الآية 23
قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾
روي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام ان هذه الآية نزلت في حاطب بن بلتعة حيث كتب إلى قريش بخبر النبي صلى الله عليه وآله حين أراد فتح مكة. هذه خطاب من الله تعالى للمؤمنين ينهاهم فيه عن اتخاذ آبائهم وإخوانهم أولياء متى استحبوا الكفر. وآثروه على الايمان. و " الاتخاذ " هو الافتعال من اخذ الشئ. والاتخاذ اعداد الشئ لامر من الأمور. واتخاذهم أولياء: هو ان يعتقدوا موالاتهم ووجوب نصرتهم فيما ينوبهم، وليس ذلك بمانع من صلتهم. والاحسان إليهم، لأنه تعالى حث على ذلك، فقال: " وان جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا (1). والأب والوالد نظائر. والأخ الشقيق في النسب من قبل الأب والام، وكل من رجع مع آخر إلى واحد في النسب من والد ووالد ة، فهو أخ. والأولياء جمع ولي وهو من كان مختصا بايلاء التصرف في وقت الحاجة. وقال الحسن: من تولى المشرك. فهو مشرك. وهذا إذا كان راضيا بشركه، ويكون سبيله سبيل من يتولى الفاسق أن يكون فاسقا. وقوله " إن استحبوا الكفر على الايمان " معناه إن طلبوا محبة الكفر على الايمان. وقد يكون استحب بمعنى أحب كما أن استجاب بمعنى أجاب. ثم اخبر تعالى ان من استحق الكفار على المؤمنين فإنهم أيضا ظالمون نفوسهم والباخسون حظها من الثواب، لأنهم وضعوا الموالاة في غير موضعها.
1- سورة 31 لقمان آية 15.