الآية 41
قوله تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾
يقول الله تعالى لهؤلاء الكفار على وجه التنبيه لهم على الاعتبار بأفعال الله، أو ما يرون أنا ننقص الأرض من أطرافها؟وقيل في معناه أربعة أقوال: قال ابن عباس والحسن والضحاك: ما فتح على المسلمين من أرض المشركين. وقال مجاهد، وقتادة: وننقصها بموت أهلها. وفي رواية أخرى عن ابن عباس. ومجاهد: بموت العلماء. وفي رواية أخرى عنهما: بخرابها. ثم أخبر أن الله تعالى يحكم ويفصل الامر ولا أحد يعقب حكمه، ولا يقدر على ذلك، وأنه سريع المجازاة على افعال العباد، على الطاعات بالثواب، وعلى المعاصي بالعقاب. والنقص أخذ الشئ من الجملة، وفي فلان نقص أي نقص منزلة عن منزلة عظيمة في المقدور أو المعلوم، والثاني للأمور. والطرف منتهى الشئ، وهو موضع من الشئ ليس وراءه ما هو منه. وأطراف الأرض نواحيها. والتعقيب رد الشئ بعد فصله، ومنه عقب العقاب على صيده إذ أرد الكرور عليه بعد فصله عنه قال لبيد:
حتى تهجر في الرواح وهاجه * طلب المعقب حقه المظلوم (1)
والسرعة عمل الشئ في قلة المدة، على ما تقتضيه الحكمة، وضده الابطاء، والسرعة محمودة والعجلة مذمومة.
1- اللسان (عقب) ومجمع البيان 3 / 279، وتفسير الطبري (الطبعة الأولى) 13 / 72.