الآية 125
قوله تعالى: ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إلى رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ﴾
لما بين الله تعالى ان المؤمنين يزدادون الايمان عند نزول السورة بين ان الذين في قلوبهم مرض يعني شك ونفاق من الاسلام يزدادون عند ذلك رجسا إلى رجسهم اي نفاقا وكفرا إلى كفرهم، لأنهم يشكون في هذه السورة كما يشكون في الذي تقدم، فكان ذلك هو الزيادة. وسمي الشك في الدين مرضا، لأنه فساد يحتاج إلى علاج كالفساد في البدن الذي يحتاج إلى مداواة. ومرض القلب أعضل وعلاجه أعسر ودواؤه أعز وأطباؤه أقل. والرجس والنجس واحد. وسمي الكفر رجسا على وجه الذم، وأنه يجب تجنبه كما يجب تجنب الأنجاس. وإنما أضاف الزيادة إلى السورة لأنهم يزدادون عندها، ومثله كفى بالسلامة داء، كما قال الشاعر:
أرى بصري قد رابني بعد صحة * وحسبك داء أن تصح وتسلما (1)
وقوله " وماتوا وهم كافرون " فيه بيان أن المرض في القلب أداهم إلى أن ماتوا على شر حال، لأنها تسوق إلى النار نعوذ بالله منها، وإنما قال " وماتوا " على لفظ الماضي لأنه عطف على قوله " زادتهم رجسا إلى رجسهم " والمعنى انهم يموتون وهم كافرون.
1- قائله حميد بن ثور الهلالي العقد الفريد 2 / 331.