الآية 121

قوله تعالى: ﴿وَلاَ يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾

هذه الآية عطف على ما تقدم ذكره في الآية الأولى من قوله " ولا يطؤن موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا.. ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة " اي لا ينفق هؤلاء المؤمنون في سبيل الله وجهاد أعدائه نفقة صغيرة ولا كبيرة يريدون بها اعزاز دين الله ونفع المسلمين والتقرب إلى الله بها، لا الانفاق متى كان للشهوة أو ليذكر بالجود كان ذلك مباحا. وإن كان للرياء والسمعة وللمعاونة على فساد كان معصية. والصغير ما نقص ثوابه ما هو أكبر منه، والكبير ما زاد ثوابه على ثواب ما هو دونه. وقوله " ولا يقطعون واديا " معناه ولا يتجاوزون وأدبا. وقوله " إلا كتب لهم " ثواب ذلك لهم " ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون " معناه انه يكتب طاعاتهم ليجزيهم عليها أحسن مما فعلوه. وقال الرماني: ذلك يدل على أنه يكون حسن أحسن من حسن، قال: لان لفظة أفعل تقتضي التفاضل فيما شاركه في الحسن. وهذا ليس بشئ لان المعنى ان الله تعالى يجزيهم أحسن ما كانوا يعملون يعني ماله مدخل في استحقاق المدح والثواب من الواجبات والمندوبات دون المباحات التي لا مدخل لها في ذلك وان كانت حسنة.