الآية 58
قوله تعالى: ﴿وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَنَجَّيْنَاهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ﴾
المعنى:
ولما جاء أمرنا بهلاك عاد، ودلائله " نجينا هودا، والذين آمنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ " يعنى من عذاب الدنيا والآخرة فسلموا من الامرين. والنجاة السلامة من الهلاك، وقد تكون السلامة من إصابة ألم ما، والرحمة قد تكون مستحقة بدلالة قوله " ونجيناهم برحمة منا " ويجوز أن يكون المراد بما أريناهم من الهدى والبيان الذي هو رحمة. والرحمة مستحقه بالوعد وحسن التدبير في الفصل بين الولي والعدو. والغليظ عظيم الجثة والكثيفة، وإنما وصف. به العذاب لأنه بمنزلته في الثقل على النفس وطول المكث.