الآية 2
قوله تعالى: ﴿أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ﴾
يحتمل (أن) في قوله " أن لا تعبدوا " أمرين:
أحدهما: أن يكون بمعنى المصدر كقولك كتبت إليه أن لا تخرج بالجزم وكان يجوز في العربية أن لا تعبدون على الوجه الأول، وهو الاخبار بأنهم لا يعبدون كما تقول: كتبت إليه أن لا تخرج أي بأنك لا تخرج. و " أن لا تعبدوا " في موضع نصب وتقديره فصلت آياته بأن لا تعبدوا أو لئلا تعبدوا.
الثاني: يحتمل أن يكون المعنى أمرتم بأن لا تعبدوا، فلما حذف الباء نصب بعدها، ومعنى (إلا) في الآية ايجاب للمذكور بعدها وهو ما نفي عن كل ما سواه من العبادة وهي التي تفرغ عامل الاعراب لما بعدها من الكلام. وقوله " اني لكم منه نذير وبشير " اخبار أن النبي صلى الله عليه وآله مخوف من مخالفة الله وعصيانه بأليم عقابه مبشر بثواب الله على طاعاته واجتناب معاصيه، والنذارة اعلام موضع المخافة ليتقى، ونذير بمعنى منذر كأليم بمعنى مؤلم. والبشارة اعلام بما يظهر في بشرة الوجه به المسرة وبشير بمعنى مبشر. وقوله " وأبشروا بالجنة " معناه واستبشروا.