الآية 7

قوله تعالى: ﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلآ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ﴾

اخبر الله تعالى ان هؤلاء الكفار الذين تقدم ذكرهم يقولون هلا انزل على محمد آية يقترحونها مثل ما حكى الله عنهم من نحو تفجير الأنهار بحيث سألوا سقي البلاد ونقل جبال مكة عن أماكنها لتتسع على أهلها وإنزال كتاب من السماء إلى الأرض يقرؤن فيه الأمور التي دعاهم إليها، فقال الله تعالى له ليس أمر بالآيات إليك إنما أمرها إلى الله ينزلها على ما يعلمه من مصالح العباد " وإنما أنت منذر " اي معلم لهم على وجه التخويف لهم معاصي الله وعقابه، " ولكل قوم هاد " يهديهم إلى الحق. وللناس في معناه خمسة أقوال:

أحدها: روي عن ابن عباس بخلاف فيه ان الهادي هو الداعي إلى الحق.

الثاني: قال مجاهد وقتادة وابن زيد: انه نبي كل أمة.

الثالث: في رواية أخرى عن ابن عباس وسعيد بن جبير ورواية عن مجاهد والضحاك: ان الهادي هو الله.

الرابع: قال الحسن وقتادة في رواية وأبو الضحى وعكرمة: انه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو اختيار الجبائي.

والخامس: ما روي عن أبي جعفر، وأبي عبد الله (ع) إن الهادي هو امام كل عصر، معصوم يؤمن عليه الغلط وتعمد الباطل. وروى الطبري باسناده عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت " إنما أنت منذر ولكل قوم هاد " وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدره، وقال انا المنذر ولكل قوم هاد " وأومأ بيده إلى منكب علي (ع)، فقال أنت الهادي يا علي بك يهتدي المهتدون من بعدي.