القراءة وأنحاؤها

1 - قرء ابن السميقع: " كمثل الذين استوقد نارا "، وقيل: هي قراءة مشكلة.

2 - قرأ أيضا هو وابن أبي عيلة: " فلما ضاءت " ثلاثيا.

3 - قرأ اليماني: " أذهب الله نورهم ".

4 - قرأ الجمهور: " ظلمات " بالضم، وقرأ الحسن وأبو السماك بسكون اللام، وقرأ قوم بفتحها (1)، ونسب إلى الأعمش السكون، وإلى أشهب العقيلي الفتح (2).

5 - قرأ اليماني: " في ظلمة " على التوحيد (3) ليطابق بين النور والظلمة.

6 - ويستظهر من بعض العبائر قراءة " الذي " مشددا حتى تدل على أنه الجمع (4).

7 - في " التبيان ": والكسائي يشم الهاء الرفع بعد نصب اللام في قوله: " حوله " في حال الوقف، والباقون لا يشمون، وهو أحسن (5). أقول: لكل واحد من هذه القراءات وجه أو وجوه وتخريجات، ولكن لما كانت الاختلافات ناشئة عن اختلاف الآراء في اللغات، أو تفاوت القارئين في الذوقيات، ولا تستند إلى الوحي وصاحبه، فلا يهمنا البحث حولها، مثلا: ابن السميقع بتخيل أن المشابهة تقتضي المماثلة في الجمع والإفراد، اختار " الذين " على " الذي "، مع أنه لو كان يختار استوقدوا كان أحسن، لأن حمل " الذي " على الجمع أخف وأسهل، فإنه كثيرا ما يرجع إلى " من " الموصول ضمائر الجمع وأسماء الإشارة بصيغة الجمع. واليماني تخيل: أن مقتضى التعدية بالباء ذهاب الله تعالى، وهو منزه عنه، ولا يقتضي ذلك التعدية بالهمزة، كما يأتي تفصيله في البحث الآتي إن شاء الله تعالى. وهكذا قراءة الظلمة، فإن ذوقه وشعوره دعاه إلى الإفراد حتى يتماثل النور معها، كما أشير إليه. وما أبعد بينه وبين من قرأ " ظلمات " بالفتح، قائلا: إنها جمع " ظلم "، وهي جمع ظلمة، فإن الجاهل: إما مفرط أو مفرط، وكأنه كان يرى إفادة اشتداد الظلمة بالجمع، فجمع الجمع أحسن. تنبيه: قيل: لا يجوز الوقف على " ظلمات "، وعلل ذلك: بأن جملة (لا يبصرون) في موضع الحال، وكأنه قال: غير مبصرين، فتأمل (6).


1- راجع حول الأقوال في القراءة البحر المحيط 1: 77 - 80.

2- راجع الجامع لأحكام القرآن 1: 213.

3- الكشاف 1: 75، البحر المحيط 1: 81.

4- البحر المحيط 1: 74.

5- تفسير التبيان 1: 88.

6- الجامع لأحكام القرآن 1: 213.