سورة فصلت

سورة فصلت (1)

مكية (2) آياتها أربع وخمسون آية كوفي، اثنتان بصري، عد الكوفي (حم) (3) آية، (عاد وثمود) (4) آية.

وفي حديث أبي: " ومن قرأ حم السجدة أعطي من الأجر بعدد كل حرف منها عشر حسنات " (5).

وعن الصادق (عليه السلام): " من قرأ حم السجدة كانت له نورا يوم القيامة مد بصره، وسرورا، وعاش في هذه الدنيا مغبوطا محمودا " (6).

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿حم (1) تنزيل من الرحمن الرحيم (2) كتب فصلت ءايته قرءانا عربيا لقوم يعلمون (3) بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون (4) وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونآ إليه وفي ءاذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عملون (5) قل إنمآ أنا بشر مثلكم يوحى إلى أنمآ إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين (6) الذين لا يؤتون الزكوة وهم بالأخرة هم كفرون (7) إن الذين ءامنوا وعملوا الصلحت لهم أجر غير ممنون (8)﴾

(تنزيل) مبتدأ و (كتب) خبره، أو: (تنزيل) خبر مبتدأ محذوف و (كتب) بدل من (تنزيل)، أو: خبر بعد خبر.

(قرءانا عربيا) نصب على المدح، أي: أعني بالكتاب المفصل قرآنا بهذه الصفة، وقيل: نصب على الحال (7) أي: (فصلت ءايته) في حال كونه قرآنا عربيا (لقوم يعلمون) ما نزل عليهم من الآيات المفصلة المبينة بلسانهم العربي، لا يلتبس عليهم شيء منه، وتعلق اللام بـ (فصلت) أو بـ (تنزيل)، أي: فصلت آياته لهم، أو: تنزيل من الرحمن لأجلهم، وأجود منهما أن يكون صفة مثل ما قبله وما بعده، أي: قرآنا عربيا كائنا لقوم عرب لئلا يفرق بين الصفات والصلات.

(بشيرا) يبشر المؤمن بما تضمنه من الوعد (ونذيرا) يندر الكافر بما فيه من الوعيد (فهم لا يسمعون) لا يقبلون ولا يطيعون.

(قلوبنا في أكنة) أي: أغطية (مما تدعونآ إليه) فلا نفقه ما تقول (وفي ءاذاننا) ثقل وصمم على استماع القرآن، (ومن بيننا وبينك حجاب) ساتر وحاجز منيع، وهذه تمثيلات لنبو قلوبهم عن قبول الحق (فاعمل) على دينك إنا (عملون) على ديننا، أو: فاعمل في ابطال أمرنا إنا عاملون في إبطال أمرك.

والفائدة في زيادة " من " في قوله: (ومن بيننا) أنه لو قال: " وبيننا وبينك حجاب " لكان المعنى: أن حجابا حاصل وسط الجهتين، ومعنى (من بيننا وبينك حجاب): أن الحجاب ابتداء منا وابتداء منك.

فالمسافة المتوسطة بجهتك وجهتنا مستوعبة بالحجاب لا فراغ فيها.

وقوله: (إنمآ أنا بشر مثلكم) جواب لقولهم: (قلوبنا في أكنة) لأن المعنى: إني لست بملك وإنما أنا بشر مثلكم وقد أوحي (إلى) دونكم، وإذا صحت بالوحي نبوتي وجب عليكم اتباعي (فاستقيموا) فاستووا (إليه) بالتوحيد وإخلاص العبادة (واستغفروه) من الشرك.

وخص من أوصاف المشركين منع الزكاة مقرونا بالكفر بالآخرة، لأن أحب الأشياء إلى الإنسان ماله، فإذا بذله لله دل ذلك على ثباته في الدين وصدق نيته، وفيه حث شديد على أداء الزكاة، وتخويف من منعها، حيث جعله مقرونا بالكفر بالآخرة.

(لهم أجر غير ممنون) أي: غير مقطوع بل هو متصل دائم، أو: هو خالص من المنة.

﴿قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذا لك رب العلمين (9) وجعل فيها رواسي من فوقها وبرك فيها وقدر فيهآ أقواتها في أربعة أيام سوآء للسآئلين (10) ثم استوى إلى السمآء وهى دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتآ أتينا طآئعين (11) فقضهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سمآء أمرها وزينا السمآء الدنيا بمصبيح وحفظا ذا لك تقدير العزيز العليم (12) فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صعقة مثل صعقة عاد وثمود (13) إذ جآءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شآء ربنا لأنزل ملئكة فإنا بمآ أرسلتم به ى كفرون (14) فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بايتنا يجحدون (15)﴾

(أئنكم لتكفرون) استفهام تعجب، أي: كيف تستجيزون أن تكفروا بمن (خلق الارض) مقدار (يومين وتجعلون له أندادا) أمثالا وأشباها تعبدونهم (ذلك) الذي قدر على الخلق (رب العلمين) ومالك التصرف فيهم.

(وجعل فيها) أي: في الأرض جبالا (رواسي) أي: ثوابت (من فوقها) جعلها فوق الأرض لتكون منافعها حاصلة لمن طلبها (وبرك فيها) وأكثر خيرها (وقدر فيهآ أقوتها) أي: أرزاق أهلها ومنافعهم ومعائشهم (في) تتمة (أربعة أيام) من حين ابتداء الخلق، كأنه قال: كل ذلك في أربعة أيام كاملة مستوية بلا زيادة ولا نقصان، وقرئ: (سوآء) بالحركات الثلاث (8)، فالجر على الوصف لـ (أيام)، والنصب على " استوت سواء " أي: استواء، والرفع على " هي سواء "، وتعلق قوله: (للسآئلين) بمحذوف فكأنه قال: هذا الحصر لأجل من سأل في كم خلقت الأرض وما فيها، أو: يقدر أي: قدر فيها أقواتها لأجل الطالبين لها المحتاجين إليها من المقتاتين.

(ثم استوى إلى السمآء) من قولك: استوى إلى مكان كذا: إذا توجه إليه توجها لا يلوي على شيء، وهو من الاستواء الذي هو ضد الاعوجاج، ونحوه قولهم: استقام إليه وامتد إليه، ومنه قوله: (فاستقيموا إليه) (9) والمعنى: ثم دعاه داعي الحكمة إلى خلق السماء بعد خلق الأرض وما فيها من غير صارف يصرفه عن ذلك.

ومعنى أمر السماء والأرض بالإتيان، وقولهما: (أتينا طآئعين) أنه أراد تكوينهما وإنشائهما فلم تمتنعا عليه ووجدتا كما أرادهما، وليس هناك أمر على الحقيقة ولا جواب، وهو من المجاز الذي يسمى التمثيل، بمعنى: أنهما كانتا كالمأمور المطيع إذا ورد عليه أمر الآمر المطاع، وخلق سبحانه جرم الأرض غير مدحوة، ثم دحاها بعد خلق السماء، كما قال: (والأرض بعد ذلك دحاها) (10) فالمعنى: ائتيا على ما ينبغي أن تأتيا من الشكل والوصف: ائتي يا أرض مدحوة قرارا لسكانك، وائتي يا سماء سقفا مبنيا عليهم، ومعنى الإتيان: الحصول والوقوع، كما يقال: أتى عمل فلان مقبولا، وقوله: (طوعا أو كرها) مثل للزوم تأثير قدرته فيهما، وانتصابهما على الحال، أي: طائعتين أو مكرهتين، ولما خوطبن جعلن مجيبات ووصفن بالطوع والكره، وقيل: " طائعين " في موضع " طائعات ? (11) نحو قوله: (كل في فلك يسبحون) (12)، (رأيتهم لي ساجدين) (13).

(فقضاهن) يجوز أن يرجع الضمير فيه إلى (السمآء) على المعنى، ويجوز أن يكون ضميرا مبهما مفسرا بـ (سبع سموات)، والفرق بينهما أن " سبع سماوات " على الوجه الأول نصب على الحال، وفي الثاني نصب على التمييز (وأوحى) أي: خلق أوامر (في كل سمآء أمرها) ما أمر به فيها ود بره من خلق الملائكة والنيرات وغير ذلك، أو: شأنها وما يصلحها (وزينا السماء الدنيا بمصبيح) يهتدى بها (وحفظا) أي: وحفظناها حفظا من استراق السمع بالثواقب، ويجوز أن يكون مفعولا له أي: وخلقنا المصابيح زينة وحفظا.

(فإن أعرضوا) بعدما تتلو عليهم من هذه الحجج الدالة على الوحدانية والقدرة فحذرهم أن تصيبهم (صعقة) أي: عذاب شديد الوقع كأنه صاعقة.

(إذ جآءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم) يريد: أتوهم من كل جانب فلم يروا منهم إلا العتو، وقيل: معناه: أنذروهم من وقائع الله فيمن قبلهم من الأمم، ومن عذاب الآخرة، لأنهم إذا حذروهم ذلك فقد جاؤوهم بالوعظ من جهة الزمان الماضي، وما جرى فيه على أمثالهم، ومن جهة المستقبل وما سيجري عليهم (14).

(أن) في (أن لا تعبدوا) بمعنى: أي، أو: مخففة من الثقيلة، وأصله " بأن لا تعبدوا " أي: بأن الشأن والحديث قولنا لكم: لا تعبدوا، ومفعول (شاء) محذوف، أي: لو شاء ربنا إرسال الرسل لأنزل ملائكة.

وحقيقة القوة زيادة القدرة، وهي في الإنسان صحة البنية والاعتدال والشدة والصلابة (وكانوا بآياتنا يجحدون) كانوا يعرفون أنها حق ولكنهم جحدوها كما يجحد المودع الوديعة، وهو معطوف على (فاستكبروا).

﴿فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزى في الحيوة الدنيا ولعذاب الأخرة أخزى وهم لا ينصرون (16) وأما ثمود فهدينهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون (17) ونجينا الذين ءامنوا وكانوا يتقون (18) ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون (19) حتى إذا ما جآءوها شهد عليهم سمعهم وأبصرهم وجلودهم بما كانوا يعملون (20) وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شىء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون (21) وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون (22) وذا لكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخسرين (23)﴾

(ريحا صرصرا) عاصفة تصرصر، أي: تصوت، والصرة: الصيحة، وقيل: باردة تحرق ببردها (15)، من الصر وهو البرد الذي يصر أي: يجمع ويقبض (نحسات) قرئ بكسر الحاء وسكونها (16)، يقال: نحس نحسا فهو نحس، فالنحس يجوز أن يكون مخفف " نحس "، وأن يكون وصفا بالمصدر، نحو: رجل عدل.

و (عذاب الخزى) أضاف " العذاب " إلى " الخزي " وهو الذل والهوان، على أنه وصف للعذاب، كأنه قال: " عذاب خزي " كما تقول: " فعل السوء " تريد: الفعل السيئ، والدليل عليه قوله: (ولعذاب الأخرة أخزى) وهو أبلغ في الوصف، فإن قولك: هو شاعر، وله شعر شاعر، بينهما بون بعيد.

(وأما ثمود فهدينهم) أي: دللناهم على طريقي الضلالة والرشد، وبينا لهم سبيلي الخير والشر، كقوله: (وهدينه النجدين) (17)، (فاستحبوا العمى على الهدى) فاختاروا الكفر على الإيمان، والضلال على الرشد (فأخذتهم صعقة العذاب) أي: قارعة العذاب، وواهية العذاب، و (الهون): الهوان، وصف به العذاب مبالغة أو أبدله منه، وفي هذا حجة بالغة على المجبرة.

(ويوم يحشر) قرئ بالياء على البناء للمفعول و (أعدآء الله) بالرفع، و " يحشر " على البناء للفاعل و " أعداء " بالنصب (18)، (فهم يوزعون) يحبس أولهم على آخرهم، أي: تستوقف سوابقهم حتى يدركهم لواحقهم.

و " ما " في قوله: (إذا ما جآءوها) مزيدة للتأكيد، أي: لابد أن يكون وقت مجيئهم النار وقت الشهادة عليهم.

وأما كيفية نطق الجوارح فإن الله ينطقها كما أنطق الشجرة بأن يخلق فيها كلاما، وقيل: إن الجلود كناية عن الفروج (19)، وأراد بـ (كل شىء) من الحيوان، ومعناه: أن نطقنا ليس بعجيب من قدرة الله (الذي أنطق كل) حيوان (وهو) أنشأكم (أول مرة) وهو القادر على إعادتكم ورجعكم إلى جزائه.

(وما كنتم تستترون) بالحجب عند ارتكاب المعاصي مخافة (أن يشهد عليكم) جوارحكم لأنكم لم تعلموا أنها تشهد عليكم (ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا) من أعمالكم، وعن ابن عباس: أنهم قالوا: إن الله لا يعلم ما في نفوسنا، إنما يعلم ما يظهر (20).

و (ذلكم) رفع بالابتداء و (ظنكم) و (أرداكم) خبران، ويجوز أن يكون (ظنكم) بدلا من (ذلكم) و (أرداكم) الخبر.

وعن الصادق (عليه السلام): " إن الله عند ظن عبده: إن خير فخير، وإن شر فشر " (21).

﴿فإن يصبروا فالنار مثوى لهم وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين (24) وقيضنا لهم قرنآء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم وحق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خسرين (25) وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرءان وا لغوا فيه لعلكم تغلبون (26) فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون (27) ذا لك جزآء أعدآء الله النار لهم فيها دار ا لخلد جزآء بما كانوا بايتنا يجحدون (28) وقال الذين كفروا ربنآ أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الاسفلين (29) إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقموا تتنزل عليهم الملئكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون (30) نحن أوليآؤكم في الحيواة الدنيا وفي الأخرة ولكم فيها ما تشتهى أنفسكم ولكم فيها ما تدعون (31) نزلا من غفور رحيم (32)﴾

أي: (فإن يصبروا) لم ينفعهم الصبر ولم ينفكوا به من الثواء في النار (وإن) يسألوا العتبى ويطلبوا الرضا لم يعتبوا ولم يجابوا إلى العتبى، ولم يعطوا الرضا.

(وقيضنا) أي: وقدرنا (لهم قرنآء) أخدانا (22) من الشياطين، جمع قرين وهو كقوله: (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين) (23) والمعنى: أنه خذلهم ومنعهم التوفيق لتصميمهم على الكفر، فلم يبق لهم قرناء سوى الشياطين (فزينوا لهم) ما تقدم من أعمالهم وما هم عازمون عليها، أو: (ما بين أيديهم) من أمر الدنيا واتباع الشهوات (وما خلفهم) من أمر العاقبة، وأن لا بعث ولا حساب (وحق عليهم القول) أي: كلمة العذاب (في أمم) في جملة أمم، ومثله قول الشاعر: إن تك عن أحسن المروءة مأ * فوكا ففي آخرين قد أفكوا (24) يريد: فأنت في جملة آخرين، أو: في عداد آخرين لست في ذلك بأوحد، و (في أمم) في محل النصب على الحال من الضمير في (عليهم)، (إنهم كانوا خاسرين) تعليل لاستحقاقهم العذاب، والضمير في (لهم) للأمم.

(وقال الذين كفروا) بعضهم لبعض (لا تسمعوا لهذا القرءان) الذي يقرأه محمد ولا تصغوا إليه (والغوا فيه) يقال: لغي يلغى، واللغو: الساقط من الكلام الذي لا طائل تحته، أي: واشتغلوا عند قراءته برفع الأصوات بالخرافات وبالزجر والهذيان حتى تشوشوا عليه قراءته لتغلبوه بذلك، ولا يتمكن أصحابه من الاستماع.

(النار) عطف بيان للجزاء، أو: خبر مبتدأ محذوف (لهم فيها دار الخلد) معناه: أن النار في نفسها دار الخلد، كقوله: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) (25) معناه: أن رسول الله أسوة حسنة، وتقول: لك في هذا الدار دار السرور، وأنت تعني الدار بعينها (جزآء بما كانوا) يلغون فيها، فذكر الجحود الذي هو سبب اللغو.

وقرئ: " أرنا " بسكون الراء (26) لثقل الكسرة، كما قيل: " فخذ " في " فخذ "، أي الشيطانين اللذين (أضلانا من الجن والإنس) لأن الشيطان ضربان: جني وإنسي (نجعلهما تحت أقدامنا) في النار، والمراد به: ندوسهما ونطؤهما بأقدامنا ليكونا أشد عذابا منا.

(ثم استقموا) ثم استمروا عليه وثبتوا على مقتضياته من أنواع الطاعة.

وسأل محمد بن الفضيل علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) عن الاستقامة فقال: هي والله ما أنتم عليه.

(تتنزل عليهم الملئكة) عند الموت بالبشرى (أن لا تخافوا) بمعنى " أي "، أو: مخففة من الثقيلة، وأصله: بأنه لا تخافوا، والهاء ضمير الشأن، والخوف: غم يلحق لتوقع المكروه، والحزن: غم يلحق لوقوعه من فوت نفع أو حصول ضرر، والمعنى: أن الله كتب لكم الأمان من كل خوف وغم، وكما أن الشياطين قرناء من تقدم، فالملائكة أولياء هؤلاء وأحباؤهم في الدارين (ولكم فيها ما تدعون) أي: تتمنون من النعيم، وفي بشراهم بولاية الملائكة إياهم في دنياهم وأخراهم، وإنالتهم في الجنة مشتهاهم وغاية متمناهم، دلالة على شرف هذه الطاعة التي هي الاستقامة، وأنها أجل الديانات والدرجة القصوى فيها.

والنزل: رزق النزيل وهو الضيف، وانتصب على الحال من الموصول، أو من الضمير المنصوب المحذوف، لأن التقدير: ما تدعونه.

﴿ومن أحسن قولا ممن دعآ إلى الله وعمل صلحا وقال إننى من المسلمين (33) ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم (34) وما يلقلهآ إلا الذين صبروا وما يلقلهآ إلا ذو حظ عظيم (35) وإما ينزغنك من الشيطن نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم (36) ومن ءايته الليل والنهار والشمس وا لقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون (37) فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له باليل والنهار وهم لا يسمون (38)﴾

من (دعآ إلى الله) هو رسول الله، والأئمة الدعاة إلى الحق القائمون مقامه، وقيل: هم المؤذنون (27)، والآية عامة في كل من جمع بين الأوصاف الثلاثة: أن يكون موحدا معتقدا للحق عاملا للخير داعيا إليه.

والمعنى: أن الحسنة والسيئة متفاوتتان في أنفسهما، فلا تستوي الأعمال الحسنة والأعمال السيئة، فخذ بالحسنة التي هي أحسن من أختها إذا اعترضتك حسنتان ف (ادفع) بها السيئة الواردة عليك من بعض أعدائك، ومثال ذلك: أن الحسنة أن تعفو عنه (والتى هي أحسن) أن تحسن إليه في مقابلة إساءته، مثل أن يذمك فتمدحه، فإنك إذا فعلت ذلك صار الذي هو عدوك المناوئ مثل الولي الحميم المناسب المصافي.

وما يلقى هذه الخصلة الحميدة والسجية المرضية التي هي مقابلة الإساءة بالإحسان ولا يؤتاها (إلا الذين صبروا) على كظم الغيظ واحتمال المكاره، و (إلا ذو) نصيب و (حظ عظيم) من الثواب والخير.

والنزع والنسخ بمعنى، وهو شبه النخس، وكان الشيطان ينخس الإنسان: إذا بعثه على بعض المعاصي، وأسند الفعل إلى النزغ كما قالوا: جد جده، أو: وصف الشيطان وتسويله بالمصدر، والمعنى: وإن صرفك الشيطان عما وصيت به من الدفع بالتي هي أحسن (فاستعذ بالله) من شره ولا تطعه.

(ومن ءايته) أي: حججه وأدلته الدالة على وحدانيته (الليل والنهار) وتقديرهما على حد مستقر ونظام مستمر (والشمس والقمر) وما ظهر فيهما من التدبير والتسيير في فلك التدوير.

والضمير في (خلقهن) لجميعها؛ لأن حكم جماعة ما لا يعقل حكم الأنثى أو الإناث، تقول: الدور رأيتها ورأيتهن، أو: لأنها في معنى الآيات فلذلك قال: (خلقهن).

وموضع السجدة عند الشافعي (28) (تعبدون) وهو المروي عن أئمتنا (عليهم السلام) (29)، وعند أبي حنيفة (يسئمون) (30).

وقوله: (عند ربك) عبارة عن قرب المنزلة والكرامة والزلفى.

﴿ومن ءايته ى أنك ترى الأرض خشعة فإذ آ أنزلنا عليها المآء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحى الموتى إنه على كل شىء قدير (39) إن الذين يلحدون في ءايتنا لا يخفون علينآ أفمن يلقى في النار خير أم من يأتى ءامنا يوم القيمة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير (40) إن الذين كفروا بالذكر لما جآءهم وإنه لكتب عزيز (41) لا يأتيه البطل من بين يديه ولا من خلفه ى تنزيل من حكيم حميد (42) ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم (43) ولو جعلنه قرءانا أعجميا لقالوا لولا فصلت ءايته ءاعجمى وعربى قل هو للذين ءامنوا هدى وشفآء والذين لا يؤمنون في ءاذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد (44) ولقد ءاتينا موسى الكتب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضى بينهم وإنهم لفي شك منه مريب (45)﴾

والخشوع في وصف الأرض مستعار لكونها يابسة غير ممطورة، لا نبات فيها، وهو خلاف وصفها بالاهتزاز، والربو وهو الانتفاخ: إذا أخصبت وتزينت بالنبات تشبيها لها بالمختال في زيه، وشبهت قبل بالذليل الخاضع في الأطمار الرثة، وقرئ: " وربأت ? (31) أي: ارتفعت.

ولحد الحافر وألحد: إذا مال عن الاستقامة فحفر في شق، فاستعير للانحراف في تأويل آيات القرآن عن جهة الصحة والاستقامة، وقرئ باللغتين (32) (لا يخفون علينا) وعيد.

وقوله: (إن الذين كفروا) بدل من قوله: (إن الذين يلحدون في ءايتنا)، والذكر: القرآن لأنهم لكفرهم به طعنوا فيه وحرفوا تأويله (وإنه لكتب عزيز) منيع محمي بحماية الله.

(لا يأتيه البطل) مثل، أي: لا يتطرق إليه الباطل من جهة من الجهات، ونحوه: (وإنا له لحفظون) (33)، وعن السيدين الباقر والصادق (عليهما السلام): " ليس في أخباره عما مضى، ولا في أخباره عما يكون في المستقبل باطل، بل أخباره كلها موافقة لمخبراتها ".

(ما يقال لك) أي: ما يقول لك كفار قومك (إلا) مثل ما قال للرسل كفار قومهم من الكلمات المؤذية (إن ربك لذو مغفرة) لمن آمن بك (وذو عقاب أليم) لمن كذبك، أو يكون المعنى: ما يقول لك الله إلا مثل ما قال للرسل من قبلك، والمقول: إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم.

(ولو) جعلنا القرآن (أعجميا) بغير لغة العرب، وسموا من لم يبين كلامه من أي صنف كان من الناس أعجم، قال عنترة: حزق يمانية لأعجم طمطم (34) (لقالوا لولا فصلت ءايته) أي: بينت بلسان تفهمه (35) (ءأعجمى وعربى) والهمزة للإنكار، أي: قرآن أعجمي ورسول عربي، أو مرسل إليه عربي، لأن مبنى الإنكار على تنافي حالتي الكتاب والمكتوب إليه، لا على أن المكتوب إليه واحد أو جماعة (قل هو) الضمير للقرآن (هدى) و (36) إرشاد إلى الحق (وشفاء لما في الصدور) (37) من الشك، أو: شفاء من الأدواء، و (الذين لا يؤمنون) إن عطفته على (الذين ءامنوا) كان في موضع جر على معنى قولك: وهو للذين لا يؤمنون (في ءاذانهم وقر)، إلا أن فيه عطفا على عاملين وقد أجازه الأخفش (38)، وإن جعلته مبتدأ فالخبر: هو (في ءاذانهم وقر) على حذف " هو "، أو: في آذانهم منه وقر، و (ينادون من مكان بعيد) يعني: أنهم لا يقبلونه ولا يرعونه أسماعهم، فمثلهم في ذلك مثل من يصوت به من مكان بعيد، لا يسمع من مثله الصوت فلا يسمع النداء.

(فاختلف فيه) أي: آمن به قوم وكذب به آخرون، وهو تسلية لنبينا (عليه السلام) (ولولا كلمة سبقت من ربك) في تأخير العذاب عن قومك لفرغ من عذابهم واستئصالهم، وهي كقوله: (بل الساعة موعدهم) (39).

﴿من عمل صلحا فلنفسه ى ومن أسآء فعليها وما ربك بظلم للعبيد (46) إليه يرد علم الساعة وما تخرج من ثمرا ت من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ى ويوم يناديهم أين شركآءى قالوا ءاذنك مامنا من شهيد (47) وضل عنهم ما كانوا يدعون من قبل وظنوا مالهم من محيص (48) لا يسم الانسن من دعآء الخير وإن مسه الشر فيوس قنوط (49) ولئن أذقنه رحمة منا من بعد ضرآء مسته ليقولن هذا لى ومآ أظن الساعة قآئمة ولئن رجعت إلى ربى إن لى عنده للحسنى فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ (50) وإذآ أنعمنا على الانسن أعرض ونا بجانبه ى وإذا مسه الشر فذو دعآء عريض (51) قل أرءيتم إن كان من عند الله ثم كفرتم به ى من أضل ممن هو في شقاق بعيد (52) سنريهم ءايتنا في الافاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شىء شهيد (53) ألا إنهم في مرية من لقآء ربهم ألا إنه بكل شىء محيط (54)﴾

(فلنفسه) نفع صلاحه (فعليها) وبال إساءته دون غيرها.

(إليه يرد علم الساعة) أي: إذا سئل عنها قيل: الله يعلم، أو: لا يعلمها إلا الله، الأكمام جمع كم بكسر الكاف وهو وعاء الثمرة، وقرئ: (من ثمرت) على الجمع (40) (أين شركآءى) أضافهم إليه على زعمهم، وفيه تقريع على طريق التهكم (ما منا من شهيد) أي: ما منا أحد اليوم يشهد بأنهم شركاؤك، وما منا أحد يشاهدهم، وذلك أنهم ضلوا عنهم، ومعنى (ءاذنك): أنك تعلم من نفوسنا ذلك، أو: هو كما تقول: أعلم الملك أنه كان كيت وكيت، وعلق (ما منا من شهيد) معنى الإعلام؛ لأن النفي له حكم الاستفهام في أن له صدر الكلام.

وكذا قوله: (وظنوا ما لهم من محيص) والمعنى: علموا أن لا مخلص لهم من عذاب الله، عبر بالظن عن العلم.

(من دعآء الخير) من طلب السعة في المال والصحة (وإن مسه) البلاء والشدة (فيئوس قنوط) شديد اليأس مقطوع الرجاء من فضل الله وروحه، وهذه صفة الكافر بدلالة قوله: (ولا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) (41).

(ليقولن هذا لى) أي: هذا حقي وصل إلي، لأني استوجبته بما عندي من فضل، أو: هذا لي دائما أبدا (وما أظن الساعة قائمة) كائنة (ولئن رجعت إلى ربى) على ما يقوله المسلمون (إن لى عنده) الحالة الحسنى وهي الجنة، أي: سيعطيني في الآخرة مثل ما أعطاني في الدنيا.

(فذو دعآء عريض) استعار العرض لكثرة الدعاء ودوامه كما استعار الغلظ لشدة العذاب.

وقرئ: " ونأى " بإمالة الألف وكسر النون (42)، " ونآء ? (43) على القلب كما قيل: " راء " في " رأى "، ويريد (بجانبه) نفسه وذاته، فكأنه قال: ونأى بنفسه، أو يريد (بجانبه) عطفه، ومعناه: انحرف وازور، كما قيل: ثنى عطفه (44)، و (تولى بركنه) (45).

(أرءيتم) أخبروني (إن كان) القرآن (من عند الله) وقد (كفرتم به) وكان الكسائي يحذف همزة " رأى " إذا كان مع همزة الاستفهام، نحو: " أريتم " و " أريتكم " في جميع القرآن استثقالا للهمزتين، ولا يحذف في غيرها، نحو: " رأى القمر " و " رأى الشمس " (من أضل) منكم وأنتم بلغتم الغاية في المشاقة والمناصبة؟فوضع (ممن هو في شقاق بعيد) موضع " منكم " بيانا لصفتهم.

(سنريهم ءايتنا) في نصرة رسولنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) (في) آفاق الدنيا من الفتوح ومن الإظهار على الأكاسرة والملوك وتغليب العدد القليل على الكثير، والأمور الخارجة عن المعهود (وفي أنفسهم) يوم بدر، أو: يوم فتح مكة، (بربك) مرفوع المحل بأنه فاعل، و (أنه على كل شىء شهيد) بدل منه على الموضع (46)، وتقديره: أولم يكفهم أن ربك على كل شيء شهيد، والمعنى: أن الموعود من إظهار آيات الله في الآفاق وفي أنفسهم سيرونه ويشاهدونه، فيتبينون عند ذلك أن القرآن تنزيل عالم الغيب الذي هو على كل شيء شهيد، أي: مطلع مهيمن، يستوي عنده غيبه وشهادته، فيكفيهم ذلك دليلا على أنه حق وأنه من عنده.

1- قرأ زيد بن علي (عليه السلام) والحسن وابن أبي إسحاق ويعقوب بالجر، وأبو جعفر بالرفع، والباقون بالنصب. راجع التبيان: ج 9 ص 106، والبحر المحيط: ج 7 ص 476.

2- الآية: 6.

3- النازعات: 30.

4- قاله الزجاج في معاني القرآن: ج 4 ص 381.

5- الأنبياء: 33، يس: 40.

6- يوسف: 4.

7- قاله الحسن. راجع تفسير الماوردي: ج 5 ص 174.

8- قاله عكرمة وسعيد بن جبير كما في تفسير الماوردي: ج 5 ص 174.

9- وبالسكون قرأه ابن كثير ونافع وأبو عمرو. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 576.

10- البلد: 10.

11- هذه القراءة ذكرها الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 195 وتبعه المصنف رحمه الله في ذلك، ولم نعثر هكذا قراءة في المصادر المعتمدة لدينا.

12- قاله ابن زيد. راجع تفسير الماوردي: ج 5 ص 176.

13- تفسير ابن عباس: ص 402.

14- الكافي: ج 8 ص 302 ذ ح 462 باسناده عن سنان بن طريف.

15- في بعض النسخ: " إخوانا ".

16- الزخرف: 36.

17- لعروة بن أذينة الكناني، يقول: إن لم توفق للإحسان فأنت في قوم قد صرفوا عن ذلك أيضا. أنظر ديوان عروة: ص 343.

18- الأحزاب: 21.

19- قرأه الابنان (ابن كثير وابن عامر) وأبو بكر والسوسي ويعقوب. راجع التذكرة في القراءات لابن غلبون: ج 2 ص 657.

20- وهو قول عائشة. راجع الدر المنثور للسيوطي: ج 7 ص 325 وعزاه إلى ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن مردويه.

21- ذكره المصنف رحمه الله تبعا للزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 200، وإلا فالمشهور عن الشافعي عند قوله: (يسئمون). راجع على سبيل المثال: الخلاف للشيخ الطوسي: ج 1 ص 430، وعمدة القاري: ج 7 ص 97، وأحكام القرآن لابن العربي: ج 4 ص 87. نعم في المجموع: ج 4 ص 60 للعلامة النووي الشافعي ما لفظه: سجدة حم السجدة فيها وجهان لأصحابنا حكاهما القاضي والبغوي وغيرهما أصحهما عند (يسئمون) وبهذا قطع الأكثرون، والثاني: أنها عند قوله تعالى: (تعبدون).

22- أنظر التبيان: ج 9 ص 128.

23- أنظر الفتاوى الهندية: ج 1 ص 132، والمجموع: ج 4 ص 60.

24- وهي قراءة أبي جعفر المدني وخالد. راجع تفسير القرطبي: ج 15 ص 365.

25- قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم وأبو عمرو بضم الياء وكسر الحاء في جميع القرآن، وحمزة وحده بفتح الياء والحاء، والكسائي في النحل مثل حمزة والباقي كما قرأه الجمهور من السبعة. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 298.

26- الحجر: 9.

27- وصدره: تأوي له قلص النعام كما أوت. والبيت من معلقته المشهورة وهو يصف ناقته. انظر ديوان عنترة بن شداد: ص 59. والحزق: جماعات الإبل، والطمطم: الأعجمي الذي لا يفهم كلامه.

28- في نسخة: " تفقهه ".

29- في نسخة: " أي " بدل الواو.

30- القمر: 46.

|

31- حكاه عنه الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 203.

32- يونس: 57.

33- الظاهر من عبارة المصنف رحمه الله أنه اعتمد هنا على قراءة المفرد تبعا للزمخشري في الكشاف.

34- يوسف: 87.

35- قرأه الكسائي وحمزة برواية خلف عنه. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 577.

36- وهي قراءة ابن عامر برواية ابن ذكوان عنه. راجع المصدر السابق.

37- أي: أعرض عنك.

38- الذاريات: 39.

39- ليس في نسخة: " على الموضع ".

40- في بعض النسخ: " سورة حم عسق ".

41- قال الشيخ الطوسي في التبيان: ج 9 ص 140: مكية في قول قتادة ومجاهد، وليس فيها ناسخ ولا منسوخ، وهي ثلاث وخمسون آية في الكوفي، وخمسون في البصري والمدنيين. وفي تفسير الماوردي: ج 5 ص 191: مكية في قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر، وقاله ابن عباس وقتادة إلا أربع آيات منها نزلت بالمدينة (قل لا أسألكم عليه أجرا) إلى آخرها. وفي الكشاف: ج 4 ص 208: مكية إلا الآيات 23 و 24 و 25 و 27 فمدنية، وآياتها (53) نزلت بعد سورة فصلت.

42- الآية: 32.

43- رواه الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 235 مرسلا.

44- أنظر ثواب الأعمال للصدوق: ص 140.

45- قرأه ابن كثير وحده. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 580.

46- وبالياء قرأه نافع والكسائي. راجع المصدر السابق.