القسم الرابع: الأحاديث الواردة في ثواب قراءة السور في الصلوات وغيرها

وقد وردت طائفة من الأحاديث في فضيلة قراءة سور القرآن الكريم في الصلوات وغيرها، وثواب ختم القرآن وتلاوته في شهر رمضان وغير ذلك، فلولا أنّ سور القرآن وآياته مجموعة مؤلّفة ومعلومة لدى المسلمين لما تمّ أمرهم بذلك.

ولو كان قد تطرق النقصان في ألفاظ القرآن لم يبق مجال للإعتماد على شيء من تلك الأحاديث والعمل بها من أجل الحصول على ما تفيده من الأجر والثواب، لاحتمال أن تكون كلّ سورة أو كلّ آية محرفة عما كانت نازلة عليه.

ومن تلك الأحاديث:

قول الإمام الباقر عن أبيه عن جده عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): " من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ خمسين آية كتب من الذاكرين، ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين، ومن قرأ مائتي آية كتب من الخاشعين، ومن قرأ ثلاثمائة آية كتب من الفائزين، ومن قرأ خمسمائة آية كتب من المجتهدين، ومن قرأ ألف آية كتب له قنطار... "(1).

وقول الإمام الباقر (عليه السّلام): " من أوتر بالمعّوذتين وقل هو الله أحد، قيل له: يا عبدالله أبشر فقد قبل الله وترك "(2).

وقول الإمام الصادق (عليه السّلام): "... وعليكم بتلاوة القرآن، فإن درجات الجنّة على عدد آيات القرآن، فإذا كان يوم القيامة يقال لقارئ القرآن إقرأ وارق، فكلّما قرأ آية رقى درجة... "(3).

وقول الإمام الصادق (عليه السّلام): " الواجب على كل مؤمن إذا كان لنا شيعة أن يقرأ ليلة الجمعة بالجمعة وسبّح اسم ربك الأعلى... فإذا فعل ذلك فإنما يعمل بعمل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وكان جزاؤه وثوابه على الله الجنة "(4).

وقول الإمام الباقر (عليه السّلام): " من ختم القرآن بمكة من جمعة إلى جمعة وأقل من ذلك وأكثر، وختمه يوم الجمعة، كتب الله له من الأجر والحسنات من أول جمعة كانت إلى آخر جمعة تكون فيها، وإن ختمه في سائر الأيام فكذلك "(5).

إلى غير ذلك من الأحاديث وما أكثرها، وقد ذكر الفقهاء - رضي الله تعالى عنهم - تفصيل ما يستحب أن يقرأ في الصلوات الخمس من سور القرآن(6).

كما روى الشيخ الصدوق - رحمة الله تعالى - ثواب قراءة كلّ سورة من القرآن بحسب الآحاديث الواردة عن الآئمّة عليهم السّلام(7).

وبهذا القسم من الأحاديث استدلّ بعض أكابر الإمامية كالشيخ الصدوق على ما ذهب إليه من عدم تحريف القرآن(8).


1- الامالي للشيخ الصدوق: 59 - 60، الكافي 2: 448.

2- الأمالي للشيخ الصدوق: 60، ثواب الاعمال للشيخ الصدوق 157.

3- الأمالي 359.

4- ثواب الأعمال: 146.

5- ثواب الأعمال: 125.

6- راجع جواهر الكلام 9: 400 - 416.

7- ثواب الاعمال: 130 - 158.

8- الإعتقادات للشيخ الصدوق: 93.