الآية 157

قوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾

(أولئك) إشارة إلى الصابرين الذين وصفهم الله في الآية الأولى. وقيل في معنى الصلاة ثلاثة أقوال:

أحدها: انها الدعاء، كما قال الأعشى: وصلى على دنها وارتسم (1) أي دعا لها.

والثاني: انها مشتقة من الصلوى مكتنفا ذنب الفرس أو الناقة، فسميت الصلاة - في الشرع - بذلك، لرفع الصلاة في الركوع والسجود.

الثالث: قال الزجاج: إن أصلها اللزوم من قوله (تصلى نارا حامية) (2) أي تلزمها، والصلاة من أعظم ما يلزم من العبادة. وقال قوم: معنى الصلاة هاهنا: الثناء الجميل. وقيل: بركات الدعاء، والثناء يستحق دائما، ففيه معنى اللزوم، وكذلك الدعاء يدعا به مرة بعد مرة، فقيه معنى اللزوم. والمصلي من الخيل الذي يلزم أثر السابق. ومعنى (المهتدون) يعني إلى الحق الذي به ينال الثواب، والسلامة من العقاب. والرحمة: الانعام على المحتاج، وكل واحد يحتاج إلى نعمة الله. والاهتداء: الإصابة لطريق الحق وهو الإصابة للطريق المؤدي إلى النعمة.


1- والأصح " يجز بها " بدل " " يجزها ".

2- ديوانه: 35، رقم القصيدة: 4 واللسان " صلا " وقد مر البيت في 1: 56 - 193.