سورة الشورى
سورة الشورى (1)
مكية (2) غير آيات منها، وهي ثلاث وخمسون آية كوفي، خمسون في الباقي، عد الكوفي (حم) و (عسق) و (كالأعلم) (3).
وفي حديث أبي: " من قرأ سورة حم عسق كان ممن تصلي عليه الملائكة، ويستغفرون له " (4).
عن الصادق (عليه السلام): " من قرأها بعثه الله يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر "، الخبر بطوله (5).
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿حم (1) عسق (2) كذا لك يوحى إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم (3) له ما في السموات وما في الأرض وهو العلى العظيم (4) تكاد السموات يتفطرن من فوقهن والملئكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم (5) والذين اتخذوا من دونه ى أوليآء الله حفيظ عليهم ومآ أنت عليهم بوكيل (6) وكذا لك أوحينآ إليك قرءانا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير (7) ولو شآء الله لجعلهم أمة وا حدة ولكن يدخل من يشآء في رحمته ى والظلمون مالهم من ولى ولا نصير (8) أم اتخذوا من دونه ى أوليآء فالله هو الولى وهو يحى الموتى وهو على كل شىء قدير (9) وما اختلفتم فيه من شىء فحكمه إلى الله ذا لكم الله ربى عليه توكلت وإليه أنيب (10)﴾
(كذلك) أي: مثل ذلك الوحي يوحي إليك وإلى الأنبياء (من قبلك الله) يعني: أن ما تضمنته هذه السورة من المعاني قد أوحى الله إليك مثله في غيرها من السور، وأوحاه إلى من قبلك، على معنى: أن الله كرر هذه المعاني في القرآن وفي جميع الكتب السماوية، لما فيها من المنافع الدينية لعباده، وقرئ: " يوحى إليك " (6)، وعلى هذا فإنما يرتفع اسم " الله " بما دل عليه " يوحى "، فكأن قائلا قال: من الموحى؟فقيل: الله.
(تكاد) قرئ بالتاء والياء (7)، وقرئ: " ينفطرن ? (8) و (يتفطرن) ومعناه: يتشققن من علو شأن الله وعظمته، بدلالة مجيئه بعد قوله: (العلى العظيم)، وقيل: من دعائهم له ولدا (9) (من فوقهن) أي: يكاد يبتدأ الانفطار من جهتهن الفوقانية التي هي أعظم آيات الجلال والعظمة، وهي العرش والكرسي، وقيل: من فوق الأرضين (10)، وعن الصادق (عليه السلام): (ويستغفرون لمن في الأرض) من المؤمنين.
(الله حفيظ) يحفظ عليهم أعمالهم ولم توكل لحفظها، فلا يضيقن صدرك لتكذيبهم إياك.
(وكذلك) ومثل ذلك (أوحينا إليك): و " ذلك " إشارة إلى معنى الآية قبلها من أن الله هو الحفيظ عليهم وما أنت بحفيظ عليهم ولكن نذير لهم، لأنه قد تكرر ذكره في مواضع من التنزيل، فالكاف مفعول لـ (أوحينآ) و (قرءانا عربيا) حال من المفعول به، أي: أوحيناه إليك وهو قرآن عربي، ويجوز أن يكون (ذلك) إشارة إلى مصدر (أوحينآ) أي: ومثل ذلك الإيحاء البين أوحينا إليك قرآنا عربيا بلسانك (لتنذر) أهل (أم القرى) وهي مكة (ومن حولها) من سائر الناس، وتنذرهم (يوم الجمع) وهو يوم القيامة، يجمع الله فيه الأولين والآخرين، يقال: أنذرته كذا وأنذرته بكذا، وقد عدى الأول إلى المفعول الأول والثاني إلى المفعول الثاني وهو يوم الجمع، وقيل: يجمع فيه بين الأرواح والأجساد (11)، وقيل: يجمع بين كل عامل وعمله (12)، و (لا ريب فيه) اعتراض لا محل له.
(ولو شآء الله) مشيئة قدرة لأجبرهم جميعا على الإيمان، ولكنه شاء مشيئة حكمة أن يكلفهم، وبنى أمرهم على الاختيار ليدخل المؤمنين (في رحمته).
(أم) منقطعة، ومعنى الهمزة فيها الإنكار (فالله هو الولى) هو الذي يجب أن يتولى وحده، ويعتقد أنه الحقيق بالولاية دون غيره، والفاء جواب شرط مقدر كأنه قال بعد إنكار كل ولي سواه: إن أرادوا وليا بحق فالله هو الولي الحق، ومن شأن هذا الولي أنه (يحى الموتى وهو على كل شىء قدير) فهو الحري بأن يتخذ وليا دون من لا يقدر على شيء.
(وما اختلفتم فيه من شىء) حكاية قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) للمؤمنين، ومعناه: ما تختلفون فيه من أمور الدين فحكم ذلك المختلف فيه مفوض (إلى الله) يثيب المحق ويعاقب المبطل (ذلكم) الحاكم (الله) هو (ربى عليه توكلت) في رد كيد الأعداء (وإليه أنيب) في جميع الأمور.
﴿فاطر السموات والارض جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الانعم أزواجا يذرؤكم فيه ليس كمثله ى شىء وهو السميع البصير (11) له مقاليد السموات والارض يبسط الرزق لمن يشآء ويقدر إنه بكل شىء عليم (12) شرع لكم من الدين ما وصى به ى نوحا والذي أوحينآ إليك ومآ وصينا به ى إبرا هيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبى إليه من يشآء ويهدى إليه من ينيب (13) وما تفرقوا إلا من بعد ما جآءهم العلم بغيا بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضى بينهم وإن الذين أورثوا الكتب من بعدهم لفي شك منه مريب (14) فلذا لك فادع واستقم كمآ أمرت ولا تتبع أهوآءهم وقل ءامنت بمآ أنزل الله من كتب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنآ أعملنا ولكم أعملكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير (15)﴾
(فاطر) خبر بعد خبر لـ (ذلكم)، أو خبر مبتدأ محذوف، أي: خلق لكم من جنسكم (أزوجا) وخلق (الأنعم) أيضا من أجناسها (أزوجا يذرؤكم) يكثركم (فيه) في هذا التدبير، وهو أن جعل بين الذكور والإناث من الناس والأنعام التوالد والتناسل، والضمير في (يذرؤكم) يرجع إلى المخاطبين والأنعام (ليس كمثله شىء) وهو كقولهم: مثلك لا يبخل، والمراد: نفي البخل عن ذاته، وهو من باب الكناية، لأنهم إذا نفوا الشيء عمن يسد مسده فقد نفوه عنه، فالمعنى: نفي المماثلة عن ذاته سبحانه، فلا فرق بين أن يقال: ليس كالله شيء، وأن يقال: ليس كمثله شيء، إلا فائدة الكناية، وقيل: كررت كلمة التشبيه للتأكيد (13) كما كررت في قول الشاعر: وصاليات ككما يؤثفين (14) (شرع لكم من الدين) دين نوح ومحمد ومن بينهما من الأنبياء، ثم فسر المشروع الذي اشترك هؤلاء الرسل فيه بقوله: (أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) والمراد: إقامة دين الإسلام الذي هو توحيد الله وطاعته والإيمان برسله وحججه وباليوم الآخر، ومحل (أن أقيموا) نصب بدل من مفعول (شرع) والمعطوفين عليه (كبر على المشركين) أي: عظم عليهم وشق (يجتبى إليه) والضمير لـ (الدين) أي: يجتلب إليه بالتوفيق (من يشاء) من يجدي عليهم لطفه.
(وما تفرقوا) يعني: أهل الكتاب بعد أنبيائهم (إلا من بعد) أن علموا أن الفرقة ضلال وفساد (ولولا كلمة سبقت من ربك) وهي عدة التأخير (إلى) يوم القيامة (لقضى بينهم) حين افترقوا لعظم ما اقترفوا (وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم) وهم أهل الكتاب الذين كانوا على عهد رسول الله (لفي شك) من كتابهم لا يؤمنون به حق الإيمان.
وقيل: وما تفرق أهل الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بمبعث رسول الله، (وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم) العرب، والكتاب: القرآن (15).
(فلذلك) أي: فلأجل ذلك التفرق (فادع) إلى الاتفاق والائتلاف على الملة الحنيفة (واستقم) عليها وعلى الدعوة إليها (كمآ أمرت ولا تتبع أهوآءهم) المختلفة الباطلة (وقل ءامنت بما أنزل الله) من الكتب على الأنبياء قبلي (وأمرت لأعدل بينكم) في الدعاء إلى الحق ولا أحابي أحدا، أو: أعدل بينكم في جميع الأشياء (لا حجة بيننا وبينكم) أي: لا خصومة لأن الحق قد ظهر، والحجة قد لزمتكم فلا حاجة إلى المحاجة، والمعنى: لا إيراد حجة بيننا وبينكم (الله يجمع بيننا) يوم القيامة فيفصل بيننا وينتقم لنا منكم.
﴿والذين يحآجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد (16) الله الذي أنزل الكتب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريب (17) يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين ءامنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلل بعيد (18) الله لطيف بعباده ى يرزق من يشآء وهو القوى العزيز (19) من كان يريد حرث الأخرة نزد له في حرثه ى ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته ى منها وماله في الأخرة من نصيب (20)﴾
(الذين يحآجون في) دين (الله من بعد ما استجيب له) أي: استجابوا للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى ما دعاهم إليه ودخلوا في الإسلام لظهور حجته بالمعجزات والآيات التي أظهرها الله سبحانه فيه (حجتهم داحضة) أي: باطلة، سمى شبهتهم حجة على حسب اعتقادهم.
(الله الذي أنزل) جنس (الكتب والميزان) أي: وأنزل العدل والتسوية في كتبه المنزلة، وقيل: الميزان الذي يوزن به أنزله من السماء (16) (بالحق) متلبسا بالحق مقترنا به، أو: بالغرض الصحيح كما اقتضته الحكمة، أو: بالواجب من التحريم والتحليل وغير ذلك (الساعة) في تأويل البعث، فلذلك قال: (قريب)، أو: لعل مجيء الساعة قريب.
(يمارون) يلاجون ويخاصمون في مجيء الساعة (لفي ضلل بعيد) من الحق؛ لأن قيام الساعة غير مستبعد من قدرة القادر بالذات، ولدلالة الكتاب المعجز على أنها آتية لا ريب فيها، ولقيام دليل العقل على أنه لابد من دار جزاء (الله لطيف بعباده) أي: بر بهم، بليغ البر، قد وصل بره إلى جميعهم، وإلى حيث لا يبلغه وهم أحد منهم.
سمى ما يعمله العامل مما يبتغي به الفائدة حرثا على المجاز، وفرق بين عمل العاملين بأن من عمل للآخرة وفق في عمله وضوعفت حسناته، ومن عمل للدنيا أعطى شيئا منها لا ما يبتغيه (وما له.
نصيب) قط في الآخرة، ولم يذكر في معنى عامل الآخرة: " وله في الدنيا نصيب " مع أن رزقه المقسوم له لابد أن يصل إليه؛ للاستهانة بذلك إلى جنب ما هو بصدده من الفوز والسعادة في المآب.
﴿أم لهم شركؤا شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضى بينهم وإن الظلمين لهم عذاب أليم (21) ترى الظلمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم والذين ءامنوا وعملوا الصلحت في روضات الجنات لهم ما يشآءون عند ربهم ذا لك هو الفضل الكبير (22) ذا لك الذي يبشر الله عباده الذين ءامنوا وعملوا الصلحت قل لا أسلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور (23) أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشإ الله يختم على قلبك ويمح الله البطل ويحق الحق بكلمته ى إنه عليم بذات الصدور (24) وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ى ويعفوا عن السيات ويعلم ما تفعلون (25) ويستجيب الذين ءامنوا وعملوا الصلحت ويزيدهم من فضله ى والكفرون لهم عذاب شديد (26) ولو بسط الله الرزق لعباده ى لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشآء إنه بعباده ى خبير بصير (27)﴾
(أم لهم شركوءا) الهمزة في " أم " للتقريع والتقرير، وشركاؤهم: شياطينهم الذين زينوا لهم الشرك، والعمل للدنيا، وإنكار الحشر والجزاء وما لم يأمر الله به ولا أذن فيه (ولولا كلمة الفصل) في تأخير عذاب هذه الأمة إلى الآخرة (لقضى بينهم) أي: فرغ من عذابهم في الدنيا.
(ترى الظلمين) في الآخرة (مشفقين) خائفين خوفا شديدا، أرق قلوبهم (مما كسبوا) من السيئات (وهو واقع بهم) وجزاؤه وباله واقع بهم، واصل إليهم، أشفقوا أو لم يشفقوا، والضمير لكسبهم الذي دل عليه " ما كسبوا "، والروضة: الأرض الخضرة لحسن النبات، وكأن (روضات الجنات) أطيب البقاع فيها وأنزهها (لهم ما يشآءون) ويشتهون، وانتصب (عند ربهم) بالظرف لا بـ (يشآءون)، (ذلك) الثواب (هو الفضل) العظيم، والنعيم المقيم الذي يستأهل أن يسمى كبيرا (ذلك) الثواب (الذي يبشر الله به عباده) فحذف الجار كما في قوله: (واختار موسى قومه) (17)، ثم حذف الضمير العائد إلى الموصول، أو: ذلك التبشير الذي يبشر الله به عباده المؤمنين الصالحين ليستبشروا بذلك في الدنيا.
وقرئ: (يبشر) من: بشره، و " يبشر ? (18) من: أبشره.
وروي: أن المشركين قالوا فيما بينهم: أترون محمدا يسأل على ما يتعاطاه أجرا؟ونزلت الآية (19)، (قل لا أسئلكم) على تبليغ الرسالة (أجرا إلا المودة في القربى) يجوز أن يكون استثناء متصلا، أي: لا أسألكم أجرا إلا هذا، وهو أن تودوا أهل قرابتي، ولم يكن هذا أجرا في الحقيقة لأن قرابته قرابتهم، فكانت صلتهم لازمة لهم في المروءة، ويجوز أن يكون استثناء منقطعا، أي: لا أسألكم أجرا قط ولكن أسألكم أن توادوا قرابتي وعترتي وتحفظوني فيهم، ومعنى (في القربى) أنه جعلهم مكانا للمودة ومقرا لها، كما تقول: لي في آل فلان مودة؛ و: لي فيهم حب شديد، تريد: أحبهم، و: هم مكان حبي ومودتي، وليست (في) بصلة لـ (المودة) كاللام إذا قلت: إلا المودة للقربى، إنما هي متعلقة بمحذوف كما يتعلق الظرف به في قولك: المال في الكيس، وتقديره: إلا المودة ثابتة في القربى.
وعن ابن عباس: أنها لما نزلت قالوا: من قرابتك هؤلاء الذين أمرنا الله بمودتهم؟قال: " علي وفاطمة وولدهما " (20).
وروى زاذان عن علي (عليه السلام) قال: " فينا من آل حم آية لا يحفظ مودتنا إلا كل مؤمن " ثم قرأ هذه الآية (21).
وإلى ذلك أشار الكميت في قوله: وجدنا لكم في آل حم آية * تأولها منا تقي ومعرب (22) (ومن يقترف حسنة) عن السدي: أن الحسنة المودة في آل رسول الله (23) وزيادة حسنها من جهة الله عز اسمه: مضاعفتها، كقوله: (فيضعفه له أضعافا كثيرة) (24)، و " الشكور " في صفة الله عز وجل مجاز للاعتداد بالطاعة وتوفية ثوابها، والتفضل على المثاب.
(أم) منقطعة، ومعنى الهمزة فيها: التوبيخ، كأنه قال: أينسبون مثله إلى الافتراء، ثم إلى الافتراء على الله الذي هو أفحش الفرى وأعظمها (فإن يشأ الله) يجعلك من المختوم على قلوبهم حتى تفتري عليه الكذب، فإنه لا يجترئ على افتراء الكذب على الله إلا من كان في مثل حالهم، وهذا الأسلوب مؤداه استبعاد الافتراء من مثله، وأنه في البعد مثل الشرك بالله، والدخول في جملة المختوم على قلوبهم.
ثم أخبر سبحانه أنه يبطل ما يقولونه بقوله: (ويمحو الله البطل) أي: ومن عادة الله أن يمحو الباطل (ويحق الحق) ويثبته (بكلمته) بوحيه أو بقضائه، كما قال: (بل نقذف بالحق على البطل فيدمغه) (25)، فهو يمحو الباطل الذي هم عليه من تكذيبك والبهت عليك، ويثبت الحق الذي أنت عليه وينصرك عليهم.
يقال: قبلت الشيء منه وقبلته عنه، فمعنى قبلته منه: أخذته منه وجعلته مبدأ قبولي، ومعنى قبلته عنه: عزلته عنه وأبنته عنه.
والتوبة: أن يرجع عن القبيح والإخلال بالواجب، بأن يندم عليها ويعزم على أن لا يعاودهما في المستقبل، لأن المرجوع عنه قبيح وإخلال بالواجب، وإن كان فيه لعبد حق لم يكن بد من التقصي (26) على طريقه، وقرئ (ما تفعلون) بالتاء والياء (27).
(ويستجيب الذين آمنوا) ويستجيب لهم فحذف اللام كما حذف في قوله: (وإذا كالواهم) (28)، أي: يقبل طاعاتهم وعباداتهم (ويزيدهم) على ما يستحقونه من الثواب تفضلا، وإذا دعوه استجاب لهم دعاءهم وزادهم على مطلوبهم.
وعن عبد الله عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في قوله: (ويزيدهم من فضله) إنه الشفاعة لمن وجبت له النار ممن أحسن إليهم في الدنيا (29).
(ولو بسط الله الرزق) أي: لو وسع الله الرزق على عباده على حسب ما يطلبونه (لبغوا) وظلموا (في الأرض) أي: يظلم هذا ذاك، وذاك هذا، لأن الغنى مأشرة مبطرة وكفى بحال قارون عبرة، ولكنه (ينزل بقدر) أي: بتقدير.
وفي الحديث: " أخوف ما أخاف على أمتي زهرة الدنيا وكثرتها " (30).
ويجوز أن يكون من البغي الذي هو البذخ والتكبر، أي: لتكبروا في الأرض وفعلوا ما يدعو إليه الكبر من الفساد فيها، ولا شبهة أن كلا الأمرين مع الفقر أقل ومع البسط أكثر (إنه خبير) بأحوال عباده (بصير) بمصالحهم ومفاسدهم.
﴿وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولى الحميد (28) ومن ءايته ى خلق السموات والأرض وما بث فيهما من دآبة وهو على جمعهم إذا يشآء قدير (29) ومآ أصبكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير (30) ومآ أنتم بمعجزين في الأرض وما لكم من دون الله من ولى ولا نصير (31) ومن ءايته ى الجوار في البحر كالاعلم (32) إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره ى إن في ذا لك لأيت لكل صبار شكور (33) أو يوبقهن بما كسبوا ويعف عن كثير (34) ويعلم الذين يجدلون في ءايتنا مالهم من محيص (35)﴾
يريد برحمته: بركات الغيث ومنافعه، وما يحصل به من الخصب بإخراج النبات والثمار، ويجوز أن يريد: رحمته في كل شيء، أي: (ينزل الغيث) وينشر غيرها من رحمته الواسعة.
(وما بث) يجوز أن يكون مجرورا ومرفوعا عطفا على المضاف إليه أو المضاف، وقال فيهما: " والدواب في الأرض " لأن الشيء يجوز أن ينسب إلى جميع المذكور وإن كان ملتبسا ببعضه، كقوله (يخرج منهما اللولؤ والمرجان) (31) وإنما يخرج من الملح، ويجوز أن يكون للملائكة مشي مع الطيران فيوصفوا بالدبيب كما يوصف به الإنسان، ولا يبعد أن يكون في السماوات من يمشي فيها كما يمشي الأناسي في الأرض.
وقرئ: " بما كسبت " بغير فاء (32) وكذلك هو في مصاحف أهل المدينة (33)، على أن يكون " بما كسبت " خبر المبتدأ الذي هو (ما أصبكم) من غير تضمين معنى الشرط، والآية مخصوصة بالمجرمين، ولا يمتنع أن يستوفي الله بعض عقاب المجرم في الدنيا ويعفو عن بعض، فأما من لا جرم له من المعصومين أو غير المكلفين من الأطفال والمجانين، فإذا أصابهم شيء من الآلام من مرض وغيره فللعوض الموفى عليه والغرض الذي هو المصلحة.
وعن علي (عليه السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " خير آية في كتاب الله هذه الآية، يا علي ما من خدش عود ولا نكبة (34) قوم إلا بذنب، وما عفا الله عنه في الدنيا فهو أكرم من أن يعود فيه، وما عاقب عليه في الدنيا فهو أعدل من أن يثني على عبده " (35).
والأعلام: الجبال، واحدها علم، قالت الخنساء: وإن صخرا لتأتم الهداة به * كأنه علم في رأسه نار (36) (الجوار) وقرئ بحذف الياء وإثباتها (37)، والقياس الإثبات، وحذف هذه الياءات قد كثر في كلامهم فصار مثل القياس، وهي السفن الجارية (إن يشأ) الله (يسكن الريح) فتبقى السفن راكدة واقفة (على) ظهر الماء، فجعل سبحانه بكمال قدرته هبوب الريح في الجهة التي تسير إليها السفينة (لكل صبار) على بلاء الله (شكور) لنعمائه، وهما صفتا المؤمن المخلص.
(أو يوبقهن) أي: يهلكهن بأن يرسل الريح عاصفة فيغرقهن بسبب (ما كسبوا) من الذنوب (ويعف عن كثير) منها، وعطف (يوبقهن) على (يسكن) لأن المعنى: إن يشأ يسكن الريح فيركدن أو يعصفها فيغرقن بعصفها.
وقرئ: (ويعلم) بالنصب والرفع (38) فأما النصب فللعطف على تعليل محذوف، وتقديره: لننتقم منهم ويعلم الذين يجادلون، ونحوه كثير في التنزيل، منه قوله: (ولنجعلك ءاية للناس) (39) (ولتجزى كل نفس بما كسبت) (40)، وأما الرفع فعلى الاستئناف.
﴿فمآ أوتيتم من شىء فمتع الحيوة الدنيا وما عند الله خير وأبقى للذين ءامنوا وعلى ربهم يتوكلون (36) والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون (37) والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلوة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقنهم ينفقون (38) والذين إذ آ أصابهم البغى هم ينتصرون (39) وجزاؤا سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظلمين (40) ولمن انتصر بعد ظلمه ى فأولئك ما عليهم من سبيل (41) إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم (42) ولمن صبر وغفر إن ذا لك لمن عزم الامور (43) ومن يضلل الله فماله من ولى من بعده ى وترى الظلمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مرد من سبيل (44) وتراهم يعرضون عليها خشعين من الذل ينظرون من طرف خفي وقال الذين ءامنوا إن الخسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيمة ألا إن الظلمين في عذاب مقيم (45) وما كان لهم من أوليآء ينصرونهم من دون الله ومن يضلل الله فما له من سبيل (46)﴾
وقرئ: " كبير الإثم " على التوحيد (41) وجاز أن يراد به الجمع كما في قوله: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) (42).
وفي الحديث: " منعت العراق درهمها وقفيزها " (43).
(والذين يجتنبون) عطف على (الذين ءامنوا) وكذلك ما بعده، (هم يغفرون) أي: هم الأخصاء بالغفران في حال الغضب، لا يغول الغضب أحلامهم كما يغول أحلام غيرهم من الناس، فهذه فائدة " هم " وإيقاعه مبتدأ، ومثله (هم ينتصرون).
والشورى: مصدر بمعنى التشاور، أي: (وأمرهم شورى بينهم) وقيل: إن المعني بالآية أن الأنصار تشاوروا في أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما ورد النقباء عليهم من عنده، فاجتمعوا في دار أبي أيوب على الإيمان به والنصرة له (44).
والمنتصرون هم المؤمنون الذين أخرجوا من مكة وبغى عليهم الكفار، ثم مكنهم الله فانتصروا منهم.
(وجزؤا سيئة سيئة مثلها) سمى سبحانه كلتا الفعلتين: الأولى وجزاءها سيئة؛ لأنها تسوء من تنزل به.
ومعناه: أنه إذا قوبلت الإساءة وجب أن يقابل بمثلها من غير زيادة (فمن عفا) عما له المؤاخذة به (وأصلح) أمره فيما بينه وبين ربه، أو: بينه وبين خصمه بالعفو والإغضاء (فأجره على الله) عدة مبهمة لا يحاط بكنهها في العظم (إنه لا يحب الظلمين) فيه دلالة على أن الانتصار لا يؤمن فيه تجاوز النصفة والسوية والاعتداء، ولا سيما في حال الغضب، فربما كان المنتصر ظالما من حيث لا يشعر.
وفي الحديث: " إذا كان يوم القيامة نادى مناد: من كان أجره على الله فليدخل الجنة، فيقال: من ذا الذي أجره على الله؟فيقال: العافون عن الناس يدخلون الجنة بغير حساب " (45).
(بعد ظلمه) أضاف المصدر إلى المفعول، أي: بعد أن ظلم وتعدي عليه (فأولئك) إشارة إلى معنى " من " دون لفظه (ما عليهم من سبيل) للمعاقب ولا للعائب (إنما السبيل) أي: العقاب والذم (على الذين يظلمون الناس) ابتداء.
(ولمن صبر) على الظلم والأذى (وغفر) ولم ينتصر (إن ذلك) الصبر والمغفرة منه (لمن عزم الامور) وحذف الراجع؛ للعلم به كما حذف من قولهم: السمن منوان بدرهم، و عزم الأمور: هو الأخذ بأعلاها في باب نيل الثواب والأ جر.
(خشعين) متواضعين متضائلين مما يلحقهم (من الذل ينظرون من طرف خفي) أي: يبتدئ نظرهم من تحريك ضعيف لأجفانهم، خفي بمسارقة، كما ترى المصبور (46) ينظر إلى السيف لا يملأ أجفانه منه كما يفعله الناظر إلى ما يحبه، وقوله: (يوم القيمة) إن تعلق بـ (خسروا) كان قول المؤمنين واقعا في الدنيا، وإن تعلق بـ (قال) فالمعنى: يقولون يوم القيامة: (إن الخسرين) في الحقيقة هم الذين فوتوا (أنفسهم) الانتفاع بنعيم الجنة (و) خسروا (أهليهم) وأولادهم وأزواجهم إذ حيل بينهم وبينهم، وأهليهم (47) من الحور العين.
﴿استجيبوا لربكم من قبل أن يأتى يوم لا مرد له من الله مالكم من ملجإ يومئذ وما لكم من نكير (47) فإن أعرضوا فمآ أرسلنك عليهم حفيظا إن عليك إلا البلغ وإنآ إذ آ أذقنا الانسن منا رحمة فرح بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الانسن كفور (48) لله ملك السموات والارض يخلق ما يشآء يهب لمن يشآء إنثا ويهب لمن يشآء الذكور (49) أو يزوجهم ذكرانا وإنثا ويجعل من يشآء عقيما إنه عليم قدير (50) وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من ورآى حجاب أو يرسل رسولا فيوحى بإذنه ى ما يشآء إنه على حكيم (51) وكذا لك أوحينآ إليك روحا من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتب ولا الايمن ولكن جعلنه نورا نهدى به ى من نشآء من عبادنا وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم (52) صراط الله الذي له ما في السموات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الامور (53)﴾
(من الله): " من " صلة (لا مرد) أي: لا يرده الله بعدما حكم به، أو: " من " صلة (يأتى) أي: من قبل أن يأتي من الله يوم لا يقدر أحد على رده، والنكير: الإنكار والتغيير.
والمراد بالإنسان هنا الجمع لا الواحد لقوله: (وإن تصبهم) والمعني بهم المجرمون، لأن إصابة السيئة (بما قدمت أيديهم) لا يستقيم إلا فيهم، والمراد بالرحمة: النعمة من الصحة والعافية والغنى والأمن، وبالسيئة: البلاء من القحط والمرض والفقر والمخاوف، والكفور: البليغ في الكفران، ولم يقل: فإنه كفور ليسجل على أن هذا الجنس موسوم بكفران النعم كما قال: (إن الانسن لظلوم كفار) (48)، (إن الانسن لربه لكنود) (49) أي: يذكر البلاء وينسى النعم.
ولما ذكر سبحانه إذاقة الإنسان الرحمة وإصابته بضدها عقب ذلك بأن له (ملك السموت والارض) وأنه يقسم كيف شاء النعمة والبلاء، و (يهب) كيف أراد لعباده الأولاد فيخص بعضهم بالإناث، وبعضهم بالذكور، وبعضهم بالصنفين جميعا، ويعقم منهم من يشاء فلا يهب له ولدا.
(وما كان لبشر) وما صح لأحد من البشر (أن يكلمه الله) إلا على أحد ثلاثة أوجه: إما على طريق الوحي وهو الإلهام والقذف في القلب أو المنام، كما أوحى إلى أم موسى، وإلى إبراهيم في ذبح ولده، وأوحى إلى داود الزبور في صدره، وإما أن يسمعه كلامه الذي يحدثه في بعض الأجرام من غير أن يبصر السامع من يكلمه، لأنه في ذاته غير مرئي، وقوله: (من ورآء حجاب) مثل أي: كما يكلم الملك المحتجب بعض خواصه وهو من وراء حجاب فيسمع صوته ولا يرى شخصه، وذلك كما كلم سبحانه موسى ويكلم الملائكة، وإما على أن يرسل إليه رسولا من الملائكة فيوحي الملك إليه، كما كلم غير موسى من الأنبياء على ألسنتهم وقيل: (وحيا) كما أوحى إلى الرسل بواسطة الملك، أو يرسل رسولا نبيا كما كلم أمم الأنبياء على ألسنتهم (50)، و (وحيا) و " أن يرسل " مصدران وقعا موقع الحال، كما يقال: جئت ركضا، و: أتيت مشيا، لأن " أن يرسل " في معنى " إرسالا "، و (من وراء حجاب) ظرف وقع موقع الحال أيضا كقوله: (دعانا لجنبه أو قاعدا أو قآئما) (51)، وتقديره: وما صح أن يكلم الله واحدا إلا موحيا أو مسمعا (من وراء حجاب) أو مرسلا رسولا.
ويجوز أن يكون (وحيا) موضوعا موضع " كلاما " لأن الوحي كلام خفي في سرعة، كما يقول: لا أكلمه إلا جهرا، لأن الجهر ضرب من الكلام، وكذلك " إرسالا " جعل الكلام على لسان الرسول بمنزلة الكلام بغير واسطة، تقول: قلت لفلان كذا، وإنما قاله وكيلك أو رسولك، وقوله: (أو من وراء حجاب) معناه: أو إسماعا من وراء حجاب.
ومن جعل (وحيا) في معنى " أن يوحي " وعطف (أو يرسل) عليه على معنى: وما كان لبشر أن يكلمه إلا بأن يوحي أو بأن يرسل، فلا بد أن يقدر قوله: (أو من وراء حجاب) تقديرا يطابقهما عليه، نحو: أو أن يسمع من وراء حجاب.
وقرئ: " أو يرسل فيوحى " بالرفع (52) على: " أو هو يرسل "، أو: هو بمعنى " مرسلا " عطفا على (وحيا) في معنى " موحيا " (إنه على) عن صفات المخلوقين (حكيم) يجري أفعاله عن الحكمة، فيكلم تارة بواسطة، وأخرى بغير واسطة: إما إلهاما أو خطابا.
(روحا من أمرنا) يعني: القرآن، لأن الخلق يحيون به في دينهم كما يحيا الجسد بالروح، وقيل: هو روح القدس (53)، وقيل: هو ملك أعظم من جبرائيل أو ميكائيل كان مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (54) (ولا الايمن) يعني: معالم الإيمان من الشرائع.1- وهي قراءة أبي عمرو وعاصم برواية أبي بكر. راجع المصدر نفسه.
2- حكاه الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 208.
3- قاله ابن عباس في تفسيره: ص 406.
4- حكاه الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 210.
5- قاله الزجاج في معاني القرآن: ج 4 ص 395.
6- لخطام الريح المجاشعي الراجز، وهو خطام بن نصر بن عياض، وقيل: اسمه بشر، والبيت من قصيدة له يصف فيها آثار ديار مهجورة. راجع خزانة الأدب للبغدادي: ج 2 ص 313.
7- قاله ابن عباس في تفسيره: ص 407.
8- قاله الجبائي. راجع التبيان: ج 9 ص 154.
9- الأعراف: 155.
10- قرأه ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 205.
11- رواه الواحدي النيسابوري في أسباب النزول: ص 315 ذ ح 778 عن قتادة.
12- شواهد التنزيل للحسكاني: ج 2 ص 130، المعجم الكبير للطبراني: ج 1 ص 125 ح 113، مناقب ابن المغازلي الشافعي: ص 307، ذخائر العقبى للطبري: ص 24، المناقب لابن حنبل: ص 218 مخطوط.
13- شواهد التنزيل: ج 2 ص 142، الصواعق المحرقة: ص 101، كنز العمال: ج 1 ص 208.
14- أنظر القصائد الهاشميات والقصائد العلويات: ص 30.
15- حكاه عنه الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 221.
16- البقرة: 245.
17- الأنبياء: 18.
18- في بعض النسخ: " التفصي ".
19- وبالياء قرأه ابن كثير ونافع وعاصم برواية أبي بكر وابن عامر وأبو عمرو. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 580.
20- المطففين: 3.
21- أخرجه ابن كثير في تفسيره: ج 4 ص 117 وعزاه إلى ابن أبي حاتم.
22- أخرجه الطبري في تفسيره: ج 11 ص 149.
23- الرحمن: 22.
24- قرأه نافع وابن عامر. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 581.
25- أنظر المصدر السابق.
26- في نسخة: " نكتة ".
27- ورد الحديث بألفاظ مختلفة فانظر الكافي: ج 2 ص 445 ح 6، والدر المنثور: ج 7 ص 354 وعزاه إلى أحمد وابن راهويه وابن منيع وعبد بن حميد والحكيم الترمذي وأبي يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم.
28- والبيت من قصيدة طويلة ترثي بها أخاها صخرا. أنظر ديوان الخنساء: ص 49.
29- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو بياء في الوصل، ويقف ابن كثير بالياء ونافع وأبو عمرو بغير ياء. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 581.
30- وبالرفع هي قراءة نافع وابن عامر. راجع المصدر السابق.
31- البقرة: 259.
32- الجاثية: 22.
33- قرأه حمزة والكسائي. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 581.
34- إبراهيم: 34، النحل: 18.
35- أخرجه مسلم في صحيحه: ج 4 ص 2220 ح 33 عن أبي هريرة.
36- قاله الضحاك. راجع تفسير القرطبي: ج 16 ص 37.
37- أخرجه السيوطي في الدر: ج 7 ص 359 وعزاه إلى ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أنس.
38- المصبور: المحبوس للقتل (لسان العرب: مادة صبر).
39- في بعض النسخ: " أو أهليهم ".
40- إبراهيم: 34.
41- العاديات: 6.
42- حكاه الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 233.
43- يونس: 12.
44- قرأه نافع وابن عامر. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 582.
45- وهو قول الربيع كما في تفسير البغوي: ج 4 ص 132 وفيه ذكر " جبرئيل " بناء على أن " روح القدس " هو جبرئيل (عليه السلام) وهو مذهب العامة.
46- وهو المروي عن أهل البيت (عليهم السلام)، أنظر الكافي: ج 1 ص 273 باب الروح التي يمدد الله بها الأئمة (عليهم السلام).
47- قال الشيخ الطوسي في التبيان: ج 9 ص 179: مكية في قول مجاهد وقتادة، وهي تسع وثمانون آية بلا خلاف في جملتها. وفي الكشاف: ج 4 ص 235: مكية، وقال مقاتل: إلا قوله: (وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنآ) وهي تسع وثمانون آية، نزلت بعد الشورى.
48- الآية: 45.
49- وهو قول مقاتل كما في تفسير الآلوسي: ج 25 ص 63.
50- الآية: 41 وما بعدها.
51- وهو قول جابر بن عبد الله الأنصاري. راجع شواهد التنزيل للحسكاني: ج 2 ص 216 ح 851.
52- الآية: 52.
53- رواه الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 268 مرسلا، والآية: 68 منها.
54- ثواب الأعمال للصدوق: ص 141 وزاد: " حتى يقف بين يدي الله عزوجل، ثم جاءت حتى تكون هي التي تدخله الجنة بأمر الله تبارك وتعالى ".