من هو اليتيم؟

واليتيم هو إنسان: لم يبلغ الحلم، قد فقد أباه الذي يكفله، ويدبر شؤونه من موقع المحبة والدراية، والحكمة. أما من يفقد أمه فلا يقال له يتيم في المصطلح الشرعي. فاليتيم إذن يحتاج إلى راع، وكفيل يعامله معاملة إنسانية، ويحتاج إلى رفق وحنان، وعاطفة ليعوّضه عما فقده، ويسد له خصوص هذا النقص، ويدبر أموره بحكمة، وبدافع عاطفي إنساني.

فإذا توجّه هذا اليتيم إلى من يأمل فيه ذلك، فواجهه بالقسوة والعنف، فكيف ستكون حاله، وكيف يمكن وصف مشاعره وانفعالاته في تلك اللحظات. فالذي يدعّ اليتيم يفقد الدافع الإنساني والشرعي لمساعدته، والرادع الخلقي والشرعي عن الإساءة إليه، فهو لا يملك مشاعر إنسانية، ولا عاطفة لديه، ولا يشعر بآلام غيره، ولا يحس بالمسؤولية الشرعية، ولا يرى أن هناك جزاء على فعله، ولا يخاف من حساب ولاعقاب ولا عتاب، ومن يكون كذلك، فأي شيء يمنعه من الإيذاء والاعتداء على الآخرين والإساءة إليهم، ولماذا لا يتلذذ بزيادة آلام المعذبين، والتشفّي بهم؟