الآية 92
قوله تعالى: ﴿فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ﴾
القراءة:
قرأ يعقوب وقتيبة " ننجيك " بالتخفيف. الباقون بالتشديد. معنى قوله " ننجيك ببدنك " نلقيك على نجوة من الأرض ببدنك عريانا دون روحك قال أوس بن حجر:
فمن بنجوته كمن بعقوبة * والمستكن كما يمشي بقرواح (1)
القرواح حيث لا ماء ولا مطر، والبدن مستكن روح الحيوان على صورته وكل حيوان له روح وبدن، والحي في الحقيقة الروح دون البدن عند قوم، وفيه خلاف. ومعنى قوله " لتكون لمن خلفك آية " قيل فيه قولان:
أحدهما: لمن يأتي بعدك ممن يراك على تلك الصفة وقد كنت تدعي الربوبية.
الثاني: ان بني إسرائيل قالوا: ما مات فرعون، فألقاه الله تعالى على نجوة من الأرض ليروه، ذهب إليه ابن عباس وقتادة. وقوله " وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون " اخبار منه تعالى أن كثيرا من الخلق غافلون عن الفكر في حجج الله وبيناته أي ذاهبون عنها والغفلة ذهاب المعنى عن النفس ونقيضها اليقظة، والمراد بذمهم بالغفلة عن آيات الله التعريض بأنهم تركوا النظر في آيات الله.
1- مر هذا البيت في 1 / 218 و 3 / 326 منسوب إلى عبيد بن الأبرص.