سورة القارعة

مكية (1)، إحدى عشرة آية كوفي، ثماني آيات بصري.

عد الكوفي: (القارعة) الأولى، و (ثقلت موزينه) (2) و (خفت موزينه) (3).

في حديث أبي: " من قرأها ثقل الله ميزانه يوم القيامة " (4).

وعن الباقر (عليه السلام): " من قرأها آمنه الله من فتنة الدجال ومن قيح جهنم " (5).

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿القارعة (1) ما القارعة (2) ومآ أدراك ما القارعة (3) يوم يكون الناس كالفراش المبثوث (4) وتكون الجبال كالعهن المنفوش (5) فأما من ثقلت موازينه (6) فهو في عيشة راضية (7) وأما من خفت موازينه (8) فأمه هاوية (9) ومآ أدراك ما هيه (10) نار حامية (11)﴾

(يوم يكون) نصب بمضمر دلت عليه (القارعة)، أي: تقرع القلوب بالفزع (يوم يكون الناس كالفراش المبثوث) شبههم بالفراش في الكثرة والانتشار والضعف والمهانة والذلة، والتطاير إلى الداعي من كل جانب كما يتطاير الفراش، وفي أمثالهم: " أضعف من فراشة، وأذل، وأجهل " (6).

وشبه الجبال بـ (العهن) وهو الصوف المصبغ ألوانا، لأنها ألوان، وبـ (المنفوش) منه لتفرق أجزائها.

والموازين: جمع موزون، وهو العمل الذي له وزن وخطر عند الله، أو: جمع ميزان، وثقلها: رجحانها.

(فأمه هاوية) وهو من قولهم إذا دعوا على الرجل بالهلكة: هوت أمه، لأنه إذا هوى - أي: سقط وهلك - فقد هوت أمه ثكلا وحزنا.

فكأنه قال: (وأما من خفت موزينه) فقد هلك، وقيل: (هاوية) من أسماء النار (7)، وكأن النار العميقة يهوي أهل النار فيها مهوى بعيدا، أي: فمأواه النار، وقيل: للمأوى: " أم " على التشبيه، لأن " الأم " مأوى الولد (8)، وعن ابن صالح: فأم رأسه هاوية في قعر جهنم لأنه يطرح فيها منكوسا (9).

(هيه) ضمير الداهية التي دل عليها قوله: (فأمه هاوية) في التفسير الأول، أو: ضمير (هاوية)، والهاء للسكت، فإذا وصل القارئ حذفها.

(نار حامية) حارة شديدة الحرارة.


1- قاله الكلبي. راجع تفسير السمرقندي: ج 3 ص 506.

2- قرأه ابن عامر والكسائي. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 695.

3- قال الشيخ الطوسي في التبيان: ج 10 ص 404: مكية في قول ابن عباس والضحاك، وهي ثلاث آيات بلا خلاف في جملتها وإن اختلفوا في تفصيلها. وفي تفسير الماوردي: ج 2 ص 333: مكية، وفي إحدى الروايتين عن ابن عباس وقتادة: أنها مدنية. وفي الكشاف: ج 4 ص 793: مكية، وآياتها |

4- نزلت بعد الشرح.

5- رواه الكفعمي في المصباح: ص 452.

6- ثواب الأعمال للصدوق: ص 153.

7- في نسخة: " عمره ".

8- قال الشيخ الطوسي في التبيان: ج 10 ص 406: مكية في قول ابن عباس والضحاك، وهي تسع آيات بلا خلاف. وفي الكشاف: ج 4 ص 794: مكية، وآياتها |

9|، نزلت بعد القيامة.