه? والحال ان منشيء الممالك كان حيا سنة تأليفه وكان ساكنا بأصفهان.
وظهر مما ذكرناه أيضا تقدم هذا المفسر على السيد الأمير محمد رضا بن محمد مؤمن المدرس الامامي الخواتون آبادي مؤلف (جنات الخلود) باسم الشاه سلطان حسين الصفوي في سنة 1127 ه? وان كان له تفسير أيضا.
هذا كل ما نعرفه عن أحفاد شيخ الطائفة، والأسف ان سلسلة نسبهم اليه لم تكن محفوظة ولعل في مؤلفاتهم ومكتباتهم في أصفهان ما يتضمن ذلك والله العالم. ومن المستغرب ما ذكره بعض المعاصرين من أن للشيخ الطوسي أخا اسمه حمزة، وقد نقل ذلك عن (تكملة أمل الآمل) للحجة السيد حسن الصدر رحمه الله وقال أنه تأسف على حاله لكونه من المنسيين الذين لا ذكر لهم في الأصول الرجالية وذكر انه وقف عليه في إجازة ابن نما واستظهر منها ان له روايات ومصنفات.
أقول: ان إجازة الشيخ نجم الدين جعفر بن محمد بن جعفر بن هبة الله بن نما الحلي لم تصل الينا صورتها التامة وانما وصلتنا منها بعض النبذ، فقد ذكر الشيخ حسن صاحب (المعالم) في اجازته الكبيرة المطبوعة في آخر (البحار) ص 100 إنه كان يحتفظ بثلاث إجازات بخط الشيخ الشهيد محمد بن مكي قدس سره، وهذه الإجازات كتبها أصحابها للشيخ كمال الدين حماد الواسطي، وهي: " 1 " إجازة السيد غياث الدين بن طاووس الحلي " 2 " إجازة نجيب الدين يحيى ابن سعيد الحلي " 3 " إجازة نجم الدين جعفر الحلي الشهير بابن نما. ثم انه ذكر: انه ينقل المهم من مطالب الإجازات في اجازته المذكورة، وليس فيما نقله من فوائد إجازة ابن نما ذكر ولا أثر لحمزة أخ الشيخ الطوسي كما قيل.
والمظنون ان الأمر اشتبه على الناقل فظن ان الشيخ الجليل الشهير بابن حمزة الطوسي المشهدي صاحب " الوسيلة إلى نيل الفضيلة " - الشهير بأبي جعفر الثاني أو أبي جعفر المتأخر - فظن ان جده حمزة كان أخا للشيخ الطوسي، ولم يكن كذلك إذ لو كان لصرح به الشيخ منتجب الدين في ترجمته له حيث ذكره هكذا: الامام عماد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن حمزة الطوسي المشهدي إلخ ولم يشر إلى شئ من ذلك على خلاف عادته فيمن يعرف له قرابة من المترجمين.
ولا يخفى خطأ ذلك من ناحية ثانية فسيرة شيخ الطائفة معروفة لدى المؤرخين والباحثين منذ يوم خروجه من طوس حتى يوم وفاته في النجف، ولم يغمض من ذلك شيء أبدا، ولم نعرف طوال هذا العمر أخا للشيخ الطوسي ولم نسمع باسمه، وليت شعري أهاجر هذا الأخ مع أخيه الشيخ من طوس؟أم لحقه بعد ذلك إلى بغداد؟وهل كان أكبر من أخيه وأصغر أو غير ذلك مما لا وجه لاحتمال صحته بكل وجه؟ومع ذلك فالعالم هو الله.
تنبيهات:
(1) - قال العلامة الحلي في " الخلاصة " عند ذكر شيخ الطائفة ما لفظه: وكان يقول أولا بالوعيد ثم رجع. وقال ذلك غيره من المترجمين للشيخ الطوسي رحمة الله عليه.
أقول: القول بالوعيد هو اختيار عدم جواز عفو الله عن الكبائر عقلا من غير توبة كما عليه جماعة الوعيدية كأبي القاسم البلخي وغيره، وهو مخالف لاجماع الامامية فقد اتفقوا على القول بدخول المؤمن الصالح إلى الجنة وخلوده فيها، وأما الذي خلط العمل الصالح بغيره فقد أجمع الامامية على أنه لا يجب تعذيبه بل قد يعفو الله عنه أو يشفع النبي " ص " فيه لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: " ادخر شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ". وقد يعاقبه الله لكن عقابا غير دائم لأنه يستحق الثواب.
قال الشيخ الصدوق في كتابه " الاعتقادات " ما لفظه: " ان اعتقادنا في الوعد والوعيد ان من واعده الله على عمل ثوابا فهو منجزه، ومن واعده على عمل عقابا فهو بالخيار إن عذبه فبعدله وان عفا عنه فبفضله وما ربك بظلام للعبيد. وقال الله تعالى: ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. والله أعلم ".
وروى الكليني في " الكافي " عن الامام محمد الباقر عليه السلام في تفسير قوله تعالى: (عسى الله أن يتوب عليهم). انه عليه السلام قال: أولئك قوم مؤمنون يحدثون في ايمانهم من الذنوب التي يعيبها المؤمنون ويكرهونها.
وفي (تفسير العياشي) عن الباقر عليه السلام أيضا قال: عسى من الله واجب وانما نزلت في شيعتنا المذنبين. ونقله عنهما أيضا الصافي في تفسيره ص 198 من طبعة طهران سنة 1311 ه?. إلى غير ذلك مما ورد في هذا الباب في الكتاب والسنة أفترى ان شيخ الطائفة مع عظيم مكانته في العلوم الاسلامية يغفل عن هذا أو يضرب به عرض الجدار ويقول بالوعيد أولا ثم يرجع، حاشا وكلا وانما نسب ذلك اليه أعداؤه وأدخله في ترجمته أبناء العامة الذين ذهب معظمهم إلى تلك الأقوال والآراء، ولم يكن للشيخ في ذلك رأي ولا قول.
ويدل على عدم صحة ذلك قول السبكي في (طبقات الشافعية الكبرى) في ترجمته للشيخ كما سيأتي أنه شافعي، فهل يحتمل ذلك في حق هذا الحبر الكبير الذي هو امام الفرقة الاثني عشرية بعد أئمتهم المعصومين عليهم السلام؟وهذه كتبه الجليلة الدالة على بلوغه أقصى درجات الاجتهاد، ومن هذا يظهر لنا أن العلامة الحلي نقل ذلك فيه عن مثل هذا المؤلف.
(2) - الاجماع في نظر شيخ الطائفة ليس على المعنى الحقيقي المصطلح عند المتأخرين عنه، بل الغالب أنه يتمسك بالاجماع في قبال آراء العامة للرد عليهم بما هو حجة عندهم حتى في الأصول مثل مسألة الإمامة والخلافة، ولذا تراه - قدس الله نفسه - يستدل بالاجماع في جملة من الفروع ثم يفتي هو في كتابه الآخر بما يخالف ذلك الاجماع، وقد أحصى الشيخ السعيد زين الدين الشهيد تلك الاجماعات في رسالة مستقلة طبعت في آخر (الألفية) للشهيد الأول في سنة 1308 ه? وقد ذكر في أولها: أن شيخ الطائفة ادعى الاجماع في جملة في جملة من المسائل مع أنه بعينه خالف حكم ما ادعى الاجماع فيه، أفردناه للتنبيه على أن لا يعتبر الفقيه بدعوى الاجماع الخ. بدأ في بيان تلك المسائل بكتاب النكاح ثم الطلاق إلى آخر كتاب الديات، ومن هذا يظهر أنه لم يظفر بمخالفته للاجماعات في كتب العبادات.
(3) - إن لشيخ الطائفة فتاوى نادرة لم يرتضيا المتأخرون عنه لقوة أدلة خلافها، منها: مسألة مالا يدركه الطرف من الدم. فقد قال: بأنه غير منجس. وقال الشيخ صاحب (الجواهر) فيه: الأحوط بل الأقوى تنجيسه وفاقا للمشهور بين الأصحاب، ولم يحك عدم التنجيس الا عن الشيخ في (الاستبصار) و (المبسوط) إلى قوله: ويظهر من صاحب (الذخيرة) موافقته ولا ريب خطئه الخ.
ومنها: مسألة تصوير ذوات الأرواح وصنع المجسمات فإنه وان لم ينقل عنه القول بالجواز في كتبه الفقهية لكنه صرح به في (تفسير التبيان) ولعله عدل بعد ذلك عنه كما يأتي النقل عن كتابه (النهاية) قال في (التبيان) الطبعة الأولى ج 1 ص 85 س 12 في تفسير قوله تعالى: (اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون). ما لفظه: اي اتخذتموه الها لأن بنفس فعلهم لصورة العجل لا يكونون ظالمين لأن فعل ذلك ليس بمحظور وانما هو مكروه، وما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه لعن المصورين معناه من شبه الله بخلقه أو اعتقد فيه أنه صورة فلذلك قدر الحذف في الآية كأنه قال اتخذتموه الها وذلك انهم عبدوا العجل بعد موسى لما قال لهم السامري هذا الهكم إلخ.
ثم ان أمين الاسلام الطبرسي صاحب (مجمع البيان) الذي حذا فيه حذو شيخ الطائفة في (التبيان) كما أسلفناه أورد كلام شيخ الطائفة في تفسير هذه الآية بعينه من دون نظر فيه أو تأمل، ولكن المتأخرين عن هذين الامامين لم يرتضوا ذلك وانما أفتوا بحرمة التصوير ولا سيما تصوير ذوات الأرواح، وتشددوا في خصوص المجسمات، قال الشيخ الكبير أستاذ كافة المتأخرين العلامة الشيخ المرتضى الأنصاري في (المكاسب المحرمة) ص 203 من طبعة طهران ما لفظه: المسألة الرابعة تصوير صور ذوات الأرواح حرام إذا كانت الصورة مجسمة بلا خلاف فتوى، ونصا، وكذا عدم التجسيم وفاقا لظاهر (النهاية) وصريح (السرائر) إلخ ومن هذا القول احتملنا عدول الشيخ عن رأيه السابق في تفسيره، وأما الشيخ الطبرسي فلم يصلنا كتابه في الفقه حتى نعرف فتواه بالجواز جزما (21).
(4) - حكي عن صاحب (الرياض): ان المؤرخ المسعودي صاحب (مروج الذهب) جد الشيخ الطوسي من طرف أمه.
وهذا مستبعد أيضا وعلى فرض وجود علاقة فليست بهذا القرب يعنى ليس جده بلا واسطة فلعل أمه من بناته فقد طاف المسعودي فارس وكرمان سنة 309 ه? فلعله تزوج في إيران وأعقب بها، إما وفاته فهي بمصر عام 346 ه? ولزيادة الاطلاع على أحواله راجع (فوات الوفيات) لابن شاكر ج 2 ص 57 طبع عام 1283 ه? و (الفهرست) لابن النديم ص 219 طبع مصر و (تاريخ آداب اللغة العربية) لجرجي زيدان ج 2 ص 313 وغير ذلك.
مصادر ترجمته:
لقد بلغ شيخ الطائفة رحمة الله عليه في عالم الشهرة درجة قصوى، ومكانة لم يحظ بها إلا آحاد من العظماء والمؤسسين، ولذا فلا يكاد يخلو من ذكره كتاب في الرجال أو مشيخة في الحديث أو إجازة في الرواية أو سلسلة من السلاسل المنتهية إلى أهل بيت العصمة عليهم السلام، ولذلك فان مصادر ترجمته في غاية الكثرة، وليس بإمكاننا استقصاءها بأجمعها في هذه العجالة، وانما نذكر من ذلك ما هو في متناول يدنا حال كتابة هذه الترجمة، واننا لنعتقد بأن هناك أضعافه وان مالا يخطر ببالنا ولا يحضرنا أكثر وأكثر، لكن لا يسقط الميسور بالمعسور، ومالا يدرك كله لا يترك كله، واليك الموجود:
(1) - إتقان المقال في أحوال الرجال: للشيخ محمد ط، نجف، ص 121 طبع النجف سنة 1340 ه?.
(2) - إجازة الشيخ عبد الله السماهيجي، من مخطوطات مكتبتنا الورقة 20 أ. وهي بخطنا في كتابنا الكبير (إجازات الرواية والوراثة في القرون الأخيرة الثلاثة). وعن هذه الإجازة نقل صاحب (اللؤلؤة) معبرا عنها بإجازة بعض مشايخنا المعاصرين.
(3) - إزاحة الحلك الدامس بالشموس المضيئة في القرن الخامس. للعبد الفاني أغا بزرگ الطهراني غفر الله له ولوالديه مخطوط ص 72 وهو الجزء العاشر من موسوعتنا الثانية (طبقات أعلام الشيعة)، وهو الذي استللنا منه هذه الترجمة وزدنا عليها جملة من الفوائد.
(4) - الأعلام: لخير الدين الزركلي. ج 3 ص 484 طبع مصر سنة 1347 ه? وقدسها فيه بقوله: وتوفي بالكوفة. وبقوله: المبسوط في الفقه 81 جزءا ولعل مراده ما يحويه من الكتب الفقهية ومع ذلك فلا يصح إذ هي نحو سبعين كتابا.
(5) - أعيان الشيعة: للسيد محسن الأمين ج 1 ص 1 و 12 و 282 و 3030 - 304 وغيرها طبع دمشق سنة 1353 ه?.
(6) - بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار. للشيخ محمد باقر المجلسي ذكر فيه شيخ الطائفة في مواضع عديدة، ولا سيما في مجلد الإجازات الذي هو آخر أجزائه.
(7) - البداية والنهاية. لابن كثير ج 12 ص 97 طبع مصر سنة 1351 ه.
(8) - تاريخ آداب اللغة العربية. لجرجي زيدان ج 3 ص 102 طبع مصر سنة 1911 م. وقد سها بقوله: المتوفى سنة 459.
(9) - تاريخ مصر. لبعض الأشعرية. ينقل عنه صاحب (الروضات) في ترجمته للشيخ.
(10) - تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام. للسيد حسن الصدر ص 313 و 339 طبع بغداد سنة 1370 ه?.
(11) - تحفة الأحباب في نوادر آثار الأصحاب. للشيخ عباس القمي ص 323 - 325 طبع طهران سنة 1369 ه?.
(12) - تحية الزائر وبلغة المجاور. للشيخ الميرزا حسين النوري ص 78 طبع طهران سنة 1327 ه?.
(13) - تلخيص الأقوال في تحقيق أحوال الرجال السيد الميرزا محمد ابن علي الحسيني الأسترآبادي، مؤلف ثلاثة كتب في الرجال (1) الكبير (2) الوسيط وهو هذا (3) الصغير. وهذا الكتاب من مخطوطات مكتبتنا والترجمة في الورقة 141 أ.
(14) - تنقيح المقال في علم الرجال (22). للشيخ عبد الله المامقاني ج 3 ص 104 طبع النجف سنة 1352 ه?.
(15) - توضيح المقال في علم الرجال. للمولي على الكنى، ص 62 طبع طهران سنة 1302 ه?.
(16) - جامع الرواة: للمولى محمد بن علي الأردبيلي ج 2 ص 95 طبع طهران سنة 1374 ه?.
(17) - الخلاصة المنظومة. للشيخ عبد الرحيم الأصفهاني ص 84 طبع طهران سنة 1343 ه?.
(18) - خلاصة الأقوال في معرفة الرجال. للعلامة الحلى ج 1 ص 72 طبع طهران سنة 1310 ه?.
(19) - الذريعة إلى تصانيف الشيعة. للفاني آغا بزرك الطهراني عفا الله عنه ج 1 ص 73 و 365 - 366 و ج 2 ص 14 - 16 و 269 - 270 و 309 - 311 و 313 - 314 و 486 و ج 3 ص 328 - 331 و ج 4 ص 266 - 267 و 423 و 433 و 504 - 507 و ج 5 ص 145 و ج 7 ص 236 و ج 10 ص 120 طبع النجف وطهران.
(20) - راهنماي دانشمندان. للسيد علي أكبر البرقعي ج 2 ص 118 - 120 طبع طهران بدون تاريخ لكن الجزء الأول طبع سنة 1368 ه?.
(21) - الرجال. لأبي العباس احمد بن علي النجاشي ص 287 - 288 طبع بمبي سنة 1317 ه?. وهو معاصر للشيخ وأول من ترجم له بعد ترجمته لنفسه في كتابه (الفهرست).
(22) - الرجال. لابن داود من مخطوطات مكتبتنا تاريخ كتابه سنة 992 ص 51.
(23) - الرواشح السماوية في شرح الأحاديث الامامية. للمير السيد محمد باقر الداماد ص 88 طبع طهران سنة 1311 ه?.
(24) - روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات للسيد محمد باقر الخوانساري ص 580 - 591 طبع طهران سنة 1306 ه?.
(25) - الروضات البهية في الطرق الشفيعية. للسيد شفيع الجابلاقي ص 182 - 190 طبع طهران سنة 1280 ه?.
(26) - ريحانة الأدب في المشهورين بالكنية واللقب. للشيخ الميرزا محمد علي المدرس التبريزي ج 2 ص 399 - 401 طبع طهران سنة 1367 ه?.
(27) - رياض العلماء وحياض الفضلاء للمولى عبد الله الأفندي، من مخطوطات مكتبتنا، ولكن ليس في نسختنا شيء من حرف الميم.
(28) - سفينة بحار الأنوار ومدينة الحكم والآثار. للشيخ عباس القمي، ج 2 ص 97 طبع النجف سنة 1355 ه?.
(29) - سماء المقال في تحقيق علم الرجال. للشيخ الميرزا أبي الهدى الكلباسي ج 1 ص 32 - 55 طبع قم سنة 1372 ه?.
(30) - سير العلم في النجف للسيد محمد حسن آل الطالقاني مخطوط عقد فيه فصلا لترجمة شيخ الطائفة وولده الشيخ أبي علي الحسن، وحفيده الشيخ أبى نصر محمد بن الحسن بن محمد واستقصى تلامذتهم وبعض أحوالهم ص 1 - 14.
(31) - شعب المقال في أحوال الرجال. للميرزا أبي القاسم النراقي ص 94 طبع يزد سنة 1367 ه?.
(32) - الشيعة وفنون الاسلام. للسيد حسن الصدر ص 33 و 57 طبع صيدا سنة 1331 ه?.
(33) - طبقات الشافعية الكبرى. للسبكي ج 3 ص 51 طبع المطبعة الحسينية سنة 1324 ه?. وقد اشتبه هناك فنمى شيخ الطائفة إلى مذهب الشافعي وتبعه كذلك في (كشف الظنون) ج 1 ص 311، وهذه كتبه الاستدلالية وآراؤه المستنبطة تدل على انه من أكبر من أكبر مجتهدي المسلمين فكيف يظن أنه مقلد.
(34) - عنوان الشرف في وشي النجف. للشيخ محمد السماوي ص 88 طبع النجف سنة 1360 ه?. وفيه تاريخ لوفاة الشيخ فاتنا ذكره في محله ونذكره هنا. وفيه فائدة وهي ان قبر ولده الشيخ أبي علي معه كما احتملناه قال:
كشيخنا الطوسي من أصاتا * نعيه أرخه حي ماتا مرقده
بداره مع نجله * وداره معروفة كفضله.
(35) - عيون الرجال. للسيد حسن الصدر، ص 74 طبع لكهنو سنة 1331 ه?.
(36) - الفوائد الرجالية. للسيد مهدي بحر العلوم، مخطوط في مكتبة حسينية التسترية في النجف ومكتبة السيد جعفر آل بحر العلوم وغيرها. ولا نتخطر صفحة الترجمة.
(37) - الفوائد الرضوية في أحوال علماء المذاهب الجعفرية. للشيخ عباس القمي ج 2 ص 47 - 473 طبع طهران سنة 1367 ه?.
(38) - الفهرست. لشيخ الطائفة نفسه ترجم لنفسه في حرف الميم ص 159 - 161 طبع النجف سنة 1356 ه?.
(39) - فهرست كتابخانه آستان قدس رضوي في مواضع كثيرة عند ذكر أكثر تصانيفه منها: ج 4 ص 19 و 55 و 253 ولولا ضعف الحال لاستقصيناها طبع خراسان سنة 1369 ه?.
(40) - فهرست كتابخانه عالي مدرسة سپهسالار. لابن يوسف الشيرازي ص 66 - 68 طبع طهران سنة 1365 ه?.
(41) - فهرست كتابخانه مجلس لابن يوسف الشيرازي أيضا ج 3 ص 69 طبع طهران سنة 1308 ه?.
(42) - فهرست كتابخانه اهدائي آقاي سيد محمد مكشاة. لنجلنا الأكبر الميرزا علي نقي المنزوي ج 1 ص 201 - 204 و ج 2 ص 637 - 640 طبع طهران سنة 1371 ه?.
(43) - قصص العلماء. للميرزا محمد التنكابني ص 312 طبع طهران سنة 1304 ه?.
(44) - الكامل في التاريخ. لابن الأثير ج 10 ص 24 طبع مصر سنة 1301 ه?.
(45) - كشف الحجب والاستار عن أسماء الكتب والأسفار. للسيد اعجاز حسين الكنتوري طبع بكلكته سنة 1320 ه? و قد ذكر فيه مؤلفات شيخ الطائفة كلا في محله، ولا تحضرنا النسخة لتعيين الصفحات.
(46) - كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون. لكاتب چلبي ج 1 ص 311 - 312 طبع إسلامبول سنة 1310 ه?. وقد خلط في حديثه بين الشيخ الطوسي والشيخ الطبرسي كما أشرنا اليه في ص ق من هذه المقدمة.
(47) - الكنى والألقاب. للشيخ عباس القمي ج 2 ص 357 طبع صيدا سنة 1358.
(48) - لسان الميزان. لابن حجر العسقلاني ج 5 ص 135. طبع حيدرآباد الدكن سنة 1331 ه?.
(49) - لؤلؤة البحرين في الإجازة لقربى العين. للشيخ يوسف الدرازي البحراني، ص 245 - 252 طبع بمبي بدون تاريخ.
(50) - مجالس المؤمنين. للقاضي الشهيد نور الله المرعشي ص 200 - 201 طبع تبريز.
(51) مجمع الرجال. للمولى عناية الله القهپائي مخطوط الورقة 230 أ نسخة الأصل بخطه المؤلف سنة 1016 ه?. في مكتبتنا.
(52) - مختلف الرجال. للسيد حسن الصدر مخطوط في مكتبته في الكاظمية ترجم للشيخ الطوسي في التنبيه العاشر من المقدمة.
(53) - مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل. للشيخ الميرزا حسين النوري، ج 3 ص 505 - 509 طبع طهران سنة 1321 ه?.
(54) - المستطرفات في الألقاب والكنى والنسب. للسيد حسين البروجردي ص 204 و 210 طبع طهران سنة 1313 ه?.
(55) - المشيخة أو الاسناد المصفى إلى آل بيت المصطفى. تأليف الفاني أغا بزرگ الطهراني ص 71 - 73 طبع النجف سنة 1356 ه?.
(56) - مصادر الدراسة الأدبية. ليوسف أسعد داغر ج 1 ص 12 طبع صيدا سنة 950 1 م.
(57) - مصفى المقال في مصنفي علم الرجال. للفاني أغا بزرگ الطهراني غفر له ولأبويه مخطوط الورقة 65 ب.
(58) - معالم العلماء لابن شهرآشوب ص 102 - 103 طبع طهران سنة 1353 ه?.
(59) - معجم المطبوعات العربية والمعربة. ليوسف اليان سركيس عمود 1248 طبع مصر سنة 1346 ه? 1928 م.
(60) - مقابس الأنوار ونفايس الأسرار في أحكام النبي المختار وآله الأطهار. للشيخ أسد الله الدزفولي. ص 4 - 6 طبع طهران سنة 1322 ه?.
(61) - مقدمة الاستبصار. بقلم الشيخ محمد علي الأوردبادي طبع النجف سنة 1375 ه?.
(62) - مقدمة التبيان. بقلم بعض الفضلاء، طبع سنة 1360 ه?.
(63) - مقدمة الخلاف. بقلم السيد أغا حسين البروجردي، والشيخ ريحان الله النخعي الگلبايگاني، والشيخ عبد الحسين الفقيهي، والشيخ مهدي التبريزي طبع طهران سنة 1370 ه?.
(64) - مقدمة الفهرست. بقلم السيد محمد صادق آل بحر العلوم طبع النجف سنة 1356 ه?.
(65) - مقدمة ترجمة النهاية. بقلم السيد محمد باقر السبزواري طبع طهران سنة 1373 ه?. ذكرنا في (الذريعة) ج 4 ص 143 - 144 اننا وقفنا على ترجمة فارسية للنهاية في مكتبة السيد نصر الله الأخوي، وقلنا: أنها نسخة عتيقة لبعض الأصحاب المقاربين لعصر الشيخ وأشرنا إلى ذلك أيضا في ص 35 من هذه المقدمة عند ذكر النهاية وقد طبعت هذه الترجمة منذ ثلاث سنوات، وأهدت الينا جامعة طهران نسخة منها لكن غفلنا عن ذكرها في محلها، وقد نشرت عن غير نسخة التقوي بل عن نسخة (مكتبة الحاج حسين ملك التجار) وقدم لها في ترجمة حياة الشيخ مقدمة ضافية.
(66) - المنتظم في تاريخ الملوك والأمم. لابن الجوزي ج 8 ص 173 و 179 طبع حيدر آباد 1357 ه?.
(67) - منتهى المقال في أحوال الرجال للشيخ أبي علي الحائري ص 270 طبع طهران سنة 1302 ه?.
(68) - منهج المقال في تحقيق أحوال الرجال. للسيد الميرزا محمد الأسترآبادي ص 292 - 293 طبع طهران سنة 1304 ه?.
(69) - موجز المقال في مقاصد علم الدراية والرجال. للشيخ عبد الرحيم الأصفهاني حفيد صاحب (الفصول) ص 2 طبع طهران سنة 1343 ه?.
(70) - نخبة المقال في علم الرجال للسيد حسين البروجردي ص 88 طبع طهران سنة 1313 ه?.
(71) - نقد الرجال للسيد مصطفى التفريشي لا تحضرنا نسخته لنعين الصفحة منه، وقد طبع في طهران عام 1318 ه?.
(72) - نقض الفضائح. للشيخ عبد الجليل القزويني الرازي ص 180 طبع طهران سنة 1371 ه?.
(73) - نهاية الدراية. للسيد حسن الصدر ص 238 - 249 طبع لكنهو سنة 1323 ه?.
(74) - هدية الأحباب في ذكر المعروفين بالكنى والألقاب. ص 168 طبع النجف 1349 ه?.
(75) - الوجيزة. للشيخ محمد باقر المجلسي صاحب (البحار) ص 163 طبع طهران سنة 1312 ه?.
(76) - الوجيزة للشيخ بهاء الدين محمد العاملي ص 184 طبع طهران سنة 1310 ه?.
(77) - وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة. للشيخ محمد الحر العاملي ج 3.
(78) - وصول الأخيار إلى أصول الأخبار. للشيخ حسين العاملي والد الشيخ البهائي ص 71 طبع طهران سنة 1306 ه?. هذا ما أمكننا القيام به خدمة لشيخ الطائفة أجزل الله أجره، وكان ذلك من أحلي أمانينا وأعذبها حيث كما نفكر في ذلك منذ زمن بعيد فقد كنا عقدنا النية على اصدار كتابين ندرس في الأول حياة كل من المحمدين الثلاثة المتقدمة:
(1) محمد ابن يعقوب الكليني صاحب (الكافي)
(2) الشيخ الصدوق محمد بن علي القمي صاحب (من لا يحضره الفقيه)
(3) شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي رحمهم الله.
وفي الثاني المحمدين الثلاثة المتأخرين:
(1) محمد بن مرتضى الشهير بالفيض صاحب (الوافي)
(2) محمد بن الحسن الحر العاملي صاحب (الوسائل)
(3) محمد باقر بن محمد تقى المجلسي صاحب (البحار) (23).
أداء لحقهم واعترافا بفضلهم، غير أن تراكم الأشغال وكثرة العوارض حالا بيننا وبين هذه الأمنية.
على أننا كتبنا في أواخر ذي القعدة سنة 1374 ه?رسالة صغيرة قوامها إحدى عشرة صفحة في حال كتاب (الكافي) وهل يوجد فيه خبر ضعيف أولا؟ولم لم يعرضه على السفراء الأربعة؟إلى غير ذلك، وكان تأليفها جوابا عن سؤال وجهه الينا الخطيب الشهير الشيخ عباس قلي التبريزي المعروف بالواعظ الچرندابي، الا أنها كانت خاصة بالكتاب لا بحياة مؤلفه، ولذلك بقينا بصدد انتهاز الفرصة للعودة إلى ذلك وغيره مما ذكرناه لولا أن خاب رجاؤنا بعد النازلة التي حلت بنا في المحرم هذه السنة، فقد حطمت الآمال، وأوهنت العزائم، وأماتت الهمم، وذهبت ببقايا القوى، ولم نزل رغم التحسن الظاهري في حالة لا تدع راحة ولا تعرف الاستقامة وقد عاقتنا عن كثير من الأعمال، وأخرتنا عن مهام الأشغال العلمية وغيرها.
فمن ذلك عدم حضور المؤتمر الذي عقد في هذه الأيام في كراتشي للاحتفال بمرور أربعة عشر قرنا على ميلاد سيد الكونين وبطل الاسلام الامام أمير المؤمنين علي عليه السلام، فقد زارنا رئيس المؤتمر صديقنا القديم المهاراج محمد أمير أحمد المحمدي فدعانا للحضور هناك فاعتذرنا للضعف الشديد المستولي علينا فسجل الرئيس عذرنا وحمله إلى الباكستان لإذاعته بين الأعضاء، وطلب منا كلمة حول المؤتمر فكتبنا ما وسعه الوقت وساعدت عليه الحال، وحمل الكلمة إلى هناك أيضا.
وهكذا قعد بنا المرض وعاقنا عن الكتابة وغيرها، ولذا فأنا أرى الفضل كل الفضل لناشر التبيان الذي صار سببا لكتابة هذه الترجمة، ولولا طلبه لما خطر ذلك بالبال في هذه الحال، فالحمد لله على اختياره ونسأله الصبر على بلائه ونصلي على محمد وآله الطاهرين.
وكتبه بأنامله المرتعشة في داره في النجف الأشرف ليلة الجمعة الحادي والعشرين من رجب سنة ست وسبعين وثلاثمائة وألف الفاني أغا بزرگ الطهراني عفا الله عنه التبيان في تفسير القرآن تأليف شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي 385 - 460 ه?.
تحقيق وتصحيح أحمد حبيب قصير العاملي
المجلد الأول
دار إحياء التراث العربي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه ثقتي
الحمد لله اعترافا بتوحيده، واخلاصا لربوبيته، واقرارا بجزيل نعمته، وإذعانا لعظيم منته، وشكرا على جميع مواهبه، وكريم فواضله، وصلى الله على خيرته من خلقه محمد صلى الله عليه وآله، والطاهرين من عترته، والطيبين من أرومته، وسلم تسليما.
أما بعد، فان الذي حملني على الشروع في عمل هذا الكتاب اني لم أجد أحدا من أصحابنا - قديما وحديثا - من عمل كتابا يحتوي على تفسير جميع القران، ويشتمل على فنون معانيه وإنما سلك جماعة منهم في جميع ما رواه ونقله وانتهى إليه في الكتب المروية في الحديث، ولم يتعرض أحد منهم لاستيفاء ذلك، وتفسير ما يحتاج إليه.
فوجدت من شرع في تفسير القرآن من علماء الأمة، بين مطيل في جميع معانيه، واستيعاب ما قيل فيه من فنونه - كالطبري وغيره - وبين مقصر اقتصر على ذكر غريبه، ومعاني ألفاظه.
وسلك الباقون المتوسطون في ذلك مسلك ما قويت فيه منتهم (24) وتركوا مالا معرفة لهم به فان الزجاج والفراء ومن أشبههما من والنحويين، أفرغوا وسعهم فيما يتعلق بالاعراب والتصريف. ومفضل بن سلمة وغيره - استكثروا من علم اللغة، واشتقاق الألفاظ. والمتكلمين - كأبي علي الجبائي وغيره - صرفوا همتهم إلى ما يتعلق بالمعاني الكلامية.
ومنهم من أضاف إلى ذلك، الكلام في فنون علمه، فادخل فيه ما لا يليق به، من بسط فروع الفقه، واختلاف الفقهاء - كالبلخي وغيره - وأصلح من سلك في ذلك مسلكا جميلا مقتصدا، محمد ابن بحر، أبو مسلم الاصفهاني، وعلي بن عيسى الرماني، فان كتابيهما أصلح ما صنف في هذا المعنى، غير أنهما أطالا الخطب فيه، وأوردا فيه كثيرا مما لا يحتاج وسمعت جماعة من أصحابنا قديما وحديثا، يرغبون في كتاب مقتصد يجتمع على جميع فنون علم القرآن، من القراءة، والمعاني والاعراب، والكلام على المتشابه، والجواب عن مطاعن الملحدين فيه، وأنواع المبطلين، كالمجبرة، والمشبهة والمجسمة وغيرهم، وذكر ما يختص أصحابنا به من الاستدلال بمواضع كثيرة منه على صحة مذاهبهم في أصول الديانات وفروعها وأنا إن شاء الله تعالى، أشرع في ذلك على وجه الايجاز والاختصار لكل فن من فنونه، ولا أطيل فيمله الناظر فيه، ولا اختصر اختصارا يقصر فهمه عن معانيه وأقدم امام ذلك، فصلا يشتمل على ذكر جمل لابد من معرفتها دون استيفائها، فان لاستيفاء الكلام فيها مواضع هي أليق به ومن الله استمد المعونة، وأستهديه إلى طريق الرشاد، بمنه وقدرته إن شاء الله تعالى.
فصل في ذكر جمل لابد من معرفتها قبل الشروع في تفسير القرآن
إعلم ان القرآن معجزة عظيمة على صدق النبي عليه السلام، بل هو من أكبر المعجزات وأشهرها. غير أن الكلام في إعجازه، وجهة إعجازه، واختلاف الناس فيه، لا يليق بهذا الكتاب، لأنه يتعلق بالكلام في الأصول. وقد ذكره علماء أهل التوحيد، وأطنبوا فيه، واستوفوه غاية الاستيفاء.
وقد ذكرنا منه طرفا صالحا في شرح الجمل، لا يليق بهذا الموضع، لان استيفاءه يخرج به عن الغرض واختصاره لا يأتي على المطلوب، فالإحالة عليه أولى والمقصود من هذا الكتاب علم معانيه، وفنون أغراضه وأما الكلام في زيادته ونقصانه فمما لا يليق به أيضا، لان الزيادة فيه مجمع على بطلانها والنقصان منه، فالظاهر أيضا من مذهب المسلمين خلافه، وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا وهو الذي نصره المرتضى (ره)، وهو الظاهر في الروايات غير أنه رويت روايات كثيره، من جهة الخاصة والعامة، بنقصان كثير من آي القرآن، ونقل شئ منه من موضع إلى موضع، طريقها الآحاد التي لا توجب علما ولا عملا، والأولى الاعراض عنها، وترك التشاغل بها، لأنه يمكن تأويلها ولو صحت لما كان ذلك طعنا على ما هو موجود بين الدفتين، فان ذلك معلوم صحته، لا يعترضه أحد من الأمة ولا يدفعه ورواياتنا متناصرة بالحث على قراءته والتمسك بما فيه، ورد ما يرد من اختلاف الاخبار في الفروع إليه.
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله رواية لا يدفعها أحد، أنه قال: (اني مخلف فيكم الثقلين، ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) وهذا يدل على انه موجود في كل عصر، لأنه لا يجوز ان يأمر بالتمسك بما لا نقدر على التمسك به. كما أن أهل البيت، ومن يجب اتباع قوله حاصل في كل وقت. وإذا كان الموجود بيننا مجمعا على صحته، فينبغي ان نتشاغل بتفسيره، وبيان معانيه ونترك ما سواه واعلم أن الرواية ظاهرة في اخبار أصحابنا بأن تفسير القرآن لا يجوز إلا بالأثر الصحيح عن النبي صلى الله عليه وآله، وعن الأئمة عليهم السلام، الذين قولهم حجة كقول النبي صلى الله عليه وآله، وان القول فيه بالرأي لا يجوز.
وروى العامة ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: (من فسر القرآن برأيه وأصاب الحق، وفقد أخطأ) وكره جماعة من التابعين وفقهاء المدينة القول في القرآن بالرأي: كسعيد بن المسيب وعبيدة السلماني، ونافع، ومحمد بن القاسم، وسالم بن عبد الله، وغيرهم وروي عن عائشة أنها قالت: لم يكن النبي " ص " يفسر القرآن إلا بعد أن يأتي به جبرائيل (ع) والذي نقول في ذلك: إنه لا يجوزان يكون في كلام الله تعالى وكلام نبيه تناقض وتضاد وقد قال الله تعالى: " انا جعلناه قرآنا عربيا " (25) وقال: " بلسان عربي مبين " (26) وقال " وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه " (27) وقال: " فيه تبيان كل شئ " وقال: " ما فرطنا في الكتاب من شئ " (28) فكيف يجوز ان يصفه بأنه عربي مبين، وانه بلسان قومه، وانه بيان للناس ولا يفهم بظاهره شئ؟وهل ذلك إلا وصف له باللغز والمعمى الذي لا يفهم المراد به إلا بعد تفسيره وبيانه؟وذلك منزه عن القرآن وقد مدح الله أقواما على استخراج معاني القرآن فقال: " لعلمه الذين يستنبطونه منهم " (29)، وقال في قوم يذمهم حيث لم يتدبروا القرآن، ولم يتفكروا في معانيه: " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها (30) وقال النبي صلى الله عليه وآله.
(اني مخلف فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي) فبين ان الكتاب حجة، كما أن العترة حجة. وكيف يكون حجة ما لا يفهم به شئ؟وروى عنه عليه السلام أنه قال: (إذا جاءكم عني حديث، فاعرضوه على كتاب الله، فما وافق كتاب الله فاقبلوه، وما خالفه فاضربوا به عرض الحائط) وروي مثل ذلك عن أئمتنا عليهم السلام، وكيف يمكن العرض على كتاب الله، وهو لا يفهم به شئ؟وكل ذلك يدل على أن ظاهر هذه الأخبار متروك.
والذي نقول به:
إن معاني القرآن على أربعة أقسام:
أحدها - ما اختص الله تعالى بالعلم به، فلا يجوز لاحد تكلف القول فيه، ولا تعاطي معرفته، وذلك مثل قوله تعالى: " يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل: إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو " (31) ومثل قوله تعالى: " ان الله عنده علم الساعة" (32) إلى آخرها فتعاطي معرفة ما اختص الله تعالى به خطأ.
وثانيها - ما كان ظاهره مطابقا لمعناه، فكل من عرف اللغة التي خوطب بها، عرف معناها، مثل قوله تعالى: " ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق " (33) ومثل قوله تعالى: (قل هو الله أحد) (34) وغير ذلك.
وثالثها - ما هو مجمل لا ينبئ ظاهره عن المراد به مفصلا. مثل قوله تعالى: (أقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة) (35) ومثل قوله: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا) (36) وقوله: (وآتوا حقه يوم حصاده) (37) وقوله: (وفي أموالهم حق معلوم) (38) وما أشبه ذلك.
فان تفصيل اعداد الصلاة وعدد ركعاتها، وتفصيل مناسك الحج وشروطه، ومقادير النصاب في الزكاة لا يمكن استخراجه إلا ببيان النبي صلى الله عليه وآله ووحي من جهة الله تعالى. فتكلف القول في ذلك خطأ ممنوع منه، يمكن أن تكون الاخبار متناولة له
ورابعها - ما كان اللفظ مشتركا بين معنيين فما زاد عنهما، ويمكن أن يكون كل واحد منهما مرادا. فإنه لا ينبغي أن يقدم أحد به فيقول: ان مراد الله فيه بعض ما يحتمل - إلا بقول نبي أو امام معصوم - بل ينبغي ان يقول: ان الظاهر يحتمل لأمور، وكل واحد يجوز أن يكون مرادا على التفصيل.
والله أعلم بما أراد ومتى كان اللفظ مشتركا بين شيئين، أو ما زاد عليهما، ودل الدليل على أنه لا يجوزان يريد إلا وجها واحدا، جاز ان يقال: إنه هو المراد ومتى قسمنا هذه الاقسام، نكون قبلنا هذه الأخبار، ولم نردها على وجه يوحش نقلتها والمتمسكين بها، ولا منعنا بذلك من الكلام في تأويل الآي جملة ولا ينبغي لاحد ان ينظر في تفسير آية لا ينبئ ظاهرها عن المراد تفصيلا، أو يقلد أحدا من المفسرين، إلا أن يكون التأويل مجمعا عليه، فيجب اتباعه لمكان الاجماع، لان من المفسرين من حمدت طرائقه، ومدحت مذاهبه، كابن عباس، والحسن، وقتادة، ومجاهد وغيرهم.
ومنهم من ذمت مذاهبه، كأبي صالح، والسدي والكلبي وغيرهم. هذا في الطبقة الأولى وأما المتأخرون فكل واحد منهم نصر مذهبه، وتأول على ما يطابق أصله، ولا يجوز لاحد أن يقلد أحدا منهم، بل ينبغي ان يرجع إلى الأدلة الصحيحة: إما العقلية، أو الشرعية، من اجماع عليه، أو نقل متواتر به، عمن يجب اتباع قوله، ولا يقبل في ذلك خبر واحد، خاصة إذا كان مما طريقه العلم، ومتى كان التأويل يحتاج إلى شاهد من اللغة، فلا يقبل من الشاهد إلا ما كان معلوما بين أهل اللغة، شائعا بينهم.
وأما طريقة الآحاد من الروايات الشاردة، والألفاظ النادرة فإنه لا يقطع بذلك، ولا يجعل شاهدا على كتاب الله وينبغي أن يتوقف فيه ويذكر ما يحتمله، ولا يقطع على المراد منه بعينه، فإنه متى قطع بالمراد كان مخطئا، وان أصاب الحق، كما روي عن النبي صلى الله عليه وآله لأنه قال تخمينا وحدسا ولم يصدر ذلك عن حجة قاطعة وذلك باطل بالاتفاق.
واعلموا ان العرف من مذهب أصحابنا والشائع من اخبارهم ورواياتهم ان القرآن نزل بحرف واحد، على نبي واحد، غير أنهم اجمعوا على جواز القراءة بما يتداوله الفراء وأن الانسان مخير باي قراءة شاء قرا، وكرهوا تجويد قراءة بعينها بل أجازوا القراءة بالمجاز الذي يجوز بين القراء ولم يبلغوا بذلك حد التحريم والحظر وروى المخالفون لنا عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: (نزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف) وفي بعضها: (على سبعة أبواب) وكثرت في ذلك رواياتهم.
لا معنى للتشاغل بايرادها واختلفوا في تأويل الخبر، فاختار قوم ان معناه على سبعة معان: أمر، ونهى، ووعد، ووعيد، وجدل، وقصص، وأمثال وروى ابن مسعود عن النبي " ص " أنه قال: " نزل القرآن على سبعة أحرف: زجر، وأمر، وحلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال. " وروى أبو قلامة عن النبي ص أنه قال: نزل القرآن على سبعة أحرف: أمر، وزجر، وترغيب، وترهيب، وجدل، وقصص، وأمثال. وقال آخرون: نزل القرآن على سبعة أحرف أي سبع لغات مختلفة، مما لا يغير حكما في تحليل وتحريم، ومثل. هلم. ويقال من لغات مختلفة، ومعانيها مؤتلفة. وكانوا مخيرين في أول الاسلام في أن يقرأوا بما شاءوا منها. ثم اجمعوا على حدها، فصار ما اجمعوا عليه مانعا مما اعرضوا عنه.
وقال آخرون: نزل على سبع لغات من اللغات الفصيحة، لان القبائل بعضها أفصح من بعض وهو الذي اختاره الطبري. وقال بعضهم: هي على سبعة أوجه من اللغات، متفرقة في القرآن، لأنه لا يوجد حرف قرئ على سبعة أوجه. وقال بعضهم:
وجه الاختلاف في القراءات سبعة:
أولها - اختلاف اعراب الكلمة أو حركة بنائها فلا يزيلها عن صورتها في الكتاب ولا يغير معناها نحو قوله: هؤلاء بناتي هن أطهر لكم (39) بالرفع والنصب وهل نجازي إلا الكفور؟(40) بالنصب والنون وهل يجازى إلا الكفور؟بالياء والرفع وبالبخل (41) والبخل والبخل برفع الباء ونصبها. وميسرة (42) وميسرة بنصب السين ورفعها.
والثاني - الاختلاف في اعراب الكلمة وحركات بنائها مما يغير معناها ولا يزيلها عن صورتها في الكتابة مثل قوله: ربنا باعد بين أسفارنا (43) على الخبر ربنا باعد على الدعاء. وإذ تلقونه بألسنتكم (44) بالتشديد وتلقونه بكسر اللام والتخفيف.
والوجه الثالث - الاختلاف في حروف الكلمة دون اعرابها، ومما يغير معناها ولا يزيل صورتها نحو قوله تعالى: كيف ننشزها (45) بالزاء المعجمة وبالراء الغير معجمة.
والرابع - الاختلاف في الكلمة مما يغير صورتها ولا يغير معناها نحو قوله: ان كانت إلا صيحة واحدة (46) والازقية. وكالصوف المنفوش وكالعهن المنفوش (47).
والخامس - الاختلاف في الكلمة مما يزيل صورتها ومعناها نحو: وطلح منضود (48) وطلع.
السادس - الاختلاف بالتقديم والتأخير نحو قوله: وجاءت سكرة الموت بالحق (49) وجاءت سكرة الحق بالموت.
السابع - الاختلاف بالزيادة والنقصان نحو قوله: وما عملت أيديهم وما عملته (50) باسقاط الهاء واثباتها.
ونحو قوله: فان الله هو الغني الحميد وان الله الغني الحميد. في سورة الحديد (51). وهذا الخبر عندنا وإن كان خبرا واحدا لا يجب العمل به فالوجه الأخير أصلح الوجوه على ما روي عنهم عليه السلام من جواز القراءة بما اختلف القراء فيه.
واما القول الأول فهو على ما تضمنته لان تأويل القرآن لا يخرج عن أحد الاقسام السبعة: إما أمر. أو نهي. أو وعد. أو وعيد. أو خبر أو قصص أو مثل وهو الذي ذكره أصحابنا في اقسام تفسير القرآن فاما ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: ما نزل من القرآن من آية إلا ولها ظهر وبطن وقد رواه أيضا أصحابنا عن الأئمة عليهم السلام فإنه يحتمل ذلك وجوها:
أحدها: ما روي في أخبارنا عن الصادقين عليهما السلام وحكي ذلك عن أبي عبيدة أن المراد بذلك القصص باخبار هلاك الأولين وباطنها عظة للآخرين.
والثاني: ما حكي عن ابن مسعود أنه قال: ما من آية إلا وقد عمل بها قوم ولها قوم يعملون بها
والثالث: معناها أن ظاهرها لفظها وباطنها تأويلها ذكره الطبري واختاره البلخي
والرابع: ما قال الحسن البصري: انك إذا فتشت عن باطنها وقسته على ظاهرها وقفت على معناها وجميع اقسام القرآن لا يخلو من ستة: محكم ومتشابه وناسخ ومنسوخ وخاص وعام فالمحكم ما أنبأ لفظه عن معناه من غير اعتبار امر ينضم إليه سواء كان اللفظ لغويا أو عرفيا ولا يحتاج إلى ضروب من التأويل وذلك نحو قوله: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها (52) وقوله: ولا تقتلوا النفس التي حرم الله (53) وقوله: قل هو الله أحد (54) وقوله: لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوءا أحد (55) وقوله: وما ربك بظلام للعبيد (56) وقوله: ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون (57) ونظائر ذلك والمتشابه ما كان المراد به لا يعرف بظاهره بل يحتاج إلى دليل وذلك ما كان محتملا لأمور كثيرة أو أمرين ولا يجوزان يكون الجميع مرادا فإنه من باب المتشابه. وإنما سمي متشابها لاشتباه المراد منه بما ليس بمراد وذلك نحو قوله: يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله (58) وقوله: والسماوات مطويات بيمينه (59) وقوله: (تجري بأعيننا) (60) وقوله (يضل من يشاء) (61) وقوله: (فأصمهم وأعمى أبصارهم وطبع على قلوبهم) (62) ونظائر ذلك من الآي التي المراد منها غير ظاهرها.
فان قيل: هلا كان القرآن كله محكما يستغنى بظاهره عن تكلف ما يدل على المراد منه حتى دخل على كثير من المخالفين للحق شبهة فيه وتمسكوا بظاهره على ما يعتقدونه من الباطل؟أتقولون إن ذلك لم يكن مقدورا له تعالى؟فهذا هو القول بتعجيزه! أو تقولون هو مقدور له ولم يفعل ذلك فلم لم يفعله؟قيل الجواب على ذلك من وجهين:
أحدهما: ان خطاب الله تعالى - مع ما فيه من الفوائد - المصلحة معتبرة في ألفاظه فلا يمتنع أن تكون المصلحة الدينية تعلقت بان يستعمل الألفاظ المحتملة ويجعل الطريق إلى معرفة المراد به ضربا من الاستدلال ولهذه العلة أطال في موضع وأسهب واختصر في آخر وأوجز واقتصر وذكر قصة في موضع وأعادها في موضع آخر واختلفت أيضا مقادير الفصاحة فيه وتفاضلت مواضع منه بعضه على بعض
والجواب الثاني: ان الله تعالى إنما خلق عباده تعريضا لثوابه وكلفهم لينالوا أعلى المراتب وأشرفها ولو كان القرآن كله محكما لا يحتمل التأويل ولا يمكن فيه الاختلاف لسقطت المحنة وبطل التفاضل وتساوت المنازل ولم تبن منزله العلماء من غيرهم وانزل الله القرآن بعضه متشابها ليعمل أهل العقل أفكارهم ويتوصلوا بتكلف المشاق والنظر والاستدلال إلى فهم المراد فيستحقوا به عظيم المنزلة وعالي الرتبة فان قيل: كيف تقولون، ان القرآن فيه محكم ومتشابه، وقد وصفه الله تعالى بأنه اجمع محكم؟ووصفه في مواضع أخر بأنه متشابه وذكر في موضع آخر ان بعضه محكم، وبعضه متشابه - كما زعمتم - وذلك نحو قوله: " الر. كتاب أحكمت آياته " (63) وقال في موضع آخر: " الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها " (64) وقال في موضع آخر: " وهو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات " (65) وهل هذا إلا ظاهر التناقض؟قلنا: لا تناقض في ذلك، لان وصفه محكم كله، المراد به انه بحيث لا يتطرق عليه الفساد والتناقض والاختلاف والتباين والتعارض، بل لا شئ منه إلا وهو في غاية الاحكام - إما بظاهره أو بدليله، على وجه لا مجال للطاعنين عليه. ووصفه بأنه متشابه أنه يشبه بعضه بعضا في باب الاحكام الذي أشرنا إليه، وأنه لا خلل فيه ولا تباين ولا تضاد ولا تناقض. ووصفه بان بعضه محكم، وبعضه متشابه ما أشرنا إليه، من أن بعضه ما يفهم المراد بظاهره فيسمى محكما ومنه ما يشتبه المراد منه بغيره وإن كان على المراد والحق منه دليل فلا تناقض في ذلك بحال. واما الناسخ فهو كل دليل شرعي يدل على زوال مثل الحكم الثابت بالنص الأول في المستقبل على وجه لو لاه لكان ثابتا بالنص الأول مع تراخيه عنه. اعتبرنا دليل الشرع لان دليل العقل إذا دل على زوال مثل الحكم الثابت بالنص الأول لا يسمى نسخا. ألا ترى أن المكلف للعبادات، إذا عجز أو زال عقله، زالت عنه العبادة بحكم العقل، ولا يسمى ذلك الدليل ناسخا؟واعتبرنا زوال مثل الحكم، ولم نعتبر الحكم نفسه لأنه لا يجوز أن ينسخ نفس ما أمر به، لان ذلك يؤدي إلى البداء.
وإنما اعتبرنا أن يكون الحكم ثابتا بنص شرعي، لان ما ثبت بالعقل إذا أزاله الشرع لا يسمى بأنه نسخ حكم العقل. ألا ترى أن الصلاة والطواف لولا الشرع لكان قبيحا فعله في العقل وإذ أورد الشرع بهما لا يقال نسخ حكم العقل؟واعتبرنا مع تراخيه عنه لان ما يقترن به لا يسمى نسخا وربما يكون تخصيصا إن كان اللفظ عاما أو مقيدا إن كان اللفظ خاصا ألا ترى أنه لو قال: اقتلوا المشركين الا اليهود لم يكن قوله إلا اليهود نسخا لقوله اقتلوا المشركين؟وكذا لو قال: فسيحوا في الأرض أربعة اشهر فقيد بهذه الغاية لا يقال لما بعدها نسخ.
وكذا لما قال قي آية الزنا: فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة (66) لا يقال لما زاد عليه منسوخ لأنه مقيد في اللفظ والنسخ يصح دخوله في الأمر والنهي بلا خلاف. والخبر ان تناول ما يصح تغييره عن صفة جاز دخول النسخ فيه لأنه في معنى الامر.
ألا ترى أن قوله: (ولله على الناس حج البيت) (67) خبر؟وقوله (والمطلقات يتربصن بأنفسهن) (68) أيضا خبر؟وكذلك قوله: (ومن دخله كان آمنا) (69) خبر ومع ذلك يصح دخول النسخ فيه فاما ما لا يصح تغييره عن صفة فلا يصح دخول النسخ فيه، نحو الاخبار عن صفات الله تعالى، وصفات الأجناس - لما يصح عليه التغيير، لم يصح فيه النسخ حيث أن العبارة بالاخبار عنه بأنه قادر، عالم، سميع بصير، لا يصح النسخ فيه، لأنه يمتنع دخول النسخ في الاخبار - إن كان الخبر لا يصح تغييره في نفسه ولا يخلو النسخ في القرآن من أقسام ثلاثة:
أحدها - نسخ حكمه دون لفظه - كآية العدة في المتوفى عنها زوجها المتضمنة للسنة (70) فان الحكم منسوخ والتلاوة باقية وكآية النجوى (71) وآية وجوب ثبات الواحد للعشرة (72) فان الحكم مرتفع، والتلاوة باقية وهذا يبطل قول من منع جواز النسخ في القرآن لان الموجود بخلافه.
والثاني - ما نسخ لفظه دون حكمة، كآية الرجم فان وجوب الرجم على المحصنة لا خلاف فيه، والآية التي كانت متضمنة له منسوخة بلا خلاف وهي قوله: (والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة، فإنهما قضيا الشهوة جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم).
الثالث - ما نسخ لفظه وحكمه، وذلك نحو ما رواه المخالفون من عائشة: أنه كان فيما أنزل الله ان عشر رضعات تحرمن، ونسخ ذلك بخمس عشرة فنسخت التلاوة والحكم وأما الكلام في شرائط النسخ، فما يصح منها وما لا يصح وما يصح أن ينسخ به القرآن، وما لا يصح أن ينسخ به وقد ذكرنا في كتاب العدة - في أصول الفقه - ولا يليق ذلك بهذا المكان وحكى البلخي في كتاب التفسير فقال: (قال قوم - ليسوا ممن يعتبرون ولكنهم من الأمة على حال - ان الأئمة المنصوص عليهم - بزعمهم - مفوض إليهم نسخ القرآن وتدبيره، وتجاوز بعضهم حتى خرج من الدين بقوله: ان النسخ قد يجوز على وجه البداء وهو أن يأمر الله عز وجل عندهم بالشئ ولا يبدو له، ثم يبدو له فيغيره، ولا يريد في وقت أمره به أن يغيره هو ويبدله وينسخه، لأنه عندهم لا يعلم الشئ حتى يكون، إلا ما يقدره فيعلمه علم تقدير، وتعجرفوا فزعموا أن ما نزل بالمدينة ناسخ لما نزل بمكة) وأظن أنه عنى بهذا أصحابنا الإمامية، لأنه ليس في الأمة من يقول بالنص على الأئمة عليهم السلام سواهم فإن كان عناهم فجميع ما حكاه عنهم باطل وكذب عليهم، لأنهم لا يجيزون النسخ على أحد من الأئمة (ع) ولا أحد منهم يقول بحدوث العلم وإنما يحكى عن بعض من تقدم من شيوخ المعتزلة - كالنظام والجاحظ وغيرهما - وذلك باطل وكذلك لا يقولون: ان المتأخر ينسخ المتقدم إلا بالشرط الذي يقوله جميع من أجاز النسخ، وهو أن يكون بينهما تضاد وتناف لا يمكن الجمع بينهما، واما على خلاف ذلك فلا يقوله محصل منهم.
والوجه في تكرير القصة بعد القصة في القرآن، أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يبعث إلى القبائل المتفرقة بالسور المختلفة فلو لم تكن الانباء والقصص مكررة، لوقعت قصة موسى إلى قوم وقصة عيسى إلى قوم، وقصة نوح إلى قوم آخرين، فأراد الله بلطفه ورحمته أن يشهر هذه القصص في أطراف الأرض ويلقيها في كل سمع، ويثبتها في كل قلب، ويزيد الحاضرين في الافهام وتكرار الكلام من جنس واحد، وبعضه يجري على بعض، كتكراره في: قل يا أيها الكافرون، وسورة المرسلات، والرحمن فالوجه فيه، ان القرآن نزل بلسان القوم، ومذهبهم في التكرار - إرادة للتوكيد وزيادة في الافهام - معروف كما أن من مذهبهم الايجاز والاختصار إرادة للتخفيف وذلك أن افتنان المتكلم والخطيب في الفنون، وخروجه من شئ إلى شئ، أحسن من اقتصاره من المقام على فن واحد.
وقد يقول القائل: والله لأفعله ثم والله لأفعله، إذا أراد التوكيد كما يقول: افعله بحذف اللام إذا أراد الايجاز قال الله تعالى: " كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون " (73) وقال: " فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا " (74) وقال الله تعالى: " أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى " (75) وقال: " ما أدراك ما يوم الدين، ثم ما ادراك ما يوم الدين " (76) كل هذا يراد به التوكيد وقد يقول القائل لغيره: اعجل اعجل وللرامي ارم ارم قال الشاعر:
كم نعمة كانت لكم * كم كم وكم
وقال آخر:
هلا سألت جموع كندة * يوم ولوا أين أينا
وقال عوف بن الخزرج:
وكادت فزارة تصلى بنا * فأولى فزار فأولى
فزار فاما تكرار معنى واحد بلفظين مختلفين، كقوله: " الرحمن الرحيم " وقوله: " يسمع سرهم ونجواهم " والنجوى هو السر، فالوجه فيه ما ذكرنا من أن عادة القوم، تكرير المعنى بلفظين مختلفين، اتساعا في اللغة، كقول الشاعر: كذبا ومينا وهما بمعنى واحد.
وقول الآخر:
لمياء في شفتيها حوة لعس * وفي اللثات وفي أنيابها شنب
واللمى: سواد في الشفتين والحوة واللعس كلاهما سواد الشفتين وكرر لاختلاف اللفظ والشنب: تحزز في الأنياب كالمنشار، وهو نعت لها ورحمن ورحيم، سنبين القول فيهما فيما بعد وقوله: " وغشاها ما غشى " (77) وقوله: فغشيهم من اليم ما غشيهم " (78) وقوله: " ولا طائر يطير بجناحيه " (79) على ما قلناه من التوكيد، كما يقول القائل: كلمته بلساني، ونظرت إليه بعيني، ويقال بين زيد وبين عمرو، وإنما البين واحد.
والمراد بين زيد وعمرو وقال الشاعر أوس بن الحجر:
ألم تكسف الشمس شمس النهار * مع النجم والقمر الواجب (80)
والشمس لا تكون إلا بالنهار، فأكد ذكرنا هذه الجملة تنبيها عن الجواب عما لم نذكره، ولعلنا نستوفيه فيما بعد إذا جرى ما يقتضي ذكره ولولا عناد الملحدين، وتعجرفهم، لما احتيج إلى الاحتجاج بالشعر وغيره للشئ المشتبه في القرآن، لان غاية ذلك أن يستشهد عليه ببيت شعر جاهلي، أو لفظ منقول عن بعض الاعراب، أو مثل سائر عن بعض أهل البادية. ولا تكون منزلة النبي صلى الله عليه وآله - وحاشاه من ذلك - أقل من منزلة واحد من هؤلاء.
ولا ينقص عن رتبة النابغة الجعدي، وزهير بن الكعب وغيرهم ومن طرائف الأمور ان المخالف إذا أورد عليه شعر من ذكرناه، ومن هو دونهم سكنت نفسه، واطمأن قلبه وهو لا يرضى بقول محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ومهما شك الناس في نبوته، فلا مربة في نسبه، وفصاحته، فإنه نشأ بين قومه الذين هم الغاية القصوى في الفصاحة، ويرجع إليهم في معرفة اللغة.
ولو كان المشركون من قريش وغيرهم وجدوا متعلقا عليه في اللحن والغلط والمناقضة، لتعلقوا به، وجعلوه حجة وذريعة إلى اطفاء نوره وابطال امره، واستغنوا بذلك عن تكلف ما تكلفوه من المشاق في بذل النفوس والأموال.
ولو فعلوا ذلك لظهر واشتهر، ولكن حب الالحاد والاستثقال لتحمل العبادات، والميل إلى الفواحش أعماهم وأصمهم، فلا يدفع أحد من الملحدين - وان جحدوا نبوته صلى الله عليه وآله - انه اتى بهذا القرآن، وجعله حجة لنفسه، وقرأه على العرب وقد علمنا أنه ليس بأدون الجماعة في الفصاحة وكيف يجوزان يحتج بشعر الشعراء عليه، ولا يجوز أن يحتج بقوله عليهم وهل هذا إلا عناد محض، وعصبية صرف؟وإنما يحتج علماء الموحدين بشعر الشعراء وكلام البلغاء، اتساعا في العلم، وقطعا للشغب، وإزاحة للعلة، وإلا فكان يجب ألا يلتفت إلى جميع ما يطعن عليه، لأنهم ليسوا بان يجعلوا عيارا عليه بأولى من أن يجعل هو عليه السلام عيارا عليهم.
وروي عن ابن مسعود، أنه قال: " كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن " وروي انه استعمل علي (ع) عبد الله بن العباس على الحج فخطب خطبة لو سمعها الترك والروم لا سلموا ثم قرأ عليهم سورة النور - وروي سورة البقرة - ففسرها فقال رجل: " لو سمعت هذا الديلم لا سلمت " ويروى عن سعيد بن جبير، انه من قرأ القرآن ثم لم يفسره كان كالأعجمي أو الاعرابي.
فصل في ذكر أسامي القرآن وتسمية السور والآيات
سمى الله تعالى القرآن بأربعة أسماء: سماه قرآنا في قوله تعالى: " انا جعلناه قرآنا عربيا " (81) وفي قوله: " شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن " (82) وغير ذلك من الآي وسماه فرقانا في قوله تعالى: تبارك الذي انزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا." (83) وسماه الكتاب في قوله: " الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما " (84) وسماه الذكر في قوله: " انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون " (85) وتسميته بالقرآن تحتمل أمرين:
أحدهما: ما روي عن ابن عباس، أنه قال: (هو مصدر قرأت قرآنا) أي تلوته، مثل: غفرت غفرانا، وكفرت كفرانا والثاني: ما حكي عن قتادة، أنه قال " هو مصدر قرأت الشئ إذا جمعت بعضه إلى بعض " قال عمرو بن كلثوم:
ذراعي عيطل (86) ادماء (87) بكر * هجان (88) اللون لم تقرأ جنينا
اي لم تضم جنينها في رحمها. وقال قطرب في معناه قولان:
أحدهما: هذا وعليه أكثر المفسرين.
وقال قولا آخر: معناه لفظت به مجموعا وقال معنى البيت أيضا أي لم تلقه مجموعا وتفسير ابن عباس أولى، لان قوله تعالى (ان علينا جمعه وقرآنه، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه) (89) والوجه المختار أن يكون المراد وإذ تلوناه عليك، وبيناه لك، فاتبع تلاوته ولو حملناه على الجمع - على ما قال قتادة - لكان يجب ألا يلزم اتباع آية آية من القرآن النازلة في كل وقت، وكان يقف وجوب الاتباع على حين الجمع، لأنه علقه بذلك على هذا القول، لأنه قال: " فإذا قرأناه فاتبع قرآنه " يعني جمعناه على ما قالوه فاتبع قرآنه، وكان يقف وجوب الاتباع على تكامل الجميع، وذلك خلاف الاجماع فالأول أولى فان قيل: (كيف يسمي القراءة قرآنا، وإنما هو مقروء؟) قلنا: (سمي بذلك كما يسمى المكتوب كتابا، بمعنى: كتاب الكاتب) قال الشاعر في صفة طلاق كتبه لامرأته:
تؤمل رجعة مني وفيها * كتاب مثل ما لصق الغراء
يعني طلاقا مكتوبا وتسميته بأنه فرقان، لأنه يفرق بين الحق والباطل.
والفرقان هو الفرق بين الشيئين. وإنما يقع الفرق بين الحق والباطل بادلته الدالة على صحة الحق، وبطلان الباطل. وتسميته بالكتاب لأنه مصدر من قولك، كتبت كتابا، كما تقول قمت قياما. وسمي كتابا وإنما هو مكتوب، كما قال الشاعر في البيت المتقدم. والكتابة مأخوذة من الجمع في قولهم: كتبت السقاء إذا جمعته بالخرز قال الشاعر:
لا تأمنن فزاريا خلوت به * على قلوصك فاكتبها باسيار (90)
والكتبة، الخرزة. وكلما ضممت بعضه إلى بعض على وجه التقارب فقد كتبته والكتيب (91) من الجيش، من هذا لانضمام بعضها إلى بعض وتسميته بالذكر، ويحتمل أمرين:
أحدهما: انه ذكر من الله تعالى ذكر به عباده، فعرفهم فيه فرائضه، وحدوده.
والآخر: انه ذكر وشرف لمن آمن به وصدق بما فيه. كقوله (وانه لذكر لك ولقومك) (92). وأما السورة - بغير همز - فهي منزلته من منازل الارتفاع، ومن ذلك سور المدينة سمي بذلك - الحائط الذي يحويها لارتفاعه عما يحويه غيران سور المدينة لم يجمع سورا، وسورة القرآن تجمع سورا. وهذه أليق بتسميته سور القرآن سورة.
قال النابغة:
ألم تر ان الله أعطاك سورة * يرى كل ملك دونها يتذبذب
يعني منزلة من منازل الشرف التي قصرت عنها الملوك. واما من همز السورة من القرآن، فإنه أراد به القطعة التي انفصلت من القرآن وأبقيت وسؤر كل شئ بقيته.
يقال اسأرت في الاناء أي أبقيت فيه قال الأعشى بن ثعلبة، يصف امرأة:
فبانت وقد أسأرت في الفؤاد * صدعا على نأيها مستطارا
وتسمية الآية بأنها آية، يحتمل وجهين:
أحدهما: لأنها علامة يعرف بها تمام ما قبلها، ومنه قوله تعالى أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك (93) يعني علامة لإجابتك دعاءنا.
والآخر: أن الآية القصة والرسالة.
قال كعب بن زهير:
ألا أبلغا هذا المعرض آية * أيقظان قال القول إذا قال أم حلم
يعني رسالة فيكون معنى الآيات القصص، قصة تتلو قصة روى واثلة بن الأصقع أن النبي صلى الله عليه وآله قال (أعطيت مكان التوراة السبع الطول، وأعطيت مكان الزبور المئين، وأعطيت مكان الإنجيل، المثاني، وفضلت بالمفصل) فالسبع الطول 1 - البقرة 2 - آل عمران 3 - النساء 4 - المائدة 5 - الانعام 6 - الأعراف 7 - ويونس.
في قول سعيد بن جبير وروي مثل ذلك عن ابن عباس قال وسميت السبع الطوال، لطولها على سائر القرآن. وأما المئون، فهو كل سورة تكون مائة آية أو يزيد عليها شيئا يسيرا، أو ينقص عنها شيئا يسيرا. وأما المثاني فهي ما ثنت المئين، فتلاها. فكان المئون لها أوائل، وكان المثاني لها ثوان وقيل إنها سميت بذلك، لتثنية الله قيها الأمثال، والحدود، والقرآن، والفرائض وهو قول ابن عباس.
وقال قوم (المثاني سورة الحمد، لأنها تثنى قراءتها في كل صلاة) وبه قال الحسن البصري، وهو المروي في أخبارنا قال الشاعر:
حلفت بالسبع اللواتي طولت * وبمئين بعدد قد أميت
وبثمان ثنيت وكررت * وبالطواسين التي قد تليت
وبالحواميم التي قد سبعت * وبالمفصل اللواتي فصلت وسميت
المفصل مفصلا، لكثرة الفصول بين سورها ببسم الله الرحمن الرحيم وسمي المفصل محكما، لما قيل إنها لم تنسخ. وقال أكثر أهل العلم (أول المفصل من سورة محمد صلى الله عليه وآله إلى سورة الناس) وقال آخرون (من ق، إلى الناس) وقالت فرقة ثالثة - وهو المحكي عن ابن عباس - أنه من سورة الضحى إلى الناس وكان يفصل من الضحى بين كل سورتين بالتكبير، وهو قراءة ابن كثير.
وإن قيل: ما وجه الحكمة في تفصيل القرآن على السور؟قيل: فيه وجوه من الجواب:
أحدها - أن القارئ، إذا خرج من فن إلى فن كان أحلى في نفسه وأشهى لقراءته.
ومنها - ان جعل الشئ مع شكله، وما هو أولى به هو الترتيب الذي يعمل عليه.
ومنها - أن الانسان قد يضعف عن حفظ الجميع، فيحفظ سورة تامة ويقتصر عليها، وقد يكون ذلك سببا يدعوه إلى غيرها
ومنها - ان التفصيل أبين، إذ كان الاشكال مع الاختلاط والالتباس أكثر.
ومنها - ان كلما ترقى إليه درجة درجة ومنزلة منزلة كانت القوة عليه أشد، والوصول إليه أسهل وإنما السورة منزلة يرتفع منها إلى منزلة.
1- كتبت هذه الأبيات على ثريا أهديت لمرقد شيخ الطائفة ولم يذكر ناظمها.
2- فما ذكره في " الروضات " من روايته عن الشريف الرضي كما في ترجمة الشريف ص 573 من الطبعة الأولى من سبق القلم، حيث كانت وفاة الشريف سنة 406 ه? بالاجماع، و دخول الشيخ بغداد كان في 408 كما صرح به هو أيضا في ص 581، والغريب نقل بعض لذلك عن " مستدرك الوسائل " لشيخنا الحجة النوري وهو خال من ذلك بل هو الذي نبه على هذا الاشتباه.
3- ان هذا وأمثاله مما يكذب ما ينسبونه إلى السيد المرتضى من البخل، وانه دخل على الوزير المهلبي فقدم له عريضة يطلب فيها رفع ضريبة قدرها عشرون دينارا فرضت على أرض له فلم يحفل الوزير به واعرض عنه فلامه بعض الحضور على اهانته واحترام أخيه الرضي مع انه دونه في العلم والفضل فعلل بما مر. هذا كله مما خلقه المغرضون وأنت ترى ان انتقال الرياسة الدينية اليه في بغداد بذلك العصر يستلزم الكرم والجود الفائقين، كما ان مما لا شك فيه انه كان بعول بجماعة من تلامذته - غير الشيخ الطوسي - أن لم يعل بالجميع، ويبذل لهم ما كان يبذل له وقد ذكر الشيخ البهائي في " الكشكول " ما كان يجريه المرتضى للشيخ الطوسي وقال بعده: ولأبي البراج كل شهر ثمانية دنانير الخ. وقد تصدى لرد مثل هذه المختلقات ولدنا الدكتور عبد الرزاق محي الدين في كتابه " أدب السيد المرتضى " الذي نال به شهادة الدكتوراه في الأدب من القاهرة، والذي عرضه علينا بعد عودته إلى العراق فراقنا كثيرا وكتبنا عليه تقريظا.
4- خطط الشام ج 6 ص 185.
5- معجم البلدان ج 2 ص 342.
6- التاريخ الكامل ج 10 ص 3.
7- سابور معرب شاپور " شاه پور " كان من وزراء الشيعة للملك الشيعي بهاء الدولة، وكان من أهل العلم والفضل والأدب، وكانت دار علمه محط الشعراء والأدباء، ذكره الثعالبي في " يتيمة الدهر " وعقد فصلا خاصا للشعراء الذين مدحوه، منهم أبو العلاء المعري فقد مدحه بقصيدة مشهورة وذكر فيها دار كتبه هذه بقوله: وغنت لنا في دار سابور قينة * من الورق مطراب الاصائل مهباب ترجم له ابن خلكان في " وفيات الأعيان " ج 1 ص 199 - 200 فقال: كان من أكابر الوزراء وأماثل الرؤساء، جمعت فيه الكفاية والدراية، وكان بابه محط الشعراء الخ وهذه المكانة المادية - مضافا إلى ما للرجل في نفسه من الفضائل العلمية والكمالات الروحية - من الأسباب القوية لتحريضه على جمع الكتب العلمية ووقفها لأهل مذهبه، ولا سيما النفيسة القليلة الوجود المصححة المعتبرة كما هي صفة جماعتي الكتب حتى اليوم. ولد بشيراز في سنة 336 ه? وتوفي في 416 ه? وتوفي مخدومه بهاء الدولة في 403 ه? عن 42 سنة - ودفن في النجف عند والده فنا خسرو الملقب بعضد الدولة كما ذكره القاضي نور الله المرعشي في " مجالس المؤمنين " ص 379 رحمهم الله جميعا.
8- المنتظم ج 8 ص 173 و 179.
9- وقد يقال: الشيخان. ويراد به الشيخ المفيد والشيخ الطوسي، والشيخان في اصطلاح المتكلمين هما الجبائيان أبو علي محمد بن عبد الوهاب المتوفي سنة 303 ه?، وابنه أبو هاشم عبد السلام بن محمد المتوفي سنة 321 ه? وكلاهما من رؤساء المعتزلة، ولهما مقالات على مذهب الاعتزال والكتب الكلامية مشحونة بمقالاتهما. ويطلق الشيخ في كتب الحكمة والمنطق على أبي علي الحسين بن عبد الله بن سينا البخاري المتوفى سنة 428 ه? ويطلق الشيخ في كتب البلاغة على الشيخ أبي بكر عبد القاهر الجرجاني المتوفى سنة 471، ه? وغير ذلك.
10- طبع هذا الكتاب في طهران عام 1311 ه? طبعة سقيمة مملوءة بالأغلاط. وقد رأيت منه نسخا صحيحة متقنة إحداها في (الخزانة الغروية) تاريخ كتابتها (766 ه?) وهي مقرره على المشايخ وعليها بلاغاتهم، وفيها فوائد كثيرة، والثانية في (مكتبة الحجة السيد حسن الصدر) وهي نفيسة أيضا قرئت على مصنفها العلامة فكتب على ظهر القسم الأول منها إجازة، وفي آخر القسم الثاني إجازة أخرى أيضا كلتاهما في سنة 715 ه? وهما لواحد، والثالثة كتبت عن نسخة بخط حفيد المؤلف أي أبي المظفر يحيى بن محمد بن الحسن إلى غير ذلك ولمعرفة خصوصيات هذا الكتاب وزيادة الاطلاع عليه راجع كتابنا " الذريعة إلى تصانيف الشيعة " ج 7 ص 214 - 215.
11- الأصل: عنوان يصدق على بعض كتب الحديث خاصة، والأصول الأربعمائة هي: أربعمائة كتاب ألفت من جوابات الامام الصادق عليه السلام، وقد تكلمنا عنها في غاية الوضوح والدقة في كتابنا (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) ج 1 ص 125 - 135 فليراجعه طالب التفصيل.
12- اشتبه الأمر على البحاثة المرحوم الحاج كاتب الحلبي في (كشف الظنون) ج 1 ص 312 و ج 2 ص 385 فنسب (مجمع البيان) للشيخ الطوسي وقال: انه توفي سنة 561 ه?. ثم قال: واختصر (الكشاف) وسماه (جوامع الجامع) وابتدأ بتأليفه في سنة 562 ه? وكأنه لم يميز بين الشيخ الطوسي المتوفي (سنة 406 ه? والشيخ الطبرسي المتوفي سنة 548 ه? و (جوامع الجامع) هو للأخير ألفه بعد (مجمع البيان) وفرغ منه سنة 543 ه? كما فصلناه في (الذريعة) ج 5 ص 248 - 249.
13- ذكره البحاثة المفضال يوصف أسعد داغر في مصادر كتابه (مصادر الدراسة الأديبة) ج 1 ص 9 وذكر ان وفاة الشيخ في 465 ه? والصحيح 460 كما سيأتي وقال: انه في 283 ص والصحيح 383.
14- كنا نظن انه نظام الدين الساوجي، لكن المولى عبد الله الأفندي صاحب (الرياض) قال: واحتمال كون نظام الدين هذا هو الساوجي تلميذ البهائي بعيد.
15- هذه المكتبة تحتوي على أكثر من ألف مجلد كلها مخطوطة قديمة نادرة من مؤلفات أعلام القرون الأولى والوسطى، ولها بين أهل العلم والأدب في إيران شهرة واسعة، وقد رأيناها وضبطنا خصوصيات نوادرها، وصاحبها الجليل من العلماء الأفذاذ، وهو اليوم من أساتذة جامعة طهران على بزته الروحية وعمته الشريفة، وهو من أصدقائنا ومن الآحاد الذين أجزناهم في الاجتهاد المطلق ورواية الحديث، وقد أهدى هذه المكتبة العظيمة - التي خسر في سبيل جمعها ما ورثه من الاملاك إلى جامعة طهران، فكان لذلك صدى ارتياح واستحسان وقد اختارت الجامعة لتأليف فهرس لها فاضلين من أهل الفن والخبرة أحدهما ولدي الأرشد الأديب البحاثة الميرزا على تقي المنزوي والثاني الفاضل البحاثة محمد تقي دانش پ?وه وهما من خيرة تلامذة صاحب المكتبة السيد محمد المشكاة في كلية المعقول والمنقول وقد أخرج ولدي المحروس حتى الآن جزئين الأول خاص بالكتب المؤلفة في القرآن والدعاء طبع في سنة 1370 ه? فجاء في 275 صفحة، والثاني خاص بكتب الأدب طبع عام 1372 ه? فجاء في 889 صحفة وقد صدره بتقريض جليل من أخينا في الله الحجة فقيد الاسلام ومفخرة الشيعة الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء رحمه الله كتبه على الجزء الأول عند ما بعث نسخة منه إلى مكتبته الموقوفة في النجف الأشرف وقد أخرج الفاضل الآخر بعد الجزء الثاني سلسلة وصلنا منها حتى كتابة هذه السطور 2072 صفحة ولها تتمة على ما يقال، وهي في مختلف العلوم وفي فصول مختلفة.
16- ان تواريخ وفيات أكثر مشايخ شيخ الطائفة مجهولة، فمن لم نقف على تاريخ وفاته من أهل العراق نذكر له هذا التاريخ لأنه كان حيا فيه، وذلك لأن ورود شيخ الطائفة إلى العراق كان في سنة 408 ه?، ولا شك انه استجازهم بعد ورود في تاريخ لا نعرفه، ولذا فانا نثبت ما تيقنا راجين أن يوفق غيرنا لاكتشاف ما لم نوفق له.
17- قال صاحب (الرياض): المشهور ان أشناس بضم الهمزة... لكن قد وجدت بخط بعض الأفاضل في الصحيفة المذكورة - الصحيفة السجادية التي يرويها هذا الشيخ - لفظ أشناس مضبوطا بفتح الهمزة.
18- الصحيح: أبي جعفر. كما مر عليك في أكثر من موضع.
19- التاريخ خطأ كما سنبينه.
20- قال شيخنا النوري في (المستدرك) في التعليق على هذا التأمل ما لفظه: وهو في محله فان وفاة المفيد سنة 413 ه? ولم أعثر على تاريخ وفاة أبي علي الا أنه يظهر من مواضع من (بشارة المصطفى) انه كان حيا في سنة 515 ه? فلو روى عنه بعد من المعمر بن الذين من رأيهم - اي المترجمين - الإشارة اليه. أقول: هذا هو القول الفصل، حيث يلزم من تصحيح روايته عن المفيد كونه يوم وفاة أستاذه ابن عشرين سنة على الأقل، وعليه فيكون عمره في تاريخ سنة 515 ه? مائة واثنتان وعشرون سنة، ولو كان كذلك لما فاتت مترجميه الإشارة إلى ذلك.
21- كتب لنا قبل مدة الدكتور بشر فارس عضو المجمع العلمي اللغوي في القاهرة يسألنا عن رأي علماء الشيعة في تصوير ذوات الأرواح فلم نزد على ما ذكرناه.
22- ذكره الأستاذ البحاثة يوسف أسعد داغر في مآخذ كتابه (مصادر الدراسة الأدبية) ج 1 ص 12 وسماه (منتهى المقال). ولخص رأي مؤلفه بأن الثقات ممن ذكره (1328) والحسان (1445) والموثقون (641) والباقي أي 13268 ما بين ضعيف ومجهول ومهمل. أقول: راجع ما ذكرناه في (الذريعة) ج 4 ص 466 - 467 لتعرف رأي الشيخ المامقاني ومراده بالمجهول.
23- هؤلاء الستة من أقطاب هذه الطائفة وعمدها وأركانها وحفظة آثارها ومآثرها، ولهم على الشيعة الامامية فضل لا ينكر ومنة عظيمة، وعلى كتبهم حتى يوم الناس هذا مدار العمل، وتسمى مؤلفات المتقدمين بالكتب الأربعة، ومؤلفات المتأخرين، بالجوامع المتأخرة.
24- المنة: القوة والكلمة من الأضداد.
25- سورة الزخرف: آية 43.
26- سورة الشعراء: آية 195.
27- سورة إبراهيم: آية 4.
28- سورة الأنعام: آية 38.
29- سورة النساء: آية 82.
30- سورة محمد: آية 24.
31- سورة الأعراف: آية 186.
32- سورة لقمان: آية 34.
33- سورة الأنعام: آية 151.
34- سورة التوحيد: آية 1.
35- سورة البقرة: آية 43 و 83 و 110 النساء آية 76. الحج آية 78 النور آية 56 المجادلة آية 13 الزمل آية 2.
36- سورة آل عمران: آية 91.
37- سورة الأنعام: آية 141.
38- سورة المعارج: آية 23.
39- سورة هود آية 78.
40- سورة سبأ آية 17.
41- سورة النساء آية 36 الحديد آية 24 والبخل بالرفع مصدر بخل والبخل بالفتح مصدر بخل.
42- سورة البقرة آية 28.
43- سورة سبأ آية آية 19.
44- سورة النور آية 15.
45- سورة البقرة آية 259.
46- سورة يس آية 29 - 49 - 53 - سورة ص آية 15.
47- سورة القارعة. آية 50.
48- سورة ق آية - 19.
49- سورة يس آية 35.
50- سورة الواقعة آية 25.
51- آية 24.
52- سورة البقرة آية 286.
53- سورة الأنعام آية 151.
54- سورة التوحيد آية 1.
55- سورة التوحيد آية 3 و 4.
56- سورة حم السجدة آية 46.
57- سورة الذاريات آية 56.
58- سورة الزمر آية 56.
59- سورة الزمر آية - 67.
60- سورة القمر آية 14.
61- سورة الرعد آية 29. إبراهيم آية - 4 فاطر آية - 8.
62- سورة محمد آية 23.
63- سورة هود آية 1.
64- سورة الزمر آية 23.
65- سورة آل عمران آية 7.
66- سورة النور آية 2.
67- سورة آل عمران آية 97.
68- سورة البقرة آية 228.
69- سورة آل عمران آية 97.
70- سورة البقرة آية 240.
71- سورة المجادلة آية 12.
72- سورة الأنفال آية 65.
73- سورة التكاثر آية 3 و 4.
74- سورة الانشراح آية 5 و 6.
75- سورة القيامة آية 34 و 35.
76- سورة الانفطار آية 17 و 18.
77- سورة النجم آية 54.
78- سورة طه آية 78.
79- سورة الأنعام آية 38.
80- الواجب: الغائب.
81- سورة الزخرف آية 3.
82- سورة البقرة آية 185.
83- سورة الفرقان آية 1.
84- سورة الكهف آية 1.
85- سورة يوسف آية 12 و 63 وسورة الحجر آية 10.
86- عطيل: طويلة العنق.
87- ناقة ادماء: بيضاء.
88- بيضاء اللون.
89- سورة القيامة آية 17 - 18.
90- اسيارج سير: الجلد.
91- والكتيبة.
92- سورة الزخرف آية 44.
93- سورة المائدة آية 117.