الآية 1
مكية في قول مجاهد، وقتادة، وهي مئة واحدى عشر آية بلا خلاف في ذلك.
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى: ﴿الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾
لم يعدوا (الر) آية، لأنه على حرفين، ولا يشاكل رؤوس الآي، فيعد من الفواصل بالوجهين، لأنه بالحرفين يجري مجرى الأسماء الناقصة، وإنما يؤم بالفواصل التمام، وإنما يعد (طه) لأنه يشبه رؤوس الآي. وقد بينا فيما تقدم اختلاف المفسرين في مبادئ السور بهذه الحروف (1). وقلنا أن أقوي الأقوال قول من قال إنها أسماء للسور، فلا وجه، لإعادة القول فيها. قوله " تلك آيات " قال قوم: هو إشارة إلى ما تقدم من ذكره السورة في قول " الر " كأنه قال سورة يوسف " تلك آيات الكتاب المبين ".
الثاني: انه إشارة إلى ما يأتي من ذكرها على وجه التوقع لها. وقال قوم: معناه هذه تلك الآيات التي وعدتم بها في التوراة، كما قال " ألم ذلك الكتاب " المبين " معناه المظهر لحلال الله وحرامه والمعاني المرادة به، وهو قول مجاهد وقتادة، ويروي عن معاذ أنه قال (المبين) قال بين الحروف التي سقطت عن السن الأعاجم، وهي ستة يعني حروف الحلق. والبيان هو الدلالة. وقال الرماني البيان: إظهار المعنى من الطريق التي من جنسه. والبرهان إنما هو إظهار صحة المعنى بما يشهد به، وإنما سميت (آيات) لما فيها من الدلالة القاطعة على صحة ما تضمنته الآية الدالة.
1- انظر 1 / 47 - 50، 2 / 388، 4 / 367، 5 / 381، 511.