الآية 45

قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ﴾

أخبر الله تعالى في هذه الآية بأنه إنما يستأذن النبي صلى الله عليه وآله في التأخر عن الجهاد والقعود عن القتال معه القوم " الذين لا يؤمنون بالله " اي لا يصدقون بالله ولا يعترفون به " واليوم الآخر " يعني بالبعث والنشور " وارتابت قلوبهم " يعني اضطربت وشكت. والارتياب هو الاضطراب في الاعتقاد بالتقدم مرة والتأخر أخرى. والريبة شك معه تهمة: رابني ريبا وريبة وارتاب ارتيابا، واستراب استرابة. وقوله " فهم في ريبهم يترددون " معناه فهم في شكهم يذهبون ويرجعون والتردد هو التصرف بالذهاب والرجوع مرات متقاربة، مثل المتحير، رده ردا وردده ترديدا، وتردد ترددا وارتد ارتدادا، وراده مرادة، وتراد القوم تردادا، واسترده استردادا. وقوله " في ريبهم يترددون " يدل على بطلان قول من يقول: إن المعارف ضرورة، لأنه تعالى أخبر أنهم في شكهم يترددون، صفة الشاك المتحير في دينه الذي ليس على بصيرة من أمره. وقيل في معنى اليوم الآخر قولان:

أحدهما: انه آخر يوم من أيام الدنيا والمؤذن بالكرة الأخيرة.

الثاني: وهو الأقوى - انه يوم الجزاء والحساب وهو يوم القيامة وهو الأظهر من مفهوم هذه اللفظة.