سورة الحجر
مكية (1)، وهي تسع وتسعون آية بلا خلاف.
في حديث أبي: " من قرأها أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد المهاجرين والأنصار والمستهزئين بمحمد (صلى الله عليه وآله) " (2).
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين (1) ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين (2) ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الامل فسوف يعلمون (3) وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم (4) ما تسبق من أمة أجلها وما يستخرون (5) وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون (6) لوما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصدقين (7) ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا منظرين (8)﴾
﴿ربما﴾ قرئ بتشديد الباء (3) وتخفيفها، ودخلت على الفعل المضارع وإن كانت إنما تدخل على الماضي فإنها إنما تدل على أمر قد مضى، لأن المترقب في أخبار الله عز وجل بمنزلة الماضي المقطوع به في التحقق، فكأنه قال: ربما ودوا، والمعنى: ربما يتمنى الكفار يوم القيامة إذا عاينوا حالهم وحال المسلمين، وروي: أن ذلك يكون إذا رأوا المسلمين يخرجون من النار (4)، و ﴿لو كانوا مسلمين﴾ حكاية ودادتهم.
﴿ذرهم﴾ أي: اقطع طمعك منهم ودعهم عن النهي عما هم عليه وخلهم ﴿يأكلوا ويتمتعوا﴾ بدنياهم، ويشغلهم أملهم الكاذب عن اتباعك ﴿فسوف يعلمون﴾ سوء صنيعهم، وهذا إيذان بأنهم لا ينفعهم الوعظ ولا ينجع فيهم النصح، ومبالغة في الإنذار وإلزام للحجة.
﴿إلا ولها كتاب﴾ صفة ل? ﴿قرية﴾، والقياس أن لا يتوسط الواو بينهما كما في قوله: ﴿وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون﴾ (5)، وإنما توسطت لتأكيد لصوق الصفة بالموصوف كما تقول في الحال: جاءني زيد عليه ثوب، وجاءني وعليه ثوب، ومعناه: مكتوب ﴿معلوم﴾ وهو أجلها الذي كتب في اللوح المحفوظ، ألا ترى إلى قوله: ﴿ما تسبق من أمة أجلها﴾ في موضع كتابها، وأنث " الأمة " أولا ثم ذكرها ثانيا حملا على اللفظ والمعنى، وأراد: ﴿ما يستخرون﴾ عنه فحذف.
﴿يا أيها الذي نزل عليه الذكر﴾ كان هذا النداء منهم على وجه الاستهزاء، كما قال فرعون: ﴿إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون﴾ (6)، والمعنى: إنك لتقول قول المجانين حين تدعي أن الله تعالى نزل عليك الذكر.
وركبت " لو " مع " لا " و " ما " لمعنيين: أحدهما: امتناع الشئ لوجود غيره، والآخر: التحضيض، وأما " هل " فلم تركب إلا مع " لا " وحدها للتحضيض، قال ابن مقبل (7): لوما الحياء ولوما الدين عبتكما * ببعض ما فيكما إذ عبتما عوري (8) والمعنى: هلا تأتينا بالملائكة يشهدون بصدقك، أو هلا يأتوننا الملائكة للعقاب على تكذيبنا إياك.
" ما تنزل " أي: ما تتنزل الملائكة (9)، وقرئ: ﴿ننزل﴾ بالنونين ﴿الملائكة﴾ بالنصب، وقرئ: " تنزل الملائكة " على البناء للمفعول (10) ﴿إلا بالحق﴾ إلا تنزيلا ملتبسا بالحق أي: بالحكمة والمصلحة، وقيل: بالوحي أو بالعذاب (11)، و ﴿إذا﴾ جواب وجزاء، والتقدير: ﴿و﴾ لو نزلنا الملائكة ﴿ما كانوا... منظرين﴾ أي: مؤخرين ممهلين، والمعنى: لا نمهلهم ساعة.
﴿إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون (9) ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين (10) وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءون (11) كذا لك نسلكه في قلوب المجرمين (12) لا يؤمنون به وقد خلت سنة الأولين (13) ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون (14) لقالوا إنما سكرت أبصرنا بل نحن قوم مسحورون (15) ولقد جعلنا في السماء بروجا وزينها للناظرين (16) وحفظناها من كل شيطن رجيم (17) إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين (18)﴾ هذا رد لإنكارهم واستهزائهم في قولهم: ﴿يا أيها الذي نزل عليه الذكر﴾ ولذلك قال: ﴿إنا نحن﴾ فأكد عليهم أنه هو المنزل للقرآن على القطع والثبات، وأنه حافظه من كل زيادة ونقصان وتغيير وتحريف، بخلاف الكتب المتقدمة فإنه لم يتول حفظها وإنما استحفظها الربانيين ولم يكل القرآن إلى غير حفظه، وعن الفراء: يجوز أن يكون الضمير في ﴿له﴾ لرسول الله (صلى الله عليه وآله) (12)، كقوله: ﴿والله يعصمك من الناس﴾ (13).
﴿في شيع الأولين﴾ أي: في فرقهم وطوائفهم، والشيعة: الفرقة إذا اتفقوا في (14) مذهب وطريقة، أي: نبأنا من قبلك رسلا فيهم.
﴿وما يأتيهم﴾ حكاية حال ماضية، لأن " ما " لا يدخل على مضارع إلا وهو في معنى الحال، ولا على ماض إلا وهو قريب من الحال.
والضمير في ﴿نسلكه﴾ للذكر، وسلكت الخيط في الإبرة وأسلكته: أدخلته فيها ونظمته، أي: مثل ذلك السلك ونحوه نسلك الذكر ﴿في قلوب المجرمين﴾، على معنى: أنه يلقيه في قلوبهم مكذبا به غير مقبول، كما لو أنزلت بلئيم حاجة فلم يجبك إليها تقول: كذلك أنزلها باللئام، يعني: هذا الإنزال أنزلها بهم مردودة غير مقضية.
و ﴿لا يؤمنون به﴾ في محل النصب على الحال أي: غير مؤمنين به، أو هو بيان لقوله: ﴿كذلك نسلكه﴾، ﴿وقد خلت سنة الأولين﴾ أي: طريقتهم التي سنها الله في إهلاكهم حين كذبوا رسلهم، وهو وعيد.
وقرئ: ﴿يعرجون﴾ بضم الراء وكسرها (15)، و ﴿سكرت﴾ بالتثقيل والتخفيف (16)، والمعنى: حبست عن الإبصار، من السكر أو السكر، أي: كما يحبس النهر من الجري، يريد: أن هؤلاء المشركين بلغ من عنادهم أن لو فتح لهم باب من أبواب السماء، ويسر لهم معراج يصعدون فيه إليها لقالوا: هو شئ خيل إلينا على غير حقيقة، بل قالوا: قد سحرنا محمد - (صلى الله عليه وآله) - بذلك، وقيل: الضمير للملائكة (17)، أي: لو أريناهم الملائكة يصعدون في السماء عيانا ﴿لقالوا﴾ ذلك، وذكر " ظلوا " ليجعل عروجهم بالنهار ليكونوا مستوضحين لما يرونه، وقال: ﴿إنما﴾ ليدل على أنهم يقطعون بأن ذلك ليس إلا تسكيرا لأبصارهم.
﴿من استرق﴾ في محل النصب على الاستثناء.
عن ابن عباس: أنهم كانوا لا يحجبون عن السماوات، فلما ولد عيسى منعوا من ثلاث سماوات، فلما ولد محمد (صلى الله عليه وآله) منعوا من السماوات كلها (18).
﴿شهاب مبين﴾ أي: ظاهر للمبصرين.
﴿والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شئ موزون (19) وجعلنا لكم فيها معيش ومن لستم له برا زقين (20) وإن من شئ إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم (21) وأرسلنا الريح لوا قح فأنزلنا من السماء ماء فأسقينكموه وما أنتم له بخازنين (22) وإنا لنحن نحى ى ونميت ونحن الوارثون (23) ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين (24) وإن ربك هو يحشرهم إنه حكيم عليم (25)﴾
﴿مددناها﴾ بسطناها وجعلنا لها طولا وعرضا ﴿رواسي﴾ جبالا ثابتة، والموزون: المقدر (19) المعلوم، وزن بميزان الحكمة، أو الذي له وزن وقدر في أبواب المنفعة، وقيل: هو ما يوزن نحو الذهب والفضة وغيرهما (20).
﴿معيش﴾ بياء صريحة بخلاف " الشمائل " ونحوها فإنها تهمز، وتصريح الياء فيها خطأ، أو يخرج الياء بين بين (21) ﴿ومن لستم له برا زقين﴾ عطف على ﴿معيش﴾ أو على محل ﴿لكم﴾، كأنه قيل: وجعلنا لكم فيها معايش وجعلنا لكم من لستم له برازقين، وأراد بهم العيال والمماليك الذين يحسبون أنهم يرزقونهم وإنما الله رازقهم وإياهم، ولا يجوز أن يكون مجرورا عطفا على الضمير المجرور في ﴿لكم﴾.
﴿و﴾ ما ﴿من شئ﴾ ينتفع به العباد ﴿إلا﴾ ونحن قادرون على إيجاده وتكوينه، وضرب " الخزائن " مثلا لاقتداره على كل مقدور ﴿وما ننزله﴾ أي: وما نعطيه ﴿إلا﴾ بمقدار ﴿معلوم﴾ نعلم أنه مصلحة لهم.
﴿لوا قح﴾ فيه قولان: أحدهما: أن معناها الملاقح، جمع ملقحة (22)، كما قال: ومختبط مما تطيح الطوائح (23).
أراد المطاوح جمع مطيحة، والثاني: أنه يقال: ريح لاقح: إذا جاءت بخير وضدها العقيم (24)، ونحوه: سحاب ماطر ﴿فأسقيناكموه﴾ فجعلناه لكم سقيا ﴿وما أنتم له بخازنين﴾ نفي عنهم ما أثبته لنفسه في قوله: ﴿وإن من شئ إلا عندنا خزائنه﴾ أي: نحن الخازنون للماء، القادرون على خلقه في السماء وإنزاله منها، ولا تقدرون على ذلك.
﴿ونحن الوارثون﴾ الباقون بعد هلاك الخلق كله، وهو استعارة من وارث الميت، لأنه يبقى بعد فناء الموروث منه.
وفي حديثه صلوات الله عليه وآله: " واجعله الوارث منا " (25).
﴿ولقد علمنا﴾ من استقدم ولادة وموتا، ومن استأخر أي: تأخر من الأولين والآخرين، أو من خرج من أصلاب الرجال ومن لم يخرج بعد، أو من تقدم في الإسلام، أو في صف الجماعة ومن تأخر.
﴿هو يحشرهم﴾ أي: هو وحده القادر على حشرهم، والعالم بحصرهم مع كثرتهم ووفور عدتهم ﴿إنه حكيم﴾ باهر الحكمة ﴿عليم﴾ واسع العلم، أحاط بكل شئ علما.
﴿ولقد خلقنا الانسان من صلصل من حمأ مسنون (26) والجان خلقناه من قبل من نار السموم (27) وإذ قال ربك للملائكة إني خلق بشرا من صلصل من حمأ مسنون (28) فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين (29) فسجد الملائكة كلهم أجمعون (30) إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين (31) قال يا إبليس مالك ألا تكون مع الساجدين (32) قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصل من حمأ مسنون (33) قال فاخرج منها فإنك رجيم (34) وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين (35) قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون (36) قال فإنك من المنظرين (37) إلى يوم الوقت المعلوم (38) قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين (39) إلا عبادك منهم المخلصين (40)﴾ الصلصال: الطين اليابس الذي يصلصل وهو غير مطبوخ فإذا طبخ فهو فخار، والحمأ: الطين الأسود المتغير، والمسنون: المصور، وسنة الوجه: صورته، وقيل: هو المصبوب المفرغ كأنه أفرغ حتى صار صورة (26)، وحق ﴿مسنون﴾ بمعنى: مصور أن يكون صفة ل? ﴿صلصل﴾ كأنه أفرغ الحمأ فصور منها تمثال إنسان أجوف فيبس حتى إذا نقر صلصل ثم غير بعد ذلك فصير إنسانا.
﴿والجان﴾ للجن كآدم للناس ﴿من نار السموم﴾ من نار الحر الشديد النافذ في المسام.
﴿و﴾ أذكر ﴿إذ قال ربك﴾ وقت قوله: ﴿فإذا سويته﴾ أي: عدلت خلقته وأكملتها وهيأتها لنفخ الروح فيها ﴿ونفخت فيه من روحي﴾ معناه: أحييته، وليس ثم نفخ ولا منفوخ فيها وإنما هو تمثيل لتحصيل ما يحيى به فيه (27).
﴿مالك ألا تكون﴾ حذف حرف الجر مع " أن " والتقدير: مالك في أن لا تكون ﴿مع الساجدين﴾، والمعنى: أي غرض لك في إبائك السجود، وأي داع لك إليه؟﴿لم أكن لأسجد﴾ اللام لتأكيد النفي، أي: لا يصح مني أن أسجد ويستحيل مني ذلك.
﴿رجيم﴾ مرجوم، ملعون، مطرود من الرحمة، مبعد منها، والضمير في ﴿منها﴾ يعود إلى الجنة أو إلى السماء أو إلى الملائكة.
و ﴿يوم الدين﴾ و ﴿يوم يبعثون﴾ و ﴿يوم الوقت المعلوم﴾ في معنى واحد خولف بين العبارات سلوكا لطريق البلاغة، وقيل: إنما سأل الإنظار إلى اليوم الذي فيه يبعثون لئلا يموت، لأنه لا يموت يوم البعث أحد، فلم يجب إلى ذلك وأنظر إلى آخر أيام التكليف (28).
﴿بما أغويتني﴾ الباء للقسم و " ما " مصدرية، وجواب القسم ﴿لأزينن﴾، والمعنى: أقسم بإغوائك إياي ﴿لأزينن لهم﴾، ومعنى إغوائه إياه: تسبيبه لغيه بأن أمره بالسجود لآدم فأفضى ذلك إلى غيه، وما الأمر بالسجود إلا حسن وتعريض للثواب بالتواضع والخضوع لأمر الله، ولكن الملعون اختار الاستكبار فهلك وغوى باختياره.
ويجوز أن لا يكون ﴿بما أغويتني﴾ قسما ويقدر قسم محذوف، ويكون المعنى: بسبب تسبيبك لإغوائي أقسم لأفعلن بهم نحو ما فعلت بي من التسبيب لإغوائهم بأن أزين لهم المعاصي وأوسوس إليهم ما يكون سبب هلاكهم ﴿في الأرض﴾ أي: في الدنيا التي هي دار الغرور، كقوله تعالى: ﴿أخلد إلى الأرض واتبع هواه﴾ (29)، أو أراد: لأجعلن مكان التزيين عندهم الأرض ولأوقعن تزييني فيها، أي: لأزيننها في أعينهم حتى يستحبوها على الآخرة ويطمئنوا إليها.
ثم استثنى ﴿المخلصين﴾ لأنه علم أنهم لا يقبلون قوله.
﴿قال هذا صراط على مستقيم (41) إن عبادي ليس لك عليهم سلطن إلا من اتبعك من الغاوين (42) وإن جهنم لموعدهم أجمعين (43) لها سبعة أبوا ب لكل باب منهم جزء مقسوم (44) إن المتقين في جنات وعيون (45) ادخلوها بسلم آمنين (46) ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقبلين (47) لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين (48) نبئ عبادي أنى أنا الغفور الرحيم (49) وأن عذابي هو العذاب الأليم (50)﴾ أي: ﴿هذا﴾ طريق حق ﴿على﴾ أن أراعيه، وهو أن لا يكون لك ﴿سلطن﴾ على عبادي إلا من اختار منهم متابعتك لغوايته، وقرئ: " صراط علي " (30) وهو من علو الشرف والفضل.
﴿لموعدهم﴾ الضمير ل? ﴿الغاوين﴾.
وأبواب جهنم: أطباقها، بعضها فوق بعض ﴿جزء مقسوم﴾ أي: نصيب مفروض (31).
و ﴿المتقين﴾ الذين يتقون ما يجب عليهم اتقاؤه مما نهوا عنه، يقال لهم: ﴿ادخلوها بسلم﴾ أي: سالمين مسلمين من الآفات ﴿آمنين﴾ من الإخراج منها.
والغل: الحقد الكامن في القلب، معناه: وأزلنا ما كان في قلوبهم من أسباب العدواة في الدنيا، وقيل: معناه: طهرنا قلوبهم من أن يتحاسدوا على الدرجات في الجنة (32)، و ﴿إخوانا﴾ نصب على الحال، و ﴿على سرر متقبلين﴾ كذلك: أي: كائنين على مجالس السرور متواجهين، ينظر بعضهم إلى وجه بعض ﴿لا يمسهم فيها﴾ تعب وعناء.
ثم قرر ما ذكره من الوعد ومكنه في نفوسهم بقوله: ﴿نبئ عبادي أنى أنا﴾ وحدي ﴿الغفور﴾ للذنوب ﴿الرحيم﴾ الكثير الرحمة ﴿وأن عذابي﴾ هو المستأهل لأن يسمى أليما، فارجوا رحمتي وخافوا عذابي.
﴿ونبئهم عن ضيف إبراهيم (51) إذ دخلوا عليه فقالوا سلما قال إنا منكم وجلون (52) قالوا لا تؤجل إنا نبشرك بغلام عليم (53) قال أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون (54) قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القنطين (55) قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون (56) قال فما خطبكم أيها المرسلون (57) قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين (58) إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين (59) إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين (60)﴾
﴿ونبئهم﴾ عطف على ﴿نبئ عبادي﴾، أي: وأخبرهم عنهم ليتخذوا ما أحل بقوم لوط من العذاب، عبرة يعتبرون بها سخط الله وانتقامه من المجرمين، ويتحققوا عنده أن عذابه هو العذاب الأليم ﴿فقالوا سلما﴾ أي: نسلم عليك سلاما، أو سلمت سلاما ﴿قال﴾ إبراهيم ﴿إنا منكم وجلون﴾ أي: خائفون، وكان خوفه لأنهم دخلوا بغير إذن وبغير وقت، أو لامتناعهم من الأكل.
﴿إنا نبشرك﴾ استئناف في معنى التعليل للنهي عن الوجل، المعنى: إنك آمن مبشر ف? ﴿لا تؤجل﴾.
﴿قال أبشرتموني﴾ مع مس ﴿الكبر﴾ بأن يولد لي؟أي: أن الولادة أمر عجيب مع الكبر ﴿فبم تبشرون﴾ وهي " ما " الاستفهامية دخلها معنى التعجب، كأنه قال: فبأي أعجوبة تبشرون، وقرئ بفتح النون وكسرها (33) على حذف نون الجمع، والأصل " تبشرونن "، وقرئ بإثبات الياء " تبشروني " (34) و " تبشرون " (35) بإدغام نون الجمع في نون العماد.
﴿قالوا بشرناك بالحق﴾ أي: باليقين الذي لا لبس فيه ﴿فلا تكن من القنطين﴾ أي: الآيسين.
وقرئ: ﴿يقنط﴾ بكسر النون (36) وفتحها ﴿إلا الضالون﴾ أي: المخطئون سبيل الصواب، يعني: لم أستنكره قنوطا من رحمته ولكن استبعادا له في العادة الجارية بين الخلق ﴿فما خطبكم﴾ أي: فما شأنكم الذي بعثتم له؟ وقوله: ﴿إلا آل لوط﴾ إن كان استثناء من ﴿قوم﴾ كان منقطعا، لأن القوم موصوفون بالإجرام فاختلف لذلك الجنسان، وإن كان استثناء من الضمير في ﴿مجرمين﴾ كان متصلا، كأنه قال: ﴿إلى قوم﴾ قد أجرموا كلهم إلا آل لوط.
وقوله: ﴿إلا امرأته﴾ استثناء من الضمير المجرور في ﴿لمنجوهم﴾ وليس استثناء من الاستثناء ﴿إنها لمن الغابرين﴾ تعليق، لأن التقدير يتضمن معنى العلم، ولذلك فسر العلماء تقدير الله تعالى أعمال العباد بالعلم (37)، وإنما أسند الملائكة فعل التقدير إلى أنفسهم وهو لله تعالى لما لهم من القرب والاختصاص بالله، كما يقول خاصة الملك: فعلنا كذا وأمرنا بكذا، والمدبر والآمر هو الملك لا هم، وقرئ: " قدرنا " بالتخفيف (38) وكذلك في النمل (39).
﴿فلما جاء آل لوط المرسلون (61) قال إنكم قوم منكرون (62) قالوا بل جئنك بما كانوا فيه يمترون (63) وأتيناك بالحق وإنا لصادقون (64) فأسر بأهلك بقطع من الليل واتبع أدبرهم ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون (65) وقضينا إليه ذلك الامر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين (66) وجاء أهل المدينة يستبشرون (67) قال إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون (68) واتقوا الله ولا تخزون (69) قالوا أولم ننهك عن العلمين (70) قال هؤلاء بناتي إن كنتم فعلين (71) لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون (72) فأخذتهم الصيحة مشرقين (73) فجعلنا عليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل (74) إن في ذلك لآيات للمتوسمين (75) وإنها لبسبيل مقيم (76) إن في ذلك لاية للمؤمنين (77)﴾
﴿منكرون﴾ أي: تنكركم نفسي وتنفر منكم فأخاف أن تطرقوني بشر، يدل عليه قولهم: ﴿بل جئنك بما كانوا فيه يمترون﴾ أي: ما جئناك بما تنكرنا لأجله، بل جئناك بما فيه فرحك وسرورك وهو العذاب الذي كنت تخوفهم به وتتوعدهم بنزوله فيمترون أي: يشكون فيه.
﴿وأتيناك بالحق﴾ باليقين عن عذابهم ﴿وإنا لصادقون﴾ في الإخبار بنزوله بهم.
﴿فأسر بأهلك﴾ قرئ بقطع الهمزة ووصلها (40) من سرى وأسرى ﴿بقطع من الليل﴾ وهو من آخره بعدما يمضي أكثر الليل ﴿واتبع أدبرهم﴾ أي: اقتف آثارهم وكن وراءهم لتكون عينا عليهم فلا يتخلف أحد منهم ﴿ولا يلتفت منكم أحد﴾ إلى ما خلف وراءه في المدينة، أو هو كناية عن مواصلة السير وترك التوقف، لأن من يلتفت لابد له في ذلك من أدنى وقفة ﴿وامضوا﴾ أي: اذهبوا إلى ﴿حيث تؤمرون﴾ أي: إلى الموضع الذي أمرتم بالذهاب إليه وهو الشام، وعدي ﴿امضوا﴾ إلى ﴿حيث﴾ كما يعدى إلى الظرف المبهم، لأن " حيث " مبهم في الأمكنة، وكذلك الضمير في " تؤمرونه ".
وعدي ﴿وقضينا﴾ ب? " إلى " لأن المعنى: وأوحينا ﴿إليه ذلك الامر﴾ مقضيا، وفسر ﴿الامر﴾ بقوله: ﴿أن دابر هؤلاء مقطوع﴾ وفي إبهامه وتفسيره تعظيم للأمر، وقرئ: " إن " بالكسر (41) على الاستئناف، كأن قائلا قال: أخبرنا عن ذلك الأمر فقيل: إن دابر هؤلاء مقطوع، ودابرهم: آخرهم، يعني: يستأصلون عن آخرهم حتى لا يبقى منهم أحد ﴿مصبحين﴾ أي: داخلين في وقت الصبح.
﴿وجاء أهل المدينة﴾ وهي سدوم (42) التي يضرب بقاضيها المثل في الجور (43)، مستبشرين بالملائكة.
﴿فلا تفضحون?﴾ - ي بفضيحة ضيفي، لأن من أسئ إلى ضيفه وجاره فقد أسئ إليه.
﴿ولا تخزون?﴾ - ي ولا تذلوني بإذلال ضيفي، من الخزي، أو لا تشوروا بي، من الخزاية وهي الحياء.
﴿عن العلمين﴾ أي: عن أن تجير منهم أحدا أو تدفع عنهم أو تمنع بيننا وبينهم وهو ما أوعدوه من قولهم: ﴿لئن لم تنته يلوط لتكونن من المخرجين﴾ (44)، وقيل: عن ضيافة الناس وإنزالهم (45).
﴿هؤلاء بناتي﴾ إشارة إلى النساء، لأن كل أمة أولاد نبيها، أي: هؤلاء بناتي فانكحوهن وخلوا بني فلا تتعرضوا لهم ﴿إن كنتم فعلين﴾ شك في قبولهم لقوله، فكأنه قال: إن فعلتم ما أقوله لكم وما أظنكم تفعلون، وقيل: معناه: إن كنتم متزوجين (46).
﴿لعمرك﴾ أي: وحياتك يا محمد ومدة بقائك، وعن المبرد (47): هو دعاء معناه: أسأل الله عمرك (48)، وتقديره: لعمرك مما أقسم به، والعمر والعمر واحد إلا أنهم خصوا القسم بالمفتوح لخفة الفتحة ﴿إنهم لفي سكرتهم﴾ أي: في غوايتهم التي أذهبت عقولهم يتحيرون.
﴿فأخذتهم الصيحة﴾ وهي صيحة جبرئيل ﴿مشرقين﴾ داخلين في الشروق وهو طلوع الشمس.
﴿من سجيل﴾ من طين عليه كتاب.
والمتوسم: المتفرس، المتأمل، المتثبت في نظره حتى يعرف حقيقة سمة الشئ.
الصادق (عليه السلام): " نحن المتوسمون " (49).
وفي الحديث: " إن لله عبادا يعرفون الناس بالتوسم " (50).
﴿وإنها﴾ وإن آثارها ﴿لبسبيل مقيم﴾ ثابت يسلكه الناس لم يندرس بعد وهم يبصرون تلك الآثار، وهي تنبيه لقريش، كقوله: ﴿وإنكم لتمرون عليهم مصبحين﴾ (51).
﴿وإن كان أصحب الأيكة لظالمين (78) فانتقمنا منهم وإنهما لبإمام مبين (79) ولقد كذب أصحب الحجر المرسلين (80) وآتيناهم آياتنا فكانوا عنها معرضين (81) وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين (82) فأخذتهم الصيحة مصبحين (83) فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون (84) وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وإن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل (85) إن ربك هو الخلق العليم (86)﴾
﴿أصحب الأيكة﴾ قوم شعيب، وتقديره: وإنه كان أصحاب الأيكة ظالمين.
﴿وإنهما﴾ يعني: قرى قوم لوط والأيكة ﴿لبإمام مبين﴾ لبطريق واضح يؤم ويتبع ويهتدى به.
و ﴿أصحب الحجر﴾: ثمود، والحجر: واديهم، وهو بين المدينة والشام.
﴿آمنين﴾ من أن تنهدم بيوتهم ومن نقب اللصوص لوثاقتها واستحكامها، أو آمنين من عذاب الله، يحسبون أن الجبال تحميهم منه.
﴿فما أغنى عنهم﴾ فما دفع عنهم العذاب ﴿ما كانوا﴾ يكسبونه من البناء الوثيق والمال والعدد.
﴿إلا بالحق﴾ أي: إلا خلقا ملتبسا بالحق والحكمة والثواب لا باطلا وعبثا، أو بسبب العدل والإنصاف يوم الجزاء على الأعمال ﴿وإن الساعة لآتية﴾ فينتقم الله لك فيها من أعدائك، ويجازيك وإياهم وجميع الخلائق على أعمالهم ﴿فاصفح﴾ أي: فأعرض عنهم واحتمل ما تلقى منهم إعراضا جميلا بحلم وإغضاء.
﴿إن ربك هو الخلق﴾ الذي خلقك وخلقهم ﴿العليم﴾ بحالك وحالهم.
﴿ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرءان العظيم (87) لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين (88) وقل إني أنا النذير المبين (89) كما أنزلنا على المقتسمين (90) الذين جعلوا القرآن عضين (91) فوربك لنسئلنهم أجمعين (92) عما كانوا يعملون (93) فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين (94) إنا كفيناك المستهزءين (95) الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون (96)﴾
﴿سبعا﴾ أي: سبع آيات وهي الفاتحة، أو سبع سور وهي السبع الطول (52)، والسابعة الأنفال وبراءة لأنهما في حكم سورة واحدة، ولذلك لم يفصل بينهما ب? " بسم الله الرحمن الرحيم
" والأول أصح، و ﴿المثاني﴾ من التثنية وهي التكرير، لأن الفاتحة تكرر قراءتها في الصلاة، أو من الثناء لاشتمالها على الثناء على الله، والواحدة مثناة: مفعلة، أي: موضع ثناء أو تثنية، و ﴿من﴾ إما للبيان أو للتبعيض.
﴿لا تمدن عينيك﴾ أي: لا تطمح ببصرك ﴿إلى ما متعنا به أزواجا﴾ أي: أصنافا من المشركين من أنواع النعم طموح راغب فيه متمن له، واستغن بما أوتيت من النعمة التي كل نعمة وإن عظمت فهي بالإضافة إليها نزرة يسيرة وهي القرآن العظيم ﴿ولا تحزن عليهم﴾ أن لم يؤمنوا فيتقوى بهم الإسلام وأهله، وتواضع لمن معك من المؤمنين، وطب نفسا عن إيمان الأغنياء والأقوياء.
﴿وقل﴾ لهم ﴿إني أنا النذير المبين﴾ أنذركم ببيان وبرهان أن عذاب الله نازل بكم، وأبين لكم ما تحتاجون إليه وما أرسلت به إليكم.
﴿كما أنزلنا على المقتسمين﴾ فيه وجهان: أحدهما: أن يتعلق بقوله: ﴿ولقد آتيناك﴾ أي: أنزلنا عليك مثل ما أنزلنا على اليهود والنصارى وهم المقتسمون ﴿الذين جعلوا القرآن عضين﴾ إذ قالوا بعنادهم: بعضه حق موافق للتوراة والإنجيل وبعضه باطل مخالف لهما، فاقتسموه إلى حق وباطل وعضوه.
والثاني: أن يتعلق بقوله: ﴿وقل إني أنا النذير المبين﴾ أي: أنذركم عذابا مثل ما أنزلنا على المقتسمين الذين اقتسموا مداخل مكة أيام الموسم، وهم ستة عشر رجلا بعثهم الوليد بن المغيرة فقعدوا في كل مدخل ينفرون الناس عن الإيمان برسول الله (صلى الله عليه وآله)، يقول بعضهم: لا تغتروا بالخارج منا والمدعي النبوة فإنه ساحر، ويقول الآخر: كذاب، والآخر: شاعر، فأهلكهم الله يوم بدر وقبله بآفات، ﴿عضين﴾ اجزاء، جمع عضة، وأصله عضوة، فعلة من عضي الشاة إذا جعلها أعضاء.
﴿لنسئلنهم﴾ عبارة عن الوعيد، وقيل: نسألهم سؤال توبيخ وتقريع: لم عصيتم ؟! (53).
﴿فاصدع بما تؤمر﴾ أي: فاجهر به وأظهره، يقال: صدع بالحجة: إذا تكلم بها جهارا، من الصديع وهو الصبح، والأصل: بما تؤمر به من الشرائع، فحذف الجار، كما في قول الشاعر: أمرتك الخير فافعل ما أمرت به (54) ثم حذف ضمير المفعول، ويجوز أن يكون " ما " مصدرية، أي: بأمرك، وهو مصدر من المبني للمفعول.
والمستهزئون: خمسة نفر ذوو أسنان وشرف: الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل والأسود بن عبد يغوث والأسود بن المطلب بن عبد مناف والحارث بن الطلاطلة، ماتوا كلهم قبل بدر، قال جبرئيل للنبي (صلى الله عليه وآله): أمرت أن أكفيكهم، فأومأ إلى ساق الوليد فمر وهو يجر ثوبه، فتعلقت بثوبه شوكة فمنعه الكبر أن يخفض رأسه فينزعها فخدشت ساقه فمات من ذلك، وأومأ إلى أخمص (55) العاص بن وائل فوطأ شبرمة (56) فدخلت فيها وقال: لدغت، ولم يزل يحكها حتى مات، وأشار إلى عيني الأسود فعمي، وجعل يضرب رأسه على الجدار حتى مات، وأشار إلى أنف الحارث فامتخط قيحا فمات، وأشار إلى الأسود فاستسقى فمات ﴿فسوف يعلمون﴾ وعيد.
﴿ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون (97) فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين (98) واعبد ربك حتى يأتيك اليقين (99)﴾ أي: ﴿بما يقولون﴾ من تكذيبك، والطعن فيك وفي القرآن.
﴿فسبح﴾ أي: فافزع إلى الله عز اسمه فيما نابك (57) يكشف عنك الغم ويكفك المهم ﴿وكن من﴾ الذين يسجدون لله، كان صلوات الله عليه وآله وسلم إذا أحزنه أمر فزع إلى الصلاة.
ودم على عبادة ﴿ربك حتى يأتيك اليقين﴾ أي: الموت، يعني: ما دمت حيا.
1- قال الشيخ الطوسي في التبيان: ج 6 ص 313: مكية في قول قتادة ومجاهد. وقال الماوردي في تفسيره: ج 3 ص 147: مكية باتفاق، إلا قوله تعالى: * (ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرءان العظيم) * فمدنية. وقال الزمخشري في كشافه: ج 2 ص 569: مكية إلا آية 87 فمدنية، وهي تسع وتسعون آية، نزلت بعد سورة يوسف. وفي تفسير الآلوسي: ج 14 ص 2 ما لفظه: أخرج ابن مردويه عن ابن عباس وابن الزبير أنها نزلت بمكة، وروي ذلك عن قتادة ومجاهد، وفي مجمع البيان عن الحسن أنها مكية إلا قوله تعالى: * (ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرءان العظيم) * وقوله سبحانه: * (كما أنزلنا على المقتسمين الذين جعلوا القرآن عضين) * وذكر الجلال السيوطي في الاتقان عن بعضهم استثناء الآية الأولى فقط ثم قال: قلت: وينبغي استثناء قوله تعالى: * (ولقد علمنا المستقدمين) * الآية لما أخرجه الترمذي.
2- رواه الزمخشري في الكشاف: ج 2 ص 592 مرسلا.
3- وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي. انظر كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص 366.
4- رواها أبو موسى الأشعري عن النبي (صلى الله عليه وآله) كما في تفسير البغوي: ج 3 ص 43.
5- الشعراء: 208.
6- الشعراء: 27.
7- هو تميم بن أبي بن مقبل، من بني العجلان، شاعر جاهلي أدرك الاسلام وأسلم، ورثى عثمان بن عفان، وكان يبكي أهل الجاهلية، عاش نيفا ومائة سنة، وعد من المخضرمين. انظر كتاب الشعر والشعراء لابن قتيبة: ص 276 - 278.
8- البيت من قصيدة قالها ردا على الذين سخروا منه لعوره، ومعنى البيت واضح. راجع الشعر والشعراء لابن قتيبة: ص 277.
9- يبدو أن المصنف اعتمد هنا - تبعا للزمخشري - على هذه القراءة كما لا يخفي.
10- قرأه أبو بكر والمفضل. راجع كتاب التذكرة في القراءات لابن غلبون: ج 2 ص 485.
11- وهو قول الحسن ومجاهد. راجع تفسير الماوردي: ج 3 ص 149.
12- معاني القرآن: ج 2 ص 85.
13- المائدة: 67.
14- في نسخة: على.
15- والقراءة بالكسر هي قراءة الأعمش وابن أبي الزناد وعيسى. راجع شواذ القرآن لابن خالويه: ص 74.
16- وبالتخفيف قرأه ابن كثير وحده. راجع كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص 366.
17- قاله ابن عباس وقتادة وابن جريج والضحاك. راجع تفسير الطبري: ج 7 ص 496.
18- حكاه عنه البغوي في تفسيره: ج 3 ص 45.
19- في بعض النسخ: المقدار.
20- وهو قول الحسن وابن زيد. راجع التبيان: ج 6 ص 326.
21- قال الهمداني: " معايش " جمع معيشة، والياء أصلية متحركة في التقدير بإزاء الذال من " معذرة "، وأصلها معيشة بوزن مفعلة، فإذا جمعت على مفاعل فالوجه تصحيح الياء ردا إلى أصلها، ولا يجوز فيه الهمز كما جاز في " صحائف " لأجل أن ياء " صحيفة " أتبعت ألف رسالة من حيث إنها مدة عارية من تقدير الحركة كالألف فهمزت لذلك... إلى أن قال: والمعيشة: ما يعاش به من المطاعم والمشارب وغيرهما. راجع الفريد في اعراب القرآن: ج 2 ص 274.
22- قاله أبو عبيدة والجوهري. راجع مجاز القرآن: ج 1 ص 348، والصحاح: مادة (لقح).
23- وصدره: ليبك يزيد ضارع لخصومة. وقد اختلفوا في قائله، نسبه بعض إلى الحارث بن نهيك، ونسبه الآخر إلى لبيد، وفي الخزانة نسبه إلى نهشل بن حري النهشلي من قصيدة يرثي بها أخاه يزيد بن نهشل ويصفه بالنصر والكرم للذليل وطالب المعروف. ونهشل هذا شاعر مخضرم شريف قومه، بقي إلى أيام معاوية، وكان مع علي (عليه السلام) في حروبه، وقتل أخوه مالك بصفين وهو يومئذ رئيس بني حنظلة. راجع خزانة الأدب للبغدادي: ج 1 ص 303 و ج 8 ص 139.
24- وهو قول الحسن في تفسيره: ج 2 ص 65.
25- وهو من دعاء كان (صلى الله عليه وآله) يدعو به وهو: " اللهم متعني بسمعي وبصري، واجعلهما الوارث مني، وانصرني على من ظلمني، وأرني فيه ثاري " أخرجه الحاكم في المستدرك: ج 1 ص 523 و ج 2 ص 142، والطبراني في المعجم الصغير: ج 2 ص 108، وأخرج الحاكم أيضا في المستدرك: ج 4 ص 413 - 414 عن أنس: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان إذا أصابه رمد أو أحدا من أهله وأصحابه دعا بهؤلاء الكلمات: " اللهم متعني ببصري، واجعله الوارث مني، وأرني في العدو ثاري، وانصرني على من ظلمني ".
26- وهو قول أبي عمرو بن العلاء وأبي عبيدة. راجع مجاز القرآن: ج 1 ص 351، وتفسير الماوردي: ج 3 ص 158.
27- قال العلامة الطباطبائي: النفخ: إدخال الهواء في داخل الأجسام بفم أو غيره، ويكنى به عن إلقاء أثر أو أمر غير محسوس في شئ، ويعني به في الآية: إيجاده تعالى الروح الانساني بما له من الرابطة والتعلق بالبدن، وليس بداخل فيه دخول الهواء في الجسم المنفوخ فيه. راجع تفسير الميزان: ج 12 ص 154.
28- ذكره العلامة الطباطبائي في تفسيره: ج 12 ص 160 وقال: نسب إلى ابن عباس، ومال إليه
الجمهور.
29- الأعراف: 176.
30- قرأه يعقوب وابن سيرين وقتادة. راجع التبيان: ج 6 ص 337.
31- في نسخة: مفروز.
32- حكاه الزمخشري في الكشاف: ج 2 ص 580.
33- وقراءة الكسر هي قراءة نافع وشيبة. راجع التذكرة في القراءات لابن غلبون: ج 2 ص 486، وتفسير القرطبي: ج 10 ص 35.
34- حكاها في مجمع البيان: ج 5 - 6 ص 339 عن يعقوب.
35- أي: بكسر النون مشددة، وهي قراءة ابن كثير وابن محيصن. راجع تفسير القرطبي: ج 10 ص 35.
36- قرأه أبو عمرو والكسائي ويعقوب وخلف والحسن البصري والأعمش. راجع الكشف عن وجوه القراءات للقيسي: ج 2 ص 31، وتفسير البغوي: ج 3 ص 53.
37- قسم علماء الكلام التقدير إلى مراتب أو أقسام ثلاثة: التشريعي والعيني والعلمي، وهذا الأخير عرفوه بأنه عبارة عن تحديد كل شئ بخصوصياته في علمه الأزلي سبحانه وتعالى قبل ايجادها، فهو تعالى يعلم حد كل شئ ومقداره وخصوصياته الجسمانية وغير الجسمانية، وقد أشير إليه في آيات الكتاب المجيد، قال سبحانه: * (وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتبا مؤجلا) *، وقال جل شأنه: * (وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتب إن ذلك على الله يسير) *. انظر الإلهيات للسبحاني: ص 266.
38- قرأه أبو بكر والمفضل. راجع التذكرة في القراءات لابن غلبون: ج 2 ص 487.
39- الآية: 57.
40- وبالوصل قرأه ابن كثير ونافع. راجع تفسير السمرقندي: ج 2 ص 222.
41- وهي قراءة الأعمش وزيد بن علي. راجع البحر المحيط لأبي حيان: ج 5 ص 461.
42- سدوم بفتح السين وبالدال المهملة، وقيل: بالذال المعجمة، وهي مدينة من مدائن قوم لوط (عليه السلام). راجع معجم البلدان للحموي: ج 3 ص 59.
43- يقال: إن من جوره أنه حكم على أنه إذا ارتكبوا الفاحشة من أحد أخذ منه أربعة دراهم! انظر مجمع الأمثال للميداني: ج 1 ص 199.
44- الشعراء: 167.
45- قاله الزجاج في معاني القرآن: ج 3 ص 182.
46- قاله الزجاج في معاني القرآن: ج 3 ص 183.
47- هو أبو العباس محمد بن يزيد الأزدي الثمالي البصري، نزيل بغداد، وكان إماما في النحو واللغة، أخذ الأدب عن أبي عثمان المازني وأبي حاتم السجستاني، وأخذ عنه نفطويه، توفي عام 286 ه? ببغداد. انظر وفيات الأعيان لابن خلكان: ج 3 ص 445.
48- حكاه عنه الشيخ في التبيان: ج 6 ص 348.
49- تفسير العياشي: ج 2 ص 247 ح 29.
50- مجمع الزوائد للهيثمي: ج 10 ص 268، اتحاف السادة المتقين للزبيدي: ج 6 ص 545.
51- الصافات: 137.
52- في بعض النسخ: الطوال.
53- وهو قول ابن عباس. راجع تفسير القرطبي: ج 10 ص 61.
54- وعجزه: فقد تركتك ذا مال وذا نشب. واختلف في قائله، فقيل: لخفاف بن ندبة، وقيل: لعباس بن مرداس، وقيل: لعمرو بن معدي كرب واليه مال سيبويه، وقيل: لأعشى طرود وإليه مال البغدادي في خزانة الأدب، وقيل: لزرعة بن السائب وإليه ذهب المرزباني. انظر خزانة الأدب: ج 1 ص 339 - 345.
55- أخمص القدم: باطنها الذي لا يصيب الأرض، يقال: خمصت القدم: إذا ارتفعت عن الأرض فلم تمسه. (مجمع البحرين: مادة خمص).
56- الشبرم: ضرب من الشجر ذي شوك. (القاموس المحيط: مادة شبرم).
57- في بعض النسخ: يأتيك.