الآية 112
قوله تعالى: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾
أمر الله النبي صلى الله عليه وسلم وأمته أن يستقيموا كما أمرهم الله، وكذلك من رجع إلى الله والى نبيه " ولا تطغوا " يعني في الاستقامة، فيخرجوا عن حدها بالزيادة على ما أمرهم فرضا كان أو نفلا. وقيل: معناه لا تطغينكم النعمة، فتخرجوا من الاستقامة. و (الاستقامة) الاستمرار في جهة واحدة، وان لا يعدل يمينا وشمالا. و (الطغيان) تجاوز المقدار في الفساد. والطاغي كالباغي في صفة الذم، وطغى الماء مشبه بحال الطاغي، وإنما خص من تاب دون ان أسلم من أول حاله للتغليب في الأكثر ويدخل فيه الأقل على وجه التبع. وقوله " انه بما تعملون بصير " اخبار منه تعالى أنه عالم بأعمالهم لا يخفى عليه شئ منها.