بحث حول رسم الخط

قد عرفت فيما مضى أن الوجود الكتبي لابد وأن يكون تابع الوجود اللفظي، وأن الكيفية الملفوظة ملحوظة في الكيفية المخطوطة، فلا معنى لأن يتكلم بالألف ويكتب ياء وبالعكس، للزوم وقوع القارئين في الغلط والخبط. وربما يلاحظ الكتاب أصول الكلمة في رسم الخطوط، كما يلاحظون حصول الفرق بين " على " الحرفية و " علا " الفعلية، مع أنه يتميز ذلك بالجمل الحافة بهما. وفيما نحن فيه ترى كثيرا في الآيات السابقة، أنهم يكتبون " الملائكة " بصورة " الملائكة "، وهذا خلاف القياس، وربما كان السابقون يكتبون غلطا، والمتأخرون غيروه وصححوه، كما ترى في كلمة " الصلاة "، فإنها تكتب هذه الأيام (عام 1396 القمري وأنا ابن ست وأربعين سنة) " صلاة " بغير واو، من غير مراعاة الأصل المذكور، فان " صلاة " تجمع على " صلوات "، والجمع والتصغير يردان الأشياء إلى أصولها. وبالجملة: في مثل كلمات الكتاب العزيز والقرآن المبين، يراعى جانب التشديد في حفظ ما وصل إلينا من الأقدميين، كي لا يتدخل إليه التحريف في الجهات الاخر، والأمر غير سهل، فتدبر.