أنحاء القراءة واختلافها
1 - عن ابن إسحاق ويحيى بن يعمر: " اشتروا الضلالة " بكسر الواو على أصل التقاء الساكنين (1).
2 - وروي عن أبي زيد الأنصاري، عن قعنب أبي السمال العدوي: أنه قرأ بفتح الواو لخفة الفتحة وإن كان ما قبلها مفتوحا (2).
3 - أجاز الكسائي همز الواو وضمها (3).
4 - " اشتروا " بضم الواو، قال سيبويه: ضمت الواو فرقا بينها وبين الواو الأصلية، نحو (وأن لو استقاموا) (4) على الطريقة. وقال ابن كيسان: الضمة على الواو أخف من غيرها، لأنها من جنسها. وقال الزجاج: حركت بالضم كما فعل في مثل " نحن " (5).
5 - أمال حمزة والكسائي " الهدى "، وهي لغة بني تميم، والباقون بالفتح، وهي لغة قريش (6).
6 - قرأ ابن أبي عيلة: " تجاراتهم " على الجمع، بتوهم: أن لكل واحد منهم تجارة (7). أقول: قد عرفت منا بما لا مزيد عليه: أن التجاوز عن القراءة الموجودة إلى غيرها ممنوعة جدا، وأشرنا فيما سبق إلى منشأ حدوث الاختلاف في القراءة، واحتملنا أن ذلك من الدسائس الأجنبية الإسرائيلية، مريدين بذلك تحريف الكتاب بوجه بسيط، ناظرين إلى اختلاف النسخ حسب ما وقعوا فيه، وأصحبت التوراة وغيرها، خذلهم الله تعالى وحشرهم مع أعدائه.
تذنيب
الأصل في الواو في الجمع هو السكون، والأصل في التقاء الساكنين هو التحريك بالكسر كما يقرأ: " أو الضلالة "، " لو الضلالة "، ولكن دأب العرب وديدنهم الطبيعي على الضم هنا، وفي بعض الآيات الأخر اتفقوا عليه، كقوله تعالى: (لترون الجحيم) (8)، وقوله تعالى: (لتبلون) (9)، ولعل سره ما مر في كلام سيبويه، إلا أنه استحسان استخرجوه من عند أنفسهم وذوقيات تذكر خداعا ولا واقعية لها.
1- الجامع لأحكام القرآن 1: 210.
2- نفس المصدر.
3- راجع الجامع لأحكام القرآن 1: 210، والبحر المحيط 1: 71.
4- الجن (72): 16.
5- راجع الجامع لأحكام القرآن 1: 210.
6- انظر البحر المحيط 1: 71.
7- راجع البحر المحيط 1: 73.
8- التكاثر (103): 6.
9- آل عمران (3): 186.