الآية 13

قوله تعالى: ﴿أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ﴾

قوله " ألا " كلمة موضوعة للتحضيض على الفعل، وأصلها " لا " دخلت عليها الف الاستفهام، فصارت تحضيضا كما انها إذا دخلت على " ليس " صارت تقريرا و " ألا " موافقة للتحضيض بالاستقبال و " أليس " إنما هي للحال، فهي موافقة للحال بهذا المعنى. وإذا قال: " ألا تقاتلون " كان معناه التحضيض على قتالهم وإذا قال: " الا قاتلتم " كان ذلك تأنيبا، لان ما يلزم إذا ترك ذم على تركه ويحض على فعله قبل وقته. حض الله تعالى المؤمنين على قتال الكفار الذين " نكثوا ايمانهم وهموا باخراج الرسول " من مكة اي قصدوه. والهم مقاربه الفعل بالعزم من غير اتباع له، وقد ذموا بهذا الهم ففيه دليل على العزم وقد يستعمل الهم على مقاربة العزم. وقوله " وهم بدؤكم أول مرة " فالبدوء فعل ما لم يتكرر والمرة الفعلة من المر، والمرة والكرة والدفعة نظائر. ومعنى " بدؤكم أول مرة " بدؤا حلفاء النبي صلى الله عليه وآله بالقتال من خزاعة، في قول الزجاج، وقال ابن إسحاق والجبائي: بدؤوا بنقض العهد. وقال الطبري: بدؤهم بخروجهم إلى بدر، لقتالهم. وقوله " أتخشونهم " معناه أتخافونهم. ثم قال: " والله أحق ان تخشوه " اي تخافوه " ان كنتم مؤمنين " وفي ذلك غاية الفصاحة لأنه جمع بين التقريع والتشجيع. والمعنى أتخشون ان ينالكم من قتالهم مكروه، فالله أحق ان تخشوا عقابه في ارتكاب معاصيه إن كنتم مصدقين بعقابه وثوابه.