في اختلاف القراءة

1 - المشهور والجمهور على كسر تاء من " الملائكة " (1)، وعن أبي جعفر يزيد بن القعقاع وسليمان بن مهران بضم التاء اتباعا لحركة الجيم، وحكي أنها لغة عن ازدشنوءة، وعن الزجاج: أنه غلط عنه، وعن الفارسي: هذا خطأ، وقيل: ليس الأمر هكذا بعد كونه عارفا بخصوصيات القرآن ورموزه، وكان أحد القراء المشاهير الذين أخذوا القرآن عرضا عن ابن عباس. بل روي: أن امرأة رأت بناتها مع رجل، فقالت: أ في السوء تنتبه، وهي تريد أن تقول: أ في السوأة اتيته. وقد ذكرنا مرارا: أن حديث اختلاف القراء والقراءات وتأريخ هذه المسألة وأساس أحدوثتها ونسجها ينبئ عن الأغراض السياسية وغيرها، كان وراءهم من لا يركن إلا إلى الظالمين وغاصبي حق سيد المرسلين، وسجلوا أسماءهم في عداد الخلائف في الأرضين، واشتغلوا بصرف آراء التابعين بهذه الخرافات حول الكتاب المستبين، وتلاعبوا به لعنة الله عليهم، و (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا) ولهم عذاب مهين، ولكن مع الأسف بعد تنبيه الأئمة المعصومين الأمة على جهات ترد عليهم من التفرق فتفرق بهم السبل، وضلت نفوسهم، وزلت أقدامهم، فوردوا شريعة المفسدين، والله من ورائهم حافظ ومعين. وقال في " التبيان ": ويكره الوقف على قوله: (فسجدوا)، أو على (إلا) حتى يقول: (إلا إبليس)، وكذلك كل استثناء (2).


1- راجع البحر المحيط 1: 152 - 153 حول اختلاف القراءات.

2- راجع تفسير التبيان 1: 148.