الآية 91
قوله تعالى: ﴿قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ﴾
في هذه الآية حكاية ما أجاب به قوم شعيب له (ع) فقالوا له حين سمعوا منه الوعظ والتخويف: لسنا نفقه أي لسنا نفهم عنك معنى كلامك، والفقه: فهم الكلام على ما تضمن من المعنى، وقد صار علما لضرب من علوم الدين، فصار الفقه عبارة عن علم مدلول الدلائل السمعية، وأصول الدين علم مدلول الدلائل العقلية. وقوله " وانا لنراك فينا ضعيفا " قيل في معناه أربعة أقوال: قال الحسن: معناه مهينا، وقال سفيان: معناه ضعيف البصر، وقال سعيد بن جبير وقتادة: كان أعمى. قال الزجاج ويسمى الأعمى بلغة حمير ضعيفا. وقال الجبائي معناه: ضعيف البدن. وقوله " ولولا رهطك " فالرهط عشيرة الرجل وقومه، واصله الشد، والترهط شدة الاكل، ومنه الرهطاء جحر اليربوع لشدته وتوثيقه ليخبئ فيه ولده. وقوله " لرجمناك " فالرجم الرمي بالحجارة، والمعنى لرميناك بالحجارة. وقيل معناه لسبيناك " وما أنت علينا بعزيز " اي علينا لست بممتنع، فلا نقدر عليك بالرجم، ولا أنت بكريم علينا، وإنما تمتنع لمكان عشيرتك. وعشيرته كانوا على دينه.