الآية 7

قوله تعالى: ﴿لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ﴾

القراءة:

قرأ ابن كثير وحده " آية للسائلين " على التوحيد الباقون " آيات " على الجمع. قال أبو علي النحوي من أفرد جعل شأنه كله آية. ويقوي ذلك قوله " وجعلنا ابن مريم وأمه آية " (1) فأفرد، وكل واحد منهما على انفراده يجوز أن يقال آية، فافرد مع ذلك، ومن جمع جعل كل واحد من أحواله آية، ومن جمع على ذلك على أن المفرد المنكر في الايجاب يقع دالا على الكثرة كما يكون ذلك في غير الايجاب قال الشاعر:

فقتلا بتقتيل وضربا بضربكم * جزاء العطاش لا ينام من الثار (2)

اللام في قوله " لقد " هي اللام التي يتلقى بها القسم. أقسم الله تعالى في هذه الآية أنه كان في يوسف وفي اخوته آيات. والآية الدلالة على ما كان من الأمور العظيمة. والآية والعلامة والعبرة نظائر في اللغة. وقال الرماني: الفرق بين الآية والحجة: أن الحجة معتمد البينة التي توجب الثقة بصحة المعنى. والآية تكشف عن المعنى الذي فيه أعجوبة. ووجه الآية في يوسف واخوته أنهم نالوه للحسد بالأذى مع أنهم أولاد الأنبياء: يعقوب وإسحاق وإبراهيم، فصفح وعفا، وأحسن ورجع إلى الأولى، وكان ذلك خروجا عن العادات. وقال الزجاج: معناه بصيرة للذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم فأنبأهم بقصة يوسف - وهو صلى الله عليه وسلم لم يقرأ كتابا، ولم يعلمه إلا من جهة الوحي - جوابا لهم حين سألوه. وفي يوسف لغتان ضم السين وكسرها، وكذلك يونس بضم النون، وكسرها، والقراء على الضم فيهما، وحكى قطرب فتح النون في يونس وهي شاذة.


1- سورة المؤمنون آية 51.

2- مجمع البيان 3: 210.