الآية 56
قوله تعالى: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ﴾
معنى قوله " فأما " تفصيل المجمل على قولك فيجازي العباد أما المؤمن فبالثواب وأما الكافر فبالعقاب. وقوله: " فأعذبهم " فالعذاب: استمرار الآلام لان أصله استمرار الشئ، فمنه العذوبة لاستمرار العذب في الحلق، ومنه العذبة لاستمرارها بالحركة. وقوله " شديدا " فالشدة صعوبة بالانتقام. والقوة: عظم القدرة، فالشدة نقيض الرخاوة. والقوة نقيض الضعف، فشدة العذاب قد تكون بالتضعيف، وقد تكون بالتحبيس. وقوله: (في الدنيا والآخرة) فعذابهم في الدنيا اذلالهم بالقتل، والأسر، والسبي، والخسف، والجزية، وكلما فعل على وجه الذلة والإهانة. وفي الآخرة عذاب الأبد. والفرق بين الآخرة والانتهاء أن الآخرة قد تكون بعد العمل، فأما الانتهاء فجزء منه لا يكون بعد كماله هذا إذا أطلق فان أضيف فقيل آخر العمل فمعناه انتهاء العمل. وقوله: (وما لهم من ناصرين) فالنصرة هي المعونة على العدو خاصة. والمعونة هي زيادة في القوة وقد تكون على العدو، وغير العدو.