الآيات 66-70
قوله تعالى: ﴿رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ، قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ، أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ، مَا كَانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ، إِن يُوحَى إِلَيَّ إِلاَّ أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾
القراءة:
قرأ أبو جعفر " إنما انا نذير مبين " بكسر الهمزة. الباقون بفتحها. لما وصف الله تعالى نفسه بأنه الواحد القهار وصفها أيضا بأنه " رب السماوات والأرض " أي مالكهما ومدبرهما ومدبر ما بينهما " العزيز " الذي لا يغالب لسعة مقدوراته " الغفار " لذنوب عباده إذا تابوا. ثم قال قل لهم يا محمد " هو نبأ عظيم " قال مجاهد والسدي يعني القرآن " هو نبأ عظيم " أي الخبر العظيم وقال الحسن: هو يوم القيامة. ثم خاطب الكفار فقال " أنتم " معاشر الكفار " عنه معرضون " عن هذا النبأ العظيم لا تعلمون بما يوجب مثله من اجتناب المعاصي وفعل الطاعات. ثم أمر نبيه صلى الله عليه وآله ان يقول أيضا " ما كان لي من علم بالملأ الاعلى إذ يختصمون " يعني بالملأ الاعلى الملائكة اختصموا في آدم حين قيل: لهم " إني جاعل في الأرض خليفة " في قول ابن عباس وقتادة والسدي، فما علمت ما كانوا فيه إلا بوحي من الله تعالى. وقيل: كان اختصام الملائكة في ما كان طريقه الاجتهاد. وقيل: بل طريقه استخراج الفائدة، ولا يجوز ان يختصموا في دفع الحق. وقوله " إن يوحى إلي إلا أنما انا نذير مبين " قيل في معناه قولان:
أحدهما: ليس يوحى إلى إلا لأني انا نذير مبين أي مخوف من المعاصي مظهر للحق.
الثاني: ليس يوحى إلي إلا الانذار البين الواضح.