لماذا الاستفهام: أرأيت؟

وقد بدأت السورة بالاستفهام بالهمزة "أرأيت"؛ فما هو المقصود والغرض بالاستفهام هنا؟ ونقول في الجواب: إنه يمكن أن يكون ثمة عدّة معاني يراد الإيحاء بها، من خلال استعمال هذا الاستفهام. فيمكن أن يقال: إنه قد جاء على طريقة إياك أعني واسمعي يا جارة، أي بهدف الإنكار على من يفعل ذلك، وتوبيخه، وتحذيره. ويمكن أن يقال إنه للتقرير، والتقرير يلاحظ من وجوه:

أحدها: أن هناك غرضًا عقلائيًا مقصودًا من تقرير الطرف الآخر، وتسجيل اعترافه الصريح بأنه قد رأى ذلك، والتفت إليه.

الثاني: أن هذا التقرير يهدف إلى تنبيه الطرف الآخر، وإخراجه من حالة الغفلة والذهول إلى حالة الوعي والالتفات.

الثالث: المبالغة في التعجّب من هذا الأمر، ﴿أَرَأَيْتَ﴾ وذلك بهدف المبالغة في إظهار بداهة الأمر ووضوحه إلى درجة أن كل إنسان لا بدّ أن يلتفت إليه.

الرابع: أن يراد تحذير الناس من هذا الأمر الخطير، وتهجينه بهذه الطريقة.