إشارة ملكوتية وإنارة علمية

عدم إمكان عبادة غير الله: قد اشتهر بين أهل الوفاء والصفا - حتى شاهدوا هذا الأمر في المرائي والخلوات -: أن عبادة غير الله تعالى لا يمكن أن تتحقق، فيكون الأمر بالعبادة مسوقا من المرحلة إلى المرحلة، ويكون توجيه الناس من عبادة الأصنام والأوثان إلى الرب الذي خلق الإنسان من باب اختلاف المظاهر والظواهر اگر مؤمن بدانستى كه بت چيست يقين كردى كه حق در بت پرستى است (1) (وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه) (2)، وقد ورد عن ابن عباس - حسب ما قيل - أنه قضاء تكويني (3) والله العالم. وبالجملة: يمكن الجمع بين هذه المقالة وبين الآية: بأن الأمر فيها ليس إلا صيانة عن الخطأ في الفكر، وحفاظا عن الاشتباه في القول، ولا خطأ ولا اشتباه في ذات العمل حسب الواقع، فإن الحمد لله رب العالمين، فكيف يقع العبادة لغير الله تبارك وتعالى ؟! والله هو المؤيد والمسدد، وإليه المرجع والمآب.


1- متخذ من گلشن راز، الشبستري.

2- الإسراء (17): 23.

3- الجامع لأحكام القرآن 1: 237.