سورة الرحمن
سورة الرحمن
مكية (1)، وقيل: مدنية (2) وهي ثمان وسبعون آية كوفي، ست بصري، عد الكوفي (الرحمن) (3) و (المجرمون) (4).
وفي حديث أبي: " ومن قرأ سورة الرحمن رحم الله ضعفه، وأدى شكر ما أنعم الله عليه " (5).
وعن (6) الصادق (عليه السلام): " أحب أن يقرأ الرجل سورة الرحمن يوم الجمعة، وكلما قرأ (فبأى ءالاء ربكما تكذبان) قال: لا بشيء من آلائك رب أكذب " (7).
وعن موسى بن جعفر عن آبائه (عليهم السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " لكل شىء عروس، وعروس القرآن سورة الرحمن " (8).
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿الرحمن (1) علم القرءان (2) خلق الانسن (3) علمه البيان (4) الشمس وا لقمر بحسبان (5) والنجم والشجر يسجدان (6) والسمآء رفعها ووضع الميزان (7) ألا تطغوا في الميزان (8) وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان (9) والارض وضعها للأنام (10) فيها فكهة والنخل ذات الأكمام (11) والحب ذو العصف والريحان (12) فبأى ءالاء ربكما تكذبان (13)﴾
(الرحمن): الذي وسعت رحمته كل شيء.
لما أراد سبحانه أن يعدد نعمه وآلاءه في هذه السورة قدم هذا الاسم ليعلم أن جميع نعمائه وأفعاله الحسنى صدرت من الرحمة التي شملت خلقه، وهو مبتدأ، وهذه الأفعال مع ضمائرها بعده أخبار مترادفة، وإخلاؤها من حرف العطف لمجيئها على نمط التعديد، وعد أول كل شيء نعمة الدين التي هي أجل النعم، وقدم منها ما هو في أعلى مراتبها، وهو تعليمه القرآن وتنزيله لأنه أعظم وحي الله منزلة، وهو مصداق الكتب الإلهية.
وقد أخر (خلق الانسن) عن ذكره ليعلم أنه إنما خلقه ليعلم وحيه، فما خلق الإنسان من أجله كان مقدما عليه.
ثم ذكر ما يميز به الإنسان من سائر الحيوان من (البيان) وهو النطق المعرب عما في الضمير، وقيل: إن (الإنسن) آدم (عليه السلام)، و (البيان) اللغات كلها وأسماء كل شيء (9).
وقيل: (الإنسن) محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، و (البيان) ما كان وما يكون (10).
وعن الصادق (عليه السلام): (البيان) الاسم الأعظم الذي علم به كل شىء.
(الشمس والقمر بحسبان) بحساب معلوم وتقدير سوي يجريان في بروجهما ومنازلهما، وفي ذلك منافع عظيمة للناس منها: علم السنين والحساب.
(والنجم): النبات الذي ينجم من الأرض لا ساق له كالبقول (والشجر): الذي له ساق، وسجودهما: انقيادهما لله تعالى فيما خلقا له، أو: ما فيهما من الدلالة على حدوثهما، وأن لهما صانعا محدثا.
واتصلت هاتان الجملتان بـ (الرحمن) اتصالا معنويا، وهو ما علم أن الحسبان حسبانه، والسجود له لا لغيره، فكأنه قال: بحسبانه ويسجدان له.
(والسمآء رفعها) خلقها مرفوعة مسموكة، حيث جعلها منشأ أحكامه، ومنتزل أوامره ونواهيه، ومسكن ملائكته الذين يهبطون بالوحي على رسله (ووضع الميزان) وهو كل ما يوزن به الأشياء، ويعرف مقاديرها، ليوصل به إلى الإنصاف والانتصاف، وقيل: المراد به العدل (11).
(أن لا تطغوا) لئلا تطغوا، أو: هي " أن " المفسرة.
(وأقيموا الوزن بالقسط) أي: قوموا وزنكم بالعدل، (ولا تخسروا الميزان) ولا تنقصوه، وهذا أمر بالتسوية، ونهى عن الطغيان الذي هو اعتداء وزيادة، وعن الخسران الذي هو تطفيف ونقصان.
وكرر لفظ " الميزان " تشديدا للتوصية به وتأكيدا.
(والأرض وضعها) خفضها مدحوة على الماء (للأنام) للخلق، وهو كل ما على ظهرها من دابة، وعن الحسن: للإنس والجن (12)، فهي كالمهاد لهم يتصرفون فوقها.
(فيها فكهة) ضروب مما يتفكه به (ذات الأكمام) وهي كل ما يكم أي: يغطى من ليف النخل وسعفه وكفراه (13)، وينتفع بجميعه كما ينتفع بالمكموم من ثمره وجماره وجذوعه.
وقيل: الأكمام: أوعية الثمر، والواحد " كم " بكسر الكاف (14).
و (العصف): ورق الزرع، وقيل: التين (15) و (الريحان) الرزق، وهو اللب، أراد فيها ما يتلذذ به من الفواكه، وما هو الجامع بين التلذذ والتغذي، وهو ثمر النخل وما يتغذى به، وهو الحب.
وقرئ: " والريحان " بالكسر (16) ومعناه: والحب ذو العصف الذي هو علف الأنعام والريحان الذي هو مطعم الناس، وبالضم على: وذو الريحان، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه، وقيل: معناه: وفيها الريحان الذي يشم (17)، وقرئ: " والحب ذا العصف والريحان " بالنصب (18)، أي: وخلق الحب والريحان، أو: وأخص الحب والريحان.
(فبأي ءالاء ربكما) أيها الثقلان (تكذبان)، ويدل على أن الخطاب لهما قوله: (للأنام) وقوله: (سنفرغ لكم أيه الثقلان) (19).
﴿خلق الانسن من صلصل كالفخار (14) وخلق الجآن من مارج من نار (15) فبأى ءالاء ربكما تكذبان (16) رب المشرقين ورب المغربين (17) فبأى ءالاء ربكما تكذبان (18) مرج البحرين يلتقيان (19) بينهما برزخ لا يبغيان (20) فبأى ءالاء ربكما تكذبان (21) يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان (22) فبأى ءالاء ربكما تكذبان (23) وله الجوار المنشات في البحر كالأعلم (24) فبأى ءالاء ربكما تكذبان (25) كل من عليها فان (26) ويبقى وجه ربك ذو الجلل والاكرام (27) فبأى ءالاء ربكما تكذبان (28) يسله من في السموات والارض كل يوم هو في شأن (29) فبأى ءالاء ربكما تكذبان (30)﴾
الصلصال: الطين اليابس لتصلصله، و الفخار: الطين المطبوخ بالنار وهو الخزف.
وفي موضع آخر: (من حمأ مسنون) (20) و (من طين لازب) (21) والمعنى: أنه خلقه من تراب جعله طينا، ثم حمأ مسنونا، ثم صلصالا.
و (الجان) أبو الجن، وقيل: هو إبليس (22)، والمارج: الصافي من لهب النار لا دخان فيه، وقيل: هو المختلط بسواد النار (23)، و " من " للبيان، فكأنه قال: من صاف من نار أو مختلط من نار.
والمشرقان والمغربان: مشرقا الشتاء والصيف، أو: مشرقا الشمس والقمر ومغرباهما.
(مرج البحرين) أرسل البحر العذب والبحر الملح متجاورين متلاقيين لا فصل بينهما في مرأى العين.
(بينهما برزخ) حاجز من قدرة الله لا يتجاوزان حديهما، ولا يبغي أحدهما على الآخر بالممازجة.
(يخرج منهما) كبار الدر وصغاره، وقيل: (المرجان) خرز أحمر كالقضبان (24) وهو البسذ، وقرئ: " يخرج ? (25) من: أخرج، وقال: (منهما) وإنما يخرجان من الملح لأنهما لما التقيا صارا كالشيء الواحد، فكأنه قال: يخرج من البحر ولا يخرجان من جميع البحر ولكن من بعضه، كما تقول: خرجت من البلد وإنما خرجت من بعضه، وقيل: إنهما يخرجان من ملتقى الملح والعذب.
والجواري: السفن، وقرئ: (المنشآت) بفتح الشين وكسرها (26)، وهي المرفوعات الشرع، وبالكسر: الرافعات الشرع، أو: اللواتي تنشئ الأمواج بجريهن، والأعلام: جمع علم وهو الجبل الطويل.
(كل من عليها) أي: على الأرض (فان) أي: هالك، يفنون ويخرجون من الوجود إلى العدم (ويبقى وجه ربك) أي: ذاته، والوجه يعبر به عن الجملة والذات (ذو الجلال والاكرام) صفة للوجه الذي يجل عن التشبيه بخلقه وعن أفعالهم، أو: من عنده الجلال والإكرام لأوليائه وأصفيائه، وهذه الصفة من عظيم صفات الله عز اسمه.
وفي الحديث: " الظوا بيا ذا الجلال والإكرام " (27).
والنعمة في الفناء أن عقيبه مجيء وقت الجزاء.
(يسئله) أهل (السموات) ما يتعلق بدينهم (و) أهل (الأرض) ما يتعلق بدينهم ودنياهم، فكل من فيهما مفتقرون إليه لا يستغنون عنه، (كل يوم هو في شأن) أي: كل وقت وحين يحدث أمورا ويجدد أحوالا، كما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه تلاها، فقيل له: وما ذلك الشأن؟فقال: " من شأنه أن يغفر ذنبا ويفرج كربا ويرفع قوما ويضع آخرين " (28).
﴿سنفرغ لكم أيه الثقلان (31) فبأى ءالاء ربكما تكذبان (32) يمعشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والارض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطن (33) فبأى ءالاء ربكما تكذبان (34) يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران (35) فبأى ءالاء ربكما تكذبان (36) فإذا انشقت السمآء فكانت وردة كالدهان (37) فبأى ءالاء ربكما تكذبان (38) فيومئذ لا يسل عن ذنبه ى إنس ولا جآن (39) فبأى ءالاء ربكما تكذبان (40) يعرف المجرمون بسيمهم فيؤخذ بالنواصى والاقدام (41) فبأى ءالاء ربكما تكذبان (42) هذه ى جهنم التى يكذب بها المجرمون (43) يطوفون بينها وبين حميم ءان (44) فبأى ءالاء ربكما تكذبان (45)﴾
(سنفرغ لكم) مستعار من قول الرجل لمن يهدده: سأفرغ لك أي: سأتجرد للإيقاع بك من كل ما يشغلني عنه حتى لا يكون لي شغل سواه، ويجوز أن يكون المراد: ستنتهي الدنيا وينتهي عند ذلك شؤون الخلق فلا يبقى إلا شأن واحد وهو جزاؤكم، فجعل ذلك فراغا على طريق التمثيل، وقرئ: (سيفرغ) بالياء (29) أي: الله عز وجل، وسمي الإنس والجن " الثقلين " لأنهما ثقلان على الأرض، وكل شيء له وزن وقدر فهو ثقل.
ومنه قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي ? (30) سماهما " ثقلين " لعظم شأنهما وعلو مكانهما.
(يا معشر الجن والإنس) كالترجمة لقوله: (أيه الثقلان)، (إن استطعتم أن) تهربوا من قضائي وتخرجوا من أرضي وسمائي فافعلوا، ثم قال: لا تقدرون على النفوذ من نواحيهما (إلا بسلطن) أي: بقهر وقوة وغلبة، وأنى لكم ذلك، ونحوه: (ومآ أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السمآء) (31).
(شواظ) بالضم، وقرئ بالكسر (32)، وهو اللهب الخالص، والنحاس: الدخان، وقيل: الصفر المذاب يصب على رؤوسهم (33).
وعن ابن عباس: إذا خرجوا من قبورهم ساقهم شواظ إلى المحشر (34)، قرئ (نحاس) بالرفع عطفا على (شواظ)، وبالجر (35) عطفا على (نار)، (فلا تنتصران) فلا تمتنعان.
(انشقت السمآء) تصدعت وانفك بعضها من بعض (فكانت وردة) حمراء (كالدهان) كدهن الزيت، كما قال: (كالمهل) (36) وهو دردي الزيت، وهو اسم ما يدهن به كالأدام، أو: جمع دهن، وقيل: الدهان: الأديم الأحمر (37).
(إنس) أي: بعض من الإنس (ولا جآن) أي: ولا بعض من الجن، فوضع الذي هو أبو الجن موضع الجن، كما يقال: هاشم ويراد ولده، وعاد الضمير موحدا في قوله: (عن ذنبه) لكونه في معنى البعض، والمعنى: لا يسألون لأن المجرمين يعرفون بسيماهم من سواد الوجوه، وزرقة العيون وقيل: لا يسألون عن ذلك ليعلم من جهتهم، بل يسألون سؤال توبيخ (38)، وعن قتادة: قد كانت مسألة ثم ختم على أفواه القوم وتكلمت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون (39).
(فيؤخذ بالنوصى والاقدام) عن الضحاك: يجمع بين ناصيته وقدمه في سلسلة من وراء ظهره (40)، وقيل: يسحبون تارة بأخذ النواصي وتارة بالأقدام (41).
(حميم ءان) ماء حار قد انتهى حره ونضجه، أي: تعاقب عليهم بين التصلية بالنار وبين شرب الحميم، ليس لهم من العذاب أبدا فرج.
﴿ولمن خاف مقام ربهى جنتان (46) فبأى ءالاء ربكما تكذبان (47) ذواتآ أفنان (48) فبأى ءالاء ربكما تكذبان (49) فيهما عينان تجريان (50) فبأى ءالاء ربكما تكذبان (51) فيهما من كل فكهة زوجان (52) فبأى ءالاء ربكما تكذبان (53) متكين على فرش بطآئنها من إستبرق وجنى الجنتين دان (54) فبأى ءالاء ربكما تكذبان (55) فيهن قصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جآن (56) فبأى ءالاء ربكما تكذبان (57) كأنهن الياقوت والمرجان (58) فبأى ءالاء ربكما تكذبان (59) هل جزآء الاحسن إلا الاحسن (60) فبأى ءالاء ربكما تكذبان (61) ومن دونهما جنتان (62) فبأى ءالاء ربكما تكذبان (63) مدهآمتان (64) فبأى ءالاء ربكما تكذبان (65) فيهما عينان نضاختان (66) فبأى ءالاء ربكما تكذبان (67) فيهما فكهة ونخل ورمان (68) فبأى ءالاء ربكما تكذبان (69) فيهن خيرات حسان (70) فبأى ءالاء ربكما تكذبان (71) حور مقصورات في الخيام (72) فبأى ءالاء ربكما تكذبان (73) لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جآن (74) فبأى ءالاء ربكما تكذبان (75) متكين على رفرف خضر وعبقرى حسان (76) فبأى ءالاء ربكما تكذبان (77) تبرك اسم ربك ذى الجلل والاكرام (78)﴾
(خاف مقام ربه) موقفه الذي يقف فيه العباد للحساب يوم القيامة، ونحوه: (ذلك لمن خاف مقامى) (42)، أو: يريد بمقام ربه: أن الله قائم عليه أي: حافظ مهيمن، من قوله: (أفمن هو قآئم على كل نفس بما كسبت) (43) فهو يراقب ذلك ولا يجسر على معصيته، أو: يكون مقاما مقحما، كما تقول: أخاف جانب فلان، و: فعلت ذلك لمكانك أي: لأجلك، (جنتان): جنة يثاب بها، وجنة زائدة يتفضل عليه بها كقوله تعالى: (الحسنى وزيادة) (44).
أو: جنة لفعل الطاعات، وجنة لترك المعاصي، لأن التكليف يدور على الأمرين، أو: يكون على خطاب الثقلين فكأنه قال: لكل خائفين منكما جنتان: جنة للخائف من الإنس، وجنة للخائف من الجن.
(ذواتآ أفنان) وهي الأغصان، خصها بالذكر لأنها تثمر ومنها تمتد الظلال، وقيل: الأفنان: ألوان النعم مما تشتهيه الأنفس (45).
(فيهما عينان تجريان) حيث شاءوا في الأعالي والأسافل.
(زوجان) صنفان: صنف معروف وصنف غريب، أو: متشاكلان كالرطب واليابس، لا يقصر يابسه عن رطبه في الفضل والطيب.
(متكئين) نصب على المدح للخائفين، أو: حال منهم، لأن " من خاف " في معنى الجمع أي: قاعدين كالملوك على (فرش بطآئنها من إستبرق) ديباج ثخين، وإذا كانت البطائن من استبرق فما ظنك بالظهائر ؟! وقيل: إن ظهائرها من سندس (46)، وقيل: من نور (47).
(وجنى الجنتين دان) أي: ثمرها المجتنى قريب يناله القائم والقاعد والنائم.
(فيهن) أي: في هذه الآلاء المعدودة من الجنتين والعينين والفاكهة والفرش والجنى، أو: في الجنتين لاشتمالهما على قصور ومجالس (قصرت الطرف) نساء قصرن أبصارهن على أزواجهن لا ينظرن إلى غيرهم (لم) يطمث الإنسيات منهن أحد من الإنس، ولا الجنيات أحد من الجن، أي: لم يفتضهن ولم يطأهن أحد فهن أبكار، وفيه دليل على أن الجن يطمث كما يطمث الإنس، وقرئ: " لم يطمثهن " بضم الميم (48).
(كأنهن الياقوت والمرجان) يعني: أنهن في صفاء الياقوت وبياض المرجان وصفار (49) الدر أنصع بياضا.
(هل جزآء الاحسن) في العمل (إلا الاحسن) في الثواب.
(ومن دونهما) ومن دون تينك الجنتين الموعودتين للمقربين (جنتان) لمن دونهم من أصحاب اليمن.
(مدهآمتان) قد ادهامتا من شدة الخضرة، وكل نبت أخضر، فتمام خضرته أن يضرب إلى السواد (نضاختان) فوارتان بالماء، والنضخ أكثر من النضح، لأن النضح مثل الرش.
وإنما عطف " النخل " و " الرمان " إلى الفاكهة وإن كانا منهما بيانا لفضلهما، فكأنهما لمزيتهما في الفضل جنسان آخران، كقوله: (جبريل وميكل) (50)، أو: لأن النخل ثمره فاكهة وطعام، والرمان فاكهة ودواء فلم يخلصا للتفكه.
(خيرت) أي: خيرات، فخفف لأن " الخير " الذي هو بمعنى " أخير " لا يأتي منه " خيرون " ولا " خيرات "، والمعنى: فاضلات الأخلاق حسان الخلق.
(مقصورت) مخدرات، قصرن في خدورهن، امرأة قصيرة ومقصورة أي: مخدرة (في الخيام) في الحجال.
وفي الحديث: " الخيمة درة واحدة طولها في السماء ستون ميلا، في كل زاوية منها أهل للمؤمن لا يراه الآخرون " (51).
والضمير في (قبلهم) لأصحاب الجنتين لدلالة ذكر " الجنتين " عليهم.
والرفرف: ضرب من البسط، وقيل: الرفرف رياض الجنة (52) والواحدة: رفرفة، وقيل: الوسائد (53)، وقيل: كل ثوب عريض رفرف (54) (وعبقرى حسان) منسوب إلى عبقر، والعرب تزعم أنه بلد الجن فتنسب إليه كل شيء عجيب، وعن ابن عباس وقتادة: يريد الزرابي (55)، وعن مجاهد: الديباج (56).
وقرئ في الشواذ: " رفارف خضر وعباقري ? (57) كمدائني، وروي ذلك عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (58).
وإن شذ في القياس ترك صرف " عباقري " فلا يستنكر مع استمراره في الاستعمال.
وقرئ: " ذو الجلال " بالواو (59) صفة لـ (اسم).1- قاله الضحاك. راجع تفسير البغوي: ج 4 ص 268.
2- قرأه حمزة والكسائي. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 629.
3- قاله الحسن وابن زيد. راجع تفسير البغوي: ج 4 ص 268.
4- وهي قراءة ابن عامر وحده. راجع كتاب السبعة المتقدم.
5- الآية: 31.
6- الحجر: 26 و 28 و 33.
7- الصافات: 11.
8- قاله الحسن. راجع التبيان: ج 9 ص 468.
9- قاله الزجاج في معاني القرآن: ج 5 ص 99.
10- قاله ابن مسعود. راجع تفسير الماوردي: ج 5 ص 431.
11- قرأه نافع وأبو عمرو. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 619.
|
12- وبالكسر هي قراءة حمزة وحده. راجع المصدر السابق.
13- أخرجه أحمد في المسند: ج 4 ص 177. وفي النهاية: يقال: ألظ بالشيء يلظ إلظاظا: إذا لزمه وثابر عليه.
14- أخرجه الطبري في تفسيره: ج 11 ص 592 مسندا عن منيب بن عبد الله الأزدي عن أبيه، وفيه " أقواما ".
15- قراه حمزة والكسائي. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 620.
16- قد تواتر حديث الثقلين إلى حد الاستفاضة في كتب الفريقين: الشيعة وأهل العامة، منها - على سبيل المثال -: مسند أحمد بن حنبل: ج 3 ص 17، المعجم الكبير للطبراني: ج 5 ص 190 و 205 و 210، والمعجم الصغير له أيضا: ج 1 ص 131 و 135، مستدرك الحاكم: ج 3 ص 148، مشكل الآثار للطحاوي: ج 4 ص 368، أمالي الطوسي: ص 548 المجلس العشرون، كمال الدين: ج 1 ص 239، كشف الغمة: ج 1 ص 43.
17- العنكبوت: 22.
18- أي بكسر الشين، قرأه ابن كثير وحده. راجع كتاب السبعة: ص 621.
19- قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة. راجع تفسير الطبري: ج 11 ص 597.
20- تفسير ابن عباس: ص 184.
21- قرأه ابن كثير وأبو عمرو. راجع كتاب السبعة: ص 621.
22- الكهف: 29، الدخان: 45، المعارج: 8.
23- قاله ابن عباس في تفسيره: ص 452.
24- قاله ابن عباس. راجع تفسير البغوي: ج 4 ص 272.
25- حكاه عنه الماوردي في تفسيره: ج 5 ص 436.
26- حكاه عنه الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 451.
27- حكاه الزمخشري في الكشاف أيضا.
28- إبراهيم: 14.
29- الرعد: 33.
30- يونس: 26.
31- قاله ابن عباس في تفسيره: ص 452.
32- حكاه الشيخ الطوسي في التبيان: ج 9 ص 480.
33- قاله سعيد بن جبير. راجع تفسير البغوي: ج 4 ص 274.
34- وهي قراءة أبي عمرو الدوري وقتيبة. راجع التذكرة في القراءات لابن غلبون: ج 2 ص 707.
35- في نسخة: " وصفاء ".
36- البقرة: 98.
37- أخرجه السيوطي في الدر المنثور: ج 7 ص 719 وعزاه إلى البخاري ومسلم وغيرهما.
38- قاله ابن جبير. راجع تفسير الماوردي: ج 5 ص 443.
39- قاله الحسن في تفسيره: ج 2 ص 320.
40- حكاه الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 471.
41- حكاه عنهما الطبري في تفسيره: ج 11 ص 620 مسندا.
42- المصدر السابق.
43- وهي قراءة عثمان ونصر بن علي وعاصم الجحدري. راجع المحتسب لابن جني: ج 2 ص 305.
44- رواه عثمان عنه (صلى الله عليه وآله وسلم). راجع المصدر السابق.
45- وهي قراءة ابن عامر وحده. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 620.
46- قال الشيخ الطوسي في التبيان: ج 9 ص 487: هي مكية بلا خلاف، وهي تسع وتسعون آية حجازي وشامي، وسبع وتسعون بصري، وست وتسعون كوفي، وسبع وتسعون في المدنيين. وفي الكشاف: ج 4 ص 455: مكية إلا آيتي 81 و 82 فمدنيتان، وآياتها (96) وقيل: (97) نزلت بعد طه.
47- في نسخة زيادة: " إلا آيات ".
48- الآية 8 و 9.
49- الآية: 27.
50- الآية: 41.
51- الآية: 15.
52- الآية: 22.
53- الآية: 35.
54- رواه الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 471 مرسلا.
55- ثواب الأعمال للصدوق: ص 144.
56- المصدر السابق.
57- وعن الصادق (عليه السلام): من اشتاق إلى الجنة وصفتها فليقرأ الواقعة، ومن أحب أن ينظر إلى صفة أهل النار فليقرأ سورة لقمان ". راجع المصدر السابق.
58- حكاه عنه أبو حيان الأندلسي في النهر الماد المطبوع بهامش البحر المحيط: ج 8 ص 201.
59- الفجر: 24.