سورة الجن

مكية (1) ثمان وعشرون آية.

في حديث أبي: " ومن قرأ سورة الجن أعطي بعدد كل جني صدق بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وكذب به عتق رقبة " (2).

وعن الصادق (عليه السلام): " من أكثر قراءة (قل أوحى) لم يصبه في حياته شىء من أعين الجن ولا من نفثهم وكيدهم، وكان مع محمد وآله (عليهم السلام) " (3).

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿قل أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرءانا عجبا (1) يهدى إلى الرشد فامنا به ى ولن نشرك بربنآ أحدا (2) وأنه تعلى جد ربنا ما اتخذ صحبة ولا ولدا (3) وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا (4) وأنا ظننآ أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا (5) وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا (6) وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا (7) وأنا لمسنا السمآء فوجدنها ملئت حرسا شديدا وشهبا (8) وأنا كنا نقعد منها مقعد للسمع فمن يستمع الان يجد له شهابا رصدا (9) وأنا لا ندرى أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا (10) وأنا منا الصلحون ومنا دون ذا لك كنا طرآئق قددا (11) وأنا ظننآ أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا (12) وأنا لما سمعنا الهدى ءامنا به ى فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا (13) وأنا منا المسلمون ومنا القسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا (14) وأما القسطون فكانوا لجهنم حطبا (15)﴾

(أنه استمع) بالفتح لأنه فاعل (أوحى)، و (إنا سمعنا) بالكسر لأنه مبتدأ محكي بعد القول، ثم يحمل عليهما البواقي، فما كان من الوحي فتح، وما كان من قول الجن كسر، وكلهن من قولهم، إلا الثنتين الأخيرتين: (وأن المسجد لله) (4)، (وأنه لما قام عبد الله) (5)، ومن فتح كلهن فللعطف على محل الجار والمجرور في (ءامنا به) كأنه قيل: صدقنا به، وصدقنا (أنه تعلى جد ربنا)، (وأنه كان يقول سفيهنا) وكذلك البواقي.

(نفر من الجن) جماعة منهم ما بين الثلاثة إلى العشرة، وقيل: كانوا من بني الشيصبان وهم أكثر الجن عددا، وهم عامة جنود إبليس (6)، وقيل: كانوا سبعة نفر من جن نصيبين آمنوا بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأرسلهم إلى سائر الجن (7) (فقالوا إنا سمعنا) أي: قالوا لقومهم حين رجعوا إليهم كقوله: (فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين) (8)، قالوا: (إنا سمعنا قرءانا) كتابا (عجبا) بديعا مباينا لكلام الخلق، قائما، فيه دلائل الإعجاز، " عجب " مصدر يوضع موضع " العجيب "، وهو ما خرج من حد أشكاله ونظائره.

(يهدى إلى الرشد) يدعو إلى الصواب وإلى التوحيد والإيمان (فآمنا به) الضمير للقرآن.

ولما كان الإيمان به إيمانا بوحدانية الله تعالى قالوا: (ولن نشرك بربنآ أحدا) أي: ولن نعود إلى ما كنا عليه من الإشراك به، ويجوز أن يكون الضمير لله، لأن قوله: (بربنآ) يفسره (تعلى جد ربنا) أي: تعالى جلال ربنا وعظمته عن اتخاذ الصاحبة والولد، من قولك: جد فلان في عيني: إذا عظم.

وقيل: (جد ربنا) سلطانه وملكه وغناه (9)، من الجد الذي هو الدولة، والبخت مستعار منه، وقوله: (ما اتخذ صحبة ولا ولدا) بيان لذلك.

(وأنه كان يقول سفيهنا) وهو إبليس أو غيره من مردة الجن (على الله شططا) أي: بعيدا من القول، وهو الكذب في التوحيد والعدل، والشطط: مجاوزة الحد، ومنه: أشط في القول إذا أبعد فيه، أي: يقول قولا هو في نفسه شطط لفرط ما أشط فيه، وهو نسبة الصاحبة والولد إلى الله.

(وأنا ظننآ) أن أحدا من الجن والإنس لن يكذب على الله، ولن يقول عليه ما ليس بحق، فكنا نصدقهم فيما أضافوه إليه حتى تبين لنا بالقرآن كذبهم (كذبا) قولا كذبا أي: مكذوبا فيه، وانتصب انتصاب المصدر لأن الكذب بعض القول ونوع منه، وقرئ: " لن تقول ? (10) وعلى هذا فيكون: (كذبا) مصدرا وقع موقع " تقولا "، لأن التقول لا يكون إلا كذبا.

ومعنى قوله: (كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن): أن العرب كان إذا أمسى أحدهم في واد قفر وخاف على نفسه قال: أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه، يريد: الجن وكبيرهم (فزادوهم رهقا) أي: فزاد الجن الإنس رهقا بإغوائهم وإضلالهم لاستعاذتهم بهم، أو: فزاد الإنس الجن رهقا أي: طغيانا واستكبارا لاستعاذتهم بهم، يقولون: سدنا الجن والإنس، والرهق: غشيان المحارم.

(وأنهم ظنوا) أي: وأن الإنس ظنوا (كما ظننتم) وهو من كلام الجن يقوله بعضهم لبعض، وقيل: الآيتان من جملة الوحي، والضمير في: (وأنهم ظنوا) للجن، والخطاب في: (كما ظننتم) لكفار قريش (11).

(وأنا لمسنا السمآء) اللمس: المس، فاستعير للطلب لأن الماس طالب متعرف، قال: مسسنا من الآباء شيئا وكلنا * إلى نسب في قومه غير واضع (12) ولمسه والتمسه وتلمسه: كطلبه واطلبه وتطلبه، والمعنى: طلبنا بلوغ السماء واستماع كلام الملائكة (فوجدنها ملئت حرسا شديدا) أي: حفظة من الملائكة شدادا.

والحرس: اسم مفرد، كالخدم في معنى الحراس والخدام، ولذلك وصف ب? " شديد "، ونحوه: أخشى رجيلا أو ركيبا غاديا (13) لأن " الرجل " و " الركب " مفردان في معنى الرجال والركاب.

والرصد: مثل الحرس، اسم جمع للراصد على معنى: ذوي شهاب راصدين بالرجم وهم الملائكة الذين يرجمونهم بالشهب، أو: يكون صفة ل? " شهاب " بمعنى الراصد، والمعنى: يجد شهابا راصدا له، أي: لأجله.

والصحيح: أن الرجم بالنجوم، وقد كان قبل مبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أيضا، وقد جاء ذكره في أشعارهم، قال بشير: والعير يرهقها الغبار وجحشها * ينقض خلفهما انقضاض الكوكب (14) ولكن الشياطين كانت تسترق في بعض الأحوال، فلما بعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كثر الرجم وزاد، ومنعت الشياطين الاستراق أصلا.

وعن معمر: قلت للزهري: أكان يرمى بالنجوم في الجاهلية؟قال: نعم، قلت: أرأيت قوله: (وإنا كنا نقعد منها مقعد...) قال: غلظ وشدد أمرها حين بعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (15).

وفي قوله: (ملئت) دليل على أن الحادث هو الملء والكثرة، وكذلك قوله: (نقعد منها مقعد)، أي: كنا نجد فيها بعض المقاعد خالية من الحرس والشهب، والآن ملئت المقاعد كلها، وهذا الذي حملهم على الضرب في البلاد حتى عثروا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) واستمعوا قراءته.

يقولون: لما حدث هذا الحادث من كثرة الرجم والمنع الكلي من الاستراق قلنا: ما هذا إلا لأمر أراده الله بأهل (الأرض) ولا يخلو من أن يكون شرا أو (رشدا) أي: عذابا أو رحمة.

(وأنا منا الصلحون) الأبرار المتقون (ومنا دون ذلك) أي: ومنا قوم دون ذلك في الرتبة، فحذف الموصوف وهم المقتصدون في الصلاح، أو: أرادوا الطالحين (كنا طرآئق قددا) أي: ذوي مذاهب مختلفة، وهو بيان للقسمة المذكورة، أو: كنا في طرائق مختلفة كقوله: كما عسل الطريق الثعلب (16).

أو: كانت طرائقنا طرائق قددا، على حذف المضاف الذي هو " طرائق " وإقامة الضمير المضاف إليه مقامه.

والقدة من: قد، كالقطعة من: قطع.

وقوله: (في الأرض) و (هربا) حالان.

أي: لن نعجز الله كائنين في الأرض أينما كنا، ولن نعجزه هاربين منها إلى السماء، وقيل: لن نعجزه في الأرض إن أراد بنا أمرا، ولن نعجزه في الأرض هربا إن طلبنا (17).

والظن: بمعنى اليقين، وهذه صفة الجن وأحوالهم وعقائدهم، فمنهم أخيار وأشرار ومقتصدون، واعتقادهم أن الله عزيز لا يفوته مطلب، ولا ينجي عنه مهرب.

(وأنا لما سمعنا الهدى) وهو القرآن (ءامنا به فمن يؤمن بربه) فهو (لا يخاف بخسا) أي نقصانا فيما يستحقه من الثواب (ولا رهقا) أي: لحاق ظلم، وقيل: لا يخاف نقصا من حسناته ولا زيادة في سيئاته، وروي ذلك عن ابن عباس والحسن وقتادة (18)، ودخلت الفاء لأن الكلام في تقدير المبتدأ والخبر، ولولا ذلك لقيل: لا يخف، والفائدة في إدخال الفاء وتقدير الابتداء الدلالة على تحقيق أن المؤمن ناج لا محالة، وأنه المختص بذلك دون غيره.

(منا المسلمون) المستسلمون لأمر الله، المنقادون له (ومنا القسطون) الكافرون الجائرون عن طريق الحق (فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا) أي: توخوا الرشد وتعمدوا إصابة الحق.

(وأما القسطون فكانوا لجهنم حطبا) توقد بهم، وتحرقهم كما تحرق النار الحطب.

وروي: أن سعيد بن جبير لما أراد الحجاج قتله قال له: ما تقول في؟قال: قاسط وعادل، فقال القوم: وما أحسن ما قال! فقال الحجاج: يا جهلة، إنه سماني ظالما مشركا، وتلا لهم: (وأما القسطون...) الآية، وقوله: (19) (ثم الذين كفروا بربهم يعدلون) (20).

﴿وألو استقموا على الطريقة لاسقينهم مآء غدقا (16) لنفتنهم فيه ومن يعرض عن ذكر ربهى يسلكه عذابا صعدا (17) وأن المسجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا (18) وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا (19) قل إنمآ أدعوا ربى ولا أشرك به ى أحدا (20) قل إنى لا أملك لكم ضرا ولا رشدا (21) قل إنى لن يجيرنى من الله أحد ولن أجد من دونه ى ملتحدا (22) إلا بلغا من الله ورسلته ى ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خلدين فيهآ أبدا (23) حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا (24) قل إن أدرى أقريب ما توعدون أم يجعل له ربى أمدا (25) علم الغيب فلا يظهر على غيبه ى أحدا (26) إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه ى رصدا (27) ليعلم أن قد أبلغوا رسلت ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شىء عددا (28)﴾

(أن) مخففة من الثقيلة، أي: أوحي إلي أنه - والضمير للشأن والحديث - لو استقام الإنس والجن على طريقة الإيمان لأنعمنا عليهم وأوسعنا رزقهم، وذكر الماء الغدق لأنه أصل المعاش وسعة الرزق.

(لنفتنهم فيه) ولنختبرهم كيف يشكرون ما خولوا منه، ومثله: (ولو أنهم أقاموا التورة والإنجيل) إلى قوله: (لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم) (21).

وعن الباقر (عليه السلام) في الاستقامة: هو والله ما أنتم عليه، ثم تلا الآية.

وعن الصادق (عليه السلام) قال: لأفدناهم علما كثيرا يتعلمونه من الأئمة.

(ومن يعرض عن ذكر ربه) عن موعظته، أو: عن وحيه، أو: عن معرفته والإخلاص في عبادته (يسلكه) أي: يدخله (عذابا) والأصل: يسلكه في عذاب، كقوله: (ما سلككم في سقر) (22) فعدي إلى مفعولين: إما بحذف الجار وإيصال الفعل، وإما بتضمينه معنى " يدخله "، يقال: سلكه وأسلكه، قال: حتى إذا أسلكوهم في قتائدة * مثلا كما تطرد الجمالة الشردا (23) وقرئ: (يسلكه) بالياء والنون (24).

و " الصعد " مصدر " صعد " وصف به العذاب لأنه يتصعد المعذب أي: يعلوه ويغلبه فلا يطيقه.

(وأن المسجد لله) هو من جملة الموحى، وقيل: معناه: ولأن المساجد لله (25) (فلا تدعوا) على أن اللام يتعلق بـ ( لا تدعوا) أي: فلا تدعوا مع الله أحدا في المساجد لأنها لله خاصة ولعبادته، وعن الحسن: يعني: الأرض كلها لأنها جعلت للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مسجدا (26).

وسأل المعتصم أبا جعفر الثاني (عليه السلام) عنها فقال: هي أعضاء السجود السبعة (27).

(وأنه لما قام عبد الله) وهو محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولم يقل: رسول الله، لأن تقديره: وأوحي إلي أنه لما قام عبد الله، فلما كان واقعا في كلامه جيء به على ما يقتضيه التواضع والتذلل (يدعوه) أي: يعبده، يريد: قيامه لصلاة الفجر بنخلة حين أتاه الجن فاستمعوا لقراءته (كادوا يكونون عليه لبدا) أي: يزدحمون عليه متراكمين تعجبا مما رأوا من عبادته، وإعجابا بما كان يتلوه من القرآن، لأنهم رأوا ما لم يروا مثله، وسمعوا ما لم يسمعوا بمثله، وقيل: معناه: لما قام رسولا (صلى الله عليه وآله وسلم) يعبد الله وحده، كاد المشركون لتظاهرهم على عداوته يزدحمون عليه متراكمين (28) (لبدا) جمع " لبدة "، وهي ما يلبد بعضه على بعض، وقرئ: " لبدا " بضم اللام (29)، واللبدة في معنى اللبدة، وعن قتادة: تلبدت الإنس والجن على هذا الأمر ليطفئوه، فأبى الله إلا أن يتم نوره (30).

ومن قرأ: " وإنه " بالكسر (31)، جعله من كلام الجن، قالوه لقومهم حين رجعوا إليهم يحكون ما رأوا من صلاته وازدحام أصحابه عليه في ائتمامهم به.

وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للذين تظاهروا عليه: (إنمآ ادعوا ربى) يريد: ما أتيتكم بأمر منكر، إنما أعبد ربي وحده (ولا أشرك به أحدا) وليس ذلك بموجب مظاهرتكم على شقاقي وعداوتي، أو: قال للجن عند ازدحامهم متعجبين: ليس ما ترونه من عبادتي لله وحده بأمر يتعجب منه، أو: قال الجن لقومهم ذلك حكاية عن رسول الله.

(قل) يا محمد (إنى لا أملك لكم ضرا ولا رشدا) أي: نفعا، لا أستطيع أن أضركم وأن أنفعكم، وإنما الضار والنافع هو الله، أو: أراد بالضر الغي أي: لا أستطيع أن أجبركم على الغي والرشد، وإنما يقدر الله على ذلك.

و (إلا بلغا) استثناء منه، أي: لا أملك إلا بلاغا من الله.

و (قل إنى لن يجيرنى) إلى قوله: (ملتحدا) جملة اعتراضية، اعترض بها لتأكيد نفي الاستطاعة عن نفسه وبيان عجزه، على معنى: أن الله سبحانه إن أراد به سوءا من مرض أو موت أو غيرهما لم يصح أن يجيره منه أحد، أو: يجد من دونه ملاذا يأوي إليه، والملتحد: الملتجأ.

وقيل: (بلغا) بدل من (ملتحدا) أي: لم أجد من دونه منجى إلا أن أبلغ عنه ما أنزله إلي فأقول: قال الله كذا، وأبلغ رسالته من غير زيادة ونقصان (32).

و (من) ليست بصلة للتبليغ وإنما هو بمنزلة (من) في قوله: (برآءة من الله) (33) والتقدير: بلاغا كائنا من الله (خلدين) محمول على معنى " من "، وتعلق (حتى) بقوله: (يكونون عليه لبدا)، على: أنهم يتظاهرون عليه بالعداوة، ويستضعفون أنصاره، ويستقلون عدده (حتى إذا رأوا ما يوعدون) يوم بدر، أو: يوم القيامة (فسيعلمون) حينئذ أيهم (أضعف ناصرا وأقل عددا)، ويجوز أن يتعلق بمحذوف دلت عليه الحال، كأنه قال: لا يزالون على ما هم عليه حتى إذا رأوا ما يوعدون، وكأ نهم أنكروا هذا الموعود وقالوا: متى يكون؟فقيل: (قل) يا محمد: إنه كائن لاريب فيه، وأما وقته فما (أدرى) متى يكون، لأن الله سبحانه لم يبينه لي، والأمد: الغاية والنهاية والمهلة.

(علم الغيب) أي: هو عالم الغيب (فلا) يطلع (على غيبه أحدا) من عباده.

(إلا من ارتضى من رسول) تبيين لمن ارتضى، يعني: المرتضى للنبوة لا كل مرتضى (فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا) حفظة من الملائكة يحفظونه من الشياطين، يطردونهم عنه ويعصمونه عن وساوسهم حتى يبلغ ما أوحي به إليه.

(ليعلم) الله، أي: ليظهر معلومه على ما كان عالما به (أن قد) أبلغ الأنبياء (رسلت ربهم) وحد أولا على اللفظ في قوله: (من بين يديه ومن خلفه)، ثم جمع على المعنى كقوله: (فإن له نار جهنم خلدين فيهآ)، والمعنى: ليبلغوا رسالات ربهم كما هي محروسة من الزيادة والنقصان.

وقرئ: " ليعلم " على البناء المفعول (34) (وأحاط) الله (بما لديهم) بما عند الرسل من الشرائع وغيرها، لا يفوته منها شيء (وأحصى كل شىء عددا) من الصغير والكبير، والقليل والكثير، مما كان وما يكون، و (عددا) حال بمعنى: معدودا محصورا، أو: مصدر بمعنى: إحصاء.

1- المدثر: 42.

2- لعبد مناف بن ربع الجربي، من قصيدة يصف بها واقعة حدثت لقومه. وقتائدة: اسم عقبة. راجع خزانة الأدب للبغدادي: ج 7 ص 39 وما بعده، وفيه: " شلا " بدل " مثلا ".

3- وبالنون هي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 656.

4- قاله الزجاج في معاني القرآن: ج 5 ص 236.

5- تفسير الحسن البصري: ج 2 ص 368.

6- رواه العياشي في تفسيره: ج 1 ص 319 ح 109 عن زرقان صاحب ابن أبي داود وصديقه. وأبو جعفر الثاني هو الإمام الجواد (عليه السلام).

7- قاله الحسن البصري في تفسيره: ج 2 ص 369.

8- قرأه ابن عامر برواية هشام عنه. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 656.

9- حكاه عنه البغوي في تفسيره: ج 4 ص 404.

10- وهي قراءة نافع وعاصم برواية أبي بكر والمفضل كلاهما عنه. راجع كتاب السبعة المتقدم.

11- قاله الزجاج في معاني القرآن: ج 5 ص 237.

12- التوبة: 1.

13- قرأه يعقوب. راجع التبيان: ج 10 ص 157.

14- قال الشيخ الطوسي في التبيان: ج 10 ص 160: مكية في قول ابن عباس والضحاك، وهي عشرون آية في الكوفي والمدني الأول، وتسع عشرة في البصري، وثمانية عشرة في المدني الأخير. وفي تفسير الماوردي: ج 6 ص 124: مكية في قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر، وقال ابن عباس وقتادة: إلا آيتين منها: قوله: (واصبر على ما يقولون) والتي بعدها. وفي الكشاف: ج 4 ص 634: مكية إلا الآيات 10 و 11 و 20 فمدنية، وآياتها (19) وقيل: (20) نزلت بعد القلم.

15- في نسخة بدل " مختلف فيها... وبعضها مدني ": " مدنية ويقال: مكية إلا آيتان وهي ".

16- رواه الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 644 مرسلا.

17- ثواب الأعمال للصدوق: ص 148، وفيه: " كان له الليل والنهار شاهدين مع سورة المزمل ".

18- جأث: أي فزع، فهو مجؤوث أي: مذعور. (الصحاح).

19- رواه الطبري في تاريخه: ج 2 ص 47.

20- حكاه عنه الطبري في تفسيره: ج 12 ص 278.

21- قاله الزجاج في معاني القرآن: ج 5 ص 239.

22- أنظر تفسير القمي: ج 2 ص 414.

23- حكاه عنه الطبري في تفسيره: ج 12 ص 279.

24- يقال: رجل مفلج الثنايا اي: منفرجها، وهو خلاف المتراص الأسنان.

25- رواه الكليني في الكافي: ج 2 ص 614 ح 1 باسناده عن عبد الله بن سليمان عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام). وفيه: " افزعوا قلوبكم " بدل " اقرع به القلوب ".

26- رواه عنه البيهقي في السنن: ج 3 ص 13.

27- رواه الكليني في الكافي: ج 2 ص 617 و 618 قطعة ح 2 و 5.

28- رواه البيهقي في السنن: ج 2 ص 53 بإسناده عن عبد الله بن عمرو.

29- حكاه عنها الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 637.

30- قاله ابن زيد. راجع تفسير الطبري: ج 12 ص 281.

31- قاله عروة بن الزبير وعائشة. راجع تفسير الماوردي: ج 6 ص 126.

32- حكاه الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 638.

33- قاله ابن قتيبة. راجع تفسير الماوردي: ج 6 ص 127.

34- حكاه عنه الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 639.