الآية 63

قوله تعالى: ﴿لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ﴾

المعنى:

معنى " لولا " هاهنا هلا. واصلها ان يمتنع الشئ لوجود غيره. (لو) معناها امتناع الشئ لامتناع غيره. وقال الرماني أصلها التقدير لوجوب الشئ عن الأول فنقلت إلى التحضيض على فعل الثاني من أجل الأول. وان لم يذكر ولابد معها من دلالة دخلها معنى: لم لا يفعل. فان قيل كيف تدخل (لولا) على الماضي وهي للتحضيض وفي التحضيض معنى الامر ؟! قيل: لأنها تدخل للتحضيض والتوبيخ، فإذا كانت مع الماضي فهي توبيخ كقوله تعالى " لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء " (1) وقوله " ولولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا " (2). و " الرباني " العالم بالدين الذي من قبل الرب، وهو منسوب إلى الرب على وجه تغيير الاسم، كما قالوا روحاني في النسبة إلى الروح، وبحراني في النسبة إلى البحر. وقال الحسن " الربانيون " علماء أهل الإنجيل والأحبار علماء أهل التوراة. وقال غيره كله في اليهود، لأنه يتصل بذكرهم. وقوله: " لبئس ما " اللام فيه لام القسم ولا يجوز أن تكون لام الابتداء، لأنها لا تدخل على الفعل الا في باب " أن " خاصة لأنها حلقت عن الاسم إلى الخبر لئلا يجمع بين حرفين في موضع واحد بمعنى واحد والصنع والعمل واحد. وقيل الفرق بينهما أن الصنع مضمن بالجودة من قولهم: ثوب صنيع، وفلان صنيعة فلان إذا استخلصه إلى غيره وصنع الله لفلان أي أحسن إليه وكل ذلك كالفعل الجيد.

1- سورة 24 النور آية 12 - 13.

2- سورة 24 النور آية 12 - 13.