سورة الفتح

مدنية (1) وهي تسع وعشرون آية.

في حديث أبي: " من قرأ سورة الفتح فكأنما شهد مع محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فتح مكة (2) ?.

وفي رواية أخرى (3): " فكأنما كان مع من بايع محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) تحت الشجرة " (4).

وعن الصادق (عليه السلام): " حصنوا أموالكم ونساءكم وما ملكت أيمانكم من التلف بقراءة (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) فإنه إذا كان ممن يدمن قراءتها ناداه مناد يوم القيامة: أنت من عبادي المخلصين، ألحقوه بالصالحين من عبادي، فأسكنوه جنات النعيم، واسقوه من الرحيق المختوم بمزاج الكافور " (5).

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿إنا فتحنا لك فتحا مبينا (1) ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما (2) وينصرك الله نصرا عزيزا (3) هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمنا مع إيمنهم ولله جنود السموات والارض وكان الله عليما حكيما (4) ليدخل المؤمنين والمؤمنت جنت تجرى من تحتها الانهر خلدين فيها ويكفر عنهم سياتهم وكان ذا لك عند الله فوزا عظيما (5) ويعذب المنفقين والمنفقت والمشركين والمشركت الظآنين بالله ظن السوء عليهم دآئرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وسآءت مصيرا (6) ولله جنود السموات والارض وكان الله عزيزا حكيما (7)﴾

اختلف في هذا الفتح، فقيل: هو فتح مكة وعده الله ذلك عند انكفائه من الحديبية (6)، وعن جابر: ما كنا نعلم فتح مكة إلا يوم الحديبية (7).

وجاء به على لفظ الماضي على عادته عز اسمه في أخباره، لأنها في تحققها وتيقنها بمنزلة الكائنة الموجودة، وقيل: هو فتح الحديبية (8)، فروي: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما رجع من الحديبية قال رجل من أصحابه: ما هذا بفتح، لقد صدونا عن البيت وصد هدينا! فقال (عليه السلام): " بئس الكلام هذا بل هو أعظم الفتوح، قد رضي المشركون أن يدفعوكم عن بلادهم بالراح، ويسألوكم القضية، ورغبوا إليكم في الأمان، وقدروا منكم ما كرهوا " (9).

وعن الزهري: لم يكن فتح أعظم من صلح الحديبية، وذلك أن المشركين اختلطوا بالمسلمين فسمعوا كلامهم فتمكن الإسلام في قلوبهم وأسلم في ثلاث سنين خلق كثير كثر بهم سواد الإسلام (10).

والحديبية بئر نفد ماؤها حتى لم يبق فيها قطرة، فأتاها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فجلس على شفيرها ثم دعا بإناء من ماء فتوضأ ثم تمضمض ومجه فيها، فدرت بالماء حتى أصدرت جميع من معه وركابهم (11).

وعن سالم بن أبي الجعد قال: قلت لجابر: كم كنتم يوم الشجرة؟قال: كنا ألفا وخمسمائة، وذكر عطشا أصابهم ثم قال: فأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بماء في تور فوضع يده فيه فجعل الماء يخرج من بين أصابعه كأنه العيون، قال: فشربنا وسقانا وكفانا، ولو كنا مائة ألف كفانا (12).

وقيل: المراد بالفتح هنا فتح خيبر (13)، وذكر مجمع بن حارثة الأنصاري - وهو أحد القراء - في حديثه: لما انصرفنا من الحديبية أوحي إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فوجدناه واقفا عند كراع الغنم وقرأ (إنا فتحنا) السورة، فقال عمر: أو فتح هو ؟! قال: " نعم والذي نفسي بيده إنه لفتح " فقسمت خيبر على أهل الحديبية لم يدخل فيها أحد إلا من شهدها (14).

(ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) لأصحابنا فيه وجهان (15) من التأويل: أحدهما: أن المراد: يغفر لك ما تقدم من ذنب أمتك وما تأخر بشفاعتك.

وحسنت إضافة ذنوب أمة إليه للاتصال بينه وبينهم، ويعضده ما رواه المفضل بن عمر عن الصادق (عليه السلام) أنه سئل عن هذه الآية فقال: والله ما كان له ذنب ولكن الله سبحانه ضمن له أن يغفر ذنوب شيعة علي (عليه السلام) ما تقدم وما تأخر.

والآخر: ذكره المرتضى (16) قدس الله روحه: أن الذنب مصدر، والمصدر يجوز إضافته إلى الفاعل والمفعول، والمراد هنا: ما تقدم من ذنبهم إليك في إخراجهم إياك من مكة وما تأخر من صدك عن المسجد الحرام، أي: ليغفر ما أذنبه قومك إليك من إخراجك من مكة وصدك عنها، فالذنب مضاف إلى المفعول هنا، ويعدى بنفسه حملا على الإخراج والصد اللذين هو في معناهما، ولذلك جعل المغفرة علة للفتح وغرضا فيه.

والمراد بالمغفرة على هذا إزالة أحكام المشركين وفتحها (17) عنه، وستر تلك الوصمة عليه بما يفتح له من مكة بأن يدخلها فيما بعد، ولو أراد مغفرة ذنوبه لم يكن لكون المغفرة غرضا في الفتح معنى (ويتم نعمته عليك) في الدنيا بإعلاء أمرك وإظهارك على الدين كله وبقاء شريعتك، وفي الآخرة برفع محلك (ويهديك صرطا مستقيما) ويرشدك طريقا يؤدي سالكه إلى الجنة ويثبتك عليها.

(وينصرك الله نصرا عزيزا) تمتنع به من كل جبار عنيد، وصف النصر بالعزيز لأن فيه العزة والمنعة، أو: يعني عزيزا صاحبه، أو: وصفه بصفة المنصور إسنادا مجازيا.

(السكينة) السكون، أي: أنزل الله السكون (في قلوب المؤمنين) والطمأنينة بسبب الصلح والأمن، ليعرفوا فضل الله عليهم بتيسير الأمن بعد الخوف فيزدادوا يقينا إلى يقينهم بما يرون من الفتوح وعلو كلمة الإسلام وفق ما وعدوا (ولله جنود السموت والأرض وكان الله عليما حكيما) يسلط بعضها على بعض على ما يقتضيه علمه وحكمته.

ومن قضيته أن سكن قلوب المؤمنين بصلح الحديبية، ووعدهم أن يفتح لهم مكة ليعرف المؤمنون نعمة الله في ذلك ويشكروها فيثيبهم.

(ويعذب المنفقين) والكافرين.

ومعنى (ظن السوء): أن الله لا ينصر الرسول والمؤمنين ولا يرجعهم إلى مكة ظافرين فاتحين إياها، والسوء: عبارة عن رداءة الشيء وفساده، كما يقع الصدق عبارة عن جودة الشيء وصلاحه (عليهم دآئرة السوء) أي: ما يظنونه ويتربصونه بالمؤمنين فهو دائر عليهم، حائق بهم، وهو الهلاك والدمار، وقرئ: (دآئرة السوء) بفتح السين وضمها (18) وهما لغتان من " ساء " كالكره والكره، والضعف والضعف، إلا أن المفتوح غلب في أن يضاف إليه ما يراد ضمه من كل شيء، والمضموم جار مجرى الشر الذي هو نقيض الخير، يقال: أراد به السوء ، : وأراد به الخير، ولذلك أضيف " الظن " إلى المفتوح لكونه مذموما، وكانت " الدائرة " محمودة فكان حقها أن لا تضاف إليه إلا على التأويل الذي ذكرناه (وغضب الله عليهم ولعنهم) بأن أبعدهم من رحمته.

وكرر قوله: (ولله جنود السموت والأرض) لأن الأول اتصل بذكر المؤمنين، أي: فله الجنود التي يقدر على أن يعينهم بها، والثاني اتصل بذكر الكافرين، أي: فله الجنود التي يقدر على الانتقام منهم بها (وكان الله عزيزا) في قهره وانتقامه من أعدائه (حكيما) في فعله وقضائه.

﴿إنآ أرسلنك شهدا ومبشرا ونذيرا (8) لتؤمنوا بالله ورسوله ى وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا (9) إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ى ومن أوفى بما عهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما (10) سيقول لك المخلفون من الاعراب شغلتنآ أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم قل فمن يملك لكم من الله شيا إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا بل كان الله بما تعملون خبيرا (11) بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا وزين ذا لك في قلوبكم وظننتم ظن السوء وكنتم قوما بورا (12) ومن لم يومن بالله ورسوله ى فإنآ أعتدنا للكفرين سعيرا (13) ولله ملك السموات والارض يغفر لمن يشآء ويعذب من يشآء وكان الله غفورا رحيما (14)﴾

وقرئ: (لتؤمنوا) وما بعده بالتاء والياء (19)، فالتاء على الخطاب لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولأمته، والياء على أن الضمير في الجميع للناس (وتعزروه) أي: تقووه بالنصرة (وتوقروه) أي: تعظموه وتطيعوه (وتسبحوه) من التسبيح أو: من السبحة، والضمائر لله عز اسمه، والمراد بتعزيز الله: تعزيز دينه ورسوله.

(إن الذين يبايعونك) يريد: بيعة الحديبية وهي بيعة الرضوان، أي: بايعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على الموت (إنما يبايعون الله) هو كقوله: (من يطع الرسول فقد أطاع الله) (20) ثم أكده تأكيدا بقوله: (يد الله فوق أيديهم) كأن يد رسول الله التي تعلو أيدي المبايعين يد الله، إذ هو جل جلاله منزه عن صفات الأجسام (فمن نكث فإنما ينكث على نفسه) لا يعود ضرر نكثه إلا عليه، ويقال: وفيت بالعهد وأوفيت به، وقرئ: (فسيؤتيه) بالنون (21) والياء.

(سيقول لك المخلفون من الأعراب) وهم الذين تخلفوا عن صحبة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عام الحديبية لما أراد المسير إلى مكة معتمرا، وذلك في ذي القعدة من سنة ست من الهجرة، فاستنفر من حول المدينة من الأعراب وأهل البوادي ليخرجوا معه حذرا من قريش أن يعرضوا له بحرب أو يصدوه عن البيت، وأحرم بالعمرة وساق معه الهدي ليعلم الناس أنه لا يريد حربا، فتثاقل عنه كثير من الأعراب فقالوا: نذهب معه إلى قوم قد جاؤوه فقتلوا كثيرا من أصحابه، فتخلفوا عنه واعتلوا بالشغل، وظنوا أنه لا ينقلب إلى المدينة ويهلك، و (يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم) هو تكذيب لهم في اعتذارهم، وإخبار عن ضمائرهم وأسرارهم، وأنهم لا يبالون استغفر لهم الرسول أم لا (قل فمن يملك لكم من الله شيئا) أي: فمن يمنعكم من مشيئة الله وقضائه (إن أراد بكم) ما يضركم من قتل أو موت (أو أراد بكم نفعا) من ظفر وغنم، وقرئ: " ضرا ? (22) وهما لغتان، كالفقر والفقر، وقيل: إن الضر خلاف النفع، والضر: سوء الحال (23).

والأهلون: جمع أهل، وأما الأهالي فاسم للجميع (24) كالليالي، والبور: جمع بائر كعائذ وعوذ، وقيل: إنه مصدر " بار " كالهلك مصدر " هلك "، ولذلك وصف به الواحد والجمع والمذكر والمؤنث (25).

والمعنى: (وكنتم قوما) فاسدين في أنفسكم وقلوبكم ونياتكم، وهالكين عند الله، لا خير فيكم، ومستوجبين لسخطه وعقابه.

(للكافرين) أقيم مقام " لهم " ليعلم أن من لم يجمع بين الإيمانين وهو الإيمان بالله وبرسوله فهو كافر، ونكر (سعيرا) إيذانا بأنها نار مخصوصة لهم، كما نكر قوله: (نارا تلظى) (26).

﴿سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلم الله قل لن تتبعونا كذا لكم قال الله من قبل فسيقولون بل تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا (15) قل للمخلفين من الاعراب ستدعون إلى قوم أولى بأس شديد تقتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما (16) ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ومن يطع الله ورسوله يدخله جنت تجرى من تحتها الانهر ومن يتول يعذبه عذابا أليما (17) لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثبهم فتحا قريبا (18) ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزا حكيما (19)﴾

(سيقول) الذين تخلفوا عن الحديبية (إذا انطلقتم إلى مغانم) خيبر لتأخذوها (ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلم الله) وقرئ: " كلم الله ? (27) أي: موعد الله لأهل الحديبية خاصة بغنيمة خيبر عوضا من مغانم مكة (قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل) مرجعنا إليكم أن غنيمة خيبر عوضا لمن شهد الحديبية لا يشركهم فيها غيرهم (فسيقولون بل تحسدوننا) أن نصيب معكم من الغنائم ونشارككم فيها (بل كانوا) قوما (لا يفقهون) أي: لا يفهمون (إلا) فهما (قليلا) وهو فطنتهم لأمور الدنيا دون أمور الدين، والفرق بين حرفي الإضراب: أن الأول إضراب من أن يكون ذلك حكم الله وإثبات للحسد، والثاني إضراب من وصفهم المؤمنين بالحسد وإثبات لجهلهم.

(قل للمخلفين) الذين تخلفوا عن الحديبية (ستدعون) فيما بعد (إلى قوم أولى بأس شديد) وهم هوازن وثقيف (أو يسلمون) معطوف على (تقاتلونهم)، أي: يكون أحد الأمرين: إما المقاتلة أو الإسلام، لا ثالث لهما، (فإن تطيعوا) وتجيبوا إلى قتالهم يأجركم الله، (وإن تتولوا) عن قتالهم (كما توليتم من قبل) عن الخروج إلى الحديبية (يعذبكم الله) في الآخرة.

(ليس على الأعمى حرج) نفى الحرج عن هؤلاء من ذوي العاهات في التخلف عن الغزو، وقرئ (يدخله) و (يعذبه) بالنون (28) والياء.

إنما سميت بيعة الرضوان بهذه الآية، بايعوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالحديبية تحت الشجرة المعروفة وهي الشجرة السمرة (29) (فعلم ما في قلوبهم) من صدق النية في القتال والصبر والوفاء، وكان عددهم ألفا وخمسمائة أو ثلاثمائة (فأنزل السكينة عليهم) والضمير للمؤمنين، والسكينة: هي اللطف المقوي لقلوبهم كالطمأنينة (30) (وأثبهم فتحا قريبا) يعني: فتح خيبر (ومغانم كثيرة يأخذونها) وهي مغانم خيبر وكانت مشهورة بكثرة الأموال والعقار (31).

﴿وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه ى وكف أيدى الناس عنكم ولتكون ءاية للمؤمنين ويهديكم صرا طا مستقيما (20) وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها وكان الله على كل شىء قديرا (21) ولو قتلكم الذين كفروا لولوا الادبر ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا (22) سنة الله التى قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا (23) وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرا (24) هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام وا لهدى معكوفا أن يبلغ محله ولولا رجال مؤمنون ونسآء مؤمنت لم تعلموهم أن تطوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته ى من يشآء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما (25)﴾

(وعدكم الله مغانم كثيرة) هي جميع ما يفيء على المؤمنين إلى يوم القيامة (فعجل لكم هذه) المغانم يعني: غنائم خيبر (وكف أيدى الناس عنكم) يعني: أيدي أهل خيبر وحلفائهم من أسد وغطفان حين جاءوا لنصرتهم (فقذف) الله (في قلوبهم الرعب) (32) فنكصوا، وقيل: يريد أيدي أهل مكة بصلح الحديبية (33) (ولتكون) هذه الكفة والهدنة والغنيمة التي عجلت (ءاية للمؤمنين) وعبرة يعرفون بها أنهم من الله بمكان، وأنه ضامن نصرهم والفتح عليهم، وذلك لأن الصلح وقع: على وضع الحرب عن الناس عشر سنين يأمن فيهن الناس، وعلى أن من قدم مكة من المسلمين فهو آمن على دمه وماله، ومن قدم المدينة من قريش فهو آمن على دمه وماله، ومن أحب أن يدخل في عقد محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه، فقالت خزاعة: نحن في عقد محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعهده، وقالت كنانة: نحن في عقد قريش، فقال سهيل بن عمرو لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): على أنه لا يأتيك منا رجل وإن كان على دينك إلا رددته إلينا، ومن جاءنا ممن معك لا نرده عليك، فقال المسلمون: سبحان الله! كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما؟فقال (عليه السلام): من جاءهم منا فأبعده الله، ومن جاءنا منهم رددناه إليهم ولو علم الله الإسلام من قلبه جعل له مخرجا، فقال سهيل: وعلى أنك ترجع عنا عامك هذا فلا تدخل مكة، فإذا كان العام القابل خرجنا عنها لك فدخلتها بأصحابك فأقمت بها ثلاثا فلا تدخلها بالسلاح إلا والسيوف في القراب، وعلى أن هذا الهدي حيث ما حسبناه محله لا تقدمه علينا، فقال (عليه السلام): نحن نسوق وأنتم تردون ؟! قال عمر بن الخطاب: والله ما شككت منذ أسلمت إلا يومئذ، فأتيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقلت: ألست نبي الله؟قال: بلى، قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟فقال: بلى، قلت: فلم تعطي الدنية في ديننا إذا؟قال: إني رسول الله ولست أعصيه، وهو ناصري، قلت: أولست كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به؟قال: بلى، أفأخبرتك أنك تأتيه العام؟قلت: لا قال: فإنك تأتيه، فتطوف به، فنحر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بدنة ودعا بحالقه فحلق شعره (34).

وعن محمد بن كعب: كان كاتب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذا الصلح علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فلما قال له: اكتب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو، وجعل علي يتلكأ ويأبى أن يكتب إلا: محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال (عليه السلام): فإن لك مثلها، تعطيها وأنت مضطهد، فكتب (35).

ولما قدم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المدينة من الحديبية مكث بها عشرين ليلة ثم خرج إلى خيبر فأعطى اللواء أبا بكر وبعثه إلى القوم، فانطلق فلقي القوم ثم انكشف هو وأصحابه فرجعوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم بعث عمر بن الخطاب ونهض بمن نهض معه من الناس، فلقوا أهل خيبر فانكشف هو وأصحابه فرجعوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يجبنه أصحابه ويجبنهم، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، كرارا غير فرار، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه فبات الناس يدوكون بجملتهم أيهم يعطاها، فلما أصبح قال: أين علي بن أبي طالب (عليه السلام)؟فقالوا: هويا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يشتكي عينيه، فقال: أرسلوا إليه، فأتي به، فبصق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في عينيه ودعا له فبرأ كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فبرز مرحب وهو يقول: قد علمت خيبر أني مرحب (36) الأبيات، فقال علي (عليه السلام): أنا الذي سمتني أمي حيدره * كليث غابات كريه المنظره أوفيهم بالصاع كيل السندره (37) فضرب مرحبا فقتله، وكان الفتح (38).

وقوله: (ولتكون ءاية للمؤمنين) اعتراض، أي: وليكون ذلك آية فعل ذلك، ويجوز أن يكون المعنى: وعدكم المغانم فجعل هذه الغنيمة وكف الأعداء لينفعكم بها، ولتكون آية للمؤمنين إذا وجدوا وعد الله بها صادقا؛ لأن الإخبار بالمغيبات معجزة وآية (ويهديكم صراطا مستقيما) أي: ويزيدكم بصيرة وثقة - بفضل الله - ويقينا.

(وأخرى) أي: ووعدكم الله مغانم أخرى (لم تقدروا عليها) بعد، وهي مغانم هوازن في غزوة حنين (قد أحاط الله بها) أي: قد قدر عليها واستولى، وأظهركم عليها وغنمكموها.

(ولو قتلكم الذين كفروا لولوا الأدبر) هذا من العلم بالمعدوم، علم سبحانه ما لم يكن أن لو كان كيف يكون.

(سنة الله) في موضع المصدر المؤكد، أي: سن الله جل جلاله غلبة أنبيائه سنة، وهو كقوله: (كتب الله لأغلبن أنا ورسلى) (39).

(وهو الذي كف أيديهم) يعني: أيدي أهل مكة (عنكم وأيديكم عنهم) بالنهي (ببطن مكة) يوم الحديبية، وذلك أنهم بعثوا أربعين رجلا ليصيبوا من المسلمين، فأسروا فخلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سبيلهم.

وعن عبد الله بن المغفل: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جالسا في ظل شجرة وبين يديه علي (عليه السلام) يكتب كتاب الصلح، فخرج ثلاثون شابا عليهم السلاح، فدعا عليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخذ الله أبصارهم، فقمنا فأخذناهم، فخلى (عليه السلام) سبيلهم (40).

وقرئ: (بما تعملون) بالتاء والياء (41).

(والهدى) عطف على الضمير المنصوب في (وصدوكم) أي: وصدوا (الهدى معكوفا) محبوسا عن (أن يبلغ محله) وهو مكانه الذي يحل فيه نحره، أي: يجب، وبعض الحديبية من الحرم، وروي: أن مضارب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان في الحل ومصلاه في الحرم (42).

(ولولا رجال مؤمنون) مستضعفون كانوا بمكة بين الكفار (ونسآء مؤمنت) كذلك (لم تعلموهم) صفة لرجال ونساء جميعا، و (أن تطئوهم) بدل اشتمال منهم، أو: من الضمير المنصوب في (تعلموهم)، (فتصيبكم منهم معرة) هي مفعلة، من: عره يعره: إذا دهاه ما يكرهه ويشق عليه (بغير علم) متعلق بـ (أن تطئوهم) يعني: أن تطئووهم غير عالمين بهم، والوطء عبارة عن الإيقاع والإبادة، وقال: ووطئتنا وطأ على حنق * وطأ المقيد نابت الهرم (43) والمعنى: لولا كراهة أن تهلكوا ناسا مؤمنين بين ظهراني المشركين مختلطين بهم، وأنتم غير عارفين بهم، فيصيبكم بإهلاكهم مكروه ومشقة لما كف (أيديهم عنكم وأيديكم عنهم) فحذف جواب " لولا " لدلالة الكلام عليه، ويجوز أن يكون (لو تزيلوا) كالتكرير لـ (لولا رجال مؤمنون) لرجوعهما إلى معنى واحد، ويكون الجواب (لعذبنا)، والمعرة التي كانت تصيبهم إذا قتلوهم هي وجوب الدية والكفارة وسوء مقالة المشركين: إنهم فعلوا بأهل دينهم مثل ما فعلوا بنا، وقوله: (ليدخل الله في رحمته) تعليل لما دلت عليه الآية، كأنه قال: كان الكف ومنع التعذيب ليدخل الله في توفيقه للخير والطاعة مؤمنيهم، أو: ليدخل في الإسلام من رغب فيه من مشركيهم (لو تزيلوا) لو تفرقوا وتميز بعضهم من بعض، من: زاله يزيله (لعذبنا الذين كفروا) من أهل مكة بأيديكم وبالسيف، ولكن الله يدفع عن الكفار بالمؤمنين وحرمة اختلاطهم بهم.

﴿إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجهلية فأنزل الله سكينته على رسوله ى وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلهآ وكان الله بكل شىء عليما (26) لقد صدق الله رسوله الرءيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شآء الله ءامنين محلقين رءوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذا لك فتحا قريبا (27) هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا (28) محمد رسول الله والذين معه أشدآء على الكفار رحمآء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذا لك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطه فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه ى يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين ءامنوا وعملوا الصلحت منهم مغفرة وأجرا عظيما (29)﴾

(إذ) يتعلق بما قبله، أي: لعذبناهم إذ (44) صدوكم عن المسجد الحرام حين جعلوا (في قلوبهم) الأنفة التي تحمي الإنسان، و (حمية الجهلية) قولهم: قد قتل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأصحابه أبناءنا وإخواننا، ويدخلون علينا في منازلنا، لا يتحدث (45) العرب بذلك، وقيل: هي أنفتهم من الإقرار لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بالرسالة و (46) الاستفتاح ببسم الله الرحمن الرحيم حين قالوا: ما نعرف هذا، ولكن اكتب: باسمك اللهم، هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله (47).

(فأنزل الله) سبحانه (سكينته على رسوله وعلى المؤمنين) فتوقروا وحلموا وصبروا على الدخول تحت ما أرادوه (وألزمهم كلمة التقوى) وهي قوله: لا إله إلا الله وقيل: هي بسم الله الرحمن الرحيم ومحمد رسول الله قد اختارها الله لنبيه والمؤمنين (48).

ومعنى إضافتها إلى التقوى أنها سبب التقوى وأساسها (وكانوا أحق) بالسكينة (وأهلها) أو: أحق بتلك الكلمة من المشركين، أو: أحق بمكة ودخولها.

(لقد صدق الله رسوله الرؤيا) أي: صدقه في رؤياه تعالى وتقدس عن الكذب وعن كل قبيح، فحذف الجار وأوصل الفعل، وقوله: (بالحق) تعلق بـ (صدق) أي: صدقة فيما رأى وفي حصوله صدقا ملتبسا بالحق، أي: بالحكمة والغرض الصحيح، وذلك ما فيه من الابتلاء والتمييز بين المخلصين والمنافقين، ويجوز أن يتعلق بـ (الرءيا) أي: صدقه الرؤيا ملتبسة بالحق.

(لتدخلن) جواب قسم محذوف: رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في المنام بالمدينة قبل أن يخرج إلى الحديبية: أن المسلمين يدخلون المسجد الحرام، فأخبر بذلك أصحابه ففرحوا، فلما انصرفوا من الحديبية ولم يدخلوا مكة قال المنافقون: ما حلقنا ولا قصرنا ولا دخلنا المسجد الحرام، فنزلت (49).

أخبرهم بأن منامه حق وصدق، وأكد الدخول بالقسم.

وفي دخول (إن شاء الله) وجوه: أن يريد: لتدخلن جميعا إن شاء الله ولم يمت منكم أحد، ويريد: تعليم عباده أن يقولوا في عداتهم مثل ذلك متأدبين بأدب الله، أو: هو متعلق بـ (ءامنين محلقين رءوسكم ومقصرين) أي: يحلق بعضكم ويقصر بعض وهو أن يؤخذ بعض الشعر، (فعلم ما لم تعلموا) من الحكمة والصلاح في الصلح المبارك لموقعه وتأخير فتح مكة (فجعل من دون ذلك) أي: من دون فتح مكة (فتحا قريبا) وهو فتح خيبر لتستروح إليه قلوب المؤمنين إلى أن يتيسر الفتح الموعود.

و (هو الذي أرسل رسوله بالهدى) أي: بالقرآن وبالدليل الواضح (ودين الحق) وهو الإسلام (ليظهره) ليعليه على جنس (الدين كله)، يريد: الأديان المختلفة من أديان المشركين وأهل الكتاب، وهذا توكيد لما وعده سبحانه من الفتح، وتوطين لنفوس المؤمنين على أن الله تعالى سيفتح لهم من البلاد ما يستقلون إليه فتح مكة، وقيل: إن تمام ذلك عند خروج المهدي عجل الله فرجه فلا يبقى في الأرض دين غير دين الإسلام (50) (وكفى بالله شهيدا) على أن ما وعده كائن لا محالة.

(محمد) إما خبر مبتدأ أي: هو محمد؛ لتقدم قوله: (هو الذي أرسل رسوله)، وإما مبتدأ و (رسول الله) عطف بيان، (والذين معه) أصحابه (أشدآء على الكفار رحمآء بينهم) جمع " شديد " و " رحيم ".

وعن الحسن: بلغ من تشددهم على الكفار أنهم كانوا يتحرزون من ثيابهم أن يلزق بثيابهم ومن أبدانهم أن تمس أبدانهم، وبلغ من تراحمهم فيما بينهم أن كان لا يرى مؤمن مؤمنا إلا صافحه وعانقه (51).

ومثله قوله: (أذلة على المؤمنين أعزة على الكفرين) (52)، (تراهم ركعا سجدا) إخبار عن كثرة صلاتهم ومداومتهم عليها (يبتغون) أي: يلتمسون بذلك زيادة نعمة من الله يطلبون مرضاته.

(سيماهم) علامتهم (في وجوههم) يريد: السمة التي تحدث في جبهة السجاد من كثرة السجود، يفسرها قوله: (من أثر السجود) أي: من التأثير الذي يؤثره السجود، وكان يقال لعلي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام): ذو الثفنات؛ لأنه كان قد ظهر في مواضع سجوده أشباه ثفنات البعير.

وعن سعيد بن جبير: هي ندى الطهور وتراب الأرض (53).

(ذلك) الوصف (مثلهم) أي: وصفهم العجيب الشأن (في التوراة) وتم الكلام، ثم ابتدأه: (ومثلهم في الإنجيل كزرع)، وقيل: معناه: ذلك مثلهم في الكتابين جميعا (54)، ثم ابتدأ فقال: (كزرع) أي: هم كزرع (أخرج شطئه) أي: فراخه، يقال: أشطأ الزرع إذا أفرخ.

وقرئ: " شطأه " بفتح الطاء (55).

(فآزره) من المؤازرة وهي المعاونة.

وعن الأخفش: أنه أفعل (56)، أي: شده وأعانه وقواه، وقرئ: " فأزره ? (57) أي: شد أزره (فاستغلظ) فصار من الدقة إلى الغلظة (فاستوى على سوقه) جمع ساق أي: فاستقام على قصبه، وهذا مثل ضربه الله لبدء أمر الإسلام وترقيه في الزيادة إلى أن قوي وعلا أمره (يعجب الزراع) أي: يروع ذلك الزرع الأكرة الذين زرعوه (ليغيظ بهم الكفار) هذا تعليل لما دل عليه تشبيههم بالزرع في نمائهم وترقيهم في القوة والاستكمال وتظاهرهم، ويجوز أن يكون تعليلا لقوله: (وعد الله الذين ءامنوا) لأن الكفار إذا سمعوا ما أعد الله لهم في الآخرة من الأجر مع ما ينيلهم في الدنيا من العز غاظهم ذلك، أي: وعد الله من أقام منهم على الإيمان والعمل الصالح (مغفرة) لذنوبهم وثوابا (عظيما) ونعيما مقيما.

1- أخرجه عنه السيوطي في الدر المنثور: ج 7 ص 508 وعزاه إلى ابن أبي شيبة وأحمد وأبي داود وابن المنذر والحاكم وابن مردويه والبيهقي. وفيها بدل " فقال عمر ": " فقال رجل " و " فقال بعض الناس ".

2- حكاهما الشيخ الطوسي في التبيان: ج 9 ص 314.

3- في كتاب تنزيه الأنبياء: ص 118.

4- في نسخة: " ونسخها ".

5- وبالضم قرأه ابن كثير وأبو عمرو. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 603.

6- وبالياء هي قراءة ابن كثير وأبي عمرو. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 603.

7- النساء: 80.

8- قرأه ابن كثير ونافع وابن عامر. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 603.

9- وهي قراءة حمزة والكسائي. راجع المصدر السابق: ص 604.

10- قاله أبو عبيد. راجع إعراب القرآن للنحاس: ج 4 ص 199.

11- في بعض النسخ: " للجمع ".

12- حكاه أبو عبيدة في مجاز القرآن: ج 2 ص 72 - 73.

13- الليل: 14.

14- وهي قراءة حمزة والكسائي. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 604.

15- قرأه نافع وابن عامر. راجع المصدر السابق.

16- السمرة: ضرب من شجر الطلح ومنه الحديث: " يا أصحاب السمرة ". (النهاية: مادة طلح).

17- في بعض النسخ: " والطمأنينة ".

18- العقار: الأرض والضياع والنخل، والمعقر: الرجل الكثير العقار. (الصحاح).

19- الأحزاب: 26، الحشر: 2.

20- قاله أنس وعبد الله بن مغفل المزني والكلبي. راجع تفسير القرطبي: ج 16 ص 281.

21- أنظر تاريخ الطبري: ج 2 ص 633 - 634 من حوادث سنة ست من الهجرة.

22- سيرة ابن إسحاق: ص 231، وتفسير القمي: ج 2 ص 320.

23- قد علمت خيبر أني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب أطعن أحيانا وحينا أضرب * إذا الليوث أقبلت تحرب كان حماي كالحمى لا يقرب |

24- السندرة: مكيال كبير.

25- أنظر تاريخ الطبري: ج 3 ص 11 وما بعده من حوادث سنة سبع من الهجرة عن بريدة الأسلمي.

26- المجادلة: 21.

27- أخرجه عنه السيوطي في الدر المنثور: ج 7 ص 532 وعزاه إلى احمد والنسائي والحاكم وابن جرير وأبي نعيم وابن مردويه.

28- وبالياء هي قراءة أبي عمرو. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 604.

29- رواه أحمد في مسنده: ج 4 ص 326 باسناده إلى المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم ضمن حديث طويل.

30- للحارث بن وعلة الذهلي، وفي اللسان نسبه إلى زهير ولم نعثر عليه في ديوانه. أنظر شرح شواهد الكشاف للأفندي: ص 291.

31- في بعض النسخ: " أو " بدل " إذ ".

32- في المجمع: " فتتحدث ".

33- في بعض النسخ: " أو " بدل الواو.

34- قاله الزهري. راجع التبيان: ج 9 ص 334.

35- وهو قول الزهري أيضا. راجع تفسير البغوي: ج 4 ص 204.

36- رواه الطبري في تفسيره: ج 11 ص 367 عن مجاهد وقتادة وابن زيد.

37- أنظر تفسير القمي: ج 2 ص 317.

38- حكاه عنه الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 346.

39- المائدة: 54.

40- حكاه عنه الماوردي في تفسيره: ج 5 ص 323.

41- قاله الزجاج في معاني القرآن وإعرابه: ج 5 ص 29.

42- وهي قراءة ابن كثير وابن عامر. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 604.

43- معاني القرآن: ج 2 ص 695.

44- وهي قراءة ابن عامر وحده. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 605.

45- قال الشيخ الطوسي في التبيان: ج 9 ص 339: مدنية إلا آية واحدة وهي قوله تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم) الآية 11 إلى آخرها، وقال قوم: كلها مدنية، وهي ثمان عشرة آية بلا خلاف. وفي الكشاف: ج 4 ص 349: مدنية وآياتها (18)، نزلت بعد المجادلة.

46- رواه الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 379 مرسلا.

47- ثواب الأعمال للصدوق: ص 142.

48- وهي قراءة يعقوب. راجع التذكرة في القراءات لابن غلبون: ج 2 ص 689.

49- حكاه عنه الطبري في تفسيره: ج 11 ص 377.

50- تفسير الحسن البصري: ج 2 ص 294.

51- قاله الفراء في معاني القرآن: ج 3 ص 70، والزجاج أيضا في معاني القرآن وإعرابه: ج 5 ص 32.

52- رواه عنه الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 353.

53- أخرجه عنه السيوطي في الدر المنثور: ج 7 ص 548 وعزاه إلى أحمد والبخاري ومسلم وأبو يعلى والبغوي وابن المنذر والطبراني وابن مردويه والبيهقي.

54- وعجزه: وأضياف بيت بيتوا لنزول. لعتبة بن مالك العقيلي يرثي عداء صاحبه ويصفه بأنه كان معدا لإغاثة المطايا الكثيرات العمل، ولأضياف بيته الذين كانوا يبيتون عنده لطلب الاستراحة. انظر شرح شواهد الكشاف للأفندي: ص 188.

55- أخرجه الواحدي في أسباب النزول: ص 330 ح 805 عن جابر بن عبد الله. وفيه عن ابن أبي مليكة قال: كاد الخيران أن يهلكا: أبو بكر وعمر رفعا أصواتهما عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حين قدم عليه ركب من بني تميم، فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس، وأشار الآخر برجل آخر فارتفعت أصواتهما في ذلك فنزلت.

56- في الكشاف: " فاعل الفعل ".

57- في التهذيب: أسلم يوم الفتح بعثه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على صدقات بني المصطلق، وولاه عمر صدقات بني تغلب، وولاه عثمان الكوفة ثم عزله، وقال ابن عبد البر: ولا خلاف بين أهل العلم بالتأويل أن قوله: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ...) نزلت في الوليد بن عقبة، قال: وله أخبار فيها نكارة وشناعة، وخبر صلاته بأهل الكوفة وهو سكران وقوله: " أزيدكم بعد أن صلى الصبح أربعا "!! مشهور من حديث الثقات. تهذيب التهذيب: ج 11 ص 142 - 143.