النحو والإعراب

قوله تعالى: (الله يستهزئ بهم) إما مستأنفة جوابا عن السؤال المقدر، أو إنشائية دعائية، وعلى كل تقدير يحتمل كونها حالا عن ضمير (قالوا إنا معكم). قوله تعالى: (ويمدهم) من قبيل الخبر بعد الخبر، ولا يكون عطفا إلا بهذا المعنى. وما اشتهر: من عطفه على الخبر بإعادة المبتدأ، غير موافق للتحقيق، فكما إذا قيل: زيد عالم عادل، يكون الثاني خبرا للمبتدأ الواحد، كذلك في العطف، ولا خير فيه إلا اللطف في التعبير وحسن الاستعمال، وربما يورث عطف البيان، ويكون استهزاؤه تعالى عين إمدادهم على العمة. والله العالم. قوله تعالى: (يعمهون) في حكم الجزاء لقوله تعالى: (يمدهم) أي يمدهم حتى يعمهوا في طغيانهم وتكون " حتى " للغاية، ويعلم من ذلك أن (في طغيانهم) متعلق بقوله تعالى: (يعمهون)، وقد اختلفوا في أنه حال بعد حال، أو هو حال من ضمير يمدهم، أو من الضمير في " طغيانهم "، و (في طغيانهم) يحتمل كونه متعلقا ب? " يمدهم "، أو متعلقا ب? " يعمهون ". وقال أبو البقاء: بأن الحال بعد الحال غير جائز، لأن العامل لا يجوز له العمل في الحالين. وقال ابن حيان بالتفصيل بين الحالات الممكن اجتماعها وما لا يمكن اجتماعها (1). انتهى مرامهما.


1- البحر المحيط 1: 71 / السطر 6 - 18.