سورة الإنسان

سورة الإنسان (1)

مختلف فيها (2)، والصحيح أنها مدنية، وقيل: إن قوله: (إنا نحن نزلنا...) إلى آخر السورة مكي، والباقي مدني (3).

إحدى وثلاثون آية.

في حديث أبي: " ومن قرأ سورة (هل أتى) كان جزاؤه على الله جنة وحريرا " (4).

وعن الباقر (عليه السلام): " من قرأ سورة (هل أتى) في كل غداة خميس زوجه الله من الحور العين مائة عذراء، وأربعة آلاف ثيب وحورا من الحور العين، وكان مع محمد وآله عليهم السلام " (5).

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿هل أتى على الانسن حين من الدهر لم يكن شيا مذكورا (1) إنا خلقنا الانسن من نطفة أمشاج نبتليه فجعلنه سميعا بصيرا (2) إنا هدينه السبيل إما شاكرا وإما كفورا (3) إنآ أعتدنا للكفرين سلسلا وأغللا وسعيرا (4) إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا (5) عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا (6) يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا (7) ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا (8) إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزآء ولا شكورا (9) إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا (10) فوقاهم الله شر ذا لك اليوم ولقلهم نضرة وسرورا (11) وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا (12) متكين فيها على الارآئك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا (13) ودانية عليهم ظللها وذللت قطوفها تذليلا (14)﴾

(هل) بمعنى " قد " في الاستفهام خاصة، والأصل: " أهل " بدلالة قوله: أهل رأونا بسفح القاع ذي الأكم (6) فالمعنى: أقد أتى، على التقرير والتقريب جميعا، أي: (أتى على الانسن) قبل زمان قريب (حين من الدهر لم يكن) فيه (شيئا مذكورا) أي: كان شيئا غير مذكور.

وعن حمران بن أعين قال: سألت الصادق (عليه السلام) عنه، فقال: كان شيئا مقدورا ولم يكن مكونا (7).

والمراد بالإنسان جنس بني آدم، بدليل قوله: (إنا خلقنا الإنسان من نطفة) وقيل: المراد به آدم (عليه السلام) (8).

وعن عمر بن الخطاب: أنها تليت عنده فقال: ليتها تمت (9).

أراد تلك الحالة تمت ولم يخلق ولم يكلف.

و (نطفة أمشاج) مثل: برمة أعشار، ويقال: نطفة مشج، وليس " أمشاج " بجمع له، بل هما مثلان في الإفراد، يوصف المفرد بهما، ومشجه ومزجه بمعنى، والمعنى: من نطفة قد امتزج فيها الماءان: ماء الرجل وماء المرأة، وعن قتادة: أمشاج: أطوار: طورا نطفة، وطورا علقة، وطورا مضغة، وطورا عظاما، إلى أن صار إنسانا (10).

(نبتليه) في محل النصب على الحال، أي: خلقناه مبتلين له، أي: مريدين ابتلاءه، كقولك: مررت برجل معه صقر صائدا به غدا، أي: قاصدا به الصيد غدا.

(شاكرا) و (كفورا) حالان من الهاء في (هدينه) أي: بينا له الطريق، ونصبنا له الأدلة، وأزحنا العلة ومكناه في حالتيه جميعا.

ولما ذكر " الشاكر " و " الكافر " أتبعهما الوعيد والوعد.

قرئ: (سلسلا) منونا (11) وغير منون، وفي التنوين وجهان: أحدهما: أن تكون هذه النون بدلا من حرف الإطلاق، وأجري الوصل مجرى الوقف، والآخر: أنه صرف غير المنصرف على عادة الشعراء.

(الأبرار) جمع " بر " أو " بار " ك? " رب " و " أرباب "، و " صاحب " و " أصحاب ".

وقد أجمع أهل البيت (عليهم السلام) (12) وأكثر المفسرين (13) على أن المراد بهم: علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام).

وروى علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد الله بن ميمون، عن الصادق (عليه السلام) قال: كان عند فاطمة (عليها السلام) شعير فجعلوه عصيدة، فلما وضعوها بين أيديهم جاء مسكين فقال: رحمكم الله، فقام علي (عليه السلام) فأعطاه ثلثها، فلم يلبث أن جاء يتيم، فقال اليتيم: رحمكم الله، فقام علي (عليه السلام) فأعطاه الثلث، ثم جاء أسير، فقال الأسير: رحمكم الله، فأعطاه الثلث الباقي وما ذاقوها، فأنزل الله الآيات فيهم، وهي جارية في كل مؤمن فعل ذلك لله عز اسمه (14).

وروي أيضا: أنهم أطعموا الطعام في ثلاث ليال وطووها (عليهم السلام) ولم يفطروا على شيء من الطعام، وكانوا قد نذروا هم وجارية لهم - تسمى فضة - صوم هذه الأيام، فأوفوا بنذرهم فنزلت في الثناء عليهم (15)، وأعظم بها شرفا وفضلا.

والكأس: الزجاجة إذا كانت فيها خمر، وتسمى الخمر نفسها كأسا (مزاجها) ما يمزج بها (كافورا) ماء كافور، وهو اسم عين في الجنة ماؤها في بياض الكافور ورائحته وبرده، و (عينا) بدل منه.

وعن مجاهد: ليس ككافور الدنيا (16)، وعن قتادة: يمزج لهم بالكافور ويختم لهم بالمسك (17)، وقيل: تخلق فيها رائحة الكافور وبياضه وبرده فكأنها مزجت بالكافور (18).

و (عينا) على هذين القولين بدل من " كأسا " على تقدير حذف مضاف، كأنه قال: ويسقون فيها خمرا خمر عين، أو: نصب على الاختصاص.

(يشرب بها) أي: يشرب عباد الله بها الخمر، كما تقول: شربت الماء بالعسل (يفجرونها) يجرونها حيث شاءوا من منازلهم (تفجيرا) سهلا لا يمتنع عليهم.

(يوفون بالنذر) حال أو استئناف، يقال: وفى بنذره وأوفى به (كان شره مستطيرا) أي: فاشيا منتشرا، والمراد بالشر: أهوال ذلك اليوم وشدائده.

(ويطعمون الطعام على حبه) الضمير للطعام، أي: مع اشتهائه والحاجة إليه، ونحوه: (وءاتى المال على حبه) (19) وقيل: على حب الله تعالى (20).

وعن الحسن: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يؤتى بالأسير فيدفعه إلى بعض المسلمين فيقول: أحسن إليه، فيكون عنده اليومين والثلاثة (21).

وعن قتادة: كان أسيرهم يومئذ المشرك، وأخوك المسلم أحق أن تطعمه (22).

وعن أبي سعيد الخدري: هو المملوك والمسجون (23).

(إنما نطعمكم) على إرادة القول، وعن سعيد بن جبير ومجاهد: أنهم لم يتكلموا بذلك، ولكن علم الله ما في قلوبهم فأثنى به عليهم (24).

أي: لا نطلب بهذا الإطعام مكافأة عاجلة، ولا أن تشكرونا عليه، إذ هو مفعول لوجه الله، فلا معنى لمكافأة الخلق، و " الشكور " مصدر كالشكر، مثل: الكفور والكفر.

(إنا نخاف) يحتمل أن يراد: أن إحساننا إليكم للخوف من شدة ذلك اليوم لا للمكافأة، وأن يراد: إنا لا نريد منكم المكافأة لخوف عقاب الله على طلب المكافأة بالصدقة (يوما عبوسا) مثل قولك: نهارك صائم، وصف اليوم بصفة أهله، أو: شبه اليوم في شدته بالأسد العبوس (قمطريرا) صعبا شديدا.

(فوقهم الله شر ذلك اليوم) أي: كفاهم شدائده وأهواله (ولقهم نضرة وسرورا) أي: أعطاهم بدل عبوس الفجار وحزنهم نضرة في الوجوه وسرورا في القلوب، وهذا يدل على أن " اليوم " موصوف بعبوس أهله.

(وجزاهم بما صبروا) أي: وجزاهم بصبرهم على الإيثار وبما يؤدي إليه، من الجوع والعري (جنة) فيها مأكل هنيء (وحريرا) فيه ملبس بهي.

(لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا) يعني: أن هواءها معتدل لا حر شمس يحمي ولا زمهرير يؤذي.

(ودانية عليهم ظللها) يجوز أن تكون معطوفة على الجملة التي قبلها، وتكون حالا مثلها.

والتقدير: غير رائين فيها شمسا ولا زمهريرا ودانية عليهم ظلالها، ودخلت الواو للدلالة على أن الأمرين جميعا لهم، فكأنه قال: وجزاهم جنة جامعين فيها بين البعد عن الحر والبرد ودنو الظلال عليهم.

ويجوز أن يكون (متكئين) و (لا يرون) و (دانية) كلها صفات الجنة، هذا قول جار الله (25)، وعندي أنه ليس بالوجه، لأن اسم الفاعل إذا وصف به وكان فعلا لغير الموصوف وجب إبراز الضمير الذي فيه، وليس الاتكاء والدنو في الآية للجنة، فالصحيح هو القول الأول.

ويجوز في (ودانية) أن تنتصب على: وجزهم جنة ولبس حرير ودخول جنة دانية عليهم ظلالها، فحذف المضاف (وذللت قطوفها) أي: جعلت ثمارها مذللة لقطافها لا تمتنع عليهم كيف شاءوا، أو: جعلت ذليلة لهم، خاضعة متقاصرة، من قولهم: حائط ذليل: إذا كان قصيرا، وعن مجاهد: إن قام ارتفعت بقدره، وإن قعد أو اضطجع تذللت حتى تنالها يده (26).

﴿ويطاف عليهم بانية من فضة وأكواب كانت قواريرا (15) قواريرا من فضة قدروها تقديرا (16) ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا (17) عينا فيها تسمى سلسبيلا (18) ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا (19) وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا (20) عليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا (21) إن هذا كان لكم جزآء وكان سعيكم مشكورا (22)﴾

قرئ: (قواريرا قواريرا) غير منونين، وبالتنوين فيهما (27) وبالتنوين في الأول منهما (28).

وهذا التنوين بدل من حرف الإطلاق لأنه كالفاصلة من الشعر، وفي الثاني لإتباعه الأول.

ومعنى قوله: (قواريرا من فضة) أنها مخلوقة من فضة، وهي مع بياض الفضة وحسنها في صفاء القوارير وشفيفها، ومعنى (كانت): أنها تكونت قوارير بتكوين الله إياها، وهو تفخيم لتلك الخلقة العجيبة الجامعة بين صفتي الجوهرين المتباينين، ومثله: " كان " في قوله: (كان مزاجها كافورا)، نحو " يكون " في قوله: (كن فيكون) (29).

(قدروها) صفة لـ (قواريرا) والمعنى: أنهم قدروها في أنفسهم أن تكون على مقادير وأشكال على حسب شهواتهم، فجاءت كما قدروا، وقيل: إن الضمير " للطائفين " بها عليهم، أي: قدروا شرابها على قدر الري، وهو ألذ للشارب لكونه على قدر حاجته (30).

وعن مجاهد: لا تغيض ولا تفيض (31).

وقرئ: " قدروها " بضم القاف (32)، والوجه فيه: أن يكون من: " قدر " منقولا من " قدر "، تقول: قدرت الشيء، و: قدرنيه فلان: إذا جعلك قادرا له، ومعناه: جعلوا قادرين لها كيف شاءوا على حسب ما اشتهوا.

(كان مزاجها زنجبيلا) العرب تستطيب الزنجبيل وتستلذه، قال الأعشى: كأن القرنفل والزنجبي?ل * باتا بفيها وأريا مشورا (33) وعن ابن عباس: كل ما ذكر الله في القرآن مما في الجنة ليس مثله في الدنيا، ولكن سماه بما يعرف (34).

وسميت العين زنجبيلا لطعم الزنجبيل فيها، يعني: أنها في طعمه وليس فيها لذعة، ولكن نقيض اللذع وهو السلاسة، يقال: شراب سلسل وسلسال وسلسبيل زيدت الباء في التركيب حتى صارت الكلمة خماسية ودلت على غاية السلاسة، و (عينا) بدل من (زنجبيلا) وقيل: يمزج كأسهم بالزنجبيل (35)، أو: يخلق الله طعمه فيها (36)، فعلى هذا القول يكون (عينا) بدلا من (كأسا) كأنه قال: ويسقون فيها كأس عين، أو: منصوبة على الاختصاص.

(حسبتهم لؤلؤا منثورا) شبه الولدان المخلدون في حسنهم وصفاء ألوانهم وانبثاثهم في مجالسهم للخدمة باللؤلؤ المنثور، أو: باللؤلؤ الرطب إذا نثر من صدفه، لأنه أصفى ما يكون وأحسن.

(وإذا رأيت): لا مفعول لـ ( رأيت) هنا، لا ظاهرا ولا مقدرا، فكأنه قال: وإذا وجدت الرؤية (ثم)، والمعنى: أن بصر الرائي أينما وقع لم يقع إلا على نعيم كثير وملك كبير، و (ثم) في محل نصب على الظرف، أي: في الجنة (ملكا كبيرا) واسعا دائما لا يزول، وقيل: إذا أرادوا شيئا كان (37)، وقيل: تسلم عليهم الملائكة ويستأذنون عليهم (38).

(عليهم) وقرئ بالسكون (39) على أنه مبتدأ خبره (ثياب سندس) أي: ما يعلوهم من اللباس ثياب سندس، وقرئ بالنصب على الحال، و (ثياب) مرفوع به، أو: أجري " عال " مجرى " فوق " فانتصب على الظرف وسد مسد الحال، أو: هو على معنى: رأيت أهل نعيم وملك عاليهم ثياب، وقرئ: (خضر وإستبرق) بالرفع حملا على " الثياب "، وبالجر (40) حملا على (سندس)، وقرئ: (وإستبرق) بالرفع (41) على معنى: ثياب سندس وثياب إستبرق، فحذف المضاف وأقام " إستبرق " مقامه، وقرئ بالجر أيضا (42)، (وحلوا) عطف على (ويطاف عليهم)، (أساور من فضة) لا يكتنه وصفها، يرى ما وراؤها، وقيل: إن الفضة في الجنة أفضل من الذهب ومن الدر والياقوت (43)، وقيل: إنهم يحلون بالذهب تارة، وبالفضة أخرى، أو: بهما جميعا على الجمع (44) (وسقهم ربهم شرابا طهورا) وليس برجس كخمر الدنيا، وقيل: يطهرهم من كل شيء سوى الله (45).

(إن هذا) و " هذا " إشارة إلى ما تقدم من عطاء الله، وما وصفه من النعيم والتعظيم (كان لكم جزآء) على أعمالكم المقبولة وطاعاتكم المبرورة (وكان سعيكم) في مرضاة الله (مشكورا) مرضيا، والشكر مجاز.

وروي: أن جبرائيل لما تلا الآيات قال: خذها يا محمد هنأك الله في أهل بيتك (46).

﴿إنا نحن نزلنا عليك القرءان تنزيلا (23) فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم ءاثما أو كفورا (24) واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا (25) ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا (26) إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون ورآءهم يوما ثقيلا (27) نحن خلقنهم وشددنآ أسرهم وإذا شئنا بدلنآ أمثلهم تبديلا (28) إن هذه ى تذكرة فمن شآء اتخذ إلى ربه سبيلا (29) وما تشآءون إلا أن يشآء الله إن الله كان عليما حكيما (30) يدخل من يشآء في رحمته ى والظلمين أعد لهم عذابا أليما (31)﴾

كرر سبحانه الضمير الذي هو اسم ل? " إن " للتأكيد، فكأنه قال: ما نزل (عليك القرءان تنزيلا) مفرقا مفصلا إلا أنا لا غيري.

(فاصبر لحكم ربك) الصادر عن الحكمة والصواب على مكافتهم واحتمال أذاهم إلى أن يأتيك الأمر بالقتال (ولا تطع منهم) أحدا، قلة صبر منك على أذاهم، وقيل: إن " الآثم " عتبة بن ربيعة، و " الكفور " الوليد بن المغيرة، قالا: ارجع عن أمرك ونحن نرضيك بالمال والتزويج (47).

ولو قال: ولا تطع آثما وكفورا لجاز أن يطيع أحدهما، فإذا أتي ب? " أو " ومعناه: ولا تطع أحدهما، علم أن الناهي عن طاعة أحدهما ناه عن طاعتهما جميعا.

(واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا) أي: صباحا ومساء.

(ومن الليل) وبعض الليل (فاسجد له) أي: فصل لله، وقيل: يعني: المغرب والعشاء الآخرة (48) (وسبحه ليلا طويلا) وتهجد له هزيعا طويلا من الليل: ثلثيه أو نصفه أو ثلثه.

(إن هؤلاء) الكفرة (يحبون العاجلة) ويؤثرونها على الآخرة (ويذرون ورآءهم) قدامهم، أو: خلف ظهورهم لا يعبؤون به (يوما ثقيلا) عسيرا شديدا، مستعار من الشيء الثقيل الباهظ لحامله.

(وشددنآ أسرهم) أي: شددنا توصيل عظامهم بعضها ببعض، وتوثيق مفاصلهم بالأعصاب، من الأسر الذي هو الربط والتوثيق بالإسار وهو القد، وفرس مأسور الخلق، كما قيل: جارية معصوبة الخلق، وقيل: معناه: كلفناهم وشددناهم بالأمر والنهي.

(وإذا شئنا) أهلكناهم و (بدلنآ أمثلهم) في شدة الأسر، يعني: النشأة الأخرى، وقيل: معناه: بدلنا غيرهم ممن يطيع (49)، وحقه أن يكون: " وإن شئنا " ب? " إن "، لا ب? " إذا " (50)، كقوله: (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم) (51).

(هذه) إشارة إلى السورة، أو: إلى الآيات القريبة (تذكرة) تذكير وعظة (فمن شآء) فمن اختار الخير (اتخذ إلى ربه سبيلا) بأن يتقرب إليه بالطاعات.

(وما تشآءون) الطاعة (إلا أن يشآء الله) يجبرهم عليها، وقرئ بالتاء والياء (52)، و (أن يشآء الله) منصوب المحل على الظرف، والأصل: إلا وقت مشيئة الله.

(والظلمين) منصوب بفعل مضمر يفسره: (أعد لهم)، نحو: أوعد وكافأ ونحوهما.

1- رواه عنه الطبري في تفسيره: ج 12 ص 360.

2- حكاه عنه الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 668.

3- رواه عنهما الطبري في تفسيره: ج 12 ص 361.

4- في الكشاف: ج 4 ص 671.

5- رواه عنه الطبري في تفسيره: ج 12 ص 364.

6- قرأه عاصم برواية أبي بكر عنه ونافع والكسائي. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 663 - 664.

7- وهي قراءة ابن كثير وحده. راجع المصدر السابق.

8- البقرة: 117، آل عمران: 47 و 59، الانعام: 73.

9- قاله سعيد بن جبير والحسن ومجاهد وقتادة وابن زيد. راجع تفسير الطبري: ج 12 ص 367.

10- رواه عنه الطبري في تفسيره المتقدم.

11- قرأه ابن عباس والسلمي والشعبي ورووه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي (عليه السلام). راجع شواذ القرآن لابن خالويه: ص 166.

12- من قصيدة طويلة يمدح فيها هوذة بن علي الحنفي. والزنجبيل: نبات طيب الرائحة، والأري: العسل، والمشهور: المجموع، انظر ديوان الأعشى: ص 87 وفيه: " كأن جنيا "، و " خالط فاها " بدلا من " باتا بفيها ".

13- حكاه عنه البغوي في تفسيره: ج 4 ص 430.

14- قاله قتادة. راجع تفسير الطبري: ج 12 ص 368.

|

15- قاله ابن شجرة. راجع تفسير الماوردي: ج 6 ص 170.

16- قاله الترمذي الحكيم في نوادر الأصول: ج 2 ص 207.

17- قاله مقاتل والكلبي. راجع تفسير البغوي: ج 4 ص 430.

18- أي: بسكون الياء وكسر الهاء تبعا لذلك، وهي قراءة نافع وحمزة وأبان والمفضل كلاهما عن عاصم. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 664.

19- أي: بجرهما، وهي قراءة حمزة والكسائي وأبي عمرو برواية عبيد عنه. راجع المصدر السابق: ص 665.

20- أي: بجر " خضر " ورفع " إستبرق "، وهي قراءة ابن كثير وعاصم برواية أبي بكر عنه. راجع المصدر المتقدم.

21- أي: برفع " خضر " وجر " إستبرق "، وهي قراءة أبي عمرو وابن عامر. راجع المصدر نفسه.

22- قاله الشيخ الطوسي في التبيان: ج 10 ص 218.

23- قاله الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 674.

24- رووه عن علي (عليه السلام). راجع تفسير ابن كثير: ج 4 ص 457.

25- رواه الحاكم الحسكاني في الشواهد: ج 2 ص 403 ذ ح 1054 باسناده عن عطاء عن ابن عباس، والسيوطي في اللآلي: ج 1 ص 192 نقلا عن ابن الجوزي.

26- قاله مقاتل. راجع تفسير البغوي: ج 4 ص 431.

27- قاله أبو بكر ابن العربي في أحكام القرآن: ج 4 ص 355.

28- قاله ابن عباس في تفسيره: ص 496.

29- قال علي (عليه السلام): " واتهموا عليه (القران) آراءكم... " نهج البلاغة: الخطبة 176.

30- محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): 38.

31- أي: " وما يشاءون " بالياء قرأه ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر برواية هشام عنه. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 665.

32- قال الشيخ الطوسي في التبيان: ج 10 ص 222: مكية في قول ابن عباس، وهي خمسون آية بلا خلاف. وفي تفسير الماوردي: ج 6 ص 175: مكية من قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر، وقال ابن عباس وقتادة: إلا آية منها، وهي قوله تعالى: (وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون) فمدنية. وفي الكشاف: ج 4 ص 677: مكية إلا آية (48) فمدنية، وآياتها (50)، نزلت بعد الهمزة.

33- رواه الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 683 مرسلا.

34- ثواب الأعمال للصدوق: ص 149.

35- الروم: 48.

36- قاله علي (عليه السلام) وابن عباس وابن مسعود وأبو صالح ومجاهد وقتادة. راجع تفسير الطبري: ج 12 ص 377 - 380.

37- وبالتثقيل - أي: بضم الذال فيهما - قرأه ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم برواية أبي بكر عنه. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 666.

38- قاله ابن عباس في تفسيره: ص 497.

39- الواقعة: 5.

40- قاله الزجاج في معاني القرآن: ج 5 ص 266.

41- قاله الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 678.

42- قرأه نافع والكسائي. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 666.

43- عبس: 19.

44- قرأه رويس عن يعقوب. راجع التذكرة في القراءات لابن غلبون: ج 2 ص 748.

45- الواقعة: 43.

46- قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك والحسن. راجع تفسير الطبري: ج 12 ص 388.

47- قرأه ابن عباس. راجع شواذ القرآن لابن خالويه: ص 167.

48- الظاهر أن المصنف (رحمه الله) قد اعتمد هنا على قراءة الجمع وهي قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو وابن عامر وأبي بكر عن عاصم. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 666.

49- البيت من معلقته الميمية، والفدن: القصر. راجع ديوان عنترة بن شداد: ص 12.

50- قرأه رويس وحده. راجع التذكرة في القراءات: ج 2 ص 749.

51- قاله سعيد بن جبير ومجاهد. راجع تفسير الطبري: ج 12 ص 390، والقلوس: الحبال.

52- قاله الشيخ في التبيان: ج 10 ص 231.