ترجمة الشيخ المازندراني ورأيه

5 - الشيخ محمد صالح بن أحمد المازندراني.

قال الحرّ العاملي: " فاضل عالم محقّق، له كتب منها شرح الكافي، كبير حسن... "(1) وقال الخونساري: " كان من العلماء المحدّثين والعرفاء المقدّسين، ماهراً في العقول والمنقول، جامعاً للفروع والاصول "(2).

فإنّه يستفاد من كلام له في (شرح الكافي) أخذه بظواهر ما ورد فيه، وربما ذكر الوجوه والمعاني الاخرى التي ذكرها المحدّثون لتلك الأخبار على وجه الإحتمال، بل رأينا منه أحياناً تكلّفاً لإبقاء بعضها على ظاهره.

قال رحمه الله في شرح حديث الكليني عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي(3) " وكأنّ هذا المصحف المدفوع إليه هو الذي جمعه أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد وفاة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأخرجه وقال: هذا هو القرآن الذي أنزله سبحانه، وردّه قومه ولم يقبلوه، وهو الموجود عند المعصوم من ذرّيّته كما دلّت عليه الأخبار ".

ثم قال: " وفي هذا الخبر دلالة على وجود مصحف غير هذا المشهور بين الناس، وعلى وجود التحريف والتغيير والحذف فيما أنزله الله تعالى من القرآن على محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم).

ورفعه لا يضر، لاعتضاده بأخبار اخر من طرقنا، وهي كثيرة مذكورة في كتاب الروضة وغيره ".

قال - وهو يقصد تقوية ذلك بأحاديث أهل السنّة -: " وقد دلّت الاخبار من طرقهم أيضاً على وقوع التغيير "(4).


1- أمل الآمل 2: 276.

2- روضات الجنات: 319.

3- الكافي 2: 461، ونصّ الحديث: عن البزنطي، قال: دفع إليّ أبو الحسن عليه السّلام مصحفاً وقال: لا تنظر فيه، ففتحته وقرأت فيه: لم يكن الّذين كفروا فوجدت فيها اسم سبعين رجلاً من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم، قال: فبعث إليّ: إبعث إليّ بالمصحف.

4- شرح الكافي 11: 71 - 72.