تابع لسورة الأنعام
﴿وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمت البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون (97) وهو الذي أنشأكم من نفس وا حدة فمستقر ومستودع قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون (98)﴾ يعني: ﴿في ظلمت﴾ الليل ب? ﴿البر والبحر﴾ وأضاف الظلمات إلى البر والبحر لملابستها إياهما، أو لتشبيه الطرق المشتبهة بالظلمات، وقرئ: ﴿فمستقر﴾ بفتح القاف وكسرها (1): فمن فتح كان الـ ﴿مستودع﴾ اسم مكان مثله أو مصدرا، ومن كسر كان اسم فاعل والـ ﴿مستودع﴾ اسم مفعول (2)، والمعنى: فلكم مستقر في الرحم ومستودع في الصلب (3)، أو مستقر فوق الأرض ومستودع تحتها (4)، أو فمنكم مستقر في القبر ومنكم مستودع في الدنيا (5)، وعن الحسن: يا ابن آدم أنت وديعة في أهلك ويوشك أن تلحق بصاحبك (6)، وأنشد قول لبيد: وما المال والأهلون إلا وديعة * ولابد يوما أن ترد الودائع (7) ﴿وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شئ فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنت من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشبه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون (99)﴾
كل ما علاك فأظلك فهو سماء، وهو هنا السحاب ﴿فأخرجنا به﴾ بالماء ﴿نبات كل شئ﴾ نبت كل صنف من أصناف الحبوب (8) يعني: أن السبب واحد وهو الماء والمسببات صنوف، وهو كقوله: ﴿يسقى بماء وا حد ونفضل بعضها على بعض في الاكل﴾ (9)، ﴿فأخرجنا منه﴾ أي: من النبات ﴿خضرا﴾ أي: شيئا (10) غضا (11) أخضر، وهو ما تشعب من أصل النبات الخارج من الحبة ﴿نخرج منه﴾ من الخضر ﴿حبا متراكبا﴾ قد تركب بعضه على بعض مثل سنبلة الحنطة والشعير وغيرهما، و ﴿قنوان﴾ رفع بالابتداء ﴿ومن النخل﴾ خبره و ﴿من طلعها﴾ بدل منه، كأنه قيل: وكائنة من طلع النخل قنوان، ويجوز أن يكون الخبر محذوفا لدلالة " أخرجنا " عليه، تقديره: ومخرجة من طلع النخل قنوان، والقنوان: جمع قنو كصنوان وصنو ﴿دانية﴾ سهلة المجتنى قريبة التناول، وعن الحسن: قريب بعضها من بعض (12) ﴿وجنت من أعناب﴾ بالنصب عطف (13) على ﴿نبات كل شئ﴾ أي: وأخرجنا به جنات من أعناب، وقرئ: " وجنات " بالرفع (14) على معنى: وحاصلة أو مخرجة من النخل قنوان وجنات من أعناب أي: من نبات أعناب، أو يراد: وثم جنات من أعناب أي: مع النخل ﴿والزيتون﴾ أي: وأخرجنا به الزيتون ﴿والرمان﴾، والأحسن أن يكون نصبهما على الاختصاص (15)، كقوله: ﴿والمقيمين الصلاة﴾ (16) لفضل هذين الصنفين ﴿مشتبها وغير متشبه﴾ يقال: اشتبه الشيئان وتشابها، والافتعال والتفاعل يشتركان كثيرا، وتقديره: والزيتون متشابها وغير متشابه والرمان كذلك، والمعنى: متشابها بعضه وغير متشابه بعضه في القدر واللون والطعم ﴿انظروا إلى ثمره إذا أثمر﴾ أي: أخرج ثمره كيف يخرجه ضئيلا صغيرا ﴿و﴾ انظروا إلى حال ﴿ينعه﴾ أي: نضجه كيف يكون جامعا لمنافع وملاذ نظر اعتبار واستبصار واستدلال على اقتدار مقدره وتدبير مدبره ينقله من حال إلى حال، يقال: ينعت الثمرة ينعا وينعا.
﴿وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنت بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون (100) بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صحبة وخلق كل شئ وهو بكل شئ عليم (101) ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خلق كل شئ فاعبدوه وهو على كل شئ وكيل (102) لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير (103)﴾
﴿وجعلوا لله شركاء﴾ فهما مفعولا " جعل "، و ﴿الجن﴾ بدل من ﴿شركاء﴾ (17)، ويجوز أن يكون ﴿شركاء الجن﴾ مفعولين قدم ثانيهما على الأول، أي: جعلوا الجن شركاء لله (18)، وفائدة تقديم ﴿لله شركاء﴾ استعظام أن يتخذ لله شريكا (19) من كان ملكا أو جنيا أو إنسيا، والمراد بالجن: الملائكة جعلوهم لله أندادا (20)، ونحوه: ﴿وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا﴾ (21)، وقيل: هم الذين قالوا: إن الله خالق الخير وإبليس خالق الشر (22)، ﴿وخلقهم﴾ أي: وخلق الجاعلين لله شركاء، معناه: وعلموا أن الله خالقهم دون الجن ولم يمنعهم علمهم أن يتخذوا من لا يخلق شريكا للخالق، وقيل: الضمير لـ ﴿الجن﴾ (23) ﴿وخرقوا له﴾ أي: واختلقوا لله ﴿بنين وبنت﴾، فإن المشركين قالوا: الملائكة بنات الله، وقال أهل الكتابين: ﴿عزير ابن الله﴾ (24) و ﴿المسيح ابن الله﴾ (25)، يقال: خلق الإفك واختلقه وخرقه واخترقه بمعنى واحد (26)، وقرئ: " وخرقوا " بالتشديد (27) للتكثير ﴿بغير علم﴾ من غير أن يعلموا حقيقة ما قالوه ولكن جهلا منهم بعظمة الله تعالى ﴿بديع السماوات والأرض﴾ خبر مبتدأ محذوف، أي: هو مبدعهما ومنشئهما ابتداء لامن شئ ولا على مثال سبق، ويجوز أن يكون مبتدأ وخبره ﴿أنى يكون له ولد﴾ (28)، وقيل: ﴿بديع السماوات﴾ من إضافة الصفة المشبهة إلى فاعلها كقولك: فلان بديع الشعر، أي: بديع شعره، أو هو بديع في السماوات والأرض كقولك: فلان ثبت الغدر، أي: ثابت فيه، والمعنى: هو عديم النظير والمثل فيهما (29) ﴿أنى يكون له ولد﴾ أي: من أين يكون له ولد ولا يستقيم أن يوصف بالولادة، لأن الولادة من صفات الأجسام وصانع الأجسام ليس بجسم حتى يكون والدا، ولأن الولادة لا تكون إلا بين زوجين ولا يصح أن يكون له صاحبة تزاوجه ﴿وخلق كل شئ وهو بكل شئ عليم﴾ ومن كان بهذه الصفة فهو غني عن كل شئ ﴿ذلكم﴾ إشارة إلى الموصوف بالصفات المتقدمة، وهو مبتدأ وما بعده أخبار مترادفة له، وهي: ﴿الله﴾، ﴿ربكم﴾، ﴿لا إله إلا هو﴾، ﴿خلق كل شئ﴾ أي: ذلكم الجامع لهذه الصفات ﴿فاعبدوه﴾ لأن من استجمعت له هذه الصفات حقت له العبادة ﴿وهو على كل شئ وكيل﴾ أي: حفيظ مدبر، ولكل شئ من الأرزاق والآجال مالك ﴿لا تدركه الابصار﴾ البصر: الجوهر اللطيف الذي به تدرك المبصرات، والمعنى: أنه متعال أن يكون مبصرا في ذاته، فالأبصار لا تدركه، لأنها إنما تدرك ما كان في جهة أصلا أو تابعا كالأجسام والألوان ﴿وهو يدرك الابصار﴾ وهو للطف إدراكه للمدركات يدرك تلك الجواهر اللطيفة التي ركبها الله في حاسة النظر وهي الأبصار ولا يدركها مدرك سواه ﴿وهو اللطيف﴾ يلطف عن أن تدركه الأبصار ﴿الخبير﴾ بكل لطيف، فهو يدرك الأبصار ولا تلطف عن إدراكه، وهذا من باب اللف والنشر، وروي عن الرضا (عليه السلام): أنها الأبصار التي في القلوب (30)، أي: لا يقع عليه الأوهام ولا يدرك كيف هو (31).
﴿قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمى فعليها وما أنا عليكم بحفيظ (104) وكذلك نصرف الآيات وليقولوا درست ولنبينه لقوم يعلمون (105)﴾ البصيرة: البينة والدلالة التي يستبصر بها الشئ على ما هو به، وهي نور القلب كما أن البصر نور العين، أي: ﴿جاءكم﴾ من الوحي والتنبيه على ما يجوز على الله وما لا يجوز ما هو للقلوب كالبصائر ﴿فمن أبصر﴾ الحق وآمن ﴿فلنفسه﴾ أبصر ولها نظر ﴿ومن عمى﴾ عنه فعلى نفسه عمي وإياها ضر ﴿وما أنا عليكم بحفيظ﴾ أحفظ أعمالكم وأجازيكم عليها، إنما أنا منذر والله هو الحفيظ عليكم ﴿وليقولوا﴾ جوابه محذوف تقديره: ﴿وليقولوا درست﴾ نصرفها، ومعنى ﴿درست﴾: قرأت وتعلمت ذلك من اليهود، وقرئ: " دارست " (32) أي: دارست أهل الكتاب وذاكرتهم، و " درست " (33) أي: عفت هذه الآيات، وفي قراءة عبد الله: " درس " (34) أي: درس محمد (صلى الله عليه وآله) ﴿ولنبينه﴾ الفرق بين هذا اللام واللام في ﴿ليقولوا﴾ أن هذا حقيقة وذاك مجاز، وذلك لأن الآيات صرفت للتبيين ولم تصرف ليقولوا دارست، ولكن لما حصل هذا القول بتصريف الآيات كما حصل التبيين شبه به، والضمير في ﴿لنبينه﴾ للآيات لأنها في معنى القرآن، أو يعود إلى القرآن وإن لم يجر له ذكر لكونه معلوما، أو إلى الكتاب المقدر في قوله: " درست " و " دارست ".
﴿اتبع ما أوحي إليك من ربك لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين (106) ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلنك عليهم حفيظا وما أنت عليهم بوكيل (107) ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون (108)﴾
﴿لا إله إلا هو﴾ اعتراض أكد به إيجاب اتباع الوحي ﴿وأعرض عن المشركين﴾ أي: لا تخالطهم ولا تلاطفهم ﴿ولو شاء الله﴾ لاضطرهم إلى الإيمان قسرا وإجبارا ﴿ولا تسبوا﴾ آلهة ﴿الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا﴾ أي: ظلما وعدوانا، كان المسلمون يسبون آلهتهم فنهوا لئلا يكون سبهم سببا لسب الله.
وفيه دلالة على أن النهي عن المنكر الذي هو من أجل الطاعات إذا علم أنه يؤدي إلى زيادة الشر ينقلب معصية فصار النهي عن ذلك النهي (35) من جملة الواجبات ﴿بغير علم﴾ أي: على جهالة بالله ﴿كذلك زينا﴾ أي: مثل ذلك التزيين زينا ﴿لكل أمة﴾ من أمم الكفار ﴿عملهم﴾ أي: خليناهم وما عملوا ولم نمنعهم حتى حسن عندهم عملهم السيئ ﴿فينبئهم﴾ فيوبخهم عليه ويعاتبهم ويعاقبهم.
﴿وأقسموا بالله جهد أيمنهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون (109) ونقلب أفئدتهم وأبصرهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون (110)﴾ أي: حلفوا ﴿بالله﴾ مجدين مجتهدين ﴿لئن جاءتهم آية﴾ من الآيات التي اقترحوها ﴿ليؤمنن بها﴾، ﴿قل إنما الآيات عند الله﴾ وهو قادر عليها ولكنه لا ينزلها إلا على مقتضى الحكمة، أو إنما الآيات عند الله لا عندي فكيف آتيكم بها (36) ﴿وما يشعركم﴾ أي: وما يدريكم أن الآية التي يقترحونها ﴿إذا جاءت لا يؤمنون﴾ بها، يعني: أنا أعلم أنها إذا جاءت لا يؤمنون بها وأنتم لا تدرون بذلك، وذلك أن المؤمنين كانوا يطمعون في إيمانهم عند مجئ تلك الآية ويتمنون مجيئها، فأخبرهم سبحانه أنهم لا يدرون ما سبق علمه به من أنهم لا يؤمنون بها ألا ترى إلى قوله: ﴿كما لم يؤمنوا به أول مرة﴾، وقيل: إن ﴿أنها﴾ بمعنى " لعلها " من قول العرب: إئت السوق أنك تشتري لحما، أي: لعلك (37)، ويقويها قراءة أبي: " لعلها إذا جاءتهم لا يؤمنون " (38)، وقرئ: " إنها " بالكسر (39) على أن الكلام قد تم قبله، والمعنى: وما يشعركم ما يكون منهم، ثم أخبرهم بعلمه فيهم فقال: إنها إذا جاءت لا يؤمنون بها البتة، ومنهم من جعل " لا " مزيدة في قراءة الفتح (40) ﴿ونقلب أفدتهم... ونذرهم﴾ عطف على ﴿لا يؤمنون﴾ داخل في حكم ﴿وما يشعركم﴾ بمعنى: وما يشعركم أنهم لا يؤمنون ﴿و﴾ ما يشعركم أنا ﴿نقلب أفدتهم وأبصرهم﴾ أي: نطبع على قلوبهم وأبصارهم فلا يفقهون ولا يبصرون الحق كما كانوا عند نزول آياتنا أولا لا يؤمنون بها لكونهم مطبوعا على قلوبهم ﴿و﴾ ما يشعركم أنا ﴿نذرهم في طغيانهم﴾ أي: نخليهم وشأنهم لا نكفهم عن الطغيان حتى يعمهوا فيه.
﴿ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شئ قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون (111) وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون (112) ولتصغى إليه أفدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون (113)﴾
﴿ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة﴾ يشهدون لنبينا بالرسالة، وأحيينا ﴿الموتى﴾ حتى شهدوا له، وهذا كقولهم: ﴿لولا أنزل علينا الملائكة﴾ (41) ﴿فأتوا بآبائنا﴾ (42) ﴿وحشرنا عليهم كل شئ﴾ كقولهم: ﴿أو تأتى بالله والملائكة قبيلا﴾ (43)، ومعنى قوله: ﴿قبلا﴾ كفلاء (44) بصحة ما بشرنا به وأنذرنا، أو جماعات (45)، أو مقابلة (46)، وقرئ: " قبلا " (47) أي: عيانا (48) ﴿إلا أن يشاء الله﴾ مشية إكراه وقسر ﴿ولكن أكثرهم يجهلون﴾ فيقسمون بالله جهد أيمانهم على ما لا يشعرون من حال قلوبهم عند نزول الآيات، أو ولكن أكثر المسلمين يجهلون أن هؤلاء لا يؤمنون طوعا ولو أتوا بكل آية ﴿وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا﴾ وكما خلينا بينك وبين أعدائك كذلك فعلنا بمن قبلك من الأنبياء وأعدائهم لم نمنعهم عن العداوة لما فيه من الامتحان الذي هو سبب ظهور الثبات والصبر وكثرة الثواب والأجر، و ﴿شياطين﴾ بدل من ﴿عدوا﴾، أو هما مفعولا ﴿جعلنا﴾ (49)، و ﴿يوحى بعضهم إلى بعض﴾ يوسوس شياطين الجن إلى شياطين الإنس، وبعض الجن إلى بعض، وبعض الإنس إلى بعض ﴿زخرف القول﴾ ما يزينه من القول والإغراء على المعاصي ويموهه ﴿غرورا﴾ أخذا على غرة وخدعا ﴿ولو شاء ربك ما فعلوه﴾ أي: ما عادوك أو ما أوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول بأن يكفهم عنه اضطرارا ﴿ولتصغى﴾ جوابه محذوف تقديره: وليكون ذلك الإصغاء ﴿جعلنا لكل نبي عدوا﴾ على أن اللام لام الصيرورة، والضمير في ﴿إليه﴾ وفي ﴿فعلوه﴾ واحد، أي: وليميل إلى ما ذكر من عداوة الأنبياء ووسوسة الشياطين ﴿أفدة﴾ الكفار ﴿وليرضوه﴾ لأنفسهم ﴿وليقترفوا ما هم مقترفون﴾ من الآثام.
﴿أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين (114) وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلمته وهو السميع العليم (115)﴾
أي: أأطلب غير الله حاكما يحكم بيني وبينكم، ويميز المحق منا من المبطل ﴿وهو الذي أنزل إليكم الكتاب﴾ المعجز ﴿مفصلا﴾ مبينا فيه الحلال والحرام والكفر والإيمان، والشهادة لي بالصدق وعليكم بالافتراء ﴿والذين آتيناهم الكتاب﴾ يعني: التوراة والإنجيل ﴿يعلمون﴾ أن القرآن ﴿منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين﴾ هو من باب التهييج والإلهاب كقوله: ﴿ولا تكونن من المشركين﴾ (50)، أو فلا تشكن في أن أهل الكتاب يعلمون أنه منزل بالحق وإن جحده أكثرهم، ويجوز أن يكون ﴿فلا تكونن﴾ خطابا لكل أحد (51)، على معنى أنه إذا تظاهرت الحجج على صحته فلا ينبغي أن يمتري فيه أحد ﴿وتمت كلمت ربك﴾ أي: حجة ربك وأمره ونهيه ووعده ووعيده ﴿صدقا وعدلا﴾، وقيل: هي القرآن (52) ﴿لا مبدل لكلمته﴾ أي: لا أحد يبدل شيئا من ذلك بما هو أصدق وأعدل ﴿صدقا وعدلا﴾ نصب على الحال، وقرئ: " كلمات ربك " (53).
﴿وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون (116) إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين (117)﴾ أي: ﴿وإن تطع أكثر﴾ الناس أضلوك، لأن الأكثر في الغالب يتبعون الأهواء، ثم قال: ﴿إن يتبعون إلا الظن﴾ وهو ظنهم أن آباءهم كانوا محقين فهم يقلدونهم، وفيه: أنه لا عبرة في معرفة الحق بالكثرة وإنما الاعتبار بالحجة (54)، و ﴿يخرصون﴾ يقدرون أنهم على شئ أو يكذبون ﴿من يضل﴾ يجوز أن يكون استفهاما فيكون تعليقا (55)، ويجوز أن يكون منصوبا بفعل مضمر يدل عليه قوله: ﴿أعلم﴾ لأن " أفعل من كذا " لا يتعدى إلى المفعول به (56)، ويجوز أن يكون على حذف الباء ليقابل قوله: ﴿وهو أعلم بالمهتدين﴾ (57).
﴿فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين (118) ومالكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم إن ربك هو أعلم بالمعتدين (119) وذروا ظهر الاثم وباطنه إن الذين يكسبون الاثم سيجزون بما كانوا يقترفون (120)﴾
﴿فكلوا﴾ مسبب عن إنكار اتباع المضلين الذين يحلون الحرام ويحرمون الحلال، وذلك أنهم قالوا للمسلمين: أتأكلون ما قتلتم أنتم ولا تأكلون ما قتل ربكم ؟! فقيل: ﴿فكلوا مما ذكر اسم الله عليه﴾ خاصة دون ما ذكر عليه اسم غيره أو مات حتف أنفه، وما ذكر اسم الله عليه هو المذكى ببسم الله ﴿ومالكم ألا تأكلوا﴾ وأي شئ عرض لكم في أن لا تأكلوا وقد فصل لكم ما حرم عليكم مما لم يحرم على لسان الرسول، وقرئ: ﴿فصل لكم ما حرم عليكم﴾ على البناء للفاعل وهو الله عز وجل ﴿إلا ما اضطررتم إليه﴾ مما حرم عليكم فإنه يحل لكم في حال الضرورة ﴿وإن كثيرا ليضلون﴾ فيحرمون ويحللون ﴿بأهوائهم﴾ وشهواتهم، ومن قرأ بالضم أراد يضلون أشياعهم ﴿بغير علم﴾ بغير تعلق بشرع ﴿وذروا ظهر الاثم وباطنه﴾ أي: ما أعلنتم منه وما أسررتم (58)، وقيل: ما عملتم بجوارحكم وما نويتم بقلوبكم (59)، وقيل: الظاهر الزنا والباطن اتخاذ الأخدان (60)، و ﴿يكسبون الاثم﴾ يرتكبون القبيح، والاقتراف: الاكتساب.
﴿ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشيطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون (121) أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشى به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون (122)﴾ ﴿وإنه لفسق﴾ الضمير يرجع إلى مصدر الفعل، أي: وإن الأكل منه لفسق (61)، أو إلى ﴿ما لم يذكر اسم الله عليه﴾ على: وإن أكله لفسق (62) وفيه دلالة على تحريم ذبائح أهل الكتاب أيضا، لأنه لا يصح منهم القصد إلى ذكر اسم الله تعالى (63)، وأما المسلم فإذا لم يسم الله تعالى متعمدا لم تحل ذبيحته، وإذا كان ناسيا حل أكلها (64) ﴿وإن الشيطين ليوحون﴾ أي: يوسوسون ﴿إلى أوليائهم﴾ من المشركين ﴿ليجادلوكم﴾ بقولهم: ولا تأكلون مما قتله الله ﴿وإن أطعتموهم إنكم لمشركون﴾ لأن من اتبع غير الله في دينه فقد أشرك به، ثم مثل سبحانه من هداه بعد الضلالة ب? ﴿من كان ميتا﴾ فأحياه وجعل ﴿له نورا﴾ يستضئ به بين ﴿الناس﴾، ومن بقي على الضلالة بالخابط في الظلمات لا يخرج منها، وقوله: ﴿كمن مثله﴾ معناه: كمن صفته هذه وهي قوله: ﴿في الظلمات ليس بخارج منها﴾ بمعنى: هو في الظلمات ليس بخارج، كقوله: ﴿مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهر﴾ (65) أي: صفتها هذه وهي قوله: ﴿فيها أنهر﴾، ﴿كذلك زين للكافرين﴾ عن الحسن: زينه - والله - لهم الشيطان وأنفسهم (66).
﴿وكذلك جعلنا في كل قرية أكبر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون (123) وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله الله أعلم حيث يجعل رسالته سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله وعذاب شديد بما كانوا يمكرون (124)﴾
المعنى: خليناهم وشأنهم ﴿ليمكروا فيها﴾ ولم نكفهم عن المكر، وخص الأكابر لأنهم الحاملون على الضلال والماكرون بالناس، وهو كقوله: ﴿أمرنا مترفيها﴾ (67) تقول: هو أكبر قومه، وهم أكابر قومهم ﴿وما يمكرون إلا بأنفسهم﴾ لأن مكرهم يحيق بهم (68)، روي: أن أبا جهل قال: زاحمنا بني عبد مناف في الشرف، حتى إذا صرنا كفرسي رهان قالوا: منا نبي يوحى إليه، والله لا نرضى به ولا نتبعه أبدا إلا أن يأتينا وحي كما يأتيه فنزلت (69).
ونحوها قوله: ﴿بل يريد كل امرى منهم أن يؤتى صحفا منشرة﴾ (70)، ﴿الله أعلم﴾ كلام مستأنف للإنكار عليهم، أي: إن الله لا يصطفي للرسالة إلا من علم أنه يصلح لها وهو أعلم بموضعها ﴿سيصيب﴾ أكابر الذين أجرموا ﴿صغار﴾ وقمأة (71) بعد كبرهم وعظمهم ﴿وعذاب شديد﴾ في الدارين.
﴿فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون (125)﴾ ﴿فمن يرد الله أن يهديه﴾ أي: يلطف به ويوفقه، ولا يفعل ذلك إلا بمن يعلم أن له لطفا ﴿يشرح صدره للاسلام﴾ بأن يثبت عزمه عليه ويقوي دواعيه على التمسك به، لطفا له بذلك ومنا عليه حتى يحب الدخول فيه وتسكن نفسه إليه ﴿ومن يرد أن يضله﴾ أي: يخذله ويخليه وشأنه وهو الذي لا لطف له ﴿يجعل صدره ضيقا حرجا﴾ بأن يمنعه ألطافه حتى يقسو قلبه وينبو من قبول الحق، وينسد فلا يدخله الإيمان، وقرئ: ﴿حرجا﴾ بفتح الراء وكسرها (72)، فالفتح على الوصف بالمصدر ﴿كأنما يصعد في السماء﴾ أي: يتصعد في السماء، أي: كأنما يزاول أمرا غير ممكن، لأن صعود السماء مثل فيما يبعد من الاستطاعة وتضيق عنه المقدرة، وقرئ: " يصاعد " (73) أي: يتصاعد ﴿كذلك يجعل الله الرجس﴾ أي: الخذلان ومنع التوفيق (74)، وصفه بنقيض ما يوصف به التوفيق من الطيب، أو أراد الفعل الذي يؤدي إلى الرجس وهو العذاب (75).
﴿وهذا صرا ط ربك مستقيما قد فصلنا الآيات لقوم يذكرون (126) لهم دار السلم عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون (127) ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس وقال أولياؤهم من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خلدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم (128)﴾ ﴿وهذا﴾ طريق ﴿ربك﴾ وعادته في التوفيق والخذلان ﴿مستقيما﴾ عادلا مطردا لا اعوجاج فيه، وانتصب على أنه حال مؤكدة نحو قوله: ﴿وهو الحق مصدقا﴾ (76)، ﴿لهم دار السلم﴾ أي: للذين تذكروا وعرفوا الحق دار الله يعني الجنة (77)، أضافها إلى نفسه تعظيما لها، أو دار السلامة من كل آفة وبلية (78) ﴿عند ربهم﴾ أي: هي مضمونة لهم عند ربهم يوصلهم إليها لا محالة، كما تقول: لفلان عندي حق لا ينسى ﴿وهو وليهم﴾ مواليهم ومحبهم ﴿بما كانوا يعملون﴾ أي: بسبب أعمالهم، أو متوليهم بجزاء ما كانوا يعملون، " ويوم نحشرهم " (79) منصوب بمحذوف، أي: واذكر يوم نحشرهم، أو يوم نحشرهم ﴿جميعا﴾ قلنا: ﴿يا معشر الجن﴾، أو يوم نحشرهم وقلنا: ﴿يا معشر الجن﴾ كان ما لا يوصف لفظاعته، والجن هم الشياطين ﴿قد استكثرتم من الانس﴾ أضللتم منهم كثيرا كما يقال: استكثر فلان من الأشياع ﴿وقال أولياؤهم من الانس﴾ الذين اتبعوهم وأطاعوهم: ﴿ربنا استمتع بعضنا ببعض﴾ أي: انتفع الإنس بالشياطين حيث دلوهم على الشهوات وما يوصل إليها، وانتفع الجن بالإنس حيث أطاعوهم ﴿وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا﴾ يعنون يوم البعث ﴿قال﴾ الله تعالى لهم: ﴿النار مثواكم﴾ أي: مقامكم ﴿خلدين فيها﴾ مؤبدين ﴿إلا ما شاء الله﴾ من أوقات حشرهم من قبورهم ومقدار مدتهم في محاسبتهم (80)، وقيل: إن الاستثناء لغير الكفار من عصاة المسلمين فإنهم في مشية الله إن شاء سبحانه عذبهم وإن شاء عفا عنهم، أو لمن آمن من الكفار (81).
﴿وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون (129) يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كفرين (130)﴾ أي: ﴿و﴾ مثل ذلك ﴿نولي بعض الظالمين بعضا﴾ نخليهم حتى يتولى بعضهم بعضا كما فعل الشياطين وغواة الإنس ﴿بما كانوا يكسبون﴾ أي: بسبب ما كسبوا من الكفر والمعاصي ﴿ألم يأتكم رسل منكم﴾ اختلف في أن الجن هل بعث إليهم رسل منهم؟فقال بعضهم: بعث إليهم رسول من جنسهم (82)، وتعلق بظاهر هذه الآية، وقال الآخرون: الرسل من الإنس خاصة (83)، وإنما قيل: ﴿رسل منكم﴾ لأنه لما جمع الثقلان في الخطاب صح ذلك وإن كان من أحدهما، كقوله: ﴿يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان﴾ (84) وإن كان اللؤلؤ يخرج من الملح دون العذب، وعن ابن عباس: إنما بعث الرسول من الإنس، ثم كان هو يرسل إلى الجن رسولا منهم (85) ﴿يقصون﴾ أي: يتلون ﴿عليكم﴾ حججي ودلائلي ويخوفونكم ﴿لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا﴾ هذا حكاية لتصديقهم وإيجابهم قوله، وإقرارهم بأن حجة الله لازمة لهم.
﴿ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غفلون (131) ولكل درجت مما عملوا وما ربك بغفل عما يعملون (132) وربك الغنى ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين (133) إن ما توعدون لات وما أنتم بمعجزين (134) قل يقوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من تكون له عقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون (135)﴾ ﴿ذلك﴾ إشارة إلى ما تقدم من بعثه الرسل إليهم، وتقديره: الأمر ذلك ﴿أن لم يكن ربك﴾ تعليل، أي: الأمر ما قصصنا عليك لانتفاء كون ربك ﴿مهلك القرى بظلم﴾ أي: بسبب ظلم أقدموا عليه (86)، أو ظالما على معنى: أنه لو أهلكهم من غير تنبيه برسول وكتاب لكان ظالما وهو متعال عن الظلم (87) ﴿ولكل﴾ من المكلفين ﴿درجت مما عملوا﴾ أي: مراتب من أعمالهم على حسب ما يستحقونه، وقيل: أراد درجات ودركات من جزاء أعمالهم فغلب منازل أهل الجنة (88) ﴿وما ربك بغفل﴾ أي: بساه ﴿عما يعملون﴾ فلا يخفى عليه مقاديره وما يستحق عليه ﴿وربك الغنى﴾ عن عباده وعن عبادتهم ﴿ذو الرحمة﴾ يترحم عليهم بالتكليف ليعرضهم للمنافع العظيمة التي لا يحسن إيصالهم إليها إلا بالاستحقاق لاقترانها بالتعظيم والإجلال ﴿إن يشأ يذهبكم﴾ أيها العصاة ﴿ويستخلف من بعدكم ما يشاء﴾ أي: وينشئ من بعد إهلاككم وإذهابكم خلقا غيركم يطيعونه يكونون خلفا لكم ﴿كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين﴾ تقدموكم ﴿إن ما توعدون﴾ من الحشر والثواب والعقاب وتفاوت أهل الجنة والنار في الدرجات والدركات ﴿لات﴾ لا محالة ﴿وما أنتم﴾ بخارجين من ملكه ﴿اعملوا على مكانتكم﴾ المكانة تكون مصدرا لـ " مكن ": إذا تمكن أبلغ التمكن، ويكون بمعنى المكان يقال: مكان ومكانة ومقام ومقامة، أي: اعملوا على تمكنكم من أمركم وأقصى استطاعتكم وإمكانكم (89)، أو اعملوا على حالكم التي أنتم عليها (90) ﴿إني عامل﴾ على مكانتي التي أنا عليها، والمعنى: أثبتوا على كفركم وعداوتكم فإني ثابت على الإسلام وعلى مصابرتكم ﴿فسوف تعلمون﴾ أينا تكون له العاقبة المحمودة، وهذا نحو قوله: ﴿اعملوا ما شئتم﴾ (91) في أنه على طريق التهديد والتسجيل على المأمور بأنه لا يأتي منه إلا الشر، فكأنه واجب عليه وهو مأمور به ليس له أن يعمل بخلافه ﴿من تكون له عقبة الدار﴾ إن كان بمعنى " أي " فمحله الرفع ويكون تعليقا، وإن كان بمعنى " الذي " فمحله النصب (92)، و ﴿عقبة الدار﴾ العاقبة: الحسنى التي خلق الله هذه الدار لها، وهو وعيد.
﴿وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والانعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون (136)﴾ يعني: كفار مكة وأسلافهم، كانوا يعينون أشياء ﴿من الحرث والانعام﴾ لله وأشياء منهما لآلهتهم، فإذا رأوا ما جعلوه لله ناميا زاكيا رجعوا فجعلوه للآلهة، وإذا زكا ما جعلوه للآلهة تركوه لها، واعتلوا لذلك بأن الله غني (93)، وقوله: ﴿مما ذرأ﴾ فيه أن الله هو الذي ذرأه وزكاه، فكان أولى بأن يجعل له الزاكي، وقرئ: " بزعمهم " بضم الزاي (94) وفتحها، أي: زعموا أنه لله والله لم يأمرهم بذلك، وسمي الأوثان شركاءهم لأنهم أشركوهم في أموالهم وفي أنعامهم ﴿ساء ما يحكمون﴾ في إيثار آلهتهم على الله سبحانه، وعملهم على ما لم يشرع لهم.
﴿وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولدهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترون (137) وقالوا هذه أنعم وحرث حجر لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم وأنعم حرمت ظهورها وأنعم لا يذكرون اسم الله عليها افتراء عليه سيجزيهم بما كانوا يفترون (138)﴾ أي: ومثل ذلك التزيين الذي هو تزيين الشرك في قسمة القربات بين الله وآلهتهم ﴿زين﴾ لهم ﴿شركاؤهم﴾ من الشياطين (95)، أو من سدنة الأصنام (96) ﴿قتل أولدهم﴾ بالوأد خيفة العيلة أو العار، وقرئ: " زين " على البناء للمفعول الذي هو قتل " أولادهم " بالنصب " شركائهم " بالجر على إضافة " قتل " إلى " شركائهم " (97) والفصل بينهما بغير الظرف كما جاء في الشعر: فزججتها بمزجة * زج القلوص أبي مزاده (98)
والتقدير: زين لهم أن قتل شركاؤهم أولادهم ﴿ليردوهم﴾ أي: ليهلكوهم بالإغواء ﴿وليلبسوا عليهم دينهم﴾ وليخلطوه عليهم ويشبهوه، ودينهم هو ما كانوا عليه من دين إسماعيل، وقيل: دينهم الذي كان يجب أن يكونوا عليه (99) ﴿ولو شاء الله﴾ مشية قسر ﴿ما فعلوه﴾ أي: ما فعل المشركون ما زين لهم من القتل ﴿فذرهم وما يفترون﴾ أي: وافتراءهم أو ما يفترونه من الإفك ﴿حجر﴾ فعل بمعنى مفعول كالذبح والطحن بمعنى المذبوح والمطحون، ويستوي فيه الواحد والجمع والمذكر والمؤنث لأن حكمه حكم الأسماء غير الصفات (100)، وعن ابن مسعود وأبي: " حرج " (101) وهو من التضييق، وكانوا إذا عينوا شيئا من حرثهم وأنعامهم لآلهتهم قالوا: ﴿لا يطعمها إلا من نشاء﴾ يعنون خدم الأصنام والرجال دون النساء ﴿بزعمهم﴾ من غير حجة لهم فيه ﴿وأنعم حرمت ظهورها﴾ هي البحائر والسوائب والحوامي ﴿وأنعم لا يذكرون اسم الله عليها﴾ في الذبح والنحر وإنما يذكرون عليها أسماء الأصنام، وقيل: لا يحجون عليها ولا يلبون على ظهورها (102)، والمعنى: أنهم قسموا أنعامهم فقالوا: هذه أنعام حجر وهذه أنعام محرمة الظهور وهذه أنعام لا يذكر عليها اسم الله، فجعلوها أجناسا بدعواهم الباطلة، ونسبوا ذلك التقسيم إلى الله ﴿افتراء عليه﴾ أي: فعلوا ذلك كله على جهة الافتراء، فهو مفعول له أو حال (103).
﴿وقالوا ما في بطون هذه الانعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا وإن يكن ميتة فهم فيه شركاء سيجزيهم وصفهم إنه حكيم عليم (139) قد خسر الذين قتلوا أولدهم سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين (140)﴾ كانوا يقولون في أجنة البحائر والسوائب: إن ما ولد منها حيا فهو خالص للذكور وما ولد منها ميتا اشترك فيه الذكور والإناث، وأنث ﴿خالصة﴾ للحمل على المعنى، لأن ﴿ما﴾ في معنى الأجنة، وذكر ﴿محرم﴾ للحمل على اللفظ (104)، ويجوز أن يكون التاء للمبالغة كالتاء في " راوية الشعر " (105)، وأن يكون مصدرا وقع موقع الخالص كالعافية أي: ذو خالصة، ويدل عليه قراءة من قرأ: " خالصة " بالنصب (106) على أن قوله: ﴿لذكورنا﴾ هو الخبر و " خالصة " مصدر مؤكد ﴿وإن يكن ميتة﴾ وإن يكن ما في بطونها ميتة، وقرئ: " وإن تكن " (107) على: وإن تكن الأجنة ميتة، وقرئ: " وإن تكن " بالتأنيث " ميتة " بالرفع (108) على " كان " التامة، وذكر الضمير في قوله: ﴿فهم فيه شركاء﴾ لأن الميتة لكل ميت ذكرا أو أنثى، فكأنه قيل: وإن يكن ميت فهم فيه شركاء ﴿سيجزيهم وصفهم﴾ أي: جزاء وصفهم الكذب على الله في التحليل والتحريم من قوله: ﴿وتصف ألسنتهم الكذب﴾ (109) ﴿هذا حلل وهذا حرام﴾ (110)، ﴿سفها بغير علم﴾ أي: جهلا وخفة حلم وذهابا عن الصواب، جهلوا أن الله هو رازق أولادهم لأهم، وقرئ: " قتلوا " بالتشديد (111) ﴿وحرموا ما رزقهم﴾ من البحائر والسوائب وغيرهما.
﴿وهو الذي أنشأ جنت معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشبها وغير متشبه كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين (141)﴾ ثم ذكر سبحانه إنشاءه الأشياء فقال: ﴿وهو الذي أنشأ جنت﴾ من الكروم ﴿معروشات﴾ مسموكات مرفوعات بالدعائم ﴿وغير معروشات﴾ متروكات على وجه الأرض لم تعرش ﴿والنخل والزرع﴾ أي: وأنشأ النخل والزرع ﴿مختلفا أكله﴾ في اللون والطعم والحجم والرائحة وهو ثمره الذي يؤكل، والضمير للنخل، والزرع داخل في حكمه لكونه معطوفا عليه، و ﴿مختلفا﴾ حال مقدرة، لأنه لم يكن وقت الإنشاء كذلك ﴿و﴾ أنشأ ﴿الزيتون والرمان متشبها﴾ في الطعم واللون والحجم ﴿وغير متشبه﴾ فيها، وإنما قال: ﴿إذا أثمر﴾ ليعلم أن وقت إباحة الأكل ﴿من ثمره﴾ وقت الاطلاع (112)، ولا يتوهم أنه غير مباح أكله قبل وقت الإيناع ﴿وآتوا حقه يوم حصاده﴾ وهو ما تيسر إعطاؤه المساكين من الضغث (113) بعد الضغث والحفنة (114) بعد الحفنة وهو المروي عنهم (عليهم السلام) (115)، وقيل: إنه الزكاة: العشر أو نصف العشر (116)، أي: لا تؤخروه عن أول وقت يمكن فيه الإيتاء ﴿ولا تسرفوا﴾ بأن تتصدقوا بالجميع ولا تبقوا للعيال شيئا.
﴿ومن الانعام حمولة وفرشا كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين (142) ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين قل ءآلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين نبئوني بعلم إن كنتم صادقين (143) ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين قل ءآلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين أم كنتم شهداء إذ وصيكم الله بهذا فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدى القوم الظالمين (144)﴾
عطف ﴿حمولة وفرشا﴾ على ﴿جنت﴾ أي: ﴿و﴾ أنشأ ﴿من الانعام﴾ ما تحمل عليه الأثقال وما يفرش للذبح، أو ينسج من وبره وصوفه وشعره الفرش (117)، وقيل: الحمولة: الكبار التي تصلح للحمل، والفرش: الصغار لدنوها من الأرض فهي كالفرش المفروش عليها (118) ﴿ثمانية أزواج﴾ بدل من ﴿حمولة وفرشا﴾، ﴿اثنين﴾ أي: زوجين اثنين، يريد الذكر والأنثى كالكبش والنعجة (119) والتيس (120) والعنز (121) والجمل والناقة والثور والبقرة، فإن الواحد يسمى فردا إذا كان وحده وإذا كان معه غيره من جنسه فهما زوجان، يدل عليه قوله: ﴿خلق الزوجين الذكر والأنثى﴾ (122) وقوله: ﴿ثمانية أزواج﴾ ثم فسرها بقوله: ﴿من الضأن اثنين ومن المعز اثنين﴾ و ﴿من الإبل اثنين ومن البقر اثنين﴾، والضأن والمعز جمع ضائن وماعز، والهمزة في ﴿ءآلذكرين﴾ للإنكار، والمراد ب? " الذكرين " الذكر من الضأن ومن المعز وب? ﴿الأنثيين﴾ الأنثى من الضأن ومن المعز، والمعنى: إنكار أن يحرم الله من جنسي الغنم: ضأنها ومعزها شيئا من نوعي ذكورها وإناثها، ولا مما تحمل إناث الجنسين، وكذلك القول في ﴿ءآلذكرين﴾ من جنسي الإبل والبقر و ﴿الأنثيين﴾ منهما وما تحمل إناثهما، وذلك أنهم كانوا يحرمون ذكور الأنعام تارة، وإناثها تارة، وأولادها كيفما كانت ذكرا (123) أو إناثا أو مختلطة تارة، وكانوا يقولون: قد حرمها الله، فأنكر ذلك عليهم ﴿نبئوني بعلم﴾ أخبروني بأمر معلوم من جهة الله يدل على تحريم ما حرمتم ﴿إن كنتم صادقين﴾ في أن الله حرمه ﴿أم كنتم شهداء﴾ بل أكنتم شهداء حين أمركم ربكم بهذا التحريم ؟! ومعناه: أعرفتم توصية الله به مشاهدين، لأنكم لا تؤمنون بالرسل وتقولون: إن الله حرم هذا الذي تحرمونه ؟! ﴿فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا﴾ فنسب إليه تحريم ما لم يحرم ﴿ليضل الناس﴾ وهو عمرو بن لحي بن قمعة الذي بحر البحائر وسيب السوائب، فقوله: ﴿وهو الذي أنشأ جنت﴾ تمامه عند قوله: ﴿وصيكم الله بهذا﴾، وقوله: ﴿كلوا من ثمره﴾ إلى قوله: ﴿المسرفين﴾ اعتراض، وكذلك قوله: ﴿كلوا مما رزقكم الله﴾ و ﴿نبئوني بعلم﴾ إلى تمام الآيتين، والاعتراضات لتأكيد التحليل والاحتجاج على من ذهب إلى التحريم.
﴿قل لا أجد في ما أوحى إلى محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولاعاد فإن ربك غفور رحيم (145)﴾ ثم أخذ في بيان المحرمات، وقوله: ﴿في ما أوحى إلى﴾ إيذان بأن التحريم إنما يثبت بوحي من الله لا بما تهواه النفوس ﴿محرما﴾ أي: طعاما محرما من المطاعم التي حرمتموها ﴿إلا أن يكون ميتة﴾ أي: إلا أن يكون الشئ المحرم ميتة ﴿أو دما مسفوحا﴾ مصبوبا سائلا كالدم في العروق لا كالكبد أو المختلط باللحم لا يمكن تخليصه منه ﴿أو لحم خنزير فإنه رجس﴾ أي: نجس ﴿أو فسقا﴾ عطف على المنصوب قبله و ﴿أهل﴾ صفة له ﴿فمن اضطر﴾ فمن دعته الضرورة إلى أكل شئ من هذه المحرمات ﴿غير باغ﴾ على مضطر مثله ﴿ولاعاد﴾ أي: متجاوز قدر حاجته من تناوله.
﴿وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون (146) فإن كذبوك فقل ربكم ذو رحمة وا سعة ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين (147)﴾ ذو الظفر: كل ماله إصبع من دابة أو طائر ﴿ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما﴾ هو كقولك: من زيد أخذت ماله، تريد بالإضافة زيادة الربط، والمعنى: أنه حرم عليهم لحم كل ذي ظفر وشحمه وكل شئ منه، ولم يحرم عليهم من البقر والغنم إلا الشحوم الخاصة وهي الثروب (124) وشحوم الكلى، وقوله: ﴿إلا ما حملت ظهورهما﴾ معناه: إلا ما اشتمل على الظهور والجنوب ﴿أو سورة الأنعام / 146 - 148 الحوايا﴾ أو ما اشتمل على الأمعاء ﴿أو ما اختلط بعظم﴾ وهو شحم الألية ﴿ذلك﴾ الجزاء ﴿جزيناهم ببغيهم﴾ بسبب ظلمهم ﴿وإنا لصادقون﴾ فيما أوعدنا به العصاة، وفي الإخبار عن بغيهم ﴿فإن كذبوك﴾ فيما تقول ﴿فقل ربكم ذو رحمة وا سعة﴾ لا يعجل بالعقوبة، ولا يدفع عذابه إذا جاء وقته.
﴿سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شئ كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون (148) قل فلله الحجة البلغة فلو شاء لهديكم أجمعين (149) قل هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا فإن شهدوا فلا تشهد معهم ولا تتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا والذين لا يؤمنون بالآخرة وهم بربهم يعدلون (150)﴾ هذا إخبار بما سوف يقولونه، ثم لما قالوه قال: ﴿وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم﴾ (125) زعموا أن شركهم وشرك آبائهم وتحريمهم ما حرموه بمشيئة الله تعالى وإرادته، ولولا أنه شاء ذلك لم يكن شئ منه، وهذا مذهب المجبرة بعينه ﴿كذلك﴾ جاء (126) ﴿الذين من قبلهم﴾ بالتكذيب المطلق، لأن الله سبحانه ركب في العقول ما دل على علمه بالقبائح، وبغناه عنها وبراءته عن مشيئة القبائح وإرادتها، وأخبر أنبياءه بذلك، فمن علق وجود الكفر بمشيئته فقد كذب التكذيب كله وهو تكذيب الله وكتبه ورسله، ونبذ أدلة العقل والسمع وراء ظهره ﴿كذلك﴾ أي: مثل ذلك التكذيب الذي صدر من هؤلاء ﴿كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا﴾ حتى أنزلنا عليهم العذاب بتكذيبهم ﴿قل هل عندكم من علم﴾ من أمر معلوم يصح الاحتجاج به فيما قلتم ﴿فتخرجوه لنا﴾ وهذا من التهكم والشهادة بأن مثل قولهم محال أن يكون له حجة ﴿إن تتبعون﴾ أي: ما تتبعون في قولكم هذا ﴿إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون﴾ تقدرون أن الأمر كما تزعمون، أو تكذبون ﴿قل فلله الحجة البلغة﴾ أي: فإن كان الأمر كما زعمتم أن ما أنتم عليه بمشيئة الله فلله الحجة البالغة عليكم على قود مذهبكم، فإنه يقتضي أن تعلقوا دين من يخالفكم أيضا بمشيئة الله ﴿فلو شاء لهديكم أجمعين﴾ منكم ومن مخالفيكم (127) في الدين، فينبغي أن توالوهم ولا تعادوهم لأن المشيئة تجمع بين ما أنتم عليه وما هم عليه ﴿هلم﴾ يستوي فيه الواحد والجمع والمذكر والمؤنث، وبنو تميم تؤنث وتجمع (128)، والمعنى: هاتوا ﴿شهداءكم الذين يشهدون﴾ بصحة ما تدعونه من ﴿أن الله حرم هذا فإن شهدوا فلا تشهد معهم﴾ أي: لا تسلم لهم ما شهدوا به ولا تصدقهم، لأنه إذا سلم لهم فكأنه شهد مثل شهادتهم وكان واحدا منهم.
﴿قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولدكم من إملق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون (151)﴾ ﴿ما حرم﴾ منصوب ب? ﴿أتل﴾ بمعنى: أتل الذي حرمه ربكم، أو ب? ﴿حرم﴾ بمعنى: أتل أي شئ حرم ربكم لأن التلاوة من القول (129)، و " أن " في " أن لا تشركوا " مفسرة و " لا " للنهي (130)، وإن جعلت " أن " الناصبة للفعل كان ﴿ألا تشركوا﴾ بدلا من ﴿ما حرم﴾، إلا أن القول الأول أوجه ليكون " لا تشركوا "، ﴿ولا تقربوا﴾، ﴿ولا تقتلوا﴾، ﴿ولا تتبعوا السبل﴾ نواهي وتنعطف الأوامر عليها وهي قوله: ﴿وبالوالدين إحسنا﴾ فإن التقدير: وأحسنوا بالوالدين إحسانا ﴿وأوفوا﴾، ﴿وإذا قلتم فاعدلوا﴾، ويجوز أن تقف على قوله: ﴿حرم ربكم﴾ ثم تبتدئ فتقول: ﴿عليكم ألا تشركوا﴾ أي: عليكم ترك الإشراك، على أن يكون " أن " الناصبة للفعل ﴿ولا تقتلوا أولدكم من إملق﴾ أي: من أجل إملاق وخشيته، وهو الفقر (131) ﴿الفواحش﴾ المعاصي والقبائح ﴿ما ظهر منها وما بطن﴾ مثل قوله: ﴿وذروا ظهر الاثم وباطنه﴾ (132)، وعن الباقر (عليه السلام): " ما ظهر هو الزنا، وما بطن هو المخالة " (133)، وأعاد ذكر النهي عن القتل وإن كان داخلا في الفواحش تعظيما لأمره ﴿إلا بالحق﴾ كالقصاص والقتل على الردة والرجم، و ﴿النفس التي حرم الله﴾ هي نفس المسلم والمعاهد.
﴿ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا إلا وسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون (152) وأن هذا صرا طي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصيكم به لعلكم تتقون (153)﴾ المراد بالقرب التصرف فيه ﴿إلا بالتي هي أحسن﴾ بالخصلة التي هي أحسن ما يفعل بمال اليتيم، وهي حفظه وتثميره، والمعنى: احفظوه عليه ﴿حتى يبلغ أشده﴾ وهو بلوغ الحلم وكمال العقل، ثم ادفعوه إليه ﴿بالقسط﴾ بالتسوية (134) والعدل ﴿لا نكلف نفسا إلا وسعها﴾ وهو ما يسعها ولا تعجز عنه، وإنما أتبع الأمر بإيفاء الكيل والوزن ذلك، لأن مراعاة التعديل فيهما على الحد الذي لا زيادة فيه ولا نقصان مما يتعذر، فأمر ببلوغ الوسع وأن ما وراءه معفو عنه ﴿وإذا قلتم فاعدلوا﴾ أي: فقولوا الحق ﴿ولو كان﴾ المقول له أو عليه في شهادة أو غيرها ﴿ذا سورة الأنعام / 153 قربى﴾ من القائل، أي: من أهل قرابته ﴿وأن هذا صرا طي مستقيما﴾ قرئ بالفتح على تقدير: ولأن هذا صراطي مستقيما ﴿فاتبعوه﴾، وهذا على قياس قول سيبويه في نحو قوله: ﴿وأن المسجد لله فلا تدعوا﴾ (135) و ﴿لا يلف قريش... فليعبدوا﴾ (136) فيكون - على هذا - قوله: ﴿وأن هذا صرا طي مستقيما﴾ علة للاتباع (137)، وقرئ: " وأن هذا " بالتخفيف (138) على: وأنه هذا صراطي على أن الهاء ضمير الشأن، وقرئ: " وإن " بالكسر (139) فيكون كأنه قيل: واتبعوا صراطي إنه مستقيم ﴿ولا تتبعوا السبل﴾ الطرق المختلفة في الدين من اليهودية والنصرانية والمجوسية وسائر البدع والشبهات ﴿فتفرق بكم﴾ أصله تتفرق، أي: فتفرقكم أيادي سبأ (140) ﴿عن سبيله﴾ عن صراط الله المستقيم وهو دين الإسلام، وقرئ: " فتفرق " بإدغام التاء في التاء (141).
وروي: أن النبي (صلى الله عليه وآله) خط خطا ثم قال: هذا سبيل الرشد، ثم خط عن يمينه وعن شماله خطوطا ثم قال: هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه، ثم تلا هذه الآية: ﴿وأن هذا صرا طي مستقيما﴾ (142).
وعن ابن عباس: هذه الآيات محكمات لم ينسخهن شئ من جميع الكتب (143).
﴿ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن وتفصيلا لكل شئ وهدى ورحمة لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون (154) وهذا كتب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون (155) أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين (156) أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة فمن أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف عنها سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون (157)﴾
عطف ﴿ثم آتينا﴾ على ﴿وصيكم به﴾ والمعنى: ذلكم وصاكم به يا بني آدم قديما وحديثا ثم إنا آتينا ﴿موسى الكتاب﴾، وقيل: هو عطف على ما تقدم من قوله: ﴿ووهبنا له إسحاق ويعقوب﴾ (144) (145)، ﴿تماما على الذي أحسن﴾ أي: تماما للكرامة والنعمة على من كان محسنا صالحا يريد جنس المحسنين (146)، أو أراد به موسى (عليه السلام) أي: تتمة للكرامة على العبد الذي أحسن الطاعة في التبليغ وفي كل ما أمر به (147)، أو تماما على الذي أحسن موسى من العلم والشرائع (148)، من أحسن الشئ: إذا أجاد معرفته، أي: زيادة على علمه على وجه التتميم ﴿أن تقولوا﴾ كراهة أن تقولوا: ﴿إنما أنزل الكتاب على طائفتين﴾ يريدون اليهود والنصارى ﴿وإن كنا﴾ هي المخففة من المثقلة، واللام هي الفارقة بينها وبين النافية، أي: وإنه ﴿كنا عن دراستهم لغافلين﴾ والهاء ضمير الشأن (149)، والدراسة: القراءة، أي: لم نعرف مثل دراستهم ﴿أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم﴾ في المبادرة إلى قبوله والتمسك به لجودة أذهاننا وثقابة (150) أفهامنا، فإن العرب كانوا يدلون بحدة الذهن وذكاء (151) الحدس وحفظ أيامهم ووقائعهم وخطبهم وأشعارهم ﴿فقد جاءكم بينة من ربكم﴾ تبكيت لهم، وهو على قراءة من قرأ: " يقولوا " بالياء (152) على لفظ الغيبة أحسن لما فيه من الالتفات، والمعنى: إن صدقتم فيما كنتم تعدونه من أنفسكم ﴿فقد جاءكم بينة من ربكم﴾ فحذف الشرط ﴿فمن أظلم ممن كذب بآيات الله﴾ بعد ما عرف صحتها وصدقها، أو تمكن من معرفة ذلك ﴿وصدف عنها﴾ الناس فضل وأضل.
﴿هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون (158)﴾ أي: ما ينتظر هؤلاء ﴿إلا أن تأتيهم﴾ ملائكة الموت أو العذاب ﴿أو يأتي ربك﴾ أي: كل آيات ربك بدلالة قوله: ﴿أو يأتي بعض آيات ربك﴾ يريد آيات القيامة والهلاك الكلي، وبعض الآيات (153): أشراط الساعة كطلوع الشمس من مغربها وغير ذلك ﴿يوم يأتي بعض آيات ربك﴾ التي يزول التكليف عندها ﴿لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت﴾ أي: لا ينفع الإيمان حينئذ نفسا غير مقدمة إيمانها ﴿من قبل﴾ ظهور الآيات، ولا ينفع الكسب للخيرات في الإيمان حينئذ نفسا غير كاسبة لها ﴿في إيمانها﴾ من قبل ظهورها، وفي هذا دلالة على أن كسب الخير الذي هو عمل الجوارح غير الإيمان الذي هو عمل القلب، ألا ترى أنه عطف هذا على ذاك، والشئ لا يعطف على نفسه وإنما يعطف على غيره ﴿قل انتظروا إنا منتظرون﴾ وعيد وتهديد، وقرئ: ﴿تأتيهم الملائكة﴾ بالتاء والياء (154).
﴿إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شئ إنما أمرهم إلى الله ثم ينبهم بما كانوا يفعلون (159) من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون (160)﴾ ﴿فرقوا دينهم﴾ بأن جعلوه أديانا ﴿وكانوا شيعا﴾ أي: أحزابا وفرقا يكفر بعضهم بعضا كل فرقة تشيع إماما لها.
وفي الحديث: " افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة كلها في الهاوية إلا واحدة وهي الناجية، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة كلها في الهاوية إلا واحدة وهي الناجية، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في الهاوية إلا واحدة " (155).
وقرئ: " فارقوا دينهم " (156) أي: تركوه ﴿لست منهم في شئ﴾ أي: من السؤال عنهم وعن تفرقهم (157)، وقيل: معناه: أنك على المباعدة التامة من الاجتماع معهم في شئ من مذاهبهم الفاسدة (158) ﴿إنما أمرهم﴾ والحكم بينهم في اختلافهم ﴿إلى الله﴾، ﴿فله عشر أمثالها﴾ أقيمت الصفة مقام الموصوف، تقديره: عشر حسنات أمثالها، وقرئ: " عشر أمثالها " برفعهما (159) جميعا على الوصف، وهذا أقل ما وعد من الأضعاف، فقد وعد بالواحد سبعمائة، ووعد أضعافا مضاعفة بغير حساب، ومضاعفة الحسنات فضل ومكافأة السيئات عدل ﴿وهم لا يظلمون﴾ لا ينقص من ثوابهم ولا يزاد على عقابهم.
﴿قل إنني هداني ربى إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين (161) قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العلمين (162) لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين (163)﴾ ﴿دينا﴾ بدل من موضع قوله: ﴿إلى صرا ط﴾ فإن المعنى: هداني صراطا، والقيم فيعل من " قام " كالسيد والهين، وقرئ: ﴿قيما﴾ وهو مصدر بمعنى القيام وصف به، و ﴿ملة إبراهيم﴾ عطف بيان و ﴿حنيفا﴾ حال من ﴿إبراهيم﴾ أي: هداني وعرفني ملة إبراهيم في حال حنيفيته (160) ﴿إن صلاتي ونسكي﴾ أي: عبادتي وتقربي كله (161)، وقيل: وذبحي فجمع بين الصلاة والذبح (162)، ونحوه: ﴿فصل لربك وانحر﴾ (163)، وقيل: ومناسك حجي (164) ﴿ومحياي ومماتي﴾ وما آتيه في حال حياتي وأموت عليه من الإيمان والعمل الصالح ﴿لله رب العلمين﴾ خالصة لوجهه ﴿وبذلك﴾ الإخلاص ﴿أمرت وأنا أول المسلمين﴾ لأن إسلام كل نبي متقدم لإسلام أمته.
﴿قل أغير الله أبغى ربا وهو رب كل شئ ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون (164) وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجت ليبلوكم في ما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم (165)﴾
هذا جواب عن دعائهم إياه إلى عبادة آلهتهم، والهمزة للإنكار، أي: منكر أن ﴿أبغى ربا﴾ غيره وهو رب كل شئ، فكل من دونه مربوب، ليس في الوجود من له الربوبية غيره، ونحوه: ﴿أفغير الله تأمروني أعبد﴾ (165)، ﴿ولا تكسب كل نفس إلا عليها﴾ جواب عن قولهم: ﴿اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاكم﴾ (166)، ﴿ولا تزر وازرة وزر أخرى﴾ معناه: لا تؤخذ نفس آثمة بإثم نفس أخرى ﴿جعلكم خلائف الأرض﴾ يخلف أهل كل عصر أهل العصر الذي قبله، كلما مضى قرن خلفهم قرن، يجري ذلك على انتظام واتساق إلى يوم القيامة (167)، وقيل: المراد بذلك أمة نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) لأنه خاتم النبيين فخلفت أمته سائر الأمم (168) ﴿ورفع بعضكم فوق بعض درجت﴾ في الشرف والرزق (169)، وقيل: في الصورة والعقل والمال والعمر (170) ﴿ليبلوكم في ما آتاكم﴾ كيف تشكرون نعمه، وكيف يصنع الشريف بالوضيع والغني بالفقير ﴿إن ربك سريع العقاب﴾ بمن كفر نعمته ﴿وإنه لغفور رحيم﴾ لمن قام بشكرها، ووصف العقاب بالسرعة لأن كل ما هو آت قريب.
1- وهو اختيار الأخفش في معاني القرآن: ج 2 ص 498، وعنه النحاس في إعراب القرآن: ج 2 ص 84.
2- قرأه ابن كثير وأبو عمرو وروح. راجع كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص 263، والتبيان: ج 4 ص 213، وتفسير السمرقندي: ج 1 ص 503.
3- راجع تفصيل ذلك في الفريد في إعراب القرآن للهمداني: ج 2 ص 199.
4- وهو قول ابن عباس برواية عكرمة عنه وسعيد بن جبير وعطاء وقتادة والنخعي، واختاره الفراء والزجاج والزمخشري والقرطبي وأكثر المفسرين. انظر معاني القرآن للفراء: ج 1 ص 347، ومعاني القرآن للزجاج: ج 2 ص 274، والكشاف: ج 2 ص 50، وتفسير القرطبي: ج 7 ص 47، وتفسير الماوردي: ج 2 ص 148، وتفسير البغوي: ج 2 ص 118.
5- وهو قول الحسن على ما حكاه عنه الماوردي في تفسيره: ج 2 ص 149.
6- قاله الحسن. راجع تفسيره: ج 1 ص 361، والتبيان: ج 4 ص 214، وإعراب القرآن للنحاس: ج 2 ص 85، وتفسير البغوي: ج 2 ص 118.
7- حكاه عنه البغوي في تفسيره: ج 2 ص 118.
8- البيت من الطويل، قاله وهو يرثي أخاه أربد. ويروى: " وما الناس والأموال "، ويروى: " الا ودائع ". انظر ديوان لبيد: ص 89، وخزانة الأدب: ج 5 ص 117.
9- في بعض النسخ: الحيوان، وفي الكشاف: النامي.
10- الرعد: 4.
11- في بعض النسخ: نبتا.
12- الغض: الطري. (القاموس المحيط والصحاح: مادة غضض).
13- حكاه عنه الماوردي في تفسيره: ج 2 ص 149، والزمخشري في كشافه: ج 2 ص 52، والهمداني في فريده: ج 2 ص 201.
14- في نسخة: عطفا.
15- وهي قراءة أبي بكر عن عاصم والأعشى والبرجمي ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. انظر التبيان: ج 4 ص 215، وتفسير البغوي: ج 2 ص 118، وتفسير السمرقندي: ج 1 ص 503، والتذكرة في القراءات لابن غلبون: ج 2 ص 405، والحجة في القراءات لابن زنجلة: ص 264، وتفسير القرطبي: ج 7 ص 49 وقال: وأنكر هذه القراءة أبو عبيد وأبو حاتم، حتى قال أبو حاتم: هي محال، لأن الجنات لا تكون من النخل، وقال النحاس: والقراءة جائزة وليس التأويل على هذا ولكنه رفع بالابتداء والخبر محذوف، أي ولهم جنات كما قرأ جماعة من القراء: " وحور عين "، وأجاز مثل هذا سيبويه والكسائي والفراء، ومثله كثير.
16- وهو اختيار النحاس في اعراب القرآن: ج 2 ص 86، والزمخشري في الكشاف: ج 2 ص 52.
17- النساء: 162.
18- وهو اختيار الزجاج في معاني القرآن: ج 2 ص 277، والزمخشري في الكشاف: ج 2 ص 53.
19- واختاره النحاس في إعراب القرآن: ج 2 ص 87، وحكاه عنه القرطبي في تفسيره: ج 7 ص 52.
20- في نسخة: شريك.
21- وهو قول قتادة والسدي وابن زيد على ما حكاه عنهم الماوردي في تفسيره: ج 2 ص 150، واختاره الشيخ في التبيان: ج 4 ص 219.
22- الصافات: 158.
23- قاله ابن عباس. انظر تفسيره: ص 116، ونسبه البغوي في تفسيره: ج 2 ص 119، والقرطبي أيضا في تفسيره: ج 7 ص 53 إلى الكلبي.
24- حكاه البغوي في تفسيره: ج 2 ص 119، والزمخشري في كشافه: ج 2 ص 53، والرازي في تفسيره: ج 13 ص 116. 2 و 4) التوبة: 30.
25- حكى الزمخشري أنه سئل الحسن عنه فقال: كلمة عربية كانت العرب تقولها: كان الرجل إذا كذب كذبة في نادي القوم يقول له بعضهم: قد خرقها والله. الكشاف: ج 2 ص 53، وانظر تفسير الحسن البصري: ج 1 ص 360.
26- وهي قراءة نافع. راجع تفسير البغوي: ج 2 ص 119، وتفسير السمرقندي: ج 1 ص 504، والتذكرة في القراءات لابن غلبون: ج 2 ص 406، والحجة في القراءات لابن زنجلة: ص 264، وتفسير القرطبي: ج 7 ص 53.
27- الجمهور على رفعه، إلا الكسائي فقد أجاز خفضه على النعت لله عز وجل ونصبه بمعنى بديعا السماوات والأرض، وهذا خطأ عند البصريين لأنه لما مضى. انظر اعراب القرآن للنحاس: ج 2 ص 87، وتفسير القرطبي: ج 7 ص 53.
28- قاله الزمخشري في الكشاف: ج 2 ص 53.
29- المنسوب إلى الإمام الرضا (عليه السلام): ص 384 تفسير العياشي: ج 1 ص 373 ح 79.
30- قال الزجاج: أعلم عز وجل أنه يدرك الأبصار، وفي هذا الإعلام دليل أن خلقه لا يدركون الأبصار، أي لا يعرفون كيف حقيقة البصر، وما الشئ الذي صار به الانسان يبصر بعينيه دون أن يبصر من غيرهما من سائر أعضائه... إلى أن قال: فأما ما جاء من الأخبار في الرؤية وصح عن رسول الله فغير مدفوع. وليس في هذه الآية دليل على دفعه، لأن معنى هذه الآية معنى إدراك الشئ والإحاطة بحقيقته، وهذا مذهب أهل السنة والعلم والحديث. وقال الشيخ الطوسي (قدس سره): في هذه الآية دلالة واضحة على أنه تعالى لا يرى بالأبصار، لأنه تمدح بنفي الإدراك عن نفسه، وكلما كان نفيه مدحا غير متفضل به فاثباته لا يكون إلا نقصا، والنقص لا يليق به تعالى... إلى آخر قوله الشريف وبحثه الغني اللطيف راجع معاني القرآن: ج 2 ص 278 - 279، والتبيان: ج 4 ص 223 - 225.
31- قرأه ابن كثير وأبو عمرو. راجع التبيان: ج 4 ص 228، وتفسير البغوي: ج 2 ص 120، وتفسير السمرقندي: ج 1 ص 505، وكتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص 264، والتذكرة في القراءات لابن غلبون: ج 2 ص 406، وفي تفسير القرطبي: ج 7 ص 58: وهي قراءة علي وابن عباس وسعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة وأهل مكة.
32- وهي قراءة الحسن وابن عامر. راجع تفسير الحسن البصري: ج 1 ص 361، وتفسير السمرقندي: ج 1 ص 505، والتبيان: ج 4 ص 228، وتفسير الماوردي: ج 2 ص 154، وتفسير القرطبي: ج 7 ص 58، وكتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص 264.
33- حكاه عنه الشيخ في التبيان: ج 4 ص 228، والماوردي في تفسيره: ج 2 ص 154، والسمرقندي في تفسيره: ج 1 ص 505، والقرطبي في تفسيره: ج 7 ص 60 وزاد: أبي وطلحة والأعمش.
34- في نسخة: المنهي.
35- حكاه الزمخشري في الكشاف: ج 2 ص 57.
36- وهو قول الخليل على ما حكاه عنه سيبويه. راجع كتاب سيبويه: ج 3 ص 123، ومعاني القرآن للزجاج: ج 2 ص 282، وإعراب القرآن للنحاس: ج 2 ص 90، وتفسير الرازي: ج 13 ص 144.
37- حكاه عنه النحاس في إعراب القرآن: ج 2 ص 90، والزمخشري في الكشاف: ج 2 ص 57، والرازي في تفسيره: ج 13 ص 145، والهمداني في الفريد في إعراب القرآن: ج 2 ص 211، وأبو حيان الأندلسي في البحر المحيط: ج 4 ص 202.
38- قرأه ابن كثير والبصريان (أبو عمرو ويعقوب) والمفضل والأعشى ونصير وخلف وأبو بكر إلا يحيى. انظر التبيان: ج 4 ص 234، والتذكرة في القراءات لابن غلبون: ج 2 ص 407، وكتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص 265.
39- وهو منسوب للكسائي، نسبها إليه النحاس في إعراب القرآن: ج 2 ص 90. قال الزجاج: والذي ذكر أن " لا " لغو غالط، لأن ما كان لغوا لا يكون غير لغو. انظر معاني القرآن: ج 2 ص 283.
40- الفرقان: 21.
41- الدخان: 36.
42- الاسراء: 92.
43- وهو قول الفراء في معاني القرآن: ج 1 ص 350، والزجاج أيضا في معاني القرآن: ج 2 ص 283، والزمخشري في الكشاف: ج 2 ص 58.
44- وهو قول مجاهد وابن زيد. انظر التبيان: ج 4 ص 239، وتفسير الماوردي: ج 2 ص 157، واختاره الأخفش في معاني القرآن: ج 2 ص 501.
45- وهو قول ابن عباس وقتادة وابن زيد وابن إسحاق ومحمد بن يزيد. انظر التبيان: ج 4 ص 239، وتفسير الماوردي: ج 2 ص 157، وتفسير القرطبي: ج 7 ص 66.
46- قرأه ابن عامر ونافع وأبو جعفر. راجع التبيان: ج 4 ص 238، والتذكرة في القراءات لابن غلبون: ج 2 ص 408، والبحر المحيط لأبي حيان: ج 4 ص 205. وانظر وجوه قراءتها في القرطبي: ج 7 ص 66.
47- وهو قول هارون القارئ على ما حكاه عنه النحاس في إعراب القرآن: ج 2 ص 91.
48- انظر تفصيل ذلك في إعراب القرآن للنحاس: ج 2 ص 91، والفريد في إعراب القرآن للهمداني: ج 2 ص 215.
49- الأنعام: 14، يونس: 105، القصص: 87.
50- وهو قول الشيخ في التبيان: ج 4 ص 246 قال: الخطاب للنبي (صلى الله عليه وآله) والمراد به الأمة.
51- قاله الطبري في تفسيره: ج 5 ص 318، والماوردي في تفسيره: ج 2 ص 160، واختاره الهمداني في الفريد في إعراب القرآن: ج 2 ص 219.
52- وهي قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو وابن عامر. راجع كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص 266.
53- قال الشيخ في التبيان: ج 4 ص 249: وفي الآية دلالة على بطلان قول أصحاب المعارف، وبطلان قولهم: إن الله تعالى لا يتوعد من لا يعلم الحق، لأن الله بين في هذه الآية أنهم يتبعون الظن ولا يعرفونه، وتوعدهم على ذلك، وذلك بخلاف مذهبهم.
54- وهو قول الفراء في معاني القرآن: ج 1 ص 352، والزجاج في معاني القرآن: ج 2 ص 386. قال الرماني: هذا لا يجوز، لأنه لا يطابق قوله: * (وهو أعلم بالمهتدين) * فمعنى الآية: أن الله تعالى أعلم بمن يسلك سبيل الضلال المؤدي إلى الهلاك بالعقاب، ومن سلك سبيل الهدى المفضي به إلى النجاة والثواب. انظر التبيان: ج 4 ص 251.
55- احتمله الهمداني في الفريد في إعراب القرآن: ج 2 ص 220.
56- حكاه القرطبي في تفسيره: ج 7 ص 72 ونسبه إلى بعض البصريين.
57- وهو قول قتادة والربيع بن أنس ومجاهد على ما حكاه عنهم الشيخ في التبيان: ج 4 ص 255، والماوردي في تفسيره: ج 2 ص 161، واختاره الزجاج في معاني القرآن: ج 2 ص 287، والزمخشري في الكشاف: ج 2 ص 61.
58- قاله الجبائي على ما حكاه الشيخ في التبيان: ج 4 ص 255، واختاره القرطبي في تفسيره: ج 7 ص 74.
59- قاله السدي والضحاك. راجع تفسير الماوردي: ج 2 ص 161، والتبيان: ج 4 ص 255، واختاره الفراء في معاني القرآن: ج 1 ص 352 وفيه: " المخالة " بدل " الأخدان " قال: المخالة: أن تتخذ المرأة الخليل وأن يتخذها.
60- وهو اختيار النحاس في إعراب القرآن: ج 2 ص 94، والزمخشري في الكشاف: ج 2 ص 61.
61- وهو اختيار الفراء في معاني القرآن: ج 1 ص 352، والشيخ في التبيان: ج 4 ص 257.
62- قال الشيخ في الخلاف: ج 6 كتاب الصيد والذبائح مسألة 23: لا تجوز ذبائح أهل الكتاب اليهود والنصارى عند المحصلين من أصحابنا، وقال شذاذ منهم: إنه يجوز أكله، انتهى. وأراد بالشذاذ ابن أبي عقيل وابن الجنيد على ما حكاه عنهما العلامة في المختلف: ج 2 ص 679 ط قديم، وقال: المشهور عند علمائنا تحريم ذبائح الكفار مطلقا سواء كانوا أهل ملة كاليهود والنصارى والمجوس أو لا كعباد الأوثان والنيران وغيرهما، ذهب إليه الشيخان والسيد المرتضى وسلار وابن البراج وأبو الصلاح وابن حمزة وابن إدريس.
63- قال الشيخ في الخلاف: ج 6 كتاب الصيد والذبائح مسألة.
64- : التسمية واجبة عند إرسال السهم وإرسال الكلب وعند الذبيحة، فمتى لم يسم مع الذكر لم يحل أكله، وإن نسيه لم يكن به بأس، وبه قال الثوري وأبو حنيفة وأصحابه. انظر احكام القرآن للجصاص: ج 2 ص 310 و 318، والمبسوط للسرخسي: ج 11 ص 236، واللباب: ج 3 ص 116، وعمدة القارئ: ج 21 ص 93، وفتح الباري: ج 9 ص 601، وبدائع الصنائع: ج 5 ص 46، والحاوي الكبير: ج 15 ص 11، والبحر الزخار: ج 5 ص 296.
65- محمد: 15.
66- حكاه عنه الرازي في تفسيره: ج 13 ص 171.
67- الاسراء: 16.
68- حاق بهم الأمر: لزمهم ووجب عليهم ونزل. (القاموس المحيط: مادة حاق).
69- رواها الزمخشري في الكشاف: ج 2 ص 63، والرازي في تفسيره: ج 13 ص 173 عن مقاتل، وأشار إليها الزجاج في معاني القرآن: ج 2 ص 288.
70- المدثر: 52.
71- قمأ قمأة وقماءة وقمأة: ذل وصغر. (القاموس المحيط: مادة قمأ).
72- وهي قراءة نافع وعاصم برواية أبي بكر. انظر التبيان: ج 4 ص 263، وكتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص 268، والتذكرة في القراءات لابن غلبون: ج 2 ص 410. وحكاها الفراء في معاني القرآن: ج 1 ص 353 ونسبها إلى ابن عباس وعمر.
73- قرأه أبو بكر عن عاصم والنخعي. راجع التبيان: ج 4 ص 263، وكتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص 269، وتفسير القرطبي: ج 7 ص 83.
74- وهو اختيار أبي عبيدة في مجاز القرآن: ج 1 ص 206، والزمخشري في الكشاف: ج 2 ص 64.
75- وهو قول ابن زيد على ما حكاه عنه القرطبي في تفسيره: ج 7 ص 83.
76- البقرة: 91.
77- وهو قول الحسن والسدي. انظر تفسير الحسن البصري: ج 1 ص 364، والتبيان: ج 4 ص 271، وتفسير الماوردي: ج 2 ص 167، واختاره البغوي في تفسيره: ج 2 ص 130، والقرطبي في تفسيره: ج 7 ص 83.
78- وهو قول الزجاج والجبائي على ما حكاه عنهما الشيخ في التبيان: ج 4 ص 271، والماوردي في تفسيره: ج 2 ص 167 عن الزجاج، وانظر معاني القرآن: ج 2 ص 290 - 291.
79- وهي قراءة الجمهور غير عاصم برواية حفص ويعقوب برواية روح. انظر التبيان: ج 4 ص 272، وكتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص 269، والتذكرة في القراءات لابن غلبون: ج 2 ص 410، والتيسير للداني: ص 107، والكشف عن وجوه القراءات للقيسي: ج 1 ص 451 - 452.
80- وهو اختيار الرماني والبلخي والطبري والزجاج والجبائي على ما حكاه عنهم الشيخ في التبيان: ج 4 ص 274.
81- قاله ابن عباس على ما حكاه عنه البغوي في تفسيره: ج 2 ص 131، والقرطبي في تفسيره: ج 7 ص 84.
82- وهو قول الضحاك على ما حكاه عنه الماوردي في تفسيره: ج 2 ص 170، والبغوي في تفسيره: ج 2 ص 131، والشيخ في التبيان: ج 4 ص 277 وقال: وبه قال الطبري واختاره البلخي أيضا وهو الأقوى. وفي تفسير القرطبي: ج 7 ص 86: قاله الضحاك ومقاتل.
83- وهو قول ابن جريج والفراء والزجاج والرماني والبلخي والطبري على ما حكاه عنهم الشيخ في التبيان: ج 4 ص 276 - 277، والماوردي في تفسيره: ج 2 ص 170. وحكاه البغوي في تفسيره: ج 2 ص 131، والقرطبي أيضا: ج 7 ص 86 ونسباه إلى مجاهد والكلبي وابن عباس على رواية.
84- الرحمن: 22.
85- حكاه عنه الشيخ في التبيان: ج 4 ص 277، والماوردي في تفسيره: ج 2 ص 170، والقرطبي في تفسيره: ج 7 ص 86، وانظر تفسير الطبري: ج 5 ص 343 - 344.
86- وهو قول مقاتل على ما حكاه عنه الماوردي في تفسيره: ج 2 ص 172.
87- وهو قول مجاهد والفراء والجبائي. راجع التبيان: ج 4 ص 278، وتفسير الماوردي: ج 2 ص 172، ومعاني القرآن: ج 1 ص 355.
88- قاله الزمخشري في الكشاف: ج 2 ص 67، والهمداني في الفريد في إعراب القرآن: ج 2 ص 230.
89- وهو قول أبو زيد على ما حكاه عنه الشيخ في التبيان: ج 4 ص 283، واختاره الزجاج في معاني القرآن: ج 2 ص 293، والهمداني في الفريد في إعراب القرآن: ج 2 ص 231.
90- وهو اختيار النحاس في إعراب القرآن: ج 2 ص 97.
91- فصلت: 40.
92- انظر تفصيل ذلك في معاني القرآن للفراء: ج 1 ص 355، والفريد في إعراب القرآن للهمداني: ج 2 ص 231.
93- انظر تفسير البغوي: ج 2 ص 133.
94- وهي قراءة يحيى بن وثاب والسلمي والأعمش والكسائي. راجع تفسير القرطبي: ج 7 ص 90، والتبيان: ج 4 ص 284، وتفسير البغوي: ج 2 ص 133، وكتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص 270.
95- وهو قول الحسن ومجاهد والسدي. راجع تفسير الحسن البصري: ج 1 ص 365، والتبيان: ج 4 ص 287.
96- وهو قول الفراء في معاني القرآن: ج 1 ص 357، والزجاج في معاني القرآن: ج 2 ص 294، وحكاه عنهما الشيخ في التبيان: ج 4 ص 287، والماوردي في تفسيره: ج 2 ص 174.
97- قرأه ابن عامر. راجع التبيان: ج 4 ص 286، وكتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص 270، والتذكرة في القراءات لابن غلبون: ج 2 ص 411.
98- البيت من الكامل، ولم نقف على قائله فيما توفرت لدينا من مصادر، قال الشيخ في التبيان: أنشده بعض الحجازيين ذكره أبو الحسن. وفي خزانة الأدب: قال ابن خلف: هذا البيت يروى لبعض المدنيين المولدين. والمزجة: الرمح القصير، وأبو مزادة: كنية رجل، أراد أنه طعن الناقة أو الجماعة، وقيل: امرأته كطعن أبي مزادة القلوص في السير. انظر التبيان: ج 4 ص 286، وخزانة الأدب: ج 4 ص 415، وكتاب سيبويه: ج 1 ص 88، والخصائص: ج 2 ص 406، والقاموس المحيط: مادة (زج).
99- حكاه الزمخشري في كشافه: ج 2 ص 70.
100- انظر الكشاف: ج 2 ص 71.
101- حكاه عنهما ابن خالويه في شواذ القرآن: ص 46، والقرطبي في تفسيره: ج 7 ص 94، وأبو حيان الأندلسي في بحره: ج 4 ص 231. وانظر إعراب القرآن للنحاس: ج 2 ص 99.
102- قاله أبو وائل على ما حكاه عنه الشيخ في التبيان: ج 4 ص 289، والماوردي في تفسيره: ج 2 ص 176، والقرطبي في تفسيره: ج 7 ص 95.
103- راجع تفصيل ذلك في الفريد في إعراب القرآن للهمداني: ج 2 ص 236.
104- وهو اختيار الفراء في معاني القرآن: ج 1 ص 358، والزجاج في معاني القرآن: ج 2 ص 295، والهمداني في الفريد في إعراب القرآن: ج 2 ص 237.
105- وهو اختيار الكسائي والأخفش على ما حكاه عنهما القرطبي في تفسيره: ج 7 ص 95، وراجع معاني القرآن: ج 2 ص 506.
106- وهي قراءة ابن عباس وقتادة وابن جبير والأعرج. راجع البحر المحيط لأبي حيان: ج 4 ص 231، وإعراب القرآن للنحاس: ج 2 ص 99، وتفسير القرطبي: ج 7 ص 96.
107- قرأه ابن عامر إلا الداحوني عن هشام وأبو بكر عن عاصم وأبو جعفر. راجع التبيان: ج 4 ص 290، وتفسير البغوي: ج 2 ص 135، وكتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص 271، والتذكرة في القراءات لابن غلبون: ج 2 ص 412.
108- وهي قراءة ابن عامر. انظر كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص 270، والتبيان: ج 4 ص 303.
109- النحل: 62.
110- النحل: 116.
111- قرأه ابن كثير وابن عامر. راجع التبيان: ج 4 ص 292، وتفسير البغوي: ج 2 ص 135، وكتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص 271.
112- طلع النخل: خرج طلعه، والطلع ما يبدو من الثمرة في أول ظهورها. (القاموس المحيط: مادة طلع).
113- الضغث: قبضة حشيش. (القاموس المحيط: مادة ضغث).
114- الحفنة: ملء الكف. (القاموس المحيط: مادة حفن).
115- انظر التبيان: ج 4 ص 295.
116- وهو قول ابن عباس ومحمد بن الحنفية وزيد بن أسلم والحسن وسعيد بن المسيب وطاووس وجابر بن عبد الله وبريد وقتادة والضحاك. راجع التبيان: ج 4 ص 295، وتفسير القرطبي: ج 7 ص 99.
117- وهو اختيار النحاس في إعراب القرآن: ج ص 101، والزمخشري في الكشاف: ج 2 ص 73.
118- قاله ابن مسعود وابن عباس على رواية والحسن ومجاهد على ما حكاه عنهم الشيخ في التبيان: ج 4 ص 297، والماوردي في تفسيره: ج 2 ص 179. وهو اختيار أبي عبيدة في مجاز القرآن: ج 1 ص 207، والزجاج في معاني القرآن: ج 2 ص 298.
119- النعجة: الأنثى من الضأن. (القاموس المحيط: مادة نعج).
120- التيس: الذكر من الظباء والمعز والوعول، أو إذا أتى عليه سنة. (القاموس المحيط: مادة تيس).
121- العنز: الأنثى من المعز. (القاموس المحيط: مادة عنز).
122- النجم: 45.
123- كذا في جميع النسخ، والأصح والأنسب " ذكورا ".
124- الثرب: شحم رقيق يغشي الكرش والأمعاء. (القاموس المحيط: مادة ثرب).
125- الزخرف: 20.
126- في بعض النسخ: حال.
127- في نسخة: مخالفتكم.
128- انظر تفصيل ذلك في الفريد في إعراب القرآن للهمداني: ج 2 ص 246.
129- قال الهمداني في الفريد في إعراب القرآن: ج 2 ص 248: و " ما " على هذا تكون استفهامية، و " عليكم " يحتمل أن يكون من صلة التلاوة، وأن يكون من صلة التحريم.
130- وهو اختيار الفراء في معاني القرآن: ج 1 ص 364، وحكاه عنه النحاس في إعراب القرآن: ج 2 ص 106، واختاره الزمخشري أيضا في الكشاف: ج 2 ص 78 - 79.
131- وهو قول ابن عباس وقتادة والسدي وابن جريج والضحاك على ما حكاه عنهم الشيخ في التبيان: ج 4 ص 315، والماوردي في تفسيره: ج 2 ص 186.
132- الأنعام: 120.
133- التبيان: ج 4 ص 316.
134- في نسخة: بالسوية.
135- الجن: 18.
136- قريش: 1 - 3.
137- كتاب سيبويه: ج 1 ص 464، وحكاه عنه النحاس في إعراب القرآن: ج 2 ص 107.
138- وهي قراءة ابن عامر ويعقوب. راجع التبيان: ج 4 ص 319، وتفسير البغوي: ج 2 ص 142، وكتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص 273، والتذكرة في القراءات لابن غلبون: ج 2 ص 413، والتيسير للداني: ص 108.
139- قرأه حمزة والكسائي. راجع التبيان: ج 4 ص 319، وتفسير البغوي: ج 2 ص 142، وكتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص 273، والتذكرة في القراءات لابن غلبون: ج 2 ص 413.
140- ذهبوا أيدي سبأ، وتفرقوا أيدي سبأ. مثل يضرب في من تفرقوا تفرقا لا اجتماع معه، وسبأ هو رجل من العرب ولد عشرة، تيامن منهم ستة وتشاءم منهم أربعة، فأما الذين تيامنوا: فالأزد وكندة ومذحج والأشعرون وإنما رمنهم بجيلة، وأما الذين تشاءموا فعاملة وغسان ولخم وجذام وهم الذين أرسل عليهم سيل العرم بفعل جرد بعثه الله سبحانه فنقبت ردمهم الذي ابتنوه بعدما كذبوا رسولهم، فانتقض الردم فدخل الماء جنتيهم فغرقهما ودفن السيل بيوتهم، فذلك قوله تعالى: * (فأرسلنا عليهم سيل العرم) *. انظر مجمع الأمثال للميداني: ج 1 ص 287.
141- قرأه ابن فليح والبزي إلا القواس. انظر التبيان: ج 4 ص 319، وكتاب العنوان في القراءات لابن خلف الأندلسي: ص 93.
142- أخرجه الحاكم في المستدرك: ج 2 ص 318 باسناده عن عبد الله، وليس فيه لفظ " الرشد "، والتلخيص للذهبي المطبوع بهامش المستدرك.
143- حكاه عنه الزمخشري في الكشاف: ج 2 ص 80، والهمداني في الفريد: ج 2 ص 252.
144- الأنعام: 84.
145- حكاه الشيخ في التبيان: ج 4 ص 321 ونسبه إلى أبي مسلم وقال: واستحسنه المغربي.
146- وهو قول مجاهد كما في التبيان: ج 4 ص 321، واختاره الزمخشري في الكشاف: ج 2 ص 80.
147- وهو قول الربيع، واختاره الفراء والزجاج. انظر التبيان: ج 4 ص 321، ومعاني القرآن للفراء: ج 1 ص 365، ومعاني القرآن للزجاج: ج 2 ص 306.
148- وهو اختيار أبي علي الجبائي على ما حكاه عنه الشيخ في التبيان: ج 4 ص 321.
149- وهو مذهب البصريين، وعند الكوفيين " إن " النافية بمعنى " ما "، واللام بمعنى " إلا ". انظر الفريد في إعراب القرآن للهمداني: ج 2 ص 255.
150- ثقب رأيه: نفذ، وهو مثقب أي نافذ الرأي. (القاموس المحيط: مادة ثقب).
151- الذكاء: سرعة الفطنة. (القاموس المحيط: مادة ذكى).
152- وهي قراءة ابن محيصن. راجع شواذ القرآن لابن خالويه: ص 47.
153- انظر الأقوال الواردة فيها في التبيان: ج 4 ص 327.
154- قرأه حمزة والكسائي. راجع التبيان: ج 4 ص 326، وتفسير البغوي: ج 2 ص 144، وكتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص 273، والتذكرة في القراءات لابن غلبون: ج 2 ص 413.
155- مسند أحمد بن حنبل: ج 2 ص 332، المعجم الكبير للطبراني: ج 18 ص 70، سنن البيهقي: ج 10 ص 208.
156- قرأه حمزة والكسائي والأعشى، وهو المروي عن علي (عليه السلام) على ما حكاه عنه (عليه السلام) الشيخ في التبيان: ج 4 ص 328، وراجع تفسير البغوي: ج 2 ص 145، وكتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص 274، والتذكرة في القراءات لابن غلبون: ج 2 ص 413.
157- وهو قول الزمخشري في الكشاف: ج 2 ص 82.
158- وهو قول الشيخ في التبيان: ج 4 ص 329.
159- قرأه الحسن ويعقوب وسعيد بن جبير والأعمش وعيسى بن عمر. راجع التبيان: ج 4 ص 329 - 330، والتذكرة في القراءات لابن غلبون: ج 2 ص 414، وتفسير القرطبي: ج 7 ص 151، والبحر المحيط لأبي حيان: ج 5 ص 284.
160- راجع تفصيل ذلك في الفريد في إعراب القرآن للهمداني: ج 2 ص 258.
161- وهو قول الزمخشري في الكشاف: ج 2 ص 84، وحكاه الماوردي في تفسيره: ج 1 ص 195 ونسبه إلى الزجاج.
162- قاله سعيد بن جبير ومجاهد وقتادة والسدي والضحاك. انظر التبيان: ج 4 ص 335، وتفسير الماوردي: ج 2 ص 195، واختاره الزجاج في معاني القرآن: ج 2 ص 311.
163- الكوثر: 2.
164- وهو قول مقاتل على ما حكاه عنه البغوي في تفسيره: ج 2 ص 146.
165- الزمر: 64.
166- العنكبوت: 12.
167- وهو قول الحسن والسدي على ما حكاه عنهما الشيخ في التبيان: ج 4 ص 338.
168- قاله الطبري في تفسيره: ج 5 ص 422، والزمخشري في كشافه: ج 2 ص 84، والبغوي في تفسيره: ج 2 ص 147، وبه أكثر المفسرين.
169- وهو اختيار الشيخ في التبيان: ج 4 ص 338، والزمخشري في الكشاف: ج 2 ص 84، والهمداني في الفريد في إعراب القرآن: ج 2 ص 260.
170- قاله السدي على ما حكاه عنه الشيخ في التبيان: ج 4 ص 338، واختاره الماوردي في تفسيره: ج 2 ص 197.