الآية 10
قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾
قوله: " والذين كفروا " معناه جحدوا توحيد الله، وصفاته وعدله، وأنكروا نبوة نبيه، والاعتراف بما جاء به من عند الله، وكذبوا بآيات الله أخبر الله عنهم أنهم أصحاب الجحيم. وجحيم اسم من أسماء جهنم، فعلى هذا قوله، " والذين " في موضع رفع على الابتداء " وكفروا " في صلة الذين وكذبوا بآياتنا عطف على ما في الصلة. وقوله: أولئك أصحاب الجحيم جملة في موضع خبر الذين. وحد الكفر عندنا كل معصية يستحق بها عقاب دائم، لان ما ليس بكفر من المعاصي لا يستحق عليه إلا عقاب منقطع، ثم ينقسم قسمين فإن كان كفر ردة، تعلقت عليه أحكام من منع الموارثة من المسلم والصلاة عليه، والدفن في مقابر المسلمين، وغير ذلك. وإن كان كافر ملة بأن يكون مظهرا للشهادتين لم يجر عليه شئ من هذه الأحكام. وقال قوم: إن الكفر أعظم الاجرام، لأنه جحد أنعم الله، ونعمته أعظم النعم، ويستحق عليها أعظم الشكر، فيجب أن يكون كفرها وجحدها أعظم الاجرام والمكذب بآيات الله، وان يعلمها آيات، فهو كافر إذا كان له سبيل إلى معرفتها. ومعنى أصحاب الجحيم أنهم يخلدون في النار، لان المصاحبة تقتضي الملازمة كما يقال أصحاب الصحراء بمعنى الملازمين لها.