الآية 84
قوله تعالى: ﴿وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ﴾
اخبر الله تعالى انه أرسل شعيبا - أخامدين - إليهم نبيا، وإنما سمى شعيبا أخاهم، لأنه كان من نسبهم. وقيل: انهم من ولد مدين بن إبراهيم. وقيل إن مدين اسم القبيلة أو المدينة التي كانوا فيها - في قول الزجاج - فعلى هذا يكون التقدير، والى أهل مدين أخاهم كما قال " واسأل القرية، فقال لهم شعيب: يا قوم اعبدوا الله وحده لا شريك له، فإنه ليس لكم إله يستحق العبادة سواه، ونهاهم ان يبخسوا الناس فيما يكيلوا به لهم ويزينونه لهم، وقال لهم إني أراكم بخير، يعني برخص السعر، وحذرهم الغلاء - في قول ابن عباس والحسن - وقال قتادة وابن زيد: أراد بالخير زينة الدنيا والمال. وقال لهم " إني أخاف عليكم عذاب يوم محيط " يعني يوم القيامة، لأنه يحيط عذابه بجميع الكفار في قول الجبائي، فوصف اليوم بالإحاطة، وهو من نعت العذاب في الحقيقة، لان اليوم محيط بعذابه بدلا من إحاطته بنعيمه، وذلك أظهر في الوصف وأهول في النفس. والنقصان اخذ الشئ عن المقدار والزيادة ضم الشئ إلى المقدار، وكله خروج عن المقدار أو نقصه عنه. والوزن تعديل الشئ بغيره في الخفة والثقل بآلة التعديل، وإذا قيل شعر موزون معناه معدل بالعروض.