الآية 64

قوله تعالى: ﴿وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ﴾

في هذه الآية حكاية ما قال صالح لقومه بعد ان أنذرهم وخوفهم عبادة غير الله، وحذرهم معاصيه. " ويا قوم هذه ناقة الله لكم اية " وأشار إلى ناقته التي جعلها الله معجزة، لان الله تعالى أخرجها لهم من جوف صخرة وهم يشاهدونها على تلك الصفة، وخرجت وهي حامل كما طلبوا، انها كانت تشرب يوما فتنفرد به ولهم يوم وتأتي المرعى يوما والوحش يوما. وقوله " ولا تمسوها بسوء " نهي منه لهم ان يمسوا الناقة بسوء اي بعقر أو ضرر. المس واللمس متقاربان. وفرق بينهما الرماني بان المس يكون بين جمادين واللمس لا يكون إلا بين حيين لما فيه من الادراك، وقوله " فيأخذكم عذاب قريب " جواب النهي بالفاء وكذلك نصبه. والمعنى ان مسستموها بضر اخذكم عذاب عاجل.